الذاري : علينا ان نعمل على إيجاد حل يمني - سعودي ولا يستطيع أي طرف ان يحقق حسماًعسكريًا

المرصاد نت - خاص

أكد الأستاذ زيد الذاري ان اليمن تتعرض لعدوان عسكري منذ عامين وأن هناك أقتتال داخلي وأنقسام حاد يمني - يمني وان الخطوة الاولى هي كيف نرمم هذا الانقسام وكيف يعود الوئام فيما بين altharia2017.3.4اليمنيين


واذا كان هناك أهداف مخفيه للعدوان السعودي تحققت  فالاهداف المعلنه من إعادة شرعية وغيرها لم ولن تتحققان وأضاف أن ما جرى خلال العام 2011 ما هو الا قطع الطريق امام التطور الطبيعي للبلدان العربية التي وصلت لمرحلة من التطور والاستقرار السياسي والانفتاح وأن الهجمة التي عصفت بالمنطقة كانت بدايتها باحتلال العراق حيث أراد المخططون ان يضعوا يدهم على المنطقة انطلاقا من السيطره على العراق.

وأوضح مستشار القطاع السياسي في المؤتمر ورئيس ملتقى الوئام الوطني الأستاذ زيد الذاري لبرنامج نبض الشرق: على قناة سما الفضائية السوريه حول ماذا قدم الربيع العربي للشعب العربي وموضوع اليمن في مهب عاصفة الحزم وانعكاس ما يجري في سوريا على الواقع العربي والذي استضاف المفكر والسياسي اليمني الأستاذ / زيد الذاري رئيس ملتقى الوئام الوطني اليمني. جرى التطرق الى الربيع العربي .

حيث اعتبر الأستاذ زيد الذاري ان ما جرى خلال العام 2011 ما هو الا قطع الطريق امام التطور الطبيعي للبلدان العربية التي وصلت لمرحلة من التطور والاستقرار السياسي والانفتاح الذي فرضه المناخ العام كون هذا كان في طريقه لإن يؤدى الى اكتمال ونضج ذو نكهات ومشاريع وطنية على مستوى كل قطر وبلد مشيراً الى ان الهجمة التي عصفت بالمنطقة كانت بدايتها باحتلال العراق حيث اراد المخططون ان يضعوا يدهم على المنطقة انطلاقا من السيطره على العراق .

مشيراً في هذا الصدد الى ماكان قد اطلقه كبار المسؤلين والمخططين الاستراتيجيين الامريكيين من مقولات كان ابرزها تلك التي تقول : (العراق البدايه والسعوديه الهدف ومصر الجائزه ).. مضيفاً: علينا ان نتذكر زيارة كولن باول لسوريا عقب سقوط الرئيس صدام واحتلال العراق والتي كان الهدف منها استكمال مسار وضع اليد على المنطقه وتثبيت القطار على سكته التي اريد لتلك الزياره استيعاب سوريا و جرها الى مربع السقوط - كون سوريا كانت تمثل صمام امان للهوية والمشروع العربي وحائط صد منيع بوجه أي مشروع يستهدف الأمه وهو ما اثبته الواقع -عبر ما طرحه من مطالب والتي رفضها وبكل صلابه الرئيس السوري بشار الاسد  لافتا الى ان ما سمي الربيع جاء في سياق تاريخي ممتد لاستكمال مشروع الهجمه على الأُمه .. ووضع اليد عليها..

الذاري اشار الى ان الربيع العربي كان ربيعاً مخادعاً وما جرى لم يكن سوى حركة غريبة لا رأي لها ولا فكر ولا قيادة حقيقية، وماهي الا قيادات مصطنعة، معترفاً ومقراً الى انه كان يوجد ثمة انسدادات واحتقانات معينة ومسارات خاطئه للانظمه الا انه كان يمكن اصلاحها عوضا عن المضي في التدمير كما حصل لاحقا للبلدان المستهدفه.. وأن التطور الطبيعي كان كفيل وبشكل حتمي قادرٌ ان ينفس ويحقق كل هذه الآمال ويحقق الاصلاحات من خلال تكامل ارادات وطنية. وحوارات جاده واصلاحات عميقه كانت معظم تلك الانظمه جاهزه للانخراط فيها لتفادي ما كانت قد قد ادركته من مخاطر ومهددات على الكيانات الوطنيه ..

وبالإشارة للملف اليمني تطرق الذاري لزيارة هيلاري كلينتون لليمن في العام 2011 قبل سقوط بن علي في تونس بايام وقال : انه كان مشروعها واضح من خلال زيارتها وتخصيصها لإجتماع لما يسمى ( منظمات المجتمع المدني ) والتي اوكل اليها اطلاق شرارة التحرك قبل ان تجازف الاحزاب - والتي لم تكن تلك المنظمات إلا كيانات وظيفيه تم صناعتها وتأهيلها لإدوار محدده وارتبطت وانشئت على اعين مؤسسات امريكية وغربية مشبوهه ارتبطت بها وانتجتها - ثم التقت مباشرة بمقر السفارة الأميركية بصنعآء بقيادة احزاب اللقاء المشترك وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وطرحت لهم سؤال واضح ومحدد - فُهِم حينها أنهُ توجهٌ وقرارٌ امريكي بل ( وتوجيه )عليهم الاخذ به والاستعداد واكمال الجاهزيه لتنفيذه - ومفادهُ : هل لديكم تصور ومشروع لانتقال اليمن من قيادة الى قيادة اخرى؟!!!

وحول سؤال المذيعة عن خسائر الربيع العربي وتحقيق الولايات المتحدة الامريكية اهدافها من خلال القوى الناعمة في البلدان العربية اجاب الذاري ان اميركا حققت جزء من استراتيجيتها وهو الهدم كونها استهدفت بلدان وشعوب وجيوش محددة ولكن على الجانب الآخر لم تستطع ان تسيطر على النتائج، ونحن اليوم نلاحظ نوعاً من الصحوة واستعادة الذات والمراجعة على مستوى نخب واسعه خصوصا في مناطق ودول لها دور ريادي تاريخياً ًمستقبلا كمصر وسوريا واليمن .. وما يهم اليوم هو اعادة ترميم النفوس والمجتمعات. وتدليلا على ذلك قال الذاري : واذا تحدثنا عن النتائج فربيع مصر آل الى ارادة شعبية والى مؤسسة الجيش الضامن لامن مصر والحافظ لكيانه تاريخيا ورئيس اعاد تصويب مسار مصر ريادة وتاريخ واراده، وفي تونس الواقع يقول انه حصل هناك عجز عن السيطرة والتحكم في مسار الأمور كما كان مرسومٌ لها من الاستفراد وتمكين طرفٍ ما من التمكين والتفرد والهيمنه في تونس، وفي سوريا صحيح انهم احدثوا دمارا وخرابا وتهتكاً في النسيج الاجتماعي لكن بقاء الهوية والدولة والنظام والذي هو عبارة عن انبثاق اراده شعبية حصنها الوعي المتراكم والثقافة العربية والعقيدك المجتمعية العروبيه بين المجتمع والجيش السوري والدولة السورية. الذاري وخلال اللقاء أكد انه علينا كعرب ان نطوي صفحة الماضي سريعا ولا نغرق فيه وعلينا ان ننظر الى المستقبل من خلال القوى الحية الموجودة والقائمة على ارض الواقع والتي يلزمها الإسراع في ترميم النفوس واعادة الاعتبار لحالة الانسجام والتوحد والوئام المجتمعي والدخول في مرحلة من المصالحات الوطنية الشاملة التي لا تستثني احداً . مؤكداً ان التجربه والواقع اثبتتا انه لا يمكن لأحدٍ ان يلغي احداً وانه من المستحيل لاي طرف ان يتفرد في الحكم ..

وعن سؤال المذيعة حول ما يجري في اليمن وماذا حققت السعودية من نتائج خلال العدوان أجاب الذاري : انه في تقديري اذا كان ثمة اهداف مخفيه للسعودية فقد تحققت اما الاهداف المعلنه من اعادة شرعية وغيرها فهي لم ولن تتحقق.

وحول الارهاب والتطبيع رأى الذاري ان الخطرين لم ولن يتمكنا من النمو والاستمرارية الا اذا ظل الانقسام الحاد على مستوى الاقطار العربية كون الارهاب لا ينمو ولا يتغذى الا في ظل بيئة انقسامية داخل المجتمعات كما ان هروب واظطرار البعض بالمضي في قطار التطبيع مع ( اسرائيل ) لن يستمر الا في ظل حالة الانقسام البيني والصراع بين الدول العربية. ولذلك ليس امامنا كعرب وشعوب ومجتمعات قُطرية الا ان نمد ايادينا تجاه بعضنا البعض، وليس من خيار امامنا الا ان نكون شجعاناً لنمد ايادينا لنتلاقى فيما بيننا عوضا عن ان نمد ايادينا سواءٌ نحو اسرائيل أو غيرها للاحتماء والاستقواء .!!

وبالحديث عن المشاريع العربية، أكد الذاري ان نحن العرب اليوم صرنا على هامش مشاريع اقليمية او دولية كونه لم يتبلور الى اليوم اي مشروع عربي، ولذلك علينا ان نتلاقى كعرب، كما ان علينا ان لا نخلق او ننجر الى تخليق بيئات معادية في محيطنا الجغرافي العربي وان لا نكون ممثلين او امتداد لمشاريع الاخرين من حولنا لكي لا يزداد انقسامنا وتستهلك قدراتنا ويضيع مستقبل اجيالنا.

وحول سؤال المذيعة عن مستقبل الأزمة اليمنية أجاب الذاري ان اليمن تتعرض للعدوان وان هناك اقتتال داخلي وانقسام حاد يمني يمني، وان الخطوة الاولى هي كيف نرمم هذا الانقسام وكيف يعود الوئام فيما بيننا كيمنيين.. الخطوة الثانية ان يكون هناك حوار جاد سعودي يمني .

قائلاً: وانا دعوت واكرر اليوم الدعوة كوننا كيمنيين بأمس الحاجة الى مبادرة مشتركة يمنية سعودية نعالج فيها قضايانا فيما بيننا، وعلينا ان نعمل على ايجاد حل يمني يمني وان نتلاقى رغم كل ماجرى. بالنهاية نحن يمنيون واليمن يتسع للجميع ولا تستطيع دولة مهما كانت قوتها ان تلغي طرف اجتماعي و سياسي اسمه انصار الله والمؤتمر الشعبي العام كما لا يستطيع المؤتمر وانصار الله الغاء الاطراف الاخرى ايضاً .، وليس هناك امكانيه على الاطلاق لحل عسكري ولا يستطيع اي طرف ان يحقق حسماًعسكريًا ، ولو افترضنا ان طرفا ما حقق انجازا عسكريا في مساحة ما فانه لم. ولا يستطيع ان يرتب عليه واقع سياسي مستدام لا داخلي ولا اقليمي. مؤكدا انه يستحيل على السعوديه او اي دوله مهما امتلكت من قوة ان تلغي المؤتمر الشعبي وانصار الله كما يستحيل عليهما ايضا ان يلغيا الاطراف اليمنيه الاخرى ..

وفي السياق اكد الذاري على اهمية ان يكون هناك ادراك لما تفرضه الجغرافيا وتؤكده المصالح ويثبته التاريخ من وجود علاقات متميزه وذات خصوصيه بين اليمن ومحيطه ( السعوديه تحديدا) .. لافتا الى اهمية ان تدرك السعوديه انها بعدوانها الى الان افسحت في المجال لوجود وتقوية منافسين وطامحين لادوار قادمه تمكنوا من تثبيت وجودهم على الارض على حساب الدور والمصلحه السعوديه وحلفاءها التاريخيين في اليمن وإن كانوا شركاء لها في تحالفها ضد اليمن الا انهم بدأوا يقطفوا ثمارا خاصه ويحققوا اهدافهم الذاتيه .. وما يحصل في الجنوب والساحل الغربي خير دليل ..

المزيد في هذا القسم: