الرقة خالية من داعش والجيش وحلفاؤه يحررون طريق الميادين - دير الزور

المرصاد نت - متابعات

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مدينة الرقة بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع مقاتلي التنظيم في وسط المدينة.وأكّد مصدر ميداني أنّ مركز مدينة الرقة بات تحت سيطرةAlraqah2017.10.17 قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً.


وكان المرصد السوري المعارض قال قي وقت سابق إنّ مدينة الرقة باتت خالية بالكامل من تنظيم داعش وقد رفعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أميركياً رايتها داخل استاد الرقة في آخر مواقع التنظيم في المدينة. المرصد المعارض أكد أنه بعد السيطرة على الملعب البلدي باتت محافظة الرقة خالية كلياً من عناصر تنظيم داعش بانتظار إعلان التحالف الدولي لهذا الخبر.

وأوضح المرصد أنّ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تمكّنت من السيطرة على الملعب البلدي، بعد اقتحامه وتمشيط معظمه للتأكد من خلوها تماماً من عناصر التنظيم ممن رفضوا الاستسلام مؤخراً.

وذكرت مصادر إعلامية أنّ مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك وصل إلى بلدة عين عيسى شمال الرقة وبحسب مصادر لموقع "الرقة بوست" فإنّ وصول ماكغورك جاء للمشاركة في مؤتمر صحفي سينعقد خلال ساعات لإعلان السيطرة الكاملة على مدينة الرقة.

ونشر ناشطون صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر خروج مسلحي داعش من المستشفى الوطني في الرقة.

وبحسب المرصد المعارض فإنّ مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الرئيسي لداعش شهدت معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جانب والتنظيم من جانب آخر وقصفاً مكثفاً من قوات عملية "غضب الفرات" ومن قبل الطائرات التابعة للتحالف الدولي، ما تسبب بتدمير أكثر من 80% من المدينة وخروجها عن الخدمة.

ونقلت رويترز عن شهود في المدينة أن مقاتلي "قسد" رفعوا رايتهم داخل أستاد الرقة وهو أحد آخر المواقع التي كانت متبقية تحت سيطرة تنظيم داعش في المدينة وقال مقاتلون من "قسد" إنه تم رفع الراية في وسط الاستاد حيث انتهى القتال ولكن لم يتم تطهيره بعد من الألغام.

وقالت مصادر كردية مقربة من قوات سوريا الديمقراطية إن القوات حررت المشفى الوطني في الرقة وقتل خلال الاشتباكات التي جرت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء 22 مقاتلاً أجنبياً من داعش وبعد تحرير المشفى الوطني أنزلت قوات سوريا الديمقراطية آخر علم لداعش والذي كان مرفوعاً فوق برج البريد وسط المدينة.

وصباح اليوم قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو إنّ القوات تستعيد المناطق الأخيرة الخاضعة لسيطرة داعش وأنّ القتال تركز في محيط المستشفى والملعب البلدي.

ميدانياً أيضاً حرر الجيش العربي السوري وحلفاءه كامل المنطقة الواصلة بين الميادين ودير الزور وبسطوا سيطرتهم على مدينة موحسن وقرى العبد والبوعمر والبوليل في ريف ديرالزور الشرقي كما أعلن الإعلام الحربي أن الجيش العربي السوري وحلفاءه بمحور المقاومة حرروا أحياء المطار القديم والخسارات والكنامات بدير الزور.
وعلى المحور الجنوبي الشرقي للمدينة فأن وحدات الجيش وبعد سيطرتها على مدينة الميادين بدأت عمليات واسعة ودقيقة في القرى والبلدات المنتشرة بين الميادين والمريعية في الضفة الغربية لنهر الفرات حيث استعادت قرى بقرص تحتاني وبقرص فوقاني والزباري والعليات وسعلو والطوب وسط انهيارات في صفوف داعش أما في شرق نهر الفرات فأحكمت قوات الجيش العربي السوري سيطرتها على الحسينية وواصلت عملياتها وتقدمها غرباً باتجاه قريتي شقرا والجنينة.

وفي حماة أعلن الحرس الثوري الإيراني اكتمال سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة على المناطق المحررة في ريف حماة الشرقي وأكّد الحرس الثوري في بيان له تطهير كامل الروضة وحرمالا وعبد الأمير وجيب عيد والجروح وأم غزال وكامل سد السيّب وقرية السيّب ووادي الزاروب ووادي مزلوف ووادي حسو الرميل في ريف حماة الشرقي.

 وأشار الحرس إلى أنّ الجيش العربي السوري وحلفاءه في محور المقاومة حرروا كامل جبال التناهج وخربة التناهج في ريف حماة الشرقي وأوضح أنّ طريق السلمية - أثريا بات آمناً بعد تطهير مناطق ريف حماة الشرقي من فلول داعش.

من جهتها قالت وكالة سانا إنّ وحدات من الجيش بسطت سيطرتها على قرى جباب التناهج والمكسار القبلي والشمالي بريف حماة الشرقي وعلى ما تبقى من منطقة وادي العذيب شمال شرق مدينة سلمية بعد القضاء على آخر فلول داعش وجبهة النصرة.

وأفادت الوكالة بأن وحدات من الجيش العربي السوري نفذت عمليات "اتسمت بالدقة والسرعة والتكتيك المتناسب مع طبيعة المنطقة" موضحة أنّ السيطرة على المناطق الجديدة تؤمن طريق سلمية-إثريا ومحيطه بشكل كامل وأنّ عناصر الهندسة تعمل على تمشيط المنطقة المسيطر عليها لتفكيك المفخخات والعبوات التي زرعها المسلحون قبل مقتل أعداد منهم وفرار من تبقى باتجاه ريف إدلب.

لماذا سمح الأمريكيون لإرهابيي "داعش" بالخروج آمنين من الرقة؟

استطلع موقع "غيوبوليتيكا" الهدف الفعلي الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه في الشرق الأوسط، وما هو مقدار الضرر والتخريب الذي تلحقه هذه التصرفات الأمريكية بالنشاط الروسي في سوريا وركز الموقع على تحركات القوات الأمريكية فما يتعلق بمحافظتي الرقة دير الزور

وفي هذا الإطار قال البروفيسور المختص في العلوم السياسية والخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية -السياسية التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية ميخائيل ألكسندروف:

إن ادعاء الولايات المتحدة بأنها لم تشارك في المحادثات حول تأمين ممر آمن للإرهابيين من الرقة يتنافى قطعا مع الواقع. فقد أشرف على هذه المحادثات وكلاء يمثلون الجانب الأمريكي مما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). ويجب علينا أن نفهم أن "قسد" وتنظيم "داعش" من حيث الجوهر هما شيء واحد. ويشكلان امتدادا متداخلا بعضهما مع بعض. بمعنى آخر إن بنية "قوات سوريا الديمقراطية" هي معبر الترانزيت إلى الإرهاب تحت عنوان "داعش" والعودة، لغسل تهمة الإرهاب.

في الواقع الفعلي فإن التشكيلات الإرهابية الرئيسة كافة أنشأتها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة بها في الشرق الأوسط بما يتضمن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. بيد أن مهمة الولايات المتحدة التكتيكية في الوقت الراهن هي تعقيد سير العملية العسكرية الروسية في سوريا.

    وفقا للمنطق الأمريكي فلا فائدة من بقاء الإرهابيين في الرقة على الرغم من أن لا أحد يرغمهم على الخروج من هناك. لذا من الأفضل الاستفادة منهم في عمل ما بحسب المنطق الأمريكي. وللملاحظة هكذا تطورت الأحداث في مدينة الموصل عندما لم يرغم أحد المسلحين الذين كانوا محاصرين في الموصل على الخروج وسمحوا لهم بالمغادرة بهدوء وأمان إلى سوريا، وبالتالي لمهاجمة الجيش السوري والوحدات الروسية على الفور.

ويؤكد ألكسندروف أن الولايات المتحدة تعتزم زج جزء من إرهابيي الرقة في دير الزور لدعم من تبقى من إرهابيي تنظيم "داعش" هناك. أما الجزء الآخر وبما أن نهاية الحرب في سوريا الأكيدة أصبحت وشيكة لتنظيم "داعش" فسوف يرسَل إلى أفغانستان حيث يجري في الوقت الراهن إنشاء جيش أممي من الإرهابيين لتوجيه ضربات من هناك ضد إيران، الصين وروسيا هذا بالتوازي مع مواصلة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال ووسط إفريقيا. بل وليس من المستبعد أن تعمل الولايات المتحدة على شن عملية عسكرية ضد إيران يشارك فيها مسلحو "داعش" من أفغانستان وباكستان من جهة والكرد من جهة أخرى.

أما ستانيسلاف تاراسوف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط "الشرق الأوسط-القوقاز" التابع للمعهد الدولي للدول الحديثة فيقول في هذا الصدد: إن الولايات المتحدة تعمل على إجلاء فصائل تلك القيادات الإرهابية من الرقة، الموقنة من موالاتها لها. وهؤلاء إما أنهم سوف يُستخدمون في دير الزور أو يتحولون الى حرب العصابات.

هذا التكتيك الأمريكي يعرقل عملنا في سوريا بشدة بالغة، ولكننا تعودنا على هذه السياسة الأمريكية وبالتالي يجب علينا عدم القيام بخطوات حادة ويكفينا في الظرف الراهن، منعهم الدخول إلى مناطق وقف التصعيد وإنشاء ممرات فيما بينها، وهذا يضمن تدمير الجزء الأعظم من هذا التنظيم الإرهابي.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية