مؤتمر إسرائيلي بمشاركة تركي الفيصل ورئيس الموساد الأسبق

المرصاد نت - متابعات

أعرب رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل خلال مشاركته في "مؤتمر أمن الشرق الأوسط" الذي عقد في نيويورك الأحد برعاية منتدى السياسة torkialfisal2017.10.23الإسرائيلي


عن تأييد السعودية ودعمها لمقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران مؤكدا التزام الرياض بالترويج لمبادرة السلام العربية مع إسرائيل.

وشارك الفيصل في المؤتمر الذي عقد ضمن كنيس يهودي إلى جانب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق أفرايم هليفي وعدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي من بينهم العميد أودي ديكل نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الذي عمل كرئيس إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين ونفذ سلسلة طويلة من المهمّات في الجيش بمجال الاستخبارات والتخطيط الاستراتيجي إلى جانب مسؤولين وصحفيين وعلماء إسرائيليين.

المؤتمر الذي خصص لمناقشة الأوضاع في سوريا والملف النوي الإيراني وعلاقات إسرائيل بمحيطها العربي والمفاوضات الفسلطينية الإسرائيلية والحرب على داعش، شهد مداخلات ومواقف من المسؤول السعودي والمسؤولين الإسرائيليين تمحورت في معظمها حول إيران وسوريا وعملية السلام بشكل خاص وقال الفيصل خلال سلسلة من المداخلات "إنه بأموال اليهود وعقول العرب يمكن تحقيق كل شيء".

وتمنى الفيصل ألا تكون زيارته الأولى إلى كنيس يهودي الزيارة الأخيرة ما استدعى تصفيقاً من هليفي ونقل منتدى السياسة الإسرائيلي عن الفيصل تأكيده أن السعودية ستبقى تروّج لمبادرة السلام العربية لكن ذلك يحتاج إلى التزام إسرائيلي على حدّ تعبيره.

في وقت تزداد فيه الأحاديث عن تقارب سرّي بين السعودية وإسرائيل تواصل شخصيات سعودية بارزة الظهور والمشاركة في منتديات صهيونية في الولايات المتحدة وخارجها. وآخر تلك الشخصيات كان الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية وسفير الرياض السابق لدى واشنطن وبريطانيا الأمير تركي الفيصل الذي شارك أول من أمس في مؤتمر نظمه «منتدى سياسة إسرائيل» و«مركز الأمن الأميركي الجديد» و«مركز قادة من أجل أمن إسرائيل» في مدينة نيويورك.

ورداً على ما يُقال عن وجود اتصالات سرّية بين السعودية ودول عربية أخرى مع تل أبيب أجاب الفيصل بأنّه «لا يوجد مثل هذا الانخراط تحت الطاولة بين إسرائيل وهذه الدول العربية، فما هو مطلوب على الطاولة وليس تحت الطاولة». لكن برغم هذه الإجابة فإنّ المشاركة تُعدُّ بذاتها تطبيعاً علنياً خاصة أنّ من بين المشاركين في هذا المؤتمر كان مدير جهاز «الموساد» الإسرائيلي الأسبق إفرايم هليفي إضافة إلى إسرائيليين آخرين.
وفي السياق أشاد هليفي بجهود السعودية في تقريب وجهات النظر بين دول عربية وإسرائيل وقال: «دعوني بداية أشير إلى أنّ مقاربة السلام التي تجري الإشادة بها حالياً على أنّها إسرائيلية هي في الحقيقة سعودية وبدأت عام 2002 حين اقترح الأمير عبد الله الذي كان ولياً للعهد في مقابلة مع صحافي أميركي (توماس فريدمان) أول صيغة لما أصبح يُعرف بالمبادرة السعودية لإحلال السلام في الشرق الأوسط».
في غضون ذلك شنّ تركي الفيصل هجوماً قاسياً على إيران فيما رأى أنّ «حركة حماس» هي «منظمة إرهابية». وحذّر فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لناحية «وجوب» توضيح الموقف إزاء الرئيس بشار الأسد مشيراً إلى أنّ الأخير «هو أكبر إرهابي فهو قتل أناساً أكثر مما قتلتهم حماس أو داعش، أو جبهة النصرة، ولذلك يجب بذل الجهد لإقناع روسيا ليس بضرورة التخلي عنه ولكن الإبقاء على مسافة ذراع منه. إذا حدث ذلك يمكننا الحصول على ما هو مطلوب في سوريا».

وتطرّق الفيصل إلى توجهات الإدارة الأميركية في المنطقة بالقول "إن الوضوح مطلوب في السياسة الأميركية..حلفاؤها سيعملون معها حال أن ينجلي الغبار وتتضح تلك السياسة". وأشار الفيصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير وقال إن الجديد فيه يكمن في التفاصيل هذه المرة وتحديداً عودة أفراد حركة فتح إلى قطاع غزة..

وهاجم المسؤول السعودي حزب الله اللبناني بقوله إنّ "داعش وحزب الله أدوات سياسية لتحقيق مآرب سياسية" وحول الاتفاق النووي مع إيران أكد رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق أنّ مؤيدي الاتفاق رسموا "صورة وردية" للمستقبل لكنها لم تترجم.

وقال الفيصل في تصريحات لموقع  i24News الإسرائيلي على هامش المؤتمر إن الملك سلمان أصدر بياناً بعد خطاب ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني قال فيه إنه يتفق مع المبادئ التي قدمها الرئيس الأميركي ليس فقط حيال الخطر المحتمل من قيام إيران بتطوير أسلحة نووية ولكن أيضاً وفوراً حيال سياسات إيران المغامِرة وسياساتها التدخلية في الدول العربية"، مضيفاً أن "هذا هو ما يتعيّن علينا في تحدي إيران".

وسبق للفيصل أن التقى عدداً من المسؤولين الإسرائيليين من بينهم وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني ومدير المخابرات العسكرية الأسبق عاموس يادلين ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال يعقوب عامي درور ووكيل وزارة الخاجية دوري غولد.

من جهته قال أودي ديكل إن إسرائيل ستكون أكثر انخراطاً في سوريا في المستقبل لمنع الهيمنة الإيرانية واصفاً قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بأنه "العميل 007 الخاص بالشرق الأوسط" قائلاً إنه موجود في كل مكان في المنطقة.alfisal2017.10.23
ديكل انتقد السياسة الخارجية الأميركية مشيراً إلى "أن العلم الوحيد الذي لا يمكن العثور عليه في سوريا هو علم الولايات المتحدة". وقال "إن اللبنانيين لا يريدون خوض حرب جديدة مع إسرائيل".

رئيس الموساد الأسبق أفراييم هليفي قال بدوره "إن إسرائيل غير قابلة للتدمير وإن الأولوية لا تكمن في مواصلة الصراع والحرب إلى أجل غير مسمّى لمجرّد كسب الوقت"وعن الوضع في سوريا أكد هليفي أنه "إذا كانت هناك هزات في دمشق فإنك ستشعر بارتداداتها في كل المنطقة" واصفاً سوريا بأنها ليست مجرد بلد في الشرق الأوسط بل "مركز الإسلام والقومية العربية".

وأشار هليفي إلى "أنه يجب التفاوض مع الإرهابيين كونه جزءاً من الآليات الدبلوماسية". وأضاف إنه "لا يجب الحديث مع خصومك فقط بل الاستماع إليهم" مشيراً إلى "أنه لا يمكن التأثير في الناس إذا لم تتحدث معهم". وقال في هذا السياق "إن لا خيار أمامنا سوى البحث عن وسيلة للعيش مع جيراننا الذين يجب أن نتقبلهم كما هم".

ورأى هليفي أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في وضع صعب آملاً أن تكون أكثر استقراراً، أما روسيا "فهي حالياً أكثر نشاطاً في الشرق الأوسط منذ انهيار حلفاء الاتحاد السوفياتي العرب عام 1973" لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أبلغ الحكومة الروسية عام 1996 "أن عدم انخراط روسيا في عملية السلام في الشرق الأوسط هو خطأ".

أمنون ريشيف أحد الضباط الإسرائيليين السابقين والذي شارك في حرب أكتوبر عام 1973 قال "إنه لا يوجد ستاتيكو بل إن الأمور تسوء أكثر ونحن بحاجة لخطة مرحلية من أجل تحسين الوضع" ولفت ريشيف إلى أن "معظم الإسرائيليين يدعمون الانفصال ولا يريدون أن يكونوا جزءاً من دولة واحدة" مضيفاً أنه يجب "إبقاء إسرائيل واليهود في العالم موحدين".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية