المرصاد نت - متابعات
قليلةٌ هي الأنباء القادمة من الجامعة العربية أو عنها فمُنذ أن تولّى السيّد أحمد أبو الغيط منصب الأمين العام فيها خلفًا للسيّد نبيل العربي وقبله عمرو موسى اختفت هذه المُنظّمة الإقليميّة من الساحة السياسيّة كُليًّا
بعد أن كانت شُعلةً من الحَركة والنشاط الدموي طِوال السنوات السبع الماضية حيث جَرى استخدامها لتشريع التدخّل العسكري الأمريكي وبتواطؤ عربي لتدمير عدّة دولٍ عربيّة ابتداءً من العراق ومرورًا بليبيا وانتهاءً بسورية واليمن.
من المُفارقة أن الدّول العربيّة الخليجيّة التي استخدمت الجامعة كأداةٍ لتنفيذ مُخطّطات التفتيت والتدمير هذه تُواجه حُروبًا سياسيّة واقتصاديّة في ما بينها حاليًّا ربّما تتطوّر إلى مُواجهات عسكرية وتتعرّض لعملية ابتزاز مالي أمريكيّة لامتصاص كل ما لديها من مِئات المليارات من الدولارات قد تتطوّر أي عمليات الابتزاز هذه، إلى رهن كل ثرواتها النفطيّة، وإجبارها على بيع مُؤسّسات الدولة التي هي مُلك الشعب لتلبية وتمويل المطالب الأمريكيّة الماليّة الحاليّة والقادمة ولعلّ مشاريع المملكة السعودية في بيع أجزاء من شركة “أرامكو” النفطيّة وخَصخصة مطار الرياض ما هي إلا البداية لقد انقلب السّحر الأسود على أصحابه.
فاجأنا السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة يوم الأربعاء وبعد غِيابٍ طويل عن الساحتين الإعلاميّة والسياسيّة ليس تعفّفًا وإنّما إهمالًا بالحديث عن ثوابت المَوقف العربي تُجاه الأزمة السوريّة التي لخّصها بالحِفاظ على وِحدة وسيادة سورية وحقن دماء أبنائها ورفض أي مُخطّطات للتقسيم وإيصال المُساعدات الإنسانية لأهلها.
لا نَعرف ما هي علاقة الجامعة العربية بسورية في الوقت الرّاهن فهذه الجامعة وفي ظِل الهيمنة الخليجيّة عليها في بداية ما يُسمّى بثورات “الربيع العربي” جمّدت عُضوية سورية فيها وأعطت قمّة الدوحة العربية مقعدها للمُعارضة السورية ووضعت علمها أي المُعارضة أمّا السيد معاذ الخطيب الذي جلس على مِقعدها (أين هو بالمُناسبة) وألقى كلمة سورية أمامها في سابقةٍ لم تحدث إلا مرّتان قبل ذلك، وهي تجميد عُضوية ليبيا قبل ذلك بعام وقبلها مصر بسبب توقيعها اتفاقات “كامب ديفيد” فقد كان هُناك زُعماء عرب في تلك الأيام يتحلّون بالحد الأدنى من العُروبة والكرامة الوطنيّة.
ليس من حَق الجامعة العربيّة في وضعها الحالي على الأقل الحديث عن الموقف العربي وثوابته في سورية ومُعارضة تقسيمها أو المساس بسيادتها لأنّها هي التي مهّدت لهذا التقسيم بدعمها لإرسال المليارات من الدولارات وآلاف الأطنان من السّلاح للجماعات المُسلّحة التي زعزعت أمنها واستقرارها كما أنه ليس من حقها التدخّل في الشؤون الليبيّة أو اليمنيّة أيضًا فمن وفّر الغِطاء “الشرعي” لقصف الناتو لليبيا وصمتَ على حرب الإبادة والتجويع في اليمن وبارك الحِصار ومن ثم الحرب على العراق لا يَحق له أن يبحث في القضايا العربيّة ويتحدّث عن ثوابتها.
الجامعة العربيّة تستحق حالة التهميش التي تعيشها حاليًّا ومن الدّول الخليجيّة التي تحكّمت بقراراتها طِوال السنوات الماضية وبرضاء أمنائها العامين ومُباركتهم وحِرصًا على مراكزهم ذات الرّواتب والبدلات المُغرية فهؤلاء وكِبار مُساعديهم قَبلوا تحويلها إلى أداة تدمير وتخريب وتفتيت ولم نسمع مُطلقًا أن دِماء الكرامة والعزّة تحرّكت في شرايين أحدهم واستقال احتجاجًا.
أليس عيبًا أن تفشل هذه الجامعة وبتحريضٍ من دول خليجيّة في عَقد اجتماع ولو على مستوى المندوبين لبحث مؤامرة التهويد الإسرائيليّة للقُدس المُحتلّة أليس عارًا أن يتدخّل كل وزراء طوب الأرض في الأزمة الخليجيّة إلا هي وأمينها العام وأليست مأساة أن تستضيف فرنسا قُطبي الأزمة الليبيّة السيد فايز السراج والمشير خليفة حفتر وتتوصّل إلى مُصالحة وخريطة طريق للسلام في ليبيا دون أي تشاورٍ أو حُضور ولو بروتوكولي لمندوب الجامعة ناهيكَ عن أمينها العام؟
عندما تقبل الجامعة وأمينها العام وكِبار مُوظّفيها كل هذا التهميش، وتُكرّس سُمعتها كوسيلة عيش لطابورٍ طويلٍ من أبناء الوزراء وكِبار عليّة القَوم والسّفراء المُتقاعدين فلا أسف عليها ولا تعاطف معها فمَن يَهن يَسْهُل الهَوان عليه.
عبد الباري عطوان - رآي اليوم
المزيد في هذا القسم:
- معصوم في السليمانية: مساعٍ لحلّ أزمة بغداد ــ أربيل المرصاد نت - متابعات عاد الحديث عن زيارة وفدٍ كردي لبغداد لحل الأزمة القائمة بين الحكومة الاتحادية وأربيل بالتزامن مع وصول فؤاد معصوم إلى السليمانية لمناقشة ا...
- الرئيس الأسد: حادثة خان شيخون مسرحية مفبركة لتبرير الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية المرصاد نت - متابعات أكد الرئيس بشار الأسد أن الغرب وامريكا منعوا أي وفد من الذهاب إلى سوريا للتحقيق في حادثة خان شيخون مشيرا الى الحادثة كانت مسرحية مفبركة ل...
- سجون الإمارات..التعذيب خلف الأبراج الشاهقة المرصاد نت - متابعات المعتقلون السياسيون يتعرضون لتعذيب ممنهج.. الإمارات تحتجز المعتقلين في أماكن سرية بلا محاكمات .منع المعتقلين والسجناء من العلاج والرعا...
- بين العسكريين و«الليبراليين الجُدُد»: «الحلقة المفرغة» للسلطة السياسية في الدول العربية ! المرصاد نت - متابعات وجدنا من خلال إمعان النظر في الأحوال العربية الراهنة ومنها الحالة المصرية أن بلدان العالم العربي والإسلامي من المنظور التاريخي قد بقيت تس...
- سويسرا تمنع شركة عسكرية من التعاون مع السعودية والإمارات! المرصاد نت - متابعات بعد تحقيقات استمرت لعدة أشهر قررت الحكومة السويسرية منع شركة "بيلاتوس" السويسرية لصناعة الطائرات من العمل بالسعودية والإمارات بسبب خرق هذ...
- الاحتجاجات تمتدّ إلى دارفور: «أسبوع الانتفاضة» يُفشل رهان إخمادها المرصاد نت - متابعات مع دخولها أسبوعها الرابع تتسع الاحتجاجات المطالِبة برحيل الرئيس عمر البشير يوماً بعد يوم، في ظلّ إصرار السلطات على مواجهتها بكل السبل الب...
- فرنسا: تدابير الحكومة لا تقنع «السترات الصفراء» المرصاد نت - متابعات في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة الفرنسية التراجع عن قرارها زيادة الضرائب على المحروقات تتواصل الاحتجاجات في البلاد مخلفة منذ السبت الماضي ...
- شتاء فرنسا... الطبقة الوسطى تريد إسقاط النظام ! المرصاد نت - بيار أبي صعب الحشود الغاضبة في شوارع فرنسا منذ أسبوعين غافلت القوى السياسيّة التقليديّة وأدهشت العالم في ظلّ تراجع المعارضة التقليدية من حزبيّة و...
- تواصل الإدانات لتصريحات ماكرون المعادية للإسلام وتحركات شعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية المرصاد-متابعات أعربت الكويت عن استيائها من إعادة نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا، كما أعلنت جمعيات تجارية عربية مقاطعة...
- ليبيا : اشتباكات عنيفة جنوب طرابلس وتبادل السيطرة على مطار العاصمة! المرصاد نت - متابعات قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية إن قوات موالية لحكومة طرابلس استعادت السيطرة على مطار طرابلس الدولي وكانت قوات "شرق طراب...