سقوط المجلس الإنتقالي!

المرصاد نت
كتب: عبدالباسط الحبيشي
المجلس الإنتقالي الذي أسسه التحالف العدواني على اليمن أعلن سقوطه قبل يومين وذلك من خلال إعلانه للإدارة الذاتية وإعلان حالة الطوارئ لمحافظات الجنوب خوفاً من ردة فعل ابناء عدن على الظروف اليائسة والبائسة التي يواجهونها كانت آخرها جرف السيول لأبنائهم وأحيائهم وممتلكاتهم.
اصلاً الموضوع برمته في اليمن موضوع حزين للغاية بما فيه هذا السقوط الذي يدل على ان اليمن وشعبه ماهما الا لعبة بيد طراطير السعودية والإمارات وأذنابهم من اليمنيين الذين باعوا انفسهم وابنائهم ووطنهم وينبغي علينا ان نعرف بأن ما يواجهه اليمن من كوارث ليس جديداً وهي بسبب اعداء خارجيون وخونة محليون منذُ عقود طويلة ينفذون خلالها سيناريو طويل المدى ولكننا نقع دائماً بالتفاصيل والأحداث اليومية التي تتفاقم يوماً عن يوم.  
لكن التداعيات الإعلامية التي حدثت بسبب هذه القصة وردود الأفعال الكثيفة يجعلنا في دهشة من الأمر وكأنه حدث جديد لا يمتُ بصلة لكل الكوارث التي تعاني منها اليمن منذُ قبل ان نعرف أنفسنا.  لذلك لم يأتي هذا الإعلان (الشُتي) من فراغ بل لأن هذا المجلس العميل المدعو إنتقالي قد فشل فشلاً ذريعاً في تثبيت اي وضع سياسي له في الجنوب لأنه لم يأتي ليقيم إنجازات في الأصل بل انه أسس لتكريس الخراب والدمار وإرتكاب الكثير من المجازر وهذا هو دوره الحقيقي ناهيك عن انه غير متواجد بشخصيات قياداته على الأرض التي تتواجد في ابوظبي ودبي. فهل يُعقل لورقة (شُتي) تم صياغتها بشكل ركيك لغوياً لا تمت للغة العربية والسياسية بأي صلة يمكن ان تستفز الوضع الحالي والمأساوي في الجنوب الى هذه الدرجة وتنفذ حالة طوارئ وإدارة ذاتية؟؟.  هذا غير معقول إلا اذا كنّا مغفلين .
يعرف الجميع بأنه لم يُخلق هذا المجلس العميل بدايةً الا من اجل متابعة تكريس الشقاق والنفاق والصراعات المختلفة بين ابناء الجنوب اليمني التي كانت موجودة أساساً ضمن الإستراتيجية طويلة الأمد، وأرض الواقع يشهد على ذلك، لكنه عندما وصل الى نهاية مهمته المناطة به قذف بشُتي سخيف بمثابة صب الزيت على النار لمزيد من الإقتتال بين اليمنيين وفر هارباً.    
ومع الأسف لم يدرك الكثيرون بأن هذا (الشُتي) أساساً ليس من صـُنع الإنتقالي بل هو من صُنع من قام بتأسيس الإنتقالي وهو التحالف اللعين ممثلاً بالسعودية والإمارات المتفقتان تفصيلياً على كل الإحداث بل أكثر من ذلك وهو انهما ايضاً ينفذان بإسمهمها وبتمويلهما سيناريو مايجري على الأرض. لذا فهما الآن ينفذان خطة تفصيلية جديدة في تطور الأحداث حيث انه قد تم الزج بجحافل ماتُسمى بقوات الشرعية من مأرب الى أبين وشبوة وفقاً لسيناريو فرعي مأساوي جديد أراد التحالف ان يشعل النار في كل محافظة على حدة من ناحية وبين المحافظات ببعضها من ناحية ثانية. ويفترض ان يكون هذا الإعلان (الشُتي) بمثابة موت الإنتقالي نهائياً لو كنّا نعقل مايدور لكننا ندور مع طواحين الهواء. ألم يدّعي هذا الإنتقالي بإستمرار بأنه ليس سلطة أمر واقع وذلك حتى لا يتحمل مسؤوليات الجرائم التي يرتكبها. واذا لم يكن سلطة امر واقع لماذا فرض نفسه على المناطق الجنوبية يغتال من يريد ويقتل من يريد ويسرق ما يريد ويتواطى مع من يريد ويخون ويبيع البلاد لمن يريد؟ فمن يُمثل إذاً ؟ ومن أعطاه كل هذه الصلاحيات التي قام بها من جرائم؟. واذا كان عبارة عن مكون سياسي فقط خارج القانون فلماذا قام بكل هذا العبث الأمني في الجنوب؟؟؟؟  اين الشعب ؟؟؟؟ اين الرجال ؟؟ اين نساء اليمن ؟؟؟ اين الشباب ؟؟؟؟
والأكثر مأساوية ان يتم التوقيع معه على اتفاق في الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي مع ما تسمى بالسلطة الشرعية لمنح هذه الجماعة شرعية مزورة لا تستند على أية شرعية قانونية او دستورية والدليل على ذلك انه مالبث حبر هذا الإتفاق ان يجف حتى قام الطرفين بزج ابناء اليمن في إقتتال داخلي جديد بينما القيادات تغطُ في فنادق الرياض وابوظبي.  ومع ذلك لم يستوعب اليمنيون بأن كل ما يحدث عبارة عن لعب بدمائهم وقتل اطفالهم ونهب ثرواتهم وحقوقهم. ومن العبث ومن الجهل ان تتم الإستجابة بكل هذه الضجة لمثل هذا الإعلان وكأنه منفصل عن سلسلة الدعم الذي يقدمه عتاة العدوان والحصار والإحتلال.