المرصاد نت - متابعات
لليوم الثامن عشر على التوالي يستمر الأمير محمد بن سلمان في احتجاز أبناء عمومته من الأمراء إلى جانب رجال أعمال ونافذين كبار في السعودية ضمن حملته المتواصلة تحت شعار «مكافحة الفساد» التي تتوسع يوماً بعد يوم لتضم أسماء جديدة وقطاعات جديدة وفق أكثر من مصدر
لا شيء يقف بوجه ولي العهد السعودي حتى الآن في عملياته الداخلية ضد المنافسين سياسياً والمليئين مالياً ممن يجري عزلهم أو تجريدهم من ثرواتهم أكثر من أسبوعين مرّ على عملية الاحتجاز للأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال والنافذين ولم تنته الأزمة بعد ليفتح الباب على تساؤلات بشأن كيفية إقفال هذا الملف وأفق الأزمة وتداعياتها التي بدأت تتظهّر اقتصادياً وسياسياً برغم التصعيد الإعلامي والسياسي خارجياً الذي أمّنه ابن سلمان كغطاء لإجراءاته غير المسبوقة في الداخل.
وتردد في الساعات الأخيرة أن الحملة بدأت تتوسع لتشمل عمليات «تطهير» داخل الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية و«الحرس الوطني» يعتقد أن المستهدفين فيها هم الضباط من المحسوبين على الأميرين محمد بن نايف ومتعب بن عبد الله ونقلت وكالة «بلومبيرغ» عن مصدر سعودي أن نطاق حملة «التطهير» قد اتسع ليشمل الجيش والمؤسسة العسكرية، كاشفاً عن توقيف ما لا يقل عن 14 ضابطاً متقاعداً عملوا في وزارة الدفاع إلى جانب ضابطين من «الحرس الوطني» بتهمة صفقات وعقود مالية «فاسدة» ونفى المصدر توقيف ضباط قيد الخدمة الفعلية.
وبحسب ما يتسرب من «المحاكمات الميدانية» في فندق الـ«ريتز كارلتون» يبدو أن العملية أعقد بكثير مما ظن ابن سلمان فمن جهة ثمة «فضيحة» كشفتها عملية الاحتجاز المتسرعة بيّنت أن أصول القطاع الخاص السعودي فقدت الكثير في المدة الأخيرة وهي الآن في مستوى أقل من المتوقع ومن جهة أخرى ثمة تماسك ومقاومة يبديهما بعض المحتجزين الذين يرفضون التنازل بسهولة عن ثرواتهم مسلحين بتلويح بعض الدول التي تستضيف أصولاً مالية لهؤلاء برفض مصادرة حساباتهم لمصلحة حملة غير شفافة وغياب الأحكام القضائية الواضحة بحقهم.
لعل ما تقدم يشكل السبب الذي يقف خلف لجوء ابن سلمان وفق تسريبات الصحافة الأميركية إلى مفاوضات مع المحتجزين لعقد تسويات معهم وقد نقلت وكالة «بلومبيرغ» عن مسؤول سعودي قوله إن إجراءات التسوية تشمل عدم إخضاع المحتجزين للمحاكمة لقاء دفعهم مبالغ وليس لقاء كامل ثرواتهم والمتوقع من هذه المفاوضات «استرداد» ما بين 50 و100 مليار دولار.
أما صحيفة «ذا فايننشال تايمز» البريطانية فقد توقعت أن تصل المبالغ المحصلة من صفقات التفاوض مع المحتجزين إلى 300 مليار دولار ضمن تسويات تقضي بتنازل المعتقلين عن نسبة 70% من ثرواتهم. وفي الحالتين يكون ابن سلمان قد قدم دليلاً إضافياً على عدم جدية الحملة وارتباطها بما هو أبعد من مكافحة الفساد خصوصاً بعد تزايد تحذيرات الخبراء الاقتصاديين من التأثيرات السلبية لأسلوب الحملة على قطاع الاستثمار الخاص.
إلا أن حسابات الأمير الشاب قد تكون مختلفة عن حسابات الربح والخسارة للدولة السعودية إذا ما قيست على طموح ولي العهد الشخصي إلى اعتلاء العرش سريعاً. فعلى وقع حملة «التطهير» تتصاعد التكهنات حول سيناريوات بلوغ ابن سلمان هدفه. تتضارب التسريبات بشأن قرب تنازل الملك سلمان عن العرش بين مصادر سعودية تنفي ذلك في القريب العاجل استناداً إلى عدم وجود سابقة مماثلة في السعودية وبين متوقع لحدوثه في الأيام المقبلة بناءً على معلومات تتردد خلف أسوار قصر اليمامة في الرياض.
وفي التحليلات يربط البعض بين حملة الإقصاء والاعتقالات المتزامنة مع تصعيد خارجي وقرب اعتلاء ابن سلمان للعرش لكون ما يجري تكراراً لسيناريو إقصاء محمد بن نايف عن ولاية العهد حين جرى استخدام الأزمة الخارجية (مقاطعة قطر) كغطاء للانقلاب على الأخير. في المقابل يرى آخرون أن ابن سلمان قد يلجأ إلى ابتكار مخرج غير اعتيادي لقاء الاحتفاظ بدعم والده من طريق الاستحواذ على لقب «الملك» والإبقاء على لقب «خادم الحرمين الشريفين» لسلمان بن عبد العزيز.
وبالعودة إلى حملة الاعتقالات فقد كشف الكاتب السعودي جمال خاشقجي أن عملية التفاوض والتسوية تشمل أمراء ورجال أعمال غير موقوفين وكتب خاشقجي على حسابه في موقع التواصل «تويتر» أنه «تجري الآن وبهدوء تسويات مليارية مع عدد من كبراء الأمراء غير الموقوفين يتم بموجبها تسديد مبالغ لوزارة المالية ونقل أسهم وممتلكات وأراضٍ للدولة» في مؤشر على توسع «الابتزاز» ليطاول غير المعتقلين مقابل عدم تعرضهم للاحتجاز. وفي تغريدة أخرى كتب خاشقجي: «فتح ملف المساعدات الخارجية المليارية لدول شقيقة خلال العقد الماضي في الحرب على الفساد ما من مليار أعلن إلا ونهش أحدهم حصة منه قبل استلامه».
المزيد في هذا القسم:
- السيسي الى السعودية غدا الأحد.. هل ستذوب قمة الجليد؟ المرصاد نت - متابعات اعلنت الرئاسة المصرية الجمعة وأكدت ان الرئيس عبد الفتاح السيسي سيزور السعودية يوم الاحد لاجراء محادثات مع الحاكم السعودي سلمان بن عبد الع...
- أنقرة تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية على الحدود السورية! المرصاد نت - متابعات استقدم الجيش التركي أمس تعزيزات عسكرية بينها مدافع ميدانية ودبابات من «اللواء 20 مدرعات» إلى مدينة أقجة قلعة المقابلة لمدينة تل أبيض على ...
- تعديل مرتقب في حكومة روحاني: واشنطن تراهن على الاحتجاجات المرصاد نت - متابعات يسهم التصعيد الأميركي ضد إيران الذي بلغ ذروته مع تسعير الحرب على النفط الإيراني في مردود عكسي يتمثل في توحد التيارات السياسية بوجه الضغوط...
- تركيا تصعّد تهديداتها في شرق الفرات! المرصاد نت - متابعات بدأت الخلافات التركية - الأميركية بخصوص «المنطقة الآمنة» تأخذ منحى جديداً من خلال التصريحات التركية الأخيرة التي تهدّد بالانسحاب من التنس...
- الرئيس بشار الأسد يؤدي صلاة العيد في القلمون المرصاد نت - متابعات أدى الرئيس بشار الأسد صلاة عيد الأضحى المبارك صباح اليوم في رحاب جامع بلال في مدينة قارة بالقلمون في محافظة ريف دمشق. وكان برفقة الاسد...
- وزيرة الدفاع الألمانية لا تستبعد انتشاراً عسكرياً طويل الأمد في الشرق الأوسط المرصاد نت - متابعات قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إنها لا تستبعد "انتشاراً طويل الأمد" للقوات الألمانية في الشرق الأوسط وسط نقاش أوسع نطاق...
- السيد نصر الله: حكام السعودية يمثلون رأس الحربة في المشروع الصهيوني ضد محور المقاومة المرصاد نت - متابعات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن تنظيم داعش الارهابي في نهايته العسكرية في سوريا منوهاً الى أنه وبعد فشل أمريكا واسرائيل ...
- حادثة بحر اليابان: تهدئة روسية وتحريض أميركي ! المرصاد نت - متابعات بلغ التوتر في شرق آسيا خلال اليومين الماضيين مستوى مرتفعاً جديداً إثر اعتراض كوريا الجنوبية طائرة روسية فوق منطقة متنازع عليها بين سيول و...
- تمديد حالة الطوارىء في تركيا ثلاثة أشهر المرصاد نت - متابعات أعلن نائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش الإثنين أن الحكومة قررت تمديد حالة الطوارىء في البلاد لثلاثة أشهر ابتداء من التاسع عشر من ...
- الأتفاق النووي ما بين وعود أوروبا وجدية إيران ومفاجآتها المرصاد نت - متابعات لا يختلف اثنان بان موقف الحكومة الإيرانية حيال الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي اتسم بالحكمة والعقلانية ذلك القرار الذي انفردت “...