أنصار الله و فوبيا بعض الكُتّاب..

 

hashem sharafadeen-14-1-2014

 

يبدو الكثير من الكُتّاب والسياسيين في اليمن يعانون حالة مرضية نفسية، يطلق عليها في علم النفس (الفوبيا) المخاوف، والتي هي متعددة المجالات، لكن ما أركز عليه هنا هو الخوف من تكون الجماعات في مقابل الشعور بالفردية..

في تصوري أن هناك أسباب عديدة تتظافر لصناعة تلك الفوبيا، ولكني سأتناول واحداً منها فقط، يتمحور حول أن هذا الجيل من الكتّاب والسياسيين لم يعتد التنظيمات الجماهيرية الحقيقية، فقد عاشوا عقودا ثلاثة من الكيانات الهلامية الرخوة التي لم تفلح رؤاها أو قياداتها في تشكيل جماعاتٍ منظمة واعية تلتقي على أرضية واحدة، وتحمل مشروعاً واحداً.

هم اعتادوا أحزاباً لا تؤثر في الشارع اليمني، وأخرى لا تُعمّر، وأخرى يتم تفريخها دون أن تصمد أو تقاوم، ولهذا هم يرون في تشكل مكون أنصار الله أمراً غير مألوفٍ بالنسبة لهم، فيخافونه ويرفضونه ابتداءً، دون أن يتأملوا في أسباب تشكله وتكونه، مدفوعين بخوف إضافي باعثه إدراكهم أن الواقع يقرر عجزَ المكونات القائمة الأخرى عن تنظيم نفسها بالصورة الناجحة التي يظهر بها أنصار الله، وعجز أي حركة أو تيار أو أشخاص عن تكوين جماعات جديدة لها القدرة على الظهور منظمة كأنصار الله..

ليس هذا وحسب، فمعظم أولئك الكتاب قادمون من أحزابٍ لم تتمكن من تنظيم نفسها إلا عندما كانت في السلطة، وبمجرد مغادرتها الحكم فقدت جماهيريتها، وانهارت قدراتها التنظيمية، وتسرّب أعضاؤها منها، ولنا في تجارب الأحزاب الاشتراكي والناصري والمؤتمر شواهد حية، ولهذا يبدو أولئك الكتاب والسياسيون يغارون من بروز قوى جديدة منظمة حتى وهي خارج الحكم، بينما انتكست أحزابهم وتنظيماتهم خين غادرت الحكم..

ولهذا تجد أن أولئك يرفضون مشاركة مكون أنصار الله في الحكومة تماماً، لأنهم يشعرون برهاب مُرّكب، يتضمن الخوف من تعاظم القدرات التنظيمية لأنصار الله حينما تكون في الحكم..

الفوبيا مرض يُستعصى الشفاء منه حين يتداخل مع بعض الأمراض الذهنية للمصاب به، حينما يكون المصاب غير قادر على تحليل الأمور والعلاقات، لأنه يتصور دوماً أن كل صيحة عليه، فتتعزز مخاوفه طردياً كلما فهم الأمور على غير حقيقتها.

لذا تجد أنه عند كل نشاط جمعي لأنصار الله، يفزّ أولئك الكتاب من مقاعدهم فزةَ الغزال من الأسد للتعبير عن مخاوفهم الكبيرة من أنصار الله، مع أن الحقيقة أن مخاوفهم غير مبررة، خاصة وأن تلك النشاطات سلمية على الدوام، وتتم بأشكال حضارية راقية، مسيرات سلمية، احتفالات خطابية، أداء إعلامي غير تحريضي، مطالبة بدولة مدنية في مؤتمر الحوار بخلاف أحزابهم..

ولهذا فإن أطباء النفس بحاجة إلى جهد مضاعف لمداواة المصاب، فإن أقنوعه بأنه ليس غزالاً، فلا بد من إقناعه أيضاً أن أنصار الله ليسوا أسداً...

المزيد في هذا القسم:

  • اليمني في ضمير العالم! المرصاد نت لطالما احتفظت اليمن بتميزها دولة مستضيفة للاجئين وتحديداً القادمين من دول القرن الأفريقي إذ لم تميز الأنظمة السياسية اليمنية المتعاقبة على خفّتها ب... كتبــوا
  • لجنة مشروع الدستور كارثية صدقوا او لا تصدقوا بان لجنة صياغة مشروع الدستور في ليبيا منتخبة من قبل الشعب الليبي بينما في اليمن تم تعيين 17واحد و واحدة من قبل رئيس استفتائي ومنتهية ولايته م... كتبــوا