11 فبراير خسرنا التغيير ولم نربح الديمقراطية !

المرصاد نت

كان لابد من ثورة أو حركة 11 فبراير بغض النظر عن مآلاتها، وما نكابده تحت الحرب والعدوان وتجزئة البلاد وانهيار الاقتصاد وتردي حالة السلم الاجتماعي في عموم الوطنSabraiabdllah2019.1.20 الواحد، وبغض النظر عن الدماء والتضحيات التي التفت عليها الانتهازية السياسية ولصوص الثورات، كما يحصل في معظم التجارب والدول.
بيد أن الأحلام العريضة التي تبخرت لأسباب كثيرة ما تزال هي ذاتها الأحلام مع أولويات طغت على هموم الناس ومعيشتهم اليومية. ومكابر من يظن أن الشعوب في مسيرة تحررها الوطني يمكنها أن تتنازل بسهولها عن أهدافها الكبيرة وإن انشغلت عنها بسبب عارض ما.
فلا يظن أحد أن عقارب الزمن تعود إلى الوراء مع مفارقة أن البعض يتمنى تحت ضغط اللحظة التاريخية أن تعود بنا الأيام إلى قبل فبراير 2011م. لكن ترى ما المغري في عهد 2010 وما قبله؟
هل يمكن لعاقل أن يترحم على زمن الظلم والاستبداد وتبديد ثروة الشعب لصالح قلة انتفاعية أكلت الأخضر واليابس وأدت أنانيتها المفرطة إلى إشعال الحرب الداخلية في صعدة وفي الجنوب؟
هل كان بإمكان تلك الطغمة الحاكمة أن تتنازل للشعب عن السلطة بعد 33عاما من التفرد بكل شي تقريبا؟.. ولو كان للمستبدين والطغاة عقول وقلوب يفقهون بها لما رأينا السيناريو ذاته يتكرر في أكثر من دولة عربية وصولا إلى الرئيس السوداني عمر البشير الذي يتعامل مع السلطة وكأنها حق شرعي إلى ما لا نهاية ؟
2011 م كان مفترق طرق، إما العبودية وإما التغيير..وقد اختار شعبنا وسلك بملء إرادته طريق اللاعودة وأنجز المهمة التي كانت تبدو شبه مستحيلة غير أن نتاج الحاكم وثقافته كانت قد استشرت في جسد المعارضة السياسية نفسها، فإذا بها تتصرف بمشروع التغيير وكأنه تقاسم للسلطة والنفوذ فحسب.
انخدعنا بالنخبة الانتهازية - ولا نبرئ أنفسنا - وتعاملنا مع التغيير وكأنه مشروع ناجز لا يحتاج سوى إلى جرة قلم، فندخل واحة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والدولة المدنية، وهلم جرا.
تحت نشوة الظفر بالسلطة وعلى إيقاع التكالب على المصالح والمناصب تناسلت القيم والمبادئ شيئا فشيئا؟ وإلا كيف نفسر مسرحية تسليم هادي السلطة وفقا للمبادرة الخليجية وكيف تواطأت القوى الثورية والسياسية على مشروع التغيير حين تعاملت مع ذاك السيناريو وتلك الانتخابات الهزلية التي لم تمنح الناخب سوى خيار واحد ؟. واليوم فإن القوى التي صنعت الكذبة باتت أكثر من يصدقها ويدافع عنها تحت مسمى الشرعية؟
الدرس المستفاد أن التفريط بالديمقراطية أفضى بنا إلى النفق المظلم ومن يرون اليوم يمناً حراً سيداً فليعمل مع كل القوى الوطنية باتجاه الاحتكام إلى اختيار الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة وأحترام النتائج أيا كانت!!

كتب : أ .عـبدالله عـلي صبري - رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين

المزيد في هذا القسم:

  • المتباكين على بكيل !!!! برز على السطح اصحاب المصالح الشخصية الذين يتاجرون بقبيلة بكيل هنا وهناك ويتسولون بإسم بكيل سواءً باسم الشباب او القبيلة او غيرها من المسميات وكصحفية ومتابعة لكل... كتبــوا
  • تعز: «مكانني ظمآن»..؟! ينعقد اليوم المؤتمر الدولي للمياه في مدينة تعز.. الحديث عن المياه في مدينة تعز مثير وذو شجون، لكننا لا نريد من المؤتمر تكرار إعلان «تعز مدينة منكوبة» دون تقدي... كتبــوا
  • كل عام وانتم في خير وعافية بينما نرف اليكم أجمل التهاني بحلول العام الجديد تستغل أسرة المرصاد التابعة لحركة خلاص هذه الفرصة لتعلن عن إستئنافها موافاة قرائها الأعزاء بكل جديد عن أحداث هذا ... كتبــوا