المرصاد نت - متابعات
أصدر الحاكم السعودي سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء أمرا ملكيا بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في السعودية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" إن "أمرا ساميا باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء" صدر عن العاهل السعودي.
وأضافت "تشكل لجنة على مستوى عال من وزارات: ( الداخلية ، والمالية ، والعمل والتنمية الاجتماعية ) لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك".
وتابعت "على اللجنة الرفع بتوصياتها خلال 30 يوماً من تاريخه والتنفيذ من 10 / 10 / 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة".
وكانت السعودية قبل هذا القرار هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارة استنادا لآراء وفتاوى لرجال دين يعارضونها رغم المطالب والحملات الواسعة التي نظمتها السعوديات طوال السنوات الماضية دون استجابة رسمية.
ولا يوجد قانون رسمي يحظر قيادة السيارة على المرأة في السعودية لكن القانون السابق لا يسمح لها باستخراج رخصة قيادة وتعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الذكور.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في شهر إبريل/ نيسان العام الماضي إن المجتمع لا يزال غير متقبل لقيادة المرأة للسيارة حالياً مشيراً إلى أن "المستقبل تحدث فيه متغيرات ونتمنى أن تكون متغيرات إيجابية".
هيومن رايتس ووتش: النظام السعودي يسمح بالتحريض ضد الأقليات
وفي سياق متصل قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر اليوم إن بعض رجال الدين والمؤسسات السعودية يحرّضون على الكراهية والتمييز ضد الأقليات الدينية.
ويوثّق التقرير المؤلف من 48 صفحة بعنوان "’ليسوا إخواننا‘: خطاب الكراهية الصادر عن المسؤولين السعوديين" سماح السعودية لعلماء ورجال الدين الذين تعيّنهم الحكومة، بالإشارة إلى الأقليات الدينية بألفاظ مهينة أو شيطنتها في الوثائق الرسمية والأحكام الدينية التي تؤثر على صنع القرار الحكومي. وفي السنوات الأخيرة استخدم رجال الدين الحكوميّون وغيرهم، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتشويه والتحريض على الكراهية ضد فئات دينية ممن لا يتفقون مع آرائهم، وذلك بحسب المنظمة.
وفي هذا الإطار قالت سارة ليا ويتسن وهي مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "روّجت السعودية بقوّة للرواية الإصلاحية في السنوات الأخيرة ومع ذلك فهي تسمح لرجال الدين والكتب المدرسية الحكومية بتشويه سمعة الأقليات الدينية. يطيل خطاب الكراهية هذا من أمد التمييز المنهجي ضد الأقلية الشيعية، وتستخدمه - في أسوأ الحالات - جماعات عنيفة تهاجمهم".
وصنّفت "اللجنة الأمريكية للحريات الدينية" السعودية مراراً على أنها "دولة تثير قلقاً خاصاً" وهو أعلى تصنيف للدول التي تنتهك الحرية الدينية. يسمح "قانون الحرية الدينية الدولية" لعام 1998 للرئيس الأميركي بإصدار إعفاء إذا كان من شأنه أن "يخدم مقاصد قانون الحرية الدينية الدولية" أو إذا "تطلبت المصلحة العليا للدولة ممارسة مثل هذا الإعفاء". أصدر الرؤساء الأمريكيون إعفاءً للسعودية منذ العام 2006.
ورأت هيومن رايتس ووتش أن على الحكومة الأميركية أن تلغي فوراً الإعفاء الممنوح للسعودية والعمل مع السلطات السعودية على وقف التحريض على الكراهية والتمييز ضد المواطنين الشيعة والصوفيين والمنتمين لأديان أخرى كما دعت الولايات المتحدة للضغط كذلك من أجل إزالة جميع الانتقادات وأشكال وصم الممارسات الدينية الشيعية والصوفية، فضلاً عن ممارسات الديانات الأخرى من المناهج التعليمية السعودية الدينية.
وقالت ويتسن "رغم سجل السعودية الضعيف في مجال الحريات الدينية حمت الولايات المتحدة السعودية من العقوبات المحتملة بموجب القانون الأميركي. على الحكومة الأمريكية أن تطبق قوانينها لمحاسبة حليفتها السعودية".
ووجدت هيومن رايتس ووتش أن التحريض إضافة للتحيز المعادي للشيعة في نظام العدالة الجنائية والمناهج الدينية لوزارة التربية والتعليم يلعب دوراً أساسياً في فرض التمييز ضد المواطنين الشيعة السعوديين. وثّقت هيومن رايتس ووتش مؤخراً إشارات مهينة للانتماءات الدينية الأخرى بما في ذلك اليهودية والمسيحية والصوفية في منهاج التعليم الديني في المملكة.
وبحسب هيومن رايتس ووتش كثيرا ما يشير رجال الدين الحكوميون – وهم جميعا من السنة – إلى الشيعة بصفتهم "الرافضة" و"الروافض" ويُحقّرون معتقداتهم وممارساتهم كما أدانوا أيضاً الاختلاط والزواج بين السنة والشيعة. وذكرت المنظمة أن عضواً حالياً بـ "هيئة كبار العلماء" السعودية وهي أعلى هيئة دينية في البلاد قال خلال جلسة علنية على سؤال بشأن المسلمين الشيعة "هم ليسوا إخواننا ... هم إخوان الشيطان".
وتعتبر المنظمة أن خطاب الكراهية هذا قد تكون له عواقب وخيمة عندما تستخدمه جماعات مسلحة مثل داعش، أو "تنظيم القاعدة" لتبرير استهداف المدنيين الشيعة. منذ منتصف 2015، هاجم داعش 6 مساجد ومبانٍ دينية شيعية في المنطقة الشرقية ونجران ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. وتشيرر هيومن رايتس ووتش إلى أن ورد في بيانات داعش الصحفية التي تبنت هذه الهجمات، أن المهاجمين استهدفوا "معاقل الشرك"، والرافضة – المصطلحان المستخدمان في الكتب المدرسية الدينية السعودية – لاستهداف الشيعة.
تضيف المنظمة "أدان مفتي السعودية السابق عبد العزيز بن باز الذي توفي عام 1999 الشيعة في فتاوى عديدة. بقيت فتاوى بن باز وكتاباته متاحة للعموم على الموقع الإلكتروني للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء".
وتلفت المنظمة الأممية أن بعض العلماء يستخدم لغة تآمرية عند مناقشة موضوع الشيعة فينعتونهم بالطابور الخامس الداخلي التابع لإيران وبأنهم خونة بطبيعتهم. كما تسمح الدولة لرجال الدين الآخرين بتوظيف وسائل الإعلام ومتابعيهم الكثر على وسائل التواصل الاجتماعي – الذين يُعد بعضهم بالملايين – لوصم الشيعة، مع الإفلات من العقاب.
وبحسب هيومن راتس ووتش فإن التحيّز ضد الشيعة يمتد إلى النظام القضائي الذي تتحكم فيه المؤسسة الدينية ويُخضع الشيعة في كثير من الأحيان لمعاملة تمييزية أو تجريم تعسفي لممارساتهم الدينية. وتذكر المنظمة أنه في عام 2015 مثلاً حكمت محكمة سعودية على مواطن شيعي بالحبس شهرين و60 جلدة لاستضافة صلاة جماعة خاصة في منزل والده. وفي عام 2014 أدانت محكمة سعودية رجلا سنيا بتهمة "مجالسة الشيعة".
وتلفت المنظمة إلى أنه يستخدم المنهاج الديني في وزارة التربية السعودية "التوحيد" الذي يُدرّس في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، لغة مبطّنة لوصم الممارسات الدينية الشيعية بأنها شرك أو غلوّ في الدين، كما توجّه كتب التربية الدينية السعودية هذه الانتقادات على وجه الخصوص لممارسة الشيعة والصوفية في زيارة المقامات والأضرحة، وكذلك التوسل أو طلب الشفاعة. وتضيف "تنص الكتب الدراسية على أن هذه الممارسات والتي يراها كل من سنة السعودية وشيعتها على أنها شيعية تجعل صاحبها خارجاً عن الإسلام وعقابها الخلود في النار".
ويطالب "القانون الدولي لحقوق الإنسان" الحكومات بحظر "أية دعوة للكراهية القومية أو العرقية أو الدينية والتي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف". وتفاوت تنفيذ هذا الحظر بينما استُخدم أحيانا كذريعة لتقييد الخطاب القانوني أو استهداف الأقليات. وتشجع المنطقة على اتخاذ أية خطوات لمكافحة خطاب الكراهية في حدود الضمانات العامة لحرية التعبير.
لمعالجة هذه المشكلة اقترح الخبراء في السنوات الأخيرة بحسب هيومن رايتس ووتش اختباراً لتحديد إمكانية تقييد أي خطاب معين بصورة قانونية. وبموجب هذه الصيغة فإن الخطاب الذي وثقته هيومن رايتس ووتش لعلماء الدين السعوديين يرقى أحياناً إلى مستوى خطاب الكراهية أو التحريض على الكراهية أو التمييز. لا تتعدى تصريحات أخرى هذا الأمر لكن على السلطات أن تنكرها علنا وتتصدى لها كما تدعو المنظمة. وبالنظر إلى تأثير وأعداد متابعي هؤلاء العلماء فإن تصريحاتهم تعد نظاما تمييزيا ضد المواطنين الشيعة.
وتدعو المنظمة السلطات السعودية لأن تأمر بالوقف الفوري لخطاب الكراهية الصادر عن رجال الدين والهيئات الحكومية التابعة للدولة.
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن وحيدة : رفض روسي ــ فرنسي لاستغلال الاحتجاجات في إيران المرصاد نت - متابعات بدت الولايات المتحدة خلال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن بشأن التطورات في إيران كـ«المغرد خارج السرب»، في ظل التحذير الأوروبي من...
- «حرب النفط» في تصاعد... والضمانات الأوروبية على طاولة فيينا اليوم المرصاد نت - متابعات أكدت طهران جدية التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة النفطية. تهديد ردت عليه واشنطن بموقف باهت اكتفى بالحديث عن «ضمان حرية الملاحة...
- تصعيد متواصل بين طوكيو وسيول ..ترامب يهاجم الصين مجدداً ! المرصاد نت - متابعات في فصل جديد من مسلسل التصعيد المستمر بين اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفتين للولايات المتحدة، أعلنت شركة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية ع...
- اتفاق غاز «مصري ــ إسرائيلي»: الصفقة الأخطر منذ «كامب دايفيد» المرصاد نت - متابعات رغم التوقعات المصرية الأخيرة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغاز الطبيعي فإنّ صفقات تصدير «الغاز الإسرائيلي» إلى مصر شقّت طريقها ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات استشهد 3 جنود سوريين وأصيب 7 جراء عدوان إسرائيلي بعدة صواريخ على ريف القنيطرة الشرقي وفق ما أفاد مصدر عسكري يأتي ذلك عقب تصدي الدفاعات ال...
- أمريكا.. القفزة الأكبر في أسعار الفائدة منذ عام 1994 لإنقاذ الاقتصاد من "مرض التضخم" المرصاد-متابعات رفع الاحتياطي الفيدرالي (نظام البنك المركزي في أمريكا) الفوائد بمقدار 0.75% الأربعاء، في خطوة عنيفة من أجل محاولة كبح التضخم الذي اجتاح جسد الا...
- ماذا سيفعل القادة العرب والمسلمون في حال فوز ترامب ؟ المرصاد نت - متابعات باتت المنافسة في الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل شبه محسومة بين هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقرا...
- ما قبل “صفقة القرن”وما بعدها: فلسطين هي الباقية.. بشهادة التأريخ! المرصاد نت - متابعات فجأة، ومن غير مقدمات تبرر “ترقية” المستر جاريد كوشنر من مرتبة صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مرتبة نائب الرئيس + وزير خارجية الولاي...
- لافروف من الخليج: لا حاجة إلى «منصّة» غير «أستانا» ! المرصاد نت - متابعات أكد وزير الخارجية الروسي في مطلع جولة خليجية طويلة أن طرح «بدائل» عن «اللجنة الدستورية» من قِبَل بلدان «عرق...
- مصر حبلى بالغضب.. فهل تنتظر ثورة أم تكتفي بزفرات مواقع التواصل؟ المرصاد-متابعات تبدو مصر حبلى بغضب يملأ أرجائها، ويمكنك أن تلاحظ ذلك بسهولة في مواقع التواصل الاجتماعي وحديث الناس في الشوارع، لكن هل ينتج عن هذا الغضب...