المرصاد نت - متابعات
اعتبرت صحيفة معاريف الاسرائيلية الاربعاء ان تعين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لنجله محمد بن سلمان كولي للعهد يخدم تطور العلاقات بين تل أبيب والرياض.
ووصفت الصحيفة التغيير السياسي في السعودية بأنه "هزة سياسية في المملكة" وقالت إن الملك أطاح ولي العهد الحالي لصالح تعيين ابنه أكدت أخرى أن التغيير كان متوقعا لأن الأمير محمد بن سلمان كان الشخص الأقوى في المملكة منذ تولي الملك سلمان العرش. وكان واضحا منذ البداية أن الملك محمد هو الشخص الذي سيقود المملكة في المستقبل لكن المفاجأة تبقى التوقيت ودلالاته.
وقالت الصحيفة العبرية أن محمد بن سلمان هو ولي العهد الأصغر سنا في تاريخ السعودية و "تغيير سياسي دراماتيكي في السعودية" كتب صحفيون إسرائيليون على تويتر تعليقا على القرار الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الأربعاء بتعيين نجله، محمد بن سلمان وليا للعهد مكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
وأضافت الصحيفة بالنسبة لإسرائيل فيعد التعيين تطورا إيجابيا لأن الأمير محمد بن سلمان يقود حربا حازمة ضد الإرهاب والتطرف. ويأتي التعيين على خلفية الحديث عن تقارب في العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وفي هذا الشأن، أكد وزير الإعلام الإسرائيلي، أيوب قرا، أن إسرائيل والسعودية تقيمان بواسطة وسطاء أمريكيين قناة تواصل لتطوير العلاقات الديبلوماسية بينهما.
وأشارت معاريف الى أن الجانبين ناقشا خطوات ممكنة لتطوير العلاقات بينهما في اليوم التالي لحل الصراع الفلسطيني - إسرائيلي. ومن هذه الخطوات، إتاحة إقامة شركات إسرائيلية في السعودية، وفتح المجال الجوي السعودي للطائرات الإسرائيلية. واصفة هذا المسار السياسي بالقول "يوجد احتمال كبير لإقامة علاقات مع من نطلق عليهم "الائتلاف السعودي".
غابت إسرائيل الرسمية عن الزلزال السعودي لكنها حضرت بقوة في وسائل إعلامها التي أفردت مساحات واسعة للحدث تحليلاً وتعليقاً وبرز في هذا السياق ما نشره موقع صحيفة «هآرتس» إذ رأى أن «تعيين محمد بن سلمان يُعد بشرى جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة، نظراً إلى مواقفه الحاسمة ضد إيران، الأمر الذي يجعل منه شريكاً استراتيجياً مهماً».
ورأى محلل الشؤون الإقليمية في الصحيفة تسفي بارئيل أنّ هذه الشراكة تتعدى الصراع ضد إيران وتمتد إلى ملفات أخرى مشيراً إلى أن رؤية ابن سلمان «تتطابق مع الإدارة الأميركية بشأن ضرورة لجم النفوذ الروسي في المنطقة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والعمل بعزم ضد داعش والمنظمات الراديكالية الأخرى من الإخوان المسلمين إلى حزب الله».
وأعاد بارئيل التذكير بالتقارير العربية التي تحدثت خلال العامين الماضيين عن لقاءات جرت بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين «وبحسب هذه التقارير حصل أحد هذه اللقاءات عام 2015 في إيلات كذلك جرى لقاء آخر على هامش القمة العربية في الأردن في شهر آذار الماضي فضلاً عن الحديث عن إجراء سلسلة من الاجتماعات المنتظمة بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة التي تضم الأردن والسعودية والولايات المتحدة في إطار تنسيق الجهود ضد الميليشيات».
ورأى الكاتب أن لقاءات كهذه تتطلب تصديق محمد بن سلمان بصفته وزيراً للدفاع، «لكن ما ليس معلوماً حتى الآن هو إلى أي مدى يرغب ويقدر ابن سلمان دفع عملية السلام قدماً بين إسرائيل والفلسطينيين كجزء من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهل سيكون بإمكانه إحداث انعطافة في منظومة العلاقات بين إسرائيل والسعودية». ورأى أن «تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية كان مسألة وقت فقط. فهو أصلاً الزعيم الفعلي للمملكة وهو الذي يقود كل سياستها الخارجية وترجح التقديرات أنه بعد وقت غير قصير سيعتزل الملك سلمان المريض منصبه وينقل الملك إلى ابنه.
الي ذلك قال الكاتب الإسرائيلي سمدار بيري في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "لإسرائيل" والسعودية أعداء وأصدقاء مشتركين، وتربطهما مصالح مشتركة، مشيرا إلى أن تعيين محمد بن سلمان في ولاية العهد تعتبر خطوة جيدة بالنسبة "لإسرائيل"، متوقعا أن يعمد الأمير الجديد للتعاون الاستخباري السري مع "إسرائيل" في الكثير من القضايا التي تستدعي التعاون المشترك.
وتحدث الكاتب عن تطورات المشهد السعودي وما شهده من إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد الذي لم يترك له خيارات كثيرة، حسب قوله وأضاف: "عندما انعقد مجلس الأسرة المالكة، على وجبة الإفطار الرمضانية، تقول أنباء أن بن نايف كان بين خيارين، فإما أن يترك منصبه بهدوء مع تعويض متواضع ببضع مليارات دولارات، أو أن يختفي في ظروف غامضة" مشيرا إلى أن بن نايف اختار الخيار الأول، ووافق على أن ينقل ولاية العهد إلى ابن عمه، محمد بن سلمان.
وتابع سمدار متحدثا عن ولي العهد الجديد: "الأمير محمد ابن الـ31 عاما فقط، هو الابن البكر للملك سلمان من زوجته الثالثة، وأصبح بين ليلة وضحاها الرجل القوي في المملكة، وبينما يعاني أبوه ابن الـ 82 عاما من جملة مشاكل طبية، فإنه هو عمليا رب البيت الجديد".
وعن محمد بن نايف قال: "أدار بن نايف ابن 57 عاما القتال ضد القاعدة، بل وأصيب بجراح خطيرة في الماضي في عملية إرهابية كانت موجهة ضده، مع أنه لم يتلقَ جائزة ترضية على شكل لقب شرف أو منصب رمزي ولا حتى كمستشار، إلا أنه مع ذلك حظي ببادرة طيبة مؤثرة، فالأمير محمد ركع أمام الكاميرات، وقبل يده على سبيل الامتنان".
وحول تنحيته اعتبر الكاتب أنها حادثة لم تفاجئ أحدا، مشيرا إلى أن المقربين منه صرفوا بكتمان من مناصب أساسية في الأسابيع الأخيرة لصالح أمناء ولي العهد الجديد.
وساق الكاتب أمثلة حول ذلك قائلا: "لقد عين وزير داخلية، ووزير طاقة وسفير جديد إلى واشنطن وكلهم في سنوات العشرين والثلاثين من أعمارهم".
وأشار إلى أن الكثيرين فسروا هذه الخطوة كبداية صعود الجيل الثالث للأسرة المالكية إلى الحكم "جيل قيادي جديد وشاب".
ولفت سمدار إلى أن الأمير الشاب بانتظاره عمل غير سهل "فهو سيعمل كنائب لرئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وسيدير الشؤون الخارجية والاقتصاد للسعودية، وضمن أمور أخرى سيضطر لمواجهة الصراع الإقليمي مع ايران، وكذلك ملفات المقاطعة على قطر، والمنافسة مع تركيا، وعملية التحديث المركبة للاقتصاد السعودي، الذي يجد صعوبة في مواجهة أسعار النفط الهابطة".
وعن شخصية محمد بن سلمان قال سمدار: "إنها كانت مجهولة نسبيا قبل تولي أبيه عرش المملكة قبل نحو سنتين، لكنه بعد ذلك وبعد توليه منصب ولي ولي العهد، بدأ بالسيطرة على الأمن، وعرض رؤيا اقتصادية حديثة لـ "السعودية 2030"، ووصل الأمر إلى إطلاقه وعودا بالسماح للنساء بقيادة السيارة".
وتناول الكاتب الأخبار التي نقلت عن محافل استخبارية أجنبية، وأفادت أن محمد بن سلمان التقى مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن لبحث التعاون المشترك".
وقال الكاتب الإسرائيلي إنه "في السنتين الأخيرتين سخن بن سلمان كرسي الملك واستعد للمنصب، فقد تمكن من الطيران إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب في آذار، وحاول نسج مؤامرات مع بوتين ضد الأسد، ودفع إلى الأمام عزلة قطر، وكان أمر تعيينه في منصبه الجديد مسألة وقت فقط".
واختتم سمدار مقاله قائلا: "تعيين بن سلمان أنباء طيبة بالنسبة "لإسرائيل"، فولي العهد يحتاج إلى مساعدة وتعاون سريين، في مشاكل إيران والإرهاب، وسيضطر إلى المعلومات الاستخبارية، ويحتمل أن يكون الإسرائيليون هم من يساهمون في ذلك، باعتبار أن "لإسرائيل" والسعودية أعداء مشتركين، وأصدقاء مشتركين ومصالح مشتركة"!!.
قبلة الوداع.. معلومات حول صفقة انقلابية
على وقع الحدث السعودي المفاجئ المتمثل بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بدل بن نايف برزت معلومات لافتة على "تويتر" حول ما حدث وما سيحدث وذلك عبر حسابات معروفة بتسريباتها وتتمتع بمصداقية في أوساط سعودية واسعة.
"انقلاب _ محمد _ سلمان". تحت هذا الوسم أطلق الناشط السعودي ذائع الصيت "مجتهد" على صفحته الرسمية في "تويتر" سلسلة من التغريدات تعليقاً على تعيين الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر الأربعاء نجله الأمير محمد ولياً للعهد بدل محمد بن نايف.
ومن المعروف عن "مجتهد" معلوماته السرية التي يستقيها غالباً من مصادر مطلعة داخل الأسرة السعودية الحاكمة، ما دفع بعض المراقبين إلى الاشتباه بكونه أحد أفراد الأسرة السعودية نظراً لدقة معلوماته وصعوبة الحصول عليها وخطورتها.
وأكد "مجتهد" في تغريدته "اليوم الأربعاء أنه "خلال أيام يتنازل الملك سلمان للولد سلمان". معلومات تقاطعت مع حساب آخر مشهور بتسريباته هو حساب "العهد الجديد" الذي غرّد على وسم "أوامر _ ملكية".
وأوضح "مجتهد" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان على علم مسبق بإزاحة بن نايف بينما كانت الدول الأوروبية تجهل هذا الموضوع. وكان "العهد الجديد" جزم قبل نحو شهر أن ابن نايف سيتنازل عن منصبه لابن سلمان مقابل صفقة مالية ضخمة جرى تقديرها بـ 100 مليار دولار. وأكد مجتهد قبل أيام معلومات "العهد الجديد" حول تولي ابن سلمان منصب ولي العهد من دون أن يتطرق إلى الصفقة المالية.
وذكر حساب "العهد الجديد" أن بن سلمان قد "حجر اليوم على 5 أمراء وعدد من ضباط الداخلية في منازلهم، بسبب تواصلهم مع محمد بن نايف عقب عزله، وفرض عليهم الإقامة الجبرية"، لافتاً إلى أن أغلب من يعتمد عليهم ولي العهد الجديد هم "أذرع لخالد التويجري". والتويجري هو رئيس الديوان الملكي السابق خلال عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز وجرى عزله عقب تولي الملك سلمان زمام الحكم في المملكة.
وأشار الحساب إلى أن "التويجري اختفى وبقية عناصر الدولة العميقة عقب موت الملك عبدالله ثم عادوا بقوة بعد أن كسبوا بن سلمان وتبنوا مشروع إيصاله إلى الحكم".
المزيد في هذا القسم:
- العراق يسلم السفير التركي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الخارجية العراقية الخميس عن وصول السفير التركي لدى بغداد الى مبنى الوزارة لتسليمه مذكرة احتجاج وصفتها بـ"شديدة اللهجة" بناء ع...
- تبون يتسلّم مهامّه رسمياً: تعهّد بتقليص صلاحيات الرئيس! المرصاد نت - متابعات دخلت الجزائر، رسمياً، عهد الرئيس الثامن في تاريخها، باشر الرئيس الجديد فوراً صلاحياته، بقبوله استقالة الوزير الأول نور الدين بدوي، في انت...
- ترامب للإسرائيليين: الحكام العرب يريدون التقرب منكم المرصاد نت - متابعات غادر دونالد ترامب فلسطين المحتلة بعد زيارة دامت 30 ساعة التقى فيها بنيامين نتنياهو ومحمود عباس كل على حدة. لم يطرح ترامب أي مبادرة تتع...
- مجلس التعاون الخليجي.. نسر هرمٌ يحتضر في الصحراء ! المرصاد نت - متابعات منذ تأسيسه عام 1981م كان مجلس التعاون الخليجي بمثابة مظلة لدول منطقة الخليج الفارسي لتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني....
- سيناريوهات مستقبل "داعش" بعد هزيمته في العراق وسوريا المرصاد نت - متابعات منذ مطلع العام الجاري بدأ الحديث عن مصير تنظيم "داعش" يتردد كثيراً في وسائل الإعلام من قبل المحللين والمراقبين خصوصاً بعد تمكن القوات الع...
- الإمارات ليكس: ترامب يطلب تخريب العراق بأموال السعودية المرصاد نت - متابعات ليست دولة الإمارات التي باتت الجاسوسية صفة ملازِمة لسفرائها في البلدان العربية والأجنبية بعيدة من المخطط الأميركي - الخليجي المعمول عليه ...
- حكاية التطبيع مع إسرائيل في البحرين المرصاد نت - متابعات ليس غريباً على حكومة البحرين أن ترغب باستضافة اجتماع الفيفا بمشاركة إسرائيل وتجاهل ردود فعل الشارع المثخن بجراحه وآلامه. فمن المعروف أ...
- واشنطن بوست: الهجمات على أرامكو ضربة موجعة للسعودية! المرصاد نت - متابعات تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الهجمات الكبيرة التي استهدفت قلب "إمبراطورية النفط" السعودية أمس السبت مشيرة إلى أنها موجة من هجمات ...
- العدوان الأميركي على «الحشد الشعبي»: العراق نحو المواجهة ! المرصاد نت - متابعات استمرار تل أبيب في التلميح إلى مسؤوليتها عن استهداف مقارّ «الحشد الشعبي» الأربعة ورفض واشنطن تحمّل المسؤولية، مقابل وقوف طهران إلى جانب ا...
- مقتل خمسة قناصين من ’’داعش’’ باشتباكات جنوب تكريت تحدثت وسائل اعلام عراقية عن مقتل خمسة قناصين من "داعش" باشتباكات مع مقاتلي سرايا السلام في قرية البوحسن جنوب تكريت، كما اشارت الى مقتل واصابة ٢٥ شخصاً بتفجير مز...