المرصاد نت - متابعات
مساحات واسعة بكل الاتجاهات استعادها الجيش العربي السوري ضمن عملية انطلقت من ثلاثة محاور والتقت على جبهة تتجاوز مساحتها الـ 50 كيلومتراً تشكل الحدود السورية الأردنية
تتمايل السيارة بحدّة على طريق وعر يوازي ساتراً ترابياً يفصل الأراضي السورية عن الأردنية يتوزع جنود سوريون على مخافر رفعت فوقها الأعلام السورية وكتبت عليها أرقام تسلسلية حركة دؤوبة للجنود بعضهم يعمل على رفع متاريس وآخرون يقيمون تحصينات صخرية في بيئة تتداخل فيها الأحجار البركانية والرمال فيما يجوب صهريج مياه ضخم الطريق ناقلاً المياه لمواقع عسكرية في طقس حار تجاوزت درجة حرارته الـ 46 . إنجاز كبير خلال أسبوع فقط من استئناف عملية استعادة السيطرة على الحدود التي أطلقها الجيش العربي السوري قبل ثلاثة أشهر بالأرقام 4 آلاف كم2 مربع استعادتها الوحدات العسكرية العاملة جنوب البلاد ما أعطاها زخماً تعكسه نبرة جنود وقادة ميدانيين لمواصلة السير شمالاً باتجاه تأمين كامل الحدود ضمن الحدود الإدارية مع الأردن والتي تتقاطع مع الحدود الإدارية لريف دمشق أيضاً.
يقول قائد ميداني كان يقف قرب معبر الصوت الذي اعتمده المسلحون بمختلف تصنيفاتهم للدخول من الأردن نحو سوريا وبالعكس بأن عملية تأمين المخافر انتهت هندسياً ويجري العمل الميداني على محاور شرقية باتجاه تأمين الجغرافيا السورية بالكامل، يضيف الضابط رفيع المستوى وقد أحاط به ضباط وجنود وحدته بأن "معبر الصوت" الذي نقف عليه ومعبر "أبو شرشوح" كان أهم نقاط تهريب الأسلحة والوقود وحتى الأشخاص باتجاه العمق السوري. ويضيف "اليوم نطوي هذه الصفحة ونغلق المعبرين غير الشرعيين لنضيّق الإمدادات على المسلحين في درعا والقنيطرة وحتى عمق البادية كان المسلحون يعتمدون على هذه المنافذ".
تقدم بجبهة 50 كم
القوات المتقدمة تجاوزت فعلياً قاطع الحدود الإدارية للسويداء باتجاه ريف دمشق المخافر من 126 إلى 154 آمنة وجرى انتشار حرس الحدود فيها، 28 مخفراً يفصل بين مخفر وآخر ما بين 1.5 إلى 2 كم ما يشير إلى أن أكثر من 50 كم تم تأمينها بالفعل.
لا تفاصيل عن حجم العملية القادمة، لكن محاور قتالية أخرى تشير إلى خطة واضحة لاستعادة كامل المساحات خصوصاً وأنّ محور بادية السويداء يصبّ في محاور القتال المشتعلة وصولاً إلى بادية دير الزور.
يرفض القائد الميداني الخوض في تفاصيل وضع "التنف" حيث أقام الجيش الأميركي قاعدة له، يربط الأمر بخطة القيادة العسكرية العليا لكنه يستطرد واثقاً بأن الجغرافيا السورية هدفنا بالكامل.
لا تبعد المواقع الأردنية سوى مئات الأمتار عن المخافر السورية أبراج اتصالات ومراقبة تظهر بوضوح في الجانب السوري حتى آثار العربات والسيارات التي تقطع الحدود تمر بوضوح قرب تلك المخافر يشير ضابط سوري إلى أن هروب المسلحين محصور عبر الساتر الحدودي ولا مجال أمام المسلحين للمناورة سوى على هذا القاطع ما يشير إلى متابعة أردنية لتلك التطورات الميدانية الكبيرة على حدود البلدين فيما يذهب ناشطون إلى أن مسلحي "جيش العشائر" الذين كانوا ينشطون في بادية السويداء فروا هاربين إلى داخل الأراضي الأردنية في ظل انهيار كبير يربطونه بنقص التمويل والدعم.
فر ّالمسلحون من تل أسدي وتل الرياحين وبئر الصابوني ضمن مساحة تتجاوز الـ 100 كم 2 باتجاه الأردن انهيار كبير أعطى الوحدات المهاجمة اندفاعة بمواصلة العملية حتى إغلاق الحدود، فيما دخل المعارضون في جدل حول ذلك الانسحاب وموقف الأردن الذي يستضيف محادثات أميركية روسية حول الأوضاع في سوريا ورغبة عمّان المعلنة بإعادة فتح معبر نصيب باعتباره يشكل أيضاً شريان حياة حيوية للاقتصاد الأردني.
الأردن: نسعى لضمان أمن معبر نصيب وما بعده
الي ذلك أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أنّ فتح معبر نصيب ــ جابر الحدودي مع سوريا فيه مصلحة مشتركة للبلدين مشدداً على أن بلاده حريصة على «سير الأمور الأمنية بالاتجاه الصحيح في سوريا ليس فقط المعبر وأيضاً على الطريق الدولي في ما بعد المعبر».
وجدد في حديث نقله موقع «الغد الأردني» تأكيد بلاده رفض «وجود أي ميليشيات طائفية على حدود المملكة» مشيراً إلى أن وجودها يشكل «تهديداً استراتيجياً وسوف نتخذ الإجراءات الضرورية لأمن حدودنا واستقرارها». وأضاف أن «هناك دولاً إقليمية تعتبر هذا الأمر أكثر خطورة مما يعتبره الأردن وهنالك مجتمع دولي ودول عظمى تنظر بنفس الخطورة التي ينظر إليها الأردن نحو هذا الأمر» موضحاً أن «هنالك مصالح إقليمية وعالمية مرتبطة بأن لا تقترب ميليشيات طائفية من حدودنا».
وأضاف أن من المبكر الحكم على تقارير حول سيطرة القوات الحكومية السورية على الجانب المقابل لحدود الأردن مشيراً إلى أنه «سيعقد (اليوم) اجتماعاً لبحث الموضوع ومتابعة هذه التقارير».
الجيش يضيّق الخناق على «داعش» شرقي حماة وحمص
يستعدّ الجيش وحلفاؤه لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات نحو مدينة دير الزور، بعدما أنهوا تثبيت نقاطهم داخل السخنة، بالتوازي مع تضييق الطريق الصحراوي الذي يستخدمه «داعش» في إمداد نقاطه شرقي حمص وحماة
بعد أيام على الهجوم العنيف الذي تعرضت له مواقع الجيش السوري وحلفائه في عمق البادية من قبل تنظيم «داعش»، عاد زمام المبادرة خلال اليومين الماضيين إلى يد الجيش، عبر عدد من العمليات على محاور القتال على حدود دير الزور. ففي محيط محطة «T2»، حقق تقدماً لافتاً بعد تعافي قواته من هجومين للتنظيم تخللهما تفجير سيارات مفخخة وعدد من الانتحاريين.
وسيطر أمس على وادي الدويخلة المحاذي للمحطة من الجهة الغربية (على بعد 10 كيلومترات)، والذي يتوسط الطريق بينها وبين منطقة حميمة على الحدود الإدارية لدير الزور، والتي كان الجيش يحاول التقدم نحوها قبيل هجوم «داعش» الأخير.
ويأتي تحرك الجيش بالتوازي مع إعلانه السيطرة الكاملة على بلدة السخنة، وإنهاء هجمات التنظيم المضادة على أطراف المدينة، إلى جانب إخلائها من الألغام والمتفجرات التي خلفتها المعارك. وقد تمكن الجيش من توسيع سيطرته حول البلدة، بعد اشتباكات لأسابيع طويلة سبقت الوصول إليها وتحريرها. وتقدم شرقها لأكثر من ثلاثة كيلومترات، وصولاً إلى نقطة مفرزة الأمن العسكري، وشمالها لقرابة كيلومترين، ما أفضى إلى عزلها عن الهجمات المتكررة التي شنها التنظيم عقب دخول قوات الجيش إلى البلدة.
وخلال تصريحات لوفد إعلامي زار البلدة أمس، أكد القائد المشرف على العمليات في محور السخنة، تحرير البلدة «مرحلة أولى» من العمليات «في حين يشكل محور السخنة ـــ دير الزور المرحلة الثانية»، مؤكداً استمرار العملية العسكرية «حتى استعادة السيطرة على مدينة دير الزور وكسر الحصار عن أهلها».
على صعيد متصل، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن تحرير السخنة بالتعاون بين القوات السورية وسلاح الجو الروسي «يعطي فرصة للهجوم على دير الزور... والقضاء على (داعش) هناك». بدوره، رأى وزير الدفاع سيرغي شويغو في مقابلة مع قناة «روسيا 24» أن فك الحصار عن دير الزور، المفروض من قبل (داعش) لبضع سنوات «سوف يكون معلماً في الحرب ضد الإرهاب... وهزيمة (داعش)».
وفي تحرك متّسقٍ مع العمليات التي ينتظر أن يشهدها محور السخنة ــ نحو الشرق ــ باتجاه بلدة كباجب ضمن حدود دير الزور، تشير المعطيات إلى أن الجيش يعمل على عزل تنظيم «داعش» داخل ريفي حماة وحمص الشرقيين، عن طريق وصل محوري عملياته في السخنة وريف الرقة الجنوبي، عبر منطقة الكوم، مروراً ببلدة الطيبة، شمالي السخنة. إذ نفذت وحداته عملية إنزال جوي ليلي، في عدد من النقاط التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، والتي تبعد قرابة 20 كيلومتراً عن خط العمليات الأول في ريف الرقة الجنوبي. وأفضى نجاح العملية إلى سيطرة الجيش على المنطقة الممتدة بين نقاط القدير وخربة مكمان وبئر رحوم، شمال موقع الكوم الأثري، ودخول القوات إلى البادية الشمالية الشرقية لحمص، لتصبح على بعد أقل من 40 كيلومتراً عن القوات شمال السخنة. وتعد عملية الجيش وحلفائه على تلك الجبهة ذات أهمية خاصة، نظراً إلى كونها حيّدت خطر هجمات «داعش» على مواقعهم في ريف الرقة الجنوبي، التي تكثفت خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي. كما أنها أتاحت التقدم لمسافة تزيد على عشرين كيلومتراً على حساب التنظيم، والسيطرة على منطقة القدير، التي تعد نقطة ربط مفصلية قرب ملتقى حدود الرقة ودير الزور وحمص. كذلك، سوف تعرقل سيطرة الجيش على تلك المواقع تحريك التنظيم لأي مواكب أو آليات ثقيلة باتجاه القوات في ريف الرقة، نظراً إلى امتدادها بين أطراف جبل البشري الشمالية الغربية وحتى وادي الكوم، في منطقة تعد ممراً شبه إجباري لهذا النوع من التحركات حول الجبل.
في موازاة ذلك، كثف الجيش ضغطه على جيب «داعش» في شرقي حماة وحمص، فارضاً سيطرته على عدد من التلال في محيط قرية صلبا في ريف سلمية الشرقي. كذلك، دارت اشتباكات بين الجيش ومسلحي التنظيم على محوري البغيلية والبانوراما في دير الزور، بالتوازي مع استهداف سلاح الجو نقاط التنظيم في منطقة الموارد ومفرق ثردة ومحيط المطار وأحياء الحويقة والمطار القديم والعمال، إلى جانب عدد من المواقع في ريف المدينة، بينها البغيلية والجنينة والشولا والشميطية والتبني.
المزيد في هذا القسم:
- «البنتاغون» يضاعف قواته في الصومال... ويتوسع في الساحل الأفريقي المرصاد نت - محمد دلبح توسيع جديد وطفيف على عديد القوات الأميركية العاملة في أفريقيا وتحديداً في الصومال حيث تشتكي عادة قيادة «أفريكوم» من نقص في ...
- تونس : وعكة الرئيس تنذر بأزمة: فوضى دستورية وزحمة مرشّحين! المرصاد نت - متابعات منذ أيام يتداول سياسيون في تونس على نحو غير معلن أخباراً حول تدهور صحة رئيس الجمهورية الطاعن في السنّ (93 عاماً). بدأ كلّ شيء منتصف ...
- التايمز ترصد النكسات المهينة للسياسة الإماراتية وعندما تتمنى البعوضة أن تتحول إلى أسد المرصاد - متابعات قالت صحيفة “التايمز” البريطانية، إن الإمارات تكبدت العديد من النكسات خلال الأعوام الأخيرة في الشرق الأوسط، بعد أن كان ولي عهد أبوظبي “محمد بن...
- "داعش" يعدم صحفيا عراقيا وشقيقه شمال بغداد أعلنت مصادر صحافية مقتل الصحفي العراقي رعد العزاوي على يد مسلحي تنظيم "داعش". ونقل عن أقرباء الصحفي قولهم إن الصحفي وشقيقه ومدنيين آخرين أعدموا علنا بيد المسلحي...
- ألمانيا تنوي "دفن" 22 ألف نسخة مترجمة من القرآن الكريم المرصاد نت - متابعات أعلنت السلطات الألمانية عن نيتها "دفن" 22 ألف نسخة من القرآن الكريم المترجمة الى اللغة الألمانية بطريقة تقول السلطات إنها متشددة وأصولية ...
- قراءة في نتائج الانتخابات التشريعية البريطانيّة المرصاد نت - متابعات فوز بنكهة الخسارة. عبارة توصّف واقع المحافظين في بريطانيا الذين يعيشون أجواء من خيبة الأمل بعد نتائج الانتخابات لمجلس العموم. فقد أفضت...
- اشتباكات ضارية في جباليا وأنباء عن مقترح إسرائيلي لتهدئة طويلة المرصاد-متابعات في اليوم الـ76 من الحرب على غزة، تتواصل محاولات قوات الاحتلال التوغل في جباليا شمالي القطاع، حيث أفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباك...
- هل تمتلك السعودية القدرة العسكرية والمادية لشن آي حرب في المنطقة؟ المرصاد نت - متابعات تراهن السعودية وفي نظر البعض على القدرة الاقتصادية التي تمتلكها في توجيه الاتهامات والتهديدات على دول المنطقة ولكن اليوم بات جليا وللجميع...
- تونس : إقالة وزير الطاقة و4 مسؤولين المرصاد نت - متابعات أقال رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد أمس الجمعه وزير الطاقة وأربعة مسؤولين كباراً في الوزارة لـ«شبهات فساد». وقال بيان لرئا...
- استثمار لا جدوى منه.. منظمة غرينبيس تنتقد مفاعل براكة النووي بالإمارات المرصاد-متابعات أدانت منظمة غرينبيس (Greenpeace) -وهي منظمة بيئية عالمية غير حكومية- بدء تشغيل الوحدة الأولى من مفاعلات محطة "ب...