الحق والباطل والمقاومة والارهاب والثوار والمرتزقة والثورة والفتنة ، كلمات ليست لها معان ثابتة في قاموس النظام السعودي، فهي تخضع لنسبية متطرفة تذهب بكل الحدود التي تفصل بينها فيتداخل الحق مع الباطل والارهاب مع المقاومة والثوار مع المرتزقة والثورة مع الفتنة ، في مشهد فوضوي عبثي.
ويمكن تلمس هذه السياسة السعودية في اطار تعاملها مع الاف التكفيريين السعوديين الذين زجت بهم السعودية في الحرب الدائرة على سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية ، للجهاد هناك ضد "الكفار والمشركين" ، وسهلت لهم عملية الانتقال الى هناك ومدتهم بالمال والسلاح ، فكانوا العمود الفقري لجميع العصابات التكفيرية هناك وفي مقدمتها "داعش" و "النصرة".
ونظرا لمخزون الحقد الذي يحمله الانسان المشحون وهابية على الاخر عادة ، كان حجم التدمير الذي الحقته العصابات التكفيرية السعودية اكبر حجما من باقي الدمار الذي الحقته باقي العصابات التي عاثت في سوريا واهلها فسادا وتدميروتقتيلا.
ان خزان الحقد السعودي الذي انفجر في سوريا على الحياة والانسان هناك ليس بالشيء الذي يمكن التستر عليه او اخفائه ، فهناك الالاف من الصور والافلام التي سجلت فتوحات وغزوات "المجاهدين" السعوديين في سوريا ضد "الشيعة و "النصيرية" و"الصليبيين" و "الكفرة" و "المشركين" و "السنة المرتدين" وجميع خلق الله من الذين يخالفوهم عقيدتهم الشوهاء ، واقل هذه الممارسات عنفا كانت حز الرؤوس و تقطيع الاوصال واكل لحوم البشر وحرق الناس احياء ونبش القبور وتدمير مدن باكملها.
هؤلاء الارهابيون المجرمون من "المجاهدين " السعوديين، ارسلوا الى سوريا قبل ثلاثة اعوام على امل اسقاط النظام السوري وتفكيك سوريا الى امارات متناحرة متقاتلة ، ولكن عندما انقلب السحر على الساحر وفشلت السعودية في تحقيق هدفها الجهنمي هذا ، واخذت تتعالى الاصوات المستنكرة لجرائم العصابات السعودية وفظاعتها ، حاولت تامين سبل امنة لعودة هؤلاء الوحوش الكاسرة الى ديارها ، كما وفرت لهم سبلا امنة للذهاب الى سوريا ، وكأنهم كانوا على ظهر يخت سياحي ضاع طريقه في البحر فجندت السعودية قواها للبحث عنهم واعادتهم الى بلادهم سالمين!!.
ويمكن تلمس هذه السياسة السعودية غير المسؤولة والخطيرة في التعامل مع الارهابيين والمجرمين والقتلة من السعوديين الذين ضاقت الارض بهم بعد ان اقتلعهم الجيش السوري مترا مترا من ارض القلمون فعبروا الحدود الى لبنان ليعيثوا به فسادا كما عاثوا في سوريا ، فكان الجيش اللبناني لهم بالمرصاد ، فلم يجدوا سبيلا الا اللجوء الى سفارة بلادهم في بيروت التي فتحت ابوابها واحضانها لهم لاعادتهم معززين مكرمين الى السعودية بعد ان قاموا ب"واجبهم المقدس" في سوريا!!.
الملفت ان البيانات الصادرة عن السعودية والسفارة السعودية في لبنان تعاملت مع هؤلاء الارهابيين والمجرمين على انهم من الذي تابوا وانفصلوا عن الجماعات الارهابية التكفيرية ، بينما هم لم يتوبوا ولم ينفصلوا ، بل قاتلوا حتى النفس الاخير وحتى الطلقة الاخيرة قبل ان يعبروا الحدود الدولية الى لبنان ، لذا نرى السفارة السعودية تطلب من السلطات اللبنانية تسهيل دخول أي سعودي يهرب من سوريا ويتخلى!! عن انضمامه للجماعات الارهابية في سوريا واحتجازه في أماكن آمنة !! بعيدا عن أعين أعوان النظام السوري!! ، ليتسنى للسفارة السعودية ولانصارها في لبنان تسهيل عودتهم بامان وسلام وهدوء وطمانينة الى بلادهم!!.
ذكرت مصادر سعودية أن السلطات السعودية تسعى لدى التنظيمات الإرهابية التي تدعمها ماليا وعسكريا كتنظيم "جبهة النصرة" وغيرها تسليمها أي سعودي يتم أسره خلال القتال مع تنظيم "داعش" لتسهيل عودته الى الوطن!.
رغم ان فترة العفو التي حددتها السعودية للتكفيريين السعوديين الذين يقاتلون في سوريا انتهت في منتصف اذار / مارس الماضي ، الا ان التكفيريين السعوديين في سوريا تجاهلوا هذا القانون بالمرة ، لعلمهم ان لا خطر سيواجهم عند العودة الى ديارهم ، لانهم بالاساس جاؤا الى سوريا برعاية السلطات السعودية، لذلك مازالت فترة العفو مفتوحة رغم انه لم تسجل حالة واحدة لعودة طوعية للارهابيين السعوديين ولم تحكم المحاكم السعودية على سعودي واحد حتى بالسجن ليوم واحد لقتله السوريين وتدمير مدنهم.
اذا كان موقف السلطات السعودية من الارهاب والتكفيريين هو موقف حقيقي ، ترى لِم لم تُقنع الاخرين بحقيقة هذا الموقف ، عبر مساءلة شيخ واحد ، فقط شيخ واحد ، من بين الاف الشيوخ الذين حرضوا الشباب السعودي على الذهاب الى "الجهاد" في سوريا ، فقط مساءلته وليس اعتقاله او انزال العقاب به؟، رغم انهم كانوا وما زالوا سبب كل البلاء الذي نزل بالامة وليس بسوريا وحدها.
الحرب المفروضة على سوريا فضحت السياسية السعودية وعرتها على حقيقتها ، وهي حقيقة اخجلت العقلاء من ال سعود ، بعد ان تكشفت مدى عبثيتها ، التي حاول البعض التستر عليها بلفها بلفافة ميكافيلية ، فكانت ميكافيلية غبية.
المزيد في هذا القسم:
- قصة حياة مأساوية لفنان مصري .. شهرة ومال ثم تسول ودار مسنين وأكل من القمامة المرصاد-متابعات حلت اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الفنان المصري عبد العزيز مكيوي والذي عاش حياة مأساوية حيث بدأ حياته الفنية نجما كبيرا وانتهى به المطاف بدار المسني...
- أدباء الوطن.. بركان في وجه الاستعمار! المرصاد نت أسهم أدباء وشعراء اليمن بالوقوف في خنادق النضال والثورة ضد الطغيان والاستعمار البغيض وذلك من خلال إبداعاتهم وقصائدهم الوطنية المتأججة بالمشاعر الوط...
- تدشين معرض الكتاب السنوي بصنعاء احتفاءً بالعيد الـ26 للوحدة اليمنية المرصاد نت - صنعاء دشن اتحاد الناشرين اليمنيين وشبكة يمن إبداع وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة ووزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة اليوم الأربعاء بص...
- الجذور العربية للعمارة الغربية.. كيف تمت سرقة كنيسة نوتردام وبيغ بن من سوريا والعالم الإسل... المرصاد-الثقافي تعد كنيسة نوتردام التي احترقت العام الماضي في فرنسا، وبرج بيغ بن في العاصمة البريطانية لندن، وبازيليكا القديس مرقس (كنيسة سان ماركو في مدينة ...
- جنوبيون في صنعاء ... شماليون في عدن! المرصاد نت فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري. وهل تدرين ياصنعا؟ من المستعمر السري. غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري. فقد يأتون تبغا في سجائر، لونُ...
- كذب في كذب واللعبه على الشعب كله! المرصاد نت يا تحالف ذبحتونا على غير قِبلهخمسه أعوام والساطور شغال للأن.. كل وأحد تسوقوا له على قدر عقلهتوهم المؤتمر والإنتقالي والإخوان... تضرب الكل عبر الك...
- عظيمي ميرآبادي: المشاركة الواسعة دفعتنا لعقد مهرجان أفلام المقاومة الـ16 على مرحلتين المرصاد أكد مدير مهرجان أفلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر (مهدي عظيمي ميرآبادي)، أن المشاركة الواسعة في فعاليات هذه النسخة من المهرجان دفعتنا لإقامته...
- مختار الضبيري ..المتواري في مملكة الظل كان الشاعرمختار الضبيري رحمة الله عليه يشكل حالة شعرية ووجودية مميزة ، دشن حضوره في جامعة صنعاء سنة 1990م بدراسة علم الاجتماع وفي المشهد الأدبي بنشر كثيف لقصائد...
- ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني ! المرصاد نت ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُواولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرناما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ ز...
- ويلاه ...!! المرصاد نت إذا مـتّ لا تبـكـوا علـيّ بــحســـــرة ولا تعولوا كـي لا أفيق من القبـر ...