المرصاد نت - متابعات
كشفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوبيلي أن تل أبيب وضعت شروطاً للتسوية السياسية في الشرق الأوسط أبلغتها للولايات المتحدة الأميركية
كما أكدت لها أنها لا يمكن التنازل عنها وأجملت حوتوبيلي في لقاء إذاعي مع «القناة 7» العبرية هذه الشروط بـ«رفض وجود أي سيادة على المنطقة الممتدة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن سوى السيادة الإسرائيلية ورفض إخلاء أي مستوطنة والإبقاء على القدس موحدة وعاصمة وحيدة لإسرائيل» ثم استدركت شرطاً رابعاً هو «رفض عودة اللاجئين حتى إلى المناطق الفلسطينية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك زعيم فلسطيني يمكن أن يقبل هذه الشروط أجابت أن «المجتمع الفلسطيني لا يتمتع بإرادة السلام. وهكذا هم قادته لذلك لن نجد قائداً فلسطينياً مستعداً لقبول شروطنا... المجتمع الفلسطيني يحتاج إلى ثقافة السلام. وهم ليسوا ناضجين لصنع السلام ولا لإدارة دولة مستقلة. وما حدث في قطاع غزة يعلمنا أنهم ينتخبون تنظيمات إرهابية لتدير شؤونهم».
وفي ما يتعلق بموقف واشنطن أعربت حوتوبيلي عن أملها بأن يتفهم الأميركيون شروط إسرائيل قائلة: «إنهم يتفهمون موقفنا بأن الاستيطان ليس عقبة أمام عملية السلام. لدينا رئيس حكومة يضع قضية إيران على رأس جدول الاهتمام ويرفض أن يحتل مكانه الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني وخلافاً للإدارة الأميركية السابقة، فالرئيس دونالد ترامب يرفض إملاء تسوية على الأطراف. وعلينا أن نعتاد العيش من دون تسوية مع الفلسطينيين».
خطة ترامب للتسوية: إسقاط فلسطين تمهيداً لإعلان الحلف السعودي ــ الإسرائيلي
«خطة السلام» في الشرق الأوسط للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي يحلو للبعض تسميتها «صفقة القرن» هي في المرحلة الأخيرة من الإعداد ولا ينقصها ــ كما يبدو ــ إلا إقرار من السلطة الفلسطينية بإنهاء القضية بأبخس الأثمان. الخطة التي يقودها صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر لا تتعلق وإن كانت كذلك بالشكل بالتسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بل بصورة أساسية وأولى بتمكين «الدول العربية السُّنية» بقيادة السعودية من إعلان حلفها مع إسرائيل.
ما ينقل حول «الصفقة» وما يتسرب عنها، وكما يبدو على نحو مقصود وكجزء من التمهيد والإعداد وتهيئة الرأي العام لها، كفيل بتحديد أهم مكوناتها. وهي «الصفقة» المستندة أساساً إلى الشراكة بين إسرائيل والسعودية في المصالح والأهداف والتطلعات، وكذلك على تراجع مكانة وأهمية، بل وجود، القضية الفلسطينية والقدس على جدول الأعمال الرسمي العربي.
ضمن الإشارات والتسريبات، كشفت «القناة 12 العبرية» (الثانية سابقاً) ما قالت إنها مبادئ «خطة السلام» للرئيس الأميركي التي يعمل وفريقه على بلورتها، ووفق مصادر في إسرائيل، فإن «ترامب سيقترح إقامة دولة فلسطينية لكن ضمن شروط: ألّا تكون مبنية على حدود عام 1967، وبلا إخلاء للمستوطنات، ومن دون التطرق إلى القدس أو تقسيمها، وكذلك نقل السفارة الأميركية إليها مع إبقاء الجيش الإسرائيلي مرابطاً على ضفاف نهر الأردن وواشنطن ستؤيد كذلك معظم المطالب الأمنية الإسرائيلية في ما يتعلق بالضفة الغربية». وطبقاً للمصادر ذاتها فإنها مبادرة «خلافاً لجميع المبادرات الأميركية السابقة وتحديداً إدارتي الرئيسين بيل كلينتون وباراك أوباما».
لكن الأهم من ناحية واشنطن وتل أبيب وكذلك في السعودية أن المبادرة الأميركية لـ«تضييع» القضية الفلسطينية تأتي بمباركة من الدول العربية المعتدلة ضمن «صفقة القرن» الكبرى وكخطوة إقليمية شاملة تقودها السعودية عبر دعوة الدول العربية الأخرى للمشاركة فيها.
وتقضي الخطة الأميركية بمبادرة «الدول العربية السنية» إلى ضخّ مئات الملايين من الدولارات بغرض التنمية إلى السلطة التي لا يمكنها نتيجة الضغوط إلا قبول التسوية كما هي، رغم أنها تبتعد أشواطاً كما يبدو من التفاصيل المسربة عنها عن الحد الأدنى الذي يمكن السلطة قبوله رغم كل تنازلاتها وتضييعها للحقوق الفلسطينية وبحسب الخطة الأميركية تنوي إدارة ترامب تسويق المبادرة كخطوة إقليمية شاملة لا تتعلق بالطرفين فقط: إسرائيل والفلسطينيين بل أيضاً بالدول العربية مثل السعودية «التي تعدّ المحور المركزي ورافعة الضغط الثقيلة التي ستستخدم على أبو مازن».
هذا التسريب كما يرد في تقرير القناة الإسرائيلية يؤكد تفسير زيارة محمود عباس إلى الرياض قبل أيام، بعد تلقيه دعوة عاجلة من ولي العهد محمد بن سلمان وتخييره كما ورد في الإعلام العبري بين القبول بالمبادرة الأميركية كما هي مع كل ما يرد فيها من تنازلات أو الاستقالة من رئاسة السلطة لإيجاد بديل يقبل هذا القدر من التنازلات.
مصدر رفيع في إدارة ترامب كاد أن يؤكد التسريبات كما وردت على القناة الإسرائيلية في معرض نفيها. وفق صحيفة «هآرتس» إذ أشار المصدر إلى أن «هناك تكهنات كثيرة وتخمينات حول ما نعمل عليه، وهذا التقرير هو أحد تلك التخمينات. ليس عرضاً دقيقاً لكنه دمج إمكانات كثيرة وأفكار تطرح».
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وصف تقرير القناة 12 بأنه «تكهنات»، لكن في الوقت نفسه حرص على التعامل معه بجدية تستلزم منه إطلاق مواقف إذ قال: «في ما يتعلق بالتكهنات التي أسمعها فإذا عرض (ترامب) خطة ديبلوماسية فالاعتبار الوحيد الذي سيوجهني سيكون المصالح القومية والأمنية لدولة إسرائيل». وأضاف في جلسة للمجلس الوزاري الإسرائيلي أمس: «في ما يتعلق بالخطة السياسية للرئيس ترامب لا أعتزم التطرق إلى التكهنات الكثيرة التي سمعناها خلال نهاية الأسبوع لكنني شرحت بشكل كامل لأصدقائنا الأميركيين أن المصالح الأمنية وغيرها من المصالح هي التي ستحدد الرد الإسرائيلي على خطة كهذه».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرنوت» قد أشارت قبل أيام إلى أن الحراك الأميركي من أجل «خطة سلام» أميركية للشرق الاوسط، يعدها منذ أشهر صهر الرئيس كوشنير، وهي «تمضي على قدم وساق» مضيفة: «يتعين على (إدارة) ترامب أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدماً بقوة في تحقيق هذه الخطة أو يتكون لديها انطباع أن لا أمل في تحقيقها فيتخلى عنها».
ومن المتوقع أن يتخذ قرار ترامب في آذار المقبل وحتى هذا الموعد على مبعوث ترامب إلى المنطقة كوشنير وكذلك حاكم السعودية الفعلي ابن سلمان إضافة إلى نتنياهو، بلورة الأسس والإمكانات وكذلك الشروط وفرضها على الفلسطينيين لإمرار الصفقة الأمر الذي يسمح للجميع بإعلان سهل وسلس للحلف القائم فعلياً بين السعودية والدول العربية «المعتدلة» وبينها وإسرائيل الهدف الرئيسي لـ«صفقة ترامب».
المزيد في هذا القسم:
- الجيش السوري يفك الطوق عن ادارة المركبات بحرستا ويتقدم في أدلب المرصاد نت - متابعات حرر الجيش العربي السوري وحلفاؤه منطقة المطاحن وفكوا الطوق بشكل نهائي عن ادارة المركبات في حرستا بريف العاصمة السورية دمشق. وافاد مصدر ...
- وسائل الإعلام الأميركية وحصاد زيارة بايدن إلى تركيا المرصاد نت - روسيا اليوم باختتام بايدن زيارته إلى تركيا تختتم محاولته لرأب الصدع بين البلدين الذي حدث عقب اتهامات أنقرة لواشنطن المتعلقة بمحاولة الانقلاب التي...
- بين مصر والسودان... محاور غير مكتملة المرصاد نت - وسام متى يكتسب التوتر القائم حالياً بين مصر والسودان شكلاً أكثر خطورة، خصوصاً في ظل المخاوف من تحوله إلى صراع محاور في ظل امتداداته الإقليمية الت...
- 8 قتلى و12 مصاباً بعملية دهس في نيويورك المرصاد نت - متابعات قالت عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 12 آخرين جراء عملية دهس في منطقة مانهاتن السفلى بمدينة نيويورك حيث اقتحمت شاح...
- تحديات محور المقاومة... وتقدّم على مختلف المحاور! المرصاد نت - متابعات متواصلة بعناد، وبلا هوادة، عدوانية الغرب على الشرق. طاقة عدوانية غريبة باستمراريتها، وثباتها، وجبروتها، لا تلبث أن تتعدّى وتدمّر وتقتل وت...
- “هيومن رايتس”: البحرين دولة قمعية تخنق المعارضين بالاعتقالات والتخويف المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أن البحرين دولة قمعية تخنق المعارضين وتمارس بحقهم اعتقالات وتخويف وسوء معاملة. وأكد...
- "تلغراف": تركيا تريد مساومة الغرب بشروطها قبل التدخل المباشر ضد داعش في ظل عجز الضربات الجوية للتحالف الدولي في القضاء على داعش، تتجه أنظار الغرب إلى أنقرة التي من شأن تدخلها المباشر على الأرض أن يساعد في حسم معركة التحالف، وفق م...
- زلزالان بقوة 6.4 و5.8 درجات يضربان ولاية هاتاي جنوبي تركيا المرصاد-متابعات ضرب زلزالان جديدان بقوة 6.4 و5.8 درجات ولاية هاتاي جنوبي تركيا، مساء اليوم الاثنين، وامتدت آثارهما إلى مناطق الشمال السوري، كما شعر بهما سكان ل...
- 250 قتيل وجريح في هجومين متزامنين في افغانستان المرصاد نت - متابعات اسفر هجومان متزامنان استمرا بضع ساعات عن حوالى 50 قتيلا الثلاثاء في افغانستان وعن اكثر من 200 جريح معظمهم في غارديز (جنوب شرق) وفي غزنة ا...
- السعودية تسبق روسيا في الإنفاق العسكري وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً متابعات : أفادت إحصاءات نشرها “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” اليوم الثلاثاء أن الإنفاق العسكريفي العالم ارتفع في عام 2015، بينما احتلت...