تلميع السراب وإغتيال الحقيقة ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي

المرصاد نت

لا يمكن للجرائم الكُبرى بحق الإنسان اليمني مثل جريمة قصف سوق الهنود في الحديدة وقصف مدينة صنعاء القديمة قبلها بيوم واحد والتي أدت الى إستشهاد وجرح العشرات من المواطنين العُزَّل alhobaishi2016.8.27وقبل ذلك بأيام قليلة جريمة منطقة أرحب التي أدت الى استشهاد الكثير من الرجال والأطفال وإمرأة، والكثير من أمثالها في صعدة وعدن وتعز وغيرها والمستمرة منذ بداية الحرب على اليمن التي يندى لها جبين البشرية ان تمر بكل هذه البساطة دون ان يكون هناك سبب حقيقي لحدوث مثل ذلك او دون وجود من يردعها.


نشهد اليوم على سبيل المثال ما يحدث في المحافل الدولية من سيطرة النافذين على مجريات الأحداث من خلال التأثير على المجتمع الدولي وتوجيهه عكس إتخاذ قرارات رادعة ضد الإنتهاكات اللاإنسانية التي يرتكبها المجرمون ضد اليمن. ثمة خذلان وإهمال واسع وكبير يقوده المهيمنون والمسيطرون على البلاد من الداخل والخارج ضد القيام بأي عمل جاد من شأنه وضع حد لجرائم آل سعود، فيما عدا بعض الناشطين الدوليين الذين يكنون بعض الحُب للشعب اليمني الذين يحاولون القيام وعلى حسابهم الخاص ببعض الحملات هنا وهناك لإظهار بعض الحقيقة ومع ذلك نجد انه يتم محاصرتهم من قبل اراجوزات وأذيال النظام عن طريق تكبيل حركتهم وتزويدهم بمعلومات خاطئة ومغلوطة.


من أهم المغالطات التي تحدث هو تبرئة المجرم الحقيقي وتحويله الى ضحية يستحق الرثاء او الى أداة لا حول له ولا قوة في أفضل الحالات، وحرف أصابع الإتهام بشكل متعمد نحو أعداء وهميين او ثانويين لا نستطيع ان نأخذ منهم لا حق ولا باطل بأي شكلٍ من الأشكال. مثل هذه المحاولات تعتبر تواطؤ رخيص وواضح لإنقاذ العدو المباشر والهروب منه الى أعداء غير مباشرين لا نستطيع نحن ولا يستطيع القانون الدولي ان يلاحقهم او يلحق بهم الأذى او ان يقدم الأدلة القانونية على تورطهم المباشر في الحرب على اليمن وهذا ما يدفع بالعدو المباشر ويشجعه ويغريه بالإستمرار في إنتهاكاته وجرائمه البشعة طالما انه يتلقى تغطية شاملة من عملائه؟؟


إذن مشكلة اليمن في الأساس هي من الداخل اليمني وليس من خارجه. ثمة من له مصلحة حقيقية في إستمرار الحرب وإنتهاك حرمات اليمنيين والإنتقام منهم بحجة الدفاع عنهم حتى تحين له الفرصة ليثب الى سدة الحكم. ولكن لم يُعد ذلك ممكناً مهما عمل ومهما تواطئ ومهما تآمر، لأن ثمة رجال يقومون بكشفه بإستمرار ويقفون له دائماً بالمرصاد.

المزيد في هذا القسم: