المرصاد نت
كلما مرَّ الوقت كلما زادت بعض الأحزاب السياسية التي أدمنت البقاء في السلطة في تغولها واستمرائها لممارسة لعبة الفهم الخاطىء لمفهومي التوافق والشراكة السياسية بين القوى والأحزاب السياسية التي استولت على السلطة باسم الديمقراطية ليتحول الحكم في نظر هذا البعض إلى حق أشبه بالحق الالهي لهذه الأحزاب وهي من تزايد من خلال نقدها لمن دعوها للمشاركة في الحكم ممن تسميهم دعاة الحكم الكهنوتي الإستبدادي هذه القوى أدمنت التسلط وهي لا تراها إلا مغنماً وغير قادرة أو مستعدة لأن ترى المسؤولية أمانة ومسؤولية يترتب عليها القيام بواجبات بقدر مايمتلكه صاحب أي سلطة من صلاحيات حسب الموقع الذي يشغله في هذه السلطة ، ولا يفرح بمنصب ما إلا جاهل لمعنى المسؤولية والأمانة وغير مدرك لتبعاتها أو طامع لإستغلال المنصب لمصالحه الخاصة ..
ومن المؤسف بل والمخيف أن أصحاب هذا السلوك مارسوه في ظروف ما قبل العدوان الخارجي ومصرّون على الإستمرار في ممارسته في ظل عدوان سعودي همجي موجه أمريكياً وصهيونياً بما يوحي بأنهم جزء بل وجزء أساس من هذا العدوان سواءٌ بإرادتهم الكاملة أو بسوء تقديرهم وسواء كان ذلك بثمن مدفوع أومقدم أوبدون ثمن ،
ومن أبرز ملامح ممارسات هذا المفهوم للشراكة محاولة هذا البعض أن يجعل من موجبات احترام الشراكة السياسية ضرورة غض الطرف عن الفساد بل وتعيين متهم بالفساد في منصب ما أو عدم اتخاذ الإجراآت القانونية أو القضائية في مواجهة أي كان مراعاة لوحدة الصف واحتراماً للشراكة السياسية ،
إنه لأمر في غاية الغرابة أن ينحدر مفهوم الشراكة أو التوافق السياسي لهذا المستوى مع التلويح بين حين وآخر بفض الشراكة وهذا التلويح من المؤشرات التي توحي بالتماهي مع العدوان وبكون الشركة من منظورة تدار بالإبتزاز وكان واجب مواجهة العدوان يقتصر على شريكهم الذي تصدر مسؤولية مواجهة العدوان وتقديم أغلى التضحيات في سبيل ذلك! ؛
ياهؤلاء رفقاً بما تبقى من عقول وضمائر
هل يعقل أن تستخفوا بحقوق الوطن لهذه الدرجة ؟!،
كم تبلغ نسبة عدد حزبكم مقارنة بالشعب اليمني ؟! ،
وكم نصيبكم من السلطة لو كانت الأمور تحسب على هذا النحو وبهذا المفهوم ؟!،
أعتقد أن كل المنتمين للأحزاب في اليمن لا يساوي عددهم 10% فهل يعقل أن يكون لجزء من هذه النسبة حق العبث بمفهوم السلطة لهذه الدرجة وبهذا المستوى هل يعقل أن يكون الفساد حق يدافع عنه باسم التوافق والشراكة وعوضاً عن أن تتسابق الأحزاب والمكونات السياسية في تقديم أشرف مالديها يتعنت البعض من خلال تقديم أفسد مالديه ، أننا نقدر فقره في خلاف ذلك لكن على الأقل لا يجوز التجرؤ وتحدي القضاء والقانون لدرجة تقديم متهم في قضية من أخطر قضايا الفساد كمرشح لمؤسسة من أهم المؤسسات الإيرادية والتلويح بحمايته من قبل مسؤول أعلى درجة معتقداً أن قانون محاكمة كبار موظفي الدولة يساعده على ذلك !!،
يا هؤلاء إنَّ الإستخفاف بالمواطن والوطن لهذه الدرجة عيب وعيب كبير ..
أقول هذا باعتباري مواطن يمني يحلم بدولة مواطنة حقيقية وأعتقد أن هذا العدوان الوقح يحاول بكل هذا الجبروت أن لا تقوم لهذه الدولة قائمة لأن الفساد والفاسدين هم من هيأوا لقوى العدوان الأجواء للتجرؤ على ماتقوم به رغم أن اليمن العظيم لو كان موحداً وحدة حقيقية ويمتلك سلطة لديها بعض الشعور بالإنتماء والوطنية ماكان لهؤلاء الأعراب الإستخفاف باليمن لهذه الدرجة ،!!؛
لقد تحولت قيادات بعض الأحزاب والقوى السياسية من خلال هذا المفهوم عن الشراكة والتوافق الى عبء خطير وخطير جدا على استقلال وحرية اليمن حين فرَّطت في سيادته من خلال الإستقواء بالقوى الخارجية بحجة الشرعية المزعومة وتاجروا باليمن تحت هذا المسمى مدعين أنهم يمثلون اليمن ، وكانت ولاتزال عبئاً وخطرا عليه حين اعتقدت أن مفهوم الشراكة تعني أن يترك لأي حزب أو مكون سياسي مشارك في الحكم اختيار من يشاء من الفاسدين أوغير المؤهلين ،
الشراكة في السلطة تستوجب الشراكة في الإحساس بالمسؤولية وبما تتطلبه السلطة من ذوي الكفاءة والنزاهة وأن يكون
حجم السلطة يقابله مايساويه من المسؤولية والإستعداد للخضوع للمساءلة وفق ماتقتضيه العدالة !؛
إننا في ظروف أحوج مانكون إلى أن تفهم قيادات بعض الأحزاب أن الإبتزاز السياسي والدعاية في قضايا العدالة والفساد هي أخطر أنواع العدوان عدوان على كل مواطن بما فيهم المعتدين أنفسهم لن يستفيدوا من هذا الإبتزاز وإن ظنوا عكس ذلك ! ،
إن حجم العدوان المستمر على اليمن لم يسبق له مثيل في التأريخ الإنساني ولولا ثلة من الشباب الأنقياء الأتقياء ولولا تضحياتهم ماكان لهذا الوطن أن يصمد كل هذا الصمود الأسطورة فاتقوا الله في وطنكم واتقوا الله في أنفسكم ..
بقلم : عبد العزيز البغدادي
المزيد في هذا القسم:
- الحرب القذرة ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت تتوالى مجازر العدوان فيما الجزار هادي وفريقه يرتكبون الجريمة و يحدون شفارهم لتكون أمضى لذبح الشعب من الوريد الى الوريد...بالأمس القريب - والح...
- أوجاع ..! المرصاد نت أنا لا أنتظر من هذا المجتمع أن يكون مثالياً بقدر ما أتمنى أن يكون طبيعياً فقط، لا يخاف الاختلاف ولا يخشى التفكير ولا ترعبه الحفلات الغنائية، ولا ترب...
- لولا عقوق البعض يا عسيري ! بقلم : الشيخ عبد المنان السنبلي المرصاد نت أحياناً أتسآئل ماذا لو كان اليمنيون يقفون جميعاً ضد العدوان ؟!ماذا لو لم يعلن البعض منهم تأييده له أو على الأقل نأوا بأنفسهم جانباً ؟!هل كنا سنصل ب...
- الثورات والتحولات السياسية ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين المرصاد نت رؤية خاصة : تتحرك الثورات والتحولات السياسية فتكون العاقبة السيئة على من هم يحملون مجموعة العوامل التي لا تؤهلهم للصمود امام المجريات واﻻحداث فمن ...
- .الدول العربية تنتقص من اطرافها عن طريق التكفيريين؟ بقلم: زيد البعوه المرصاد نت تخوض امريكا وربيبتها اسرائيل حروباً غير مكلفه لا ماديا ولابشرياً حروباً سياسية بنكهة طائفية تستهدف المسلمين بمختلف انتماءاتهم واحزابهم وطوائف...
- العدو يريد تكريس اليأس .. والقلق ! بقلم: حميد رزق المرصاد نت لا تيأسوا.. أو تقلقوا… التحرك الجاد والشعور بالمسؤولية من قبل الجميع هو الضمانة الحقيقية لاستمرار صمودنا أمام العدوان .. الدول المعتدية ...
- اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. ضرورية الحضور في المشهد اليومي كتبوا للمرصاد: &n...
- هستيريا العدوان وحقيقة الواقع ! بقلم : بسمه شرف الدين المرصاد نت طيران العدوان يشن كثير من الغارات منذ بدايته في 26-3-2015ولاكنه لم يحقق شي إلا خسارته الماديه وخساره ماء وجهه ولم يحقق سوء ضحايا سوف تكون كوابيسهم ...
- إتفاق الرياض وعودة الحاكم بأمره ! المرصاد نت بعد أن رفعوا عقيرتهم في وجه الإماراتي أجبرهم السعودي على الرضوخ و التعامل مع أبو ظبي كراع لاتفاق فيما بينهم كأدوات رخيصة رهنت الوطن وسيادته للعدو ت...
- استشعار وتهريج د. ياسين سعيد نعمان فيما يشبه الاستشعار المسبق لما قد تؤول إليه الأمور ، وخاصة بعد وصول قوات العمالقة في فبراير الماضي إلى حريب بعد استعادة عسيلان وبيحان وعي...