الحرب المؤجلة على القاعدة

abdurahmanabedتم استجلاب التكفيريين من افغانستان للمشاركة في حرب صيف 94 على أبناء المحافظات الجنوبية , وتمت مكافأتهم حينها على ما اعتبروه نصراً ضد أبناء الوطن بمنحهم أرض الميعاد في "عدن .. أبين" على غرار مكافأة بريطانيا للصهاينة بمنحهم أرض فلسطين بحسب الروايات التوراتية .
عاث التكفيريون المنتشون بالنصر على الاتحاد السوفيتي والنصر ضد أبناء الجنوب في الأرض فساداً , ومارسوا القتل بحق المواطنين وتكفير أبناء المنطقة واستقووا على المواطنين البسطاء بالأسلحة المختلفة التي صُرفت لهم من مخازن الدولة لكنهم بقوا تحت سيطرة الممسكين الريموت كنترول الذي يسيرهم في صنعاء مع السماح لهم ببعض الاستقلالية في القرار لإثبات مجيئهم لتطبيق الشريعة التي جائوا بها كغرسة غريبة ليزرعوها في أرض لا تقبلها وكانت أضرارهم تكبر كل يوم حتى أصبحت محاربتهم واجب لا يمكن السكوت عنه ومع هذا تم إغفاله .
عندما تزايد ضرر التكفيريين وأصبح أمر محاربتهم مطلبٌ خارجي أيضاً لتهديهم خط الملاحة الدولي والمصالح الأجنبية كان لا بد من حمايتهم باختلاق الذرائع عن وجود خطر آخر أكثر لمحاربته ووقع اختيارهم على من أسموهم الحوثيين .

حرصت عناصر القاعدة في قيادات النظام السابق والمتشبثة بالنظام الحالي على ذرّ الرماد في العيون قبل عِقدين من الزمان لصرف الانتباه عن جرائم التكفيريين الذين يُطلق عليهم اصطلاحاً بالقاعدة عن طريق اختلاقِ عدوٍ وهمي آخر وتجسيم صورته كخطرٍ مطبق على الدولة والمواطنين والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي , وكان ضحية ذلك المخطط العصابي المواطنون من أبناء محافظة صعدة والمحافظات الشمالية الذين دفعوا ثمن ذلك التآمر الإجرامي ضدهم من دمائهم وسارت جنازير الحقد فوق جثث أحبائهم وعلى ركام منازلهم .

لاحظ الجميع أن عناصر القاعدة المتشبثة بالنظام الحالي والتي علِقت بثورة التغيير شنت هجوماً حاداً على الحوثيين الذين أصبحوا يُعرفون بأنصار الله - قبل الحرب التي شنها الجيش على عناصر القاعدة في محافظتي أبين وشبوة - بهدف تكرار نفس المخطط السابق وتصويرهم بالخطر الكبير والحقيقي الذي يجب محاربته لصرف الإنتباه عن "القاعدة" وجائتهم المعلومات نتيجة اختراقهم للنظام ومعرفتهم بحربٍ وشيكة تعد لها الدولة ضدهم , لكنهم لم يُفلِحوا في مخططهم هذه المرة فجرائمهم باتت واضحة للعيان ومعروفة منذ قطع رؤوس المواطنين في المديريات التي أسموها إمارات إسلامية مروراً بجرائم الاغتيالات وقتل الآمنين في العرضي واقتحام المعسكرات , وانتهاءً بمحاولات اغتيال قيادة الدولة ومحاولة قلب النظام الذي زعموا أنهم من أوصلوه للحكم وغيرها من اغتيال الأجانب واختطاف الديبلوماسيين .

كان أبناء محافظة صعدة الذين أُطلق عليهم بالحوثيين خلال الحروب الست يدافعون عن حقهم في العقيدة وحرية ممارسة طقوسهم الدينية التي وُصفت بالضالة والمارقة وأٌصدرت الفتاوى التي تكفرهم وتبيح قتلهم , وتمكنوا من الصمود على مدى ست حروب ظالمة حققوا خلالها الكثير من الانتصارات التي حصلوا خلالها على "الأسلحة المتنوعة" التي جيئ بها أصلاً لقتلهم حتى حققوا الانتصار لحقهم في الوجود والحياة والفكر والعقيدة .
أما ما يُسمى بالقاعدة فقد ترنحوا سريعاً تحت ضربات الجيش اليمني الذي تجرع منتسبيه الكثير من جرائم القتل وراح ضحيته المئات جراء الإغتيالات غير المبررة رغم أنهم لم تُشنّ ضدهم حرباً حقيقية واحدة عليهم قبل هذه من الجيش , وخارت عزائم التكفيريين سريعاً رغم كمية السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف الهائلة الذي "صُرِف" لهم من "مخازن" الدولة كونها الحرب الحقيقية المستحقة والمؤجلة منذ عقدين من الزمان .

هنا يكمن الفرق بين من صمد "دفاعاً" عن نفسه وعقيدته وبيته وحقه في الوجود فانتصر رغم جولات الحرب الكثيرة بسبب احتضان الناس ومجتمعه له متمثلاً في أنصار الله , وبين من فرّ عند أول اختبار حقيقي في القتال كونه المُعتدي على الآخرين المستقوي بالأجانب على ابناء بلده "لفرض" عقيدته التي تكفر معتقدات الآخرين .

المزيد في هذا القسم:

  • حروب العملة ... ( الأولى ) كتب: عبدالجبار الحاج في سلوك يمثل تماما في مضمونه ونتائجه نهج ادارة التوحش الذي قراناه عن الوهابية منذ الدرعية وحتى اليوم .. مثلها في السلب تلك ا... كتبــوا
  • أنت متقلب ! بقلم : أزال الجاوي المرصاد نت س/ قال كنت مع الحراك ثم تحولت مع انصارالله واليوم تدافع عن الاصلاح ؟ج / قلت له نعم كنت حراكي عندما كان الحراك ثورة وقبل ان يصبح فصيل سلطة وينضوي في... كتبــوا