المرصاد نت
لا رفيق يؤنس وحشة ساعات يومي الثقيلة التي أكابدها بين لفحات الشمس الحارقة أتأمل وجوه المارة بصمت سوى رفيقي الذي يشاركني حياتي القاسية ويقاسمني المكان يومياً ولو كان ينطق لاشتكى من تلك الهموم التي يحملها قلبي الصغير ولأخبرني بأنها أثقل من أن يتحملها طفل في عمري، صديقي الميزان الذي يتحرق شوقاً مثلي ويتأمل المارة عل أحدهم يقترب وتجتمع تلك الريالات لتفي ثمن شيء أسد به رمقي وأسكت صراخ بطني الخاوي، صديقي الميزان الذي تحمل معي حزن السحب وبكاءها الذي كان يغرقنا في أيام الشتاء الباردة، وشبح الظلام الذي كان يزحف حولي حين يسدل الليل أستاره وتغرق المدينة في الصمت ونظل ننتظر سوياً فلربما قاسى أحدهم من تغير في مظهره فيلتفت إلي وإلى ميزاني فيقترب منا فأحصل على العشرين ريالاً أو الخمسين منه أو أرجع إلى اخوتي خالي الوفاض كما هي العادة.
في هذا اليوم كنت يا ميزاني على موعد لتزن شيئاً من نوع خاص وكنت وحدك قادراً على ذلك، كشرت وحشية المجرمين عن قبح العالم الذي أعيش فيه ولا يرحم وصبوا حقدهم وإجرامهم عليك يا ميزاني، لتزن يا صديقي مقدار ما يحمله البشر من خبث ومقدار المظلومية التي يعيشها أبناء وطني، لتزن حجم الشر الذي يسكن أولئك، وترجح كفة وطن مقصوف وشعب مظلوم مقاوم، صامد، مجاهد.
تلقفت يا ميزاني قبح الظالمين الذين أنهوا البؤس والشقاء الذي افتعلوه بنا وحياة المشقة والجوع التي صنعوها لنا وانتقلنا حيث نستطيع أن نقاضيهم، حيث العدالة تأخذ مجراها، حيث نستطيع أن نثأر للطفولة المذبوحة ظلماً، الطفولة التي سلبوها البسمة والمستقبل وأطعموها الجوع و الفقر، هنا تستطيع أن تزن بشاعة ما اقترفوه من عدوان بحق الحياة على أرضي وأهلي، وتكون خصماً لهم حيث الحق والعدل فقط يقام.
في يومٍ ما كان هناك طفل مع ميزانه يحتضنه ذاك الرصيف على أرض شبعت من الموت، طفل من بلاد الحرب المنسية!.
كتب : زينب الشهاري
المزيد في هذا القسم:
- استهداف البنك المركزي ... تحويل اليمن إلى مقبرة جماعية ! بقلم : ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم يكتفِ تحالف العدوان الإرهابي العالمي بما اقترفه ويقترفه من جرائم ومجازر بحق المدنيين الأبرياء، ولم يخفف من وقع الهزائم النكراء التي يتلقاها...
- الوعد الصادق الوفاء بالوفاء ! بقلم : أسماء يحي الشامي المرصاد نت ياسيد المقاومه يامن اثبتم أنكم نجباء أهل الأرض وصفوت رجالها الذين حملوا هم هذه الامه والدفاع عنها ..... لا غرابة وليس بالجديد في دفاعكم عن مظلومية...
- الحصار الإسرائيلي والحصار السعودي ! بقلم : حسن الوريث المرصاد نت نعرف جميعاً أن إسرائيل تفرض حصاراً مطبقاً على المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو تلك الخاضعة لحركة حماس في قطاع غزة وت...
- مهمة اللحظات الأخيرة في الوقت الضائع ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ولد الشيخ مايزال في صنعاء يجري مفاوضات غير معلنة محاولاً وضع اللمسات قبل الأخيرة لإنهاء الأزمة. - إنه يحمل مسودة مشروع سياسي مدعوماً من الأمم المت...
- رحلة الأنا (١) كل إنسان على الأرض لا سيما الرجُل ينقسم الى إثنين: قسم حقيقي والآخر وهمي. الحقيقي هو ذلك الإنسان البسيط المتصالح مع نفسه ومع غيره ومع قدراته والمرتبط بمن حوله...
- خدعوها بقولهم حسناءُ ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت لم يُعرف عنها مواقفها الداعية للسلام أو الداعمة له، بل أنها في شخصيتها أشبه ما تكون ( بهند بنت عتبة )؛ مُسّعرة حرب و مثيرة فتنة ( مع إحترامي طبعاً ...
- هو الله ! بقلم : أ . حميد دلهام المرصاد نت العملية العسكرية الموفقة التي نفذها الجيش واللجان الشعبية ضد المرتزقة في قاعدة العند والتى أصابت العدوان في مقتل .. تعتبر عملية نوعية بإمتياز ولها ...
- هزيمة (الحرب المادية)..! بقلم : عامر محمد الفايق المرصاد نت يعمل العدوان على اليمن ومن ورائه الداعمون له والواقفون بجانبه من الداخل أو من الخارج على محاربة اليمنيين بكل الأساليب .. وحين وجدوا أنهم فاشلون مخف...
- نهاية القبيلة وعساكرها أكاد أجزم بإن أنصار الله/الحوثيين أنفسهم لا يدركون حجم وضخامة وفخامة وعظمة الخدمة التي قدموها لليمن والشعب اليمني وأنها قد تجاوزت الدفاع عن النفس والدفاع عن م...
- صنعاء التاريخ تقصف ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت -أسسها في الأسطورة سام بن نوح بعد الطوفان-وجدت، في التاريخ، كمدينة مأهولة بالبشر منذ القرن الخامس قبل الميلاد..-حكمها السبئيون وجعلوا منها عاصمتهم و...