11 فبراير بعد سبع سنوات عجاف !

المرصاد نت

عندما يبحَثُ الإنسانُ اليمني عن أسباب الصراع المستمرّ منذ عام 2011 إلى اليوم يجدُ أن أحد أهَـمّ هذه الأسباب هي ثورة الحادي عشر من فبراير، ولكن لو نأتي لنتساءلَ عما قبل zaidalbaoh20167.42011: هل كان الشعبُ اليمني ينعَمُ بالحرية والاستقلال والخير والرخاء والتنمية والنهضة الاقتصادية؟

لا شك أن إجابة الكثير سوف تكون إنما قبل ثورة فبراير أفضل من اليوم بألف مرة.

لا ليس الأمر ذلك فلولا ثورة فبراير لكان اليمن مستعمراً بدون أن يحرّك الناسُ أي ساكن وبدون أن يستطيعوا أن يعملوا أي شيء، ومن الأساس كان اليمن تحت الوصاية الأجنبية من قبل أمريكا ومن قبل دول الخليج، وفي مقدمتها السعوديّة والإمارات، وكان الشعب اليمني ولا يزال يعاني من الفقر والبطالة.

ما قبل ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 كان اليمنَ يعاني من حروب داخلية، منها ستُّ حروب ظالمة شنها النظام السابق على محافظة صعدةَ وصراعات سياسيّة وأمنية، وكان تنظيم القاعدة يبني نفسَه في مختلف المحافظات ويفتك باليمنيين في الجنوب والشمال.

كان هناك استقرارٌ لبعض المكونات والأحزاب على حساب مظلومية الآخرين.

وبعيداً عما قبل 11، دعونا نتحدَّثْ عما بعدُ، فمنذ اندلاع ثورة فبراير الشعبية تحوّل اليمنُ إلى بؤرة ومستنقعٍ للصراع المتعدد سياسيّاً وأمنياً وعسكريّاً.

لم يكن هناك مانعٌ ولا مشكلةٌ لدى أمريكا والسعوديّة وبريطانيا والإمارات من بقاء ثورة الحادي عشر من فبراير تحت الوصاية الخارجية؛ بحُجّة الالتزام بما يسمّى المبادرة الخليجية التي كانت بمثابة صكِّ وصاية خارجية على اليمن وبقاء الحكم في يد الإخوان المسلمين المتمثلين في حزب الإصلاح الذي عمل لمصلحة الخارج أكثر من مصلحة اليمن وجعل السفارة الأمريكية هي الآمِــر والناهيَ في شؤون اليمن واليمنيين حتى 2014.

ولولا ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر لَما كان لثورة الحادي عشر من فبراير أيُّ معنى سوى الهروب من الظلم والطغيان إلى الاستعمار الحقيقي، بل إن ثورة فبراير كانت فرصةً حقيقيةً لأمريكا والسعوديّة والدول التي تسعى إلى جعل اليمن مستعمرةً لها ولأطماعها.

وعلى الرغم من حجم المعاناة التي يعاني منها الشعبُ اليمني منذ ما بعد ثورة الحادي عشر من فبراير إلى اليوم إلّا أننا ننعمُ بشيء من الحرية والاستقلال ونحسُّ بشكل حقيقي أننا أحرارٌ وأننا نحكُمُ أنفسَنا بأنفسنا.

ومن الواضح جداً أن أهَـمَّ أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ هو القضاء على أهداف الثورة وإعَادَة اليمن إلى مربع الوصاية، ولكن الصمود اليمني في مواجهة العدوان أفشل كُلّ أهداف العدوان.

وحتى لا يصلَ العدوانُ إلى أهدافه علينا كشعب يمني أن نستمرَّ في ثورتنا وفي جهادنا حتى نكملَ ما بدأناه وكما قيل الحفاظ على الثوة وحمايتها واستمرارها وتحقيق أهدافها أهَـمُّ من الثورة نفسها.

ومن أهَـمّ أهداف ثورتنا هي الحريةُ والاستقلالُ، سواء ثورة فبراير أَو ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر وحتى تتحقّق هذه الأهداف علينا أن نواصلَ مشوارنا الثوري في مواجهة العدوان حتى نحقّق لأنفسنا ولبلدنا الحريةَ والاستقلال، وهذا ليس مستحيلاً وقد قطعنا شوطاً كبيراً ولم يبقَ إلّا القليلُ حتى نصل إلى النصر المبين إنْ شاء الله.

كتب : أ . زيد البعوة

المزيد في هذا القسم:

  • السلام الآن   كتب: د. أحمد قايد الصايدي لا أميل إلى الاستغراق في الكتابات، التي تبعدنا عن الواقع أكثر مما تقربنا منه، وتثير مزيداً من المشكلات، دون أن تضع حلولاً لها... كتبــوا
  • لماذا يعيد التأريخ نفسه!  المرصاد نتيُعيد التأريخ نفسه لأن البرنامج والأهداف الشيطانية ظلت كما هي، وإبليس هو نفسه لم يتغير لأنه تلقى وعده من الله، بل كثرت وكبرت وتوالدت عترته، وأهد... كتبــوا
  • اخر حروب الجنرال محسن ما يجري من حروب في كتاف و الجوف و صولا الى عمران و محيط صنعاء الجميع يعرف من هي اطرافه الرئيسية ، تركة النظام السابق و المتواصلة في اسوا اشكالها بحكومة با سند... كتبــوا
  • يمَن اليُمن.. الألم مخاض أمل ! المرصاد نت آلام اليمنيين قياسية مشاهد الدماء والاشلاء التي تعرضها الشاشات لا تكشف إلا جانبا بسيطا ولا يتوفّر اليمنيون على شبكات إعلامية ضخمة تحدّث عنهم وتبلّغ... كتبــوا