السعودية بين صعود "إبن اليمنية" ونكوص "إبن الإثيوبية"

eskandersaadلم تكن عبارة "بناءًا على طلبه" .. في نص الأمر الملكي السعودي بإعفاء بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات أقل أو أكثر من محاولة تخطي الاعتراف بفشل حكام المملكة بصقورها وحمائمها -إن كان ثمة حمائم- ..

الفشل ليس في الملف السوري الذي تعفنت أوراقه بروائح الدم الكريهة المحترقة بالذهب الأسود .. والأسود لا يليق بهم .. بل الفشل الذي بدأ يطوق "العربية السعودية" من كل حدب وصوب إذ يتلاشى مجدها التليد ويغيب رونق (المملكة) الذي لطالما تباهت به ليبدو أشبه بمزحة تليق بـ (مملكة) كالبحرين ..

أطلق بعضهم على بندر بن سلطان ( الأسود) وهنا الأسود يليق به .. أنه (رجل المهمات الصعبة) ، فيما يبدو الأمر الملكي كما لو كان إعفاءًا لحكومة الرياض من المهمات الصعبة التي لم تعد تليق برجال من آل سعود ، ولا يعني ذلك أنها باتت تليق بالإدريسي وشخصيات أخرى من غير العائلة المالكة ، فعندما ينتهي دور أبطال البطلان لا يبقى لكومبارس الواقع إلا تسجيل أدوار من ماضي الأبيض والأسود ريثما تتاح لهم الحرية من عبودية اللونين آل سعود وآل الشيخ ، ليخلعون عباءة واسعة لا تليق بهم وهي التي لم تحتمل تغطيتهم لعقود طويلة خلت .

لم يكن إعفاء ابن "خيزرانة " سوى خيزرانة بين حزمة خيزرانات ستتوالى تباعاً على كرتونة ظن العقال أنه أحكم ربطها إلى ما لانهاية .

كان الملك المريض قد استحدث منصباً جديداً الشهر الفائت فوّت به تقاليد ملكية عريقة ليعين (ولي ولي العهد) الأمير مقرن بن عبد العزيز .. ليمهد بذلك الطريق لصعود( ابن اليمنية) إلى أعلى موقع في هرم السلطة ما قد يتوجه ( ملكاً ) في وقت لم تعد تضبط شوكته سوى المهمات السهلة لعزرائيل عليه السلام ..

 قد تُخفي الأقدار شيئاً وراء التزامن بين إعفاء ابن الأثيوبية وصعود إبن اليمنية على أن الأرقام والتقارير تظهر أن الأثيوبيين واليمنيين يتصدرون قوائم المُرحلين طرداً من  السعودية .. إنها قوائم بوليسية لا تتعرف على ما تخفي الأقدار مثلما لا يتعرف الديناصور على أبائه وأجداده المنقرضين .

الانقراض وحده الذي شاء مؤسس المملكة في "وصيته" الشهيرة أن يكون حاكما للعلاقة بين شعب واحد في بلدين إحداهما معمورة والأخرى مخروبة ..

"خيركم وشركم من اليمن" .. لم تكن شوكة ميزان بين أهلنا وأهلهم بقدر ما كانت إعفاءا مسبقاً لصحراء (النظام) السعودي من تصحّر (اللانظام ) اليمني المطبوخ بنار لا تهدأ  .

ليست السياسة وحدها ما فهمه أبناء عبد العزيز آل سعود من وصية أبيهم ، فللوصية مضاعفات شتّى تظهر في عديد نماذج اجتماعية ليست إلا واحدة منها أن يقبل آل سعود بأن تعمل النساء اليمنيات ( شغالات ) في المملكة وهو أمر رفضه واستنكره اليمنيون ، في مقابل أن يقبل اليمنيون بتزويج ابن اليمن (عرفات القاضي) بحبيبته بنت السعودية (هدى آل النيران) وهو أمر رفضه واستنكره السعوديون .  إنها إذا لعنة الاقتراب من الحدود .. بلا حدوووود !!!

لــكزة ..

أُطلق أيضاً على بندر بن سلطان اسم ( إبن بوش ) . بوش الأب رسم حروب الخليج بالبترودولار، وأتمّ بوش الإبن مشوار أبيه ، وانتهى يرسم لوحات "بورتريه" لعدة رؤساء دول ومسؤولين من حول العالم.

فماذا عسى بندر (إبن بوش) أن يرسم أكثر من صور أكلة القلوب والأكباد في سورية ، وأكثر ممّا رسمه والداه الراحل سلطان للمتسلطين في اليمن ..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المزيد في هذا القسم:

  • مقال يعادل قنبله ذريه...؟ المرصاد نت يوم القيامة يدخل العرب الجنة ويذهب الكفار الى النار.وسوف يتمكن اولئك الكفار بعبقريتهم من تحويل النار المستعرة في جهنم والحرارة المنتشرة في أجوائها ا... كتبــوا
  • طلاسم اليمن المغشوش   د. أحمد عبد اللاه من يظن أن اليمن بأحداثه وتعقيداته يشبه نظراءه في بلدان الشرق المنحوس فهو مجرد قارئ أخبار.. اليمن مثال يقارب بحاضره بعض خرافات انفلت... كتبــوا
  • الحرب بالمقاولة (3) والأخيرة ! المرصاد نت على هامش اجتماعات استوكهولم الماضية وفي معرض أحاديثه المسجلة ذكر الناطق الرسمي للحوثيين بن فليته بان ما يحدث في اليمن هو مُجرد صراع داخلي وليس حرب ... كتبــوا
  • إصطفاف أو إلتفاف بكل تأكيد برز انزعاج وتخبط حكومة الوفاق من جراء المسيرات التصعيدية الأخيرة الرافضة للجرعة مما جعلها تستخدم العديد من الوسائل المضادة لتلك المسيرات التي تصرخ لا ... كتبــوا
  • الموضوع / معركة تحرير الجنوب بسم الله الرحمن الرحيم بقلم : حسين زيد بن يحيى معروفاً عن أبناء الجنوب الأحرار رفضهم المطلق للتواجد الأجنبي على أرضهم الطاهرة ، تاريخياً قاوموا الغزاة الرومان... كتبــوا
  • الاقلمة خيانة وطنية صريحة.. بعد قراءة متأنية لوثيقة بن عمر وبعد متابعة لا باس بها لخطاب من يتبنونها وتداعي الحجج التي يبررون بها مشروع الفدرلة وتقسيم اليمن الى ستة اقاليم اصبحت على يقين ... كتبــوا