يعتقد الكثيرون ان الاحداث تسارعت في الاونة الاخيرة رغم ان واقع الحال يقول غير ذلك فاحداث صنعاء اليوم كان يفترض ان تكون في عام 2011 م مع ثورة الشباب وثورة الشباب كانت المفروض ان تتزامن مع الحراك في 2007 م وبداية الحراك كان يجب ان يكون بعد غزوة 7/7 /1994 م الا ان مبررات الواقعية كانت تسبق المفروض ( الصح ) فتأجله الى ان يتراكم فينتج ازمات جديدة ومازلنا الى اللحظة نسير بنفس الخطى .
ابتداءً علينا الاعتراف انه لولا التدخل المسلح لانصار الله لما تحقق لثورة الجرعة اي منجز ولما استجابة السلطة للجماهير الغاضبة وهذا واقع الحال يقاس عليه عدم الاستجابة للحراك منذو سبعة اعوام حتى في ابسط المطالب مادون السقف العالي وكذلك الالتفاف على ثورة التغيير 2011 م وهذا الواقع مبني على اساس تركيبة النظام السابق "القائم" حتى اللحظة , المنفصل عن الجماهير والذي لايستمد مشروعيته منها ناهيكم عن التركيبة الا مؤسساتية والتي تتعامل مع منتسبيها كاجراء وليس كموظفين ومع التنظيمات والمكونات السياسية والاجتماعية كخصوم وليس كشركاء مما ادى الى نشوء شي موازي لها ولكنه اقرب الى الجماهير ويمتلك ادوات القوة ويستطيع ان يتعاطى مع الواقع العملي العملياتي على الارض ويحقق انجاز , الا انه في الجانب السياسي يوجد به قصور عميق يجعل من ذراعه العسكرية هي الطولى فاصبح كلما يحقق نصراً ميدانياً ينتزع منه سياسياً وهكذا دواليك تكررت العملية , على سبيل المثال كان الاخوان انصار الله وبعد انتصاراتهم الميدانية في الستة الحروب كان يجب ان ينتصروا لثورة فبراير 2011 ويتخلصوا من الجنرال العجوز وشيوخه ورئيسه في حينه الا انهم دخلوا في جدلية المشاريع السياسية التي تبنتها احزاب المشترك وسعوا لتحالف معهم ليخسرو بذلك التعاطف الجماهيري ماعدا في محافظات شمال الشمال والنصر المعنوي الذي حققوه من سته حروب وكذلك فعلوا عندما ذهبو للحوار فخسروا الشارع الجنوبي رغم تعاطفهم معه والذي كان سيوفر لهم غطاء ثوري وسياسياً يشمل عموم اليمن مع مشروع سياسي جمعي لما بعد اسقاط الفساد او الانظام الحاكم .
عند بدء ثورة الجياع وضع انصار الله ثلاثة اهداف ربما تحاكي واقعية اللحظة الا انها ليست صحيحة ولاتصلح ان تكون اهداف لثورة تنقل البلد نقله حقيقية نحو المستقبل وليس فقط لتطارد جنرالاً عجوزاً من تبه الى تبه , فكان اول نتائجها انه لم يلتف حولها كافة ابناء الوطن وخاصة شركاء الوطن في الجنوب فادا في النهاية الى قبول سقيفة النظام السياسي والقبول بالوساطة الخارجية (جمال بن عمر ) وتلبية مطالبهم الثالثة التي سرعان ماسيجدوا انها لم تغيير الواقع في شي وانها اضعفت فقط احد العناصر المعطلة للدولة دون ان تقضي عليه ( الجنرال علي محسن ) وتمنحهم فرصة لاعادة ترتيب اوضاعهم استعداداً لجولة قادمة في المواجهة سيكون انصار الله خسرو فيها سياسياً اكثر رغم نصرهم الميداني .
قد تعلل عوامل الفشل بانها نصف ثورة او انجاز غير مكتمل وهي كذلك فعلا لكن وجه القصور ليس في استمرار العمل المسلح وحده بل في العمل العسكري دون السياسي او دون غطاء سياسي وهو ماينطبق عليه مقولة ( لاثورة من دون نظرية ثورية ) .
لوتمعن انصارالله خلال الثلاث السنوات الاخيرة لوجدو تعاظم قوتهم العسكرية مقابل تضاؤل وزنهم الشعبي بل ربما كثيراً من المتعاطفين تحولوا الى خصوم ؟!!!!
ولو تمعن انصارالله ايضاً لوجدوا ان الهالة الدينية للسيد / عبدالملك الحوثي باعتبار انه قائد المسيرة القراءنية تمنع النقد لاي عمل سياسي قاصر او خاطئ برغم العمل الميداني الجماعي في اطارهم ؟!!!!
لو تمعن انصارالله لوجدوا انفسهم حركة مذهبية زيدية خالصة لايوجد في قياداتها او شعاراتها اي شي خارجه كالشافعية او الصوفية او الاسماعيلية على سبيل المثال ناهيكم عن الاتجاهات السياسية الاخرى بحيث تكون حركة وطنية شاملة في عموم اليمن ولكل الوطن ؟!!!!
لو تمعنوا انصارالله في خطابهم السياسي لوجدوا انهم يتكلمون على مظلوميات الماضي وعلى التعاطي مع الحاضر ولايتكلمون البته مع المواطن عن المستقبل لافي جانبه العملي ولا في جانبه النظري ؟!!!!
لو تمعنوا انصار الله لوجدوا انهم لم يصنعوا حلفاء في ثورة الجياع حتى من القوى الثورية صاحبة المصلحة في التغيير الحقيقي وان صغر شانها بل خسرو حلافائهم الاقربين امثل مجلس انقاذ الثورة ( علي سيف حاشد ) ؟!!!!
ما اشرنا اليه اعلاه ماهو الا نموذج وليس حصراً للاخطاء الغير متعمدة والتي تطلب من انصار الله تقيمها ومعالجتها بل عليهم الذهاب ابعد من ذلك في ايجاد تحالفات مع قوى التغيير الحقيقية وايجاد معالجات للمشكلات الوطنية وغطاء سياسي . يقوم على اسس وطنية مجمع عليها بعيداً عن الاسس الاربعة ( المبادرة الخليجية - القرارات الدولية - مخرجات الحوار - اتفاق الشراكة الاخير ) والتي لاتصلح ان تكون اسسا لعدة اسباب سنتطرق لها في الحلقة القادمة كما يجب عمل ذلك في المرحلة الحالية استعداداً للجولة الثانية صراع .
وللحديث بقية
المزيد في هذا القسم:
- الجمهورية روح اليمن وسرّها! المرصاد نت يمثل النظام الجمهوري، بإطاره الديمقراطي المدني التعدّدي، أرقى أنظمة الحكم التي توصلت إليها البشرية على امتداد تاريخها السياسي. فالنظام الجمهوري، أي...
- القاعدة وشركاؤها في صنعاء الذين صنعوا بالحوار "يمنا جديدا"! القاسم المشترك بين وثيقة تمزيق اليمن في موفنبيك وأدبيات "القاعدة" المتصلة باليمن، هو اقحامهما وحدة "الولاية" في التقسيم السياسي والإداري لليمن الجديد. *** هنا...
- منطلقاتك الدفاعية ! بقلم : حامد البخيتي المرصاد نت تتشابه معركة الوعي مع المعركة العسكرية في كون القوات التي تقاتل في المعركتين تكون أحدهم مقاتله في الجبهة الهجومية والاخرى في الجبهة الدفاعية ويتشاب...
- أبشر بطول سلامةٍ يا ( تُبَّعُ ) ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت مجرد صاروخ (بركان - 1) واحدٍ محلي الصنع تم إطلاقه على مملكة بني سعود تسبب لهم في هذا الكم الهائل من الخوف و الذعر و الذي لو وُزِّع على أ...
- طبيعة المتلازمتان الانسانيتان في المشهد السياسي اليمني المعاصر موقفان بارزان شكلا منعطفا تاريخيا بمسار الحركة الوطنية ، الاول يتمثل بظاهرة شخصيه دولة رئيس وزراء المبادرة السعودية المدعو / مح...
- متى نصنع تاريخنا ؟ بقلم : د . بثينة شعبان المرصاد نت مع التغيرات والتحولات التي اجتاحت منطقتنا العربية بعد أحداث "الجحيم العربي" والذي أسفر عن بدء مرحلة تطبيع علني مكشوف بين حكام السعودية ودول الخليج ...
- آل سعود يدشنون بيع الجزيرة العربية وعلاقة الدور الحوثي! المرصاد نت آل سعود يدشنون بيع الجزيرة العربية وعلاقة الدور الحوثي كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي* طرحت السعودية يوم الأحد الماضي شركة أرامكو للبيع في سوق البورص...
- فاتحة العهد الجديد ! بقلم : إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت لم تكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، وليدة لحظتها، او نبتة طارئة في تربة المشهد السياسي اليمني، بل كانت نتيجة طبيعية لما قبلها م...
- للخائفين على الجمهوريه .... عمركم (لاتطمنتم ) شل قرشك قرحت !!!! اليوم تسود موجه انتقاد الحوثي زادت يحملوه مسئولية كل شيء وكأن كل واحد يرتكب خطأ في اي منطقه أمره بذلك القائد, رغم المعرفه بأنه لايمتلك حركه منظمه . حركه انصار ...
- اليدومي.. وعلامة تعجب! قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد عبد الله اليدومي: "إننا ومن خلال متابعاتنا نجد أن السقوط المدوي لمحافظة عمران لم يكن له أي تأثير مستفز لضمائر...