المرصاد نت - متابعات
وقّع 82 نائباً اردنياً على مذكرة نيابية تطالب من الحكومة إغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان وطرد السفيرة بالإضافة إلى عودة السفير الأردني من "تل أبيب".
ولاقت طريقة تعامل الحكومة الاردنية مع مصرع أردنيَين اثنَين على يد ضابط أمن صهيوني داخل السفارة في عمان غضبًا عارمًا على المستوى الشعبي وكذلك داخل قبة البرلمان. بدوره أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأدرنية محمد المومني أن "عمان ستقوم بالتعامل مع المذكرة النيابية المتعلقة بطرد سفيرة الكيان الغاصب عينات شلاين بالشكل المطلوب والمناسب ضمن الأطر القانونية".
وأضاف المومني في تصريح للتلفزيون الرسمي الأردني "الحكومة لم تنظر إلى الآن بشكل رسمي في مذكرة طرد سفيرة الاحتلال لكن بكل تأكيد ستحول إلى الوزير المتخصص بالقضية على الأسس الدبلوماسية والديمقراطية"، موضحًا أنه اطلع على المذكرة بشكل شخصي من خلال وسائل الإعلام.
وفي السياق نفسه نقلت وكالة الأناضول عن النائب في البرلمان الأردني تامر بينو وهو مقدّم المذكرة قوله إن "عدد من وقع على المذكرة هو 78 نائبًا إضافة إلى 4 نواب آخرين وقعوا مذكرة أخرى،وجرى توقيع المذكرة بعد يومين من حادثة السفارة.
ولفت النائب الأردني إلى أنَّ"المذكرة تُطالب بسحب السفير الأردني من "تل أبيب"، وطرد سفيرة الاحتلال من البلاد"، موضحًا أنَّه "يجب على الحكومة الأردنية أن تأخذ الموضوع بجدية وخلاف ذلك فإنه يتوجب على النواب اتخاذ ردة فعل مناسبة" كما أوضح بينو أنه "من المفترض أن تصل المذكرة للحكومة الأسبوع المقبل للرد عليها وإبداء وجهة النظر فيها
حادثة السفارة الإسرائيلية... وشرط الفعل المقاوم عند الأردنيين
وفق بودريار وديبور ما يجذبنا نحو الأحداث المفجعة في مجتمع الصورة هامشي أو غير أساسي. ففي حادثة السفارة الإسرائيلية في الأردن كانت لحظات الاستغراق الأكبر في تفكيك خيوط الحادثة، باعتبارها مشهداً سينمائياً مثيراً للشكوك والاستقراء والتفكير والتخمين... كيف جرت عملية القتل، ما السبب وراءها، ما هي طبيعة العلاقة التي جمعت بين العناصر البشرية للقصة، بين قاتل وضحيتين؟ نال ذلك النصيب الأكبر من الشعور العام.
لا يمكن القول إن الشعور العام المقاوم في الأردن بخصوص الصراع مع الكيان الصهيوني قد تلاشى، ولكن ما يمكن الجزم به أن هذا الشعور ما زال يتعرض لهزات واحتواءات يديرها النظام الرسمي هزات من ابتكاره أحياناً، أو نسخ من تلك التي ينتجها النظام العالمي أساساً.
إعلام التسلية الرائج يصوغ أذهان البشر ضمن منطق واحد، وهذا المنطق تحت التكرار المستمر، والتعرض المستمر لقصف إعلام التسلية. يتلقى لاحقاً الأحداث المفجعة على وتيرة الاستجابة نفسها دون إحساس عميق بعمليات التفكيك التي لحقت بأصحابه من الداخل.
إعلام التسلية ودعاية الأمن والأمان، وأكذوبة السلطة «الذكية» المتحاذقة لحماية البلد الآمن في وسط ملتهب، جميعها جعلت الشعور العام المقاوم شعوراً فقط لا يحال إلى فعل. وهذا الشعور الذي لا يحال إلى فعل هو شعور حدثي طارئ، لحظي أو موسمي، والأهم أنه مفكك وغير منهجي أو شامل.
فحتى يصبح هذا الشعور منهجياً ومستمراً، لا بد أن يربط بعداء يومي للكيان الصهيوني، ولا بد أن يربط بالتضامن اليومي مع الأسرى، وبالتفكير اليومي لتحرير الأرض المغتصبة... وكل هذا يتطلب ممارسة يومية، وبيئة حاضنة من الصدامات العملية المتكررة مع الكيان الصهيوني. هذا ما تمنعه السلطة في الأردن وتحاول دائماً تجنبه والبقاء بعيداً جداً عن تخومه، بعيداً عن نمط الحياة اليومي القائم على بغض الاحتلال ومحاولة تحرير الأرض.
ولكي يصبح هذا الشعور متماسكاً وغير مفكك ومعزول، لا بد من ربطه بالأحداث الأخرى التي تدور في الفلك نفسه. لقد تزامن فعل القتل للأردنيين، مع إصدار الحكم على الجندي الأردني معارك أبو تايه بالسجن المؤبد، ولم يكن ذلك ازدواجاً في المعايير، إنه المعيار نفسه الذي أنتج الحدثين، فمعيار السلطة واضح ومتماسك، والحكم الأخلاقي عليه واضح أيضاً.
... رائد زعيتر وحادثة السفارة ومعارك أبو تايه، وقبلها جميعاً وادي عربة، هي أمثلة فقط، ليست انعطافات تاريخية، وليست طفرات، وليست لحظات استثنائية، كذلك فإنها ليست أحداثاً متفرقة، يعالج كل منها بخبر مستقل ورواية مستقلة تماماً.
قد تكون السلطة معنية أحياناً بجعل هذه الأحداث حالات استثنائية مستقلة، وتمارس ردود فعل صورية لتأكيد ذلك، فهي تغطي الصورة السائدة في خروج القاتل آمناً من حدود البلاد بتصنيع حدث استثنائي في الضغط على الكيان الصهيوني لإزالة الكاميرات والحواجز الإلكترونية (من المسجد الأقصى) والمطالبة بتقديم القاتل إلى المحاكمة في المحاكم الإسرائيلية.
الصورة الكلية، التي صنعتها السلطة للأردنيين، أنهم الأبعد عن الاشتباك، مع أنهم الأقرب إليه جغرافياً، ونجحت في منع إحالة الشعور العام المقاوم إلى فعل مقاوم، عبر إعلام التسلية ودعاية الأمن والأمان، والسياسة «الذكية»، وصناعة الأحداث الاستثنائية.
بناءً على ذلك، يمكن القول إن وادي عربة كانت نتيجة ولم تكن حدثاً تاريخياً، وسبقها الكثير من التمهيدات على هذا النحو، ومنها الاتصالات العسكرية بين الجيشين.
ما يلزم الأردنيين للخروج من هذه الأزمة المزيد من أجواء الاشتباك التي قد تحوّل الشعور العام الكامن إلى فعل، وهذا ما ستحاول السلطة تجنبه دائماً. حادثة السفارة هي مثال على الموقف التاريخي للسلطة في الأردن ولكنها في الوقت نفسه مثال آخر يوقف اتساع أوهام الحياد، وأوهام الأمان من مرمى النيران.
ابن الخليل وابن مأدبا كانا ضحية فعل القتل الصهيوني. الجغرافيا تنتقم من أكاذيب الإعلام.
إعلام التسلية في عالم السياسة هو نوع من أنواع إحالة الكارثة إلى سخرية لاذعة من الذات، وتحويلها إلى ما هو «مضحك». لاحظوا أن حجم المشاركات للمواد المصورة ومواقع تحريف الأخبار واختراعها أكبر بكثير من الإنتاجات الجادة «الجافة»، والمستندة إلى رؤى أيديولويجية أو تحليلات علمية.
إعلام التسلية يحفز أيضاً أحداث التسلية الواقعية، ومن ذلك دعوة النائب الأردني يحيى السعود، عضو الكنيست وحزب «الليكود»، إلى التعارك بالأيدي. ولم تكن حادثة التسلية تلك إلا تعبيراً آخر عن إحالة الفاجعة إلى حدث سينمائي و«مسلٍّ»!
المزيد في هذا القسم:
- المالكي يرفض تشكيل حكومة جديدة في العراق وكيري ينهي جولته داخل العراق متجها الى الرياض, أعلن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، رفضه لدعوات تشكيل حكومة إنقاذ وطني لدعم جهود مواجهة المسلحين التكفيريين واعتبر المالكي أن مثل هذه الدعوات بمثابة"ا...
- «وزراء الداخلية العرب»: الجزائر تتجنب الصراعات المرصاد نت - متابعات لم يعكس البيان الختامي لـ«دورة مجلس وزراء الداخلية العرب» التي اختتمت أشغالها في العاصمة الجزائرية أمس مضمون ما ورد في كلمات ...
- اعتقال نواز شريف وتفجير لداعش استهدف تجمّعاً انتخابياً غرب باكستان المرصاد نت - متابعات استشهد 128 شخصاً وأصيب العشرات في انفجار استهدف تجمعاً انتخابياً في مدينة ماستونغ بولاية بلوشستان غرب باكستان. وقد استشهد في التفجير سرا...
- حكاية التطبيع مع إسرائيل في البحرين المرصاد نت - متابعات ليس غريباً على حكومة البحرين أن ترغب باستضافة اجتماع الفيفا بمشاركة إسرائيل وتجاهل ردود فعل الشارع المثخن بجراحه وآلامه. فمن المعروف أ...
- إسقاط الطائرة الروسية .. الدلالات والمعاني المرصاد نت - متابعات عندما يشكك وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بنتائج مؤتمر سوتشي للحوار السوري وبعد ساعات من الانتهاء من المؤتمر بقوله: "إن المشاركين ...
- الدوحة تستعد لـ«حصار» طويل... والرياض: لا ضير لو استمر عامين المرصاد نت - متابعات افتتحت قطر «ميناء حمد» أكبر موانئها وأحدثها، في خطوة جديدة على طريق مواجهة آثار المقاطعة المفروضة عليها والتي يبدو أن جميع أط...
- تعاطي الإعلام العربي والعالمي مع انتفاضة لبنان ! المرصاد نت - متابعات يظنّ بعض اللبنانيّين أن الإعلام الغربي لا يزال يلاحق قضيّة انتفاضتهم ويواكبها أوّلَ بأوّل. ومجرّد نشر تقرير لمحطة «سي.إن.إن» (في النسخة ا...
- السودان : 48 قتيلاً حصيلة اشتباكات دارفور! المرصاد نت - متابعات أعلنت «جمعية الهلال الأحمر السوداني»، أمس، أنها نقلت 48 جثة من ضحايا الاشتباكات القبلية التي اندلعت في التاسع والعشرين من الشهر الماضي في...
- أستمرار الاشتباكات في محيط طرابلس .. حرب الكر والفر في دمار ليبيا! المرصاد نت - متابعات شنَّت طائرات حربية تابعة لحكومة الوفاق الليبيةِ أربع غارات على مواقع تابعة لقوات المشير خليفة حفتر جنوب العاصمة طرابلس. وأعلنت حكومة الوف...
- جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال البريطاني من جديد المرصاد نت - متابعات أعاد حزب العمال البريطاني المعارض انتخاب جيرمي كوربين زعيما له في مؤتمر الحزب في مدينة ليفربول يوم السبت منهياً محاولة "انقلاب" قام بها ب...