القوات اليمنية تدشن مرحلة جديدة من التصعيد المضاد وتتقدم في الجوف

المرصاد نت - متابعات

دشنت القوات اليمنية المشتركة "الجيش واللجان الشعبية" أمس مرحلة تصعيد مضاد جديدة باستعادتها السيطرة على جبال ذات أهمية استراتيجية في الجوف. إنجازٌ يتوقّع أن يعقبه Algoaf2018.2.9هجوم مضاد مماثل على مواقع المليشبات الموالية لـتحالف العدوان في مديرية حيس بهدف استعادة المناطق التي سيطرت عليها ومنعها من التقدم إلى أبعد مما بلغته الإثنين الماضي.


بالتوازي مع استعداداتهما لشن هجوم مضاد يستهدف استعادة ما خسراه من مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة أطلق الجيش واللجان الشعبية عملية واسعة في محافظة الجوف، تمكنا على إثرها من استعادة مناطق واسعة من مديرية خب الشعف. عملية يبدو أنها تدشين لـ«مرحلة جديدة» أعلن عنها أمس رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد رداً على التصعيد غير المسبوق الذي واجهته القوات اليمنية المشتركة خلال الشهرين الماضيين.

وشن الجيش واللجان هجوماً على مواقع المليشيات الموالية لتحالف العدوان في منطقة اليتمة في مديرية خب والشعف أكبر مديريات محافظة الجوف انتهى بالسيطرة على جبال ذات أهمية استراتيجية في المنطقة. وأفاد مصدر عسكري بأن الهجوم انطلق من محورين: أولهما من التباب المجاورة لجبل حبش الذي تمكنت القوات اليمنية من السيطرة عليه قبل أن تتوغل باتجاه جبال كهال ووادي القعيف حيث تمكنت من قطع خط إمداد مرتزقة تحالف العدوان في وادي تمر.

وثانيهما امتد من جبال حمر الصيد وجبال حمر الذياب التي سيطرت عليها قوات الجيش واللجان ابتداءً وانتهى إلى جبال تواثنة التي عادت إلى قبضة تلك القوات تالياً. وأشار المصدر إلى أن القوات اليمنية المشتركة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف مليشيات تحالف العدوان و«أسرت 14 عنصراً منها» وتمكنت من «تدمير 8 آليات تابعة لها» مضيفاً أن طيران العدوان شن 12 غارة على منطقة العمليات في محاولة لمساعدة مرتزقته على صدّ الهجوم المضاد إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى نتيجة.

هذا الإنجاز على جبهة الجوف يأتي في وقت يستعد فيه الجيش واللجان لاستعادة مركز مديرية حيس الذي سيطرت عليه مليشيات العدوان قبل أيام ومنعها من التقدم باتجاه المناطق الشمالية والشرقية من المديرية وبالتالي تحصين مديرية الجراحي. وأشارت مصادر عسكرية من داخل حيس إلى أن الجيش واللجان الشعبية دفعت بتعزيزات عسكرية من بينها عشرات الأطقم إلى القرى الشمالية والشرقية المتاخمة لحيس مؤكدة أن الساعات المقبلة ستشهد «تحولاً كبيراً» لصالح الجيش واللجان.

ولفت الناطق باسم الجيش اليمني العميد عزيز راشد من جهته في تصريح صحافي إلى أن المناطق الجنوبية والغربية من حيس «أصبحت مصيدة» لمليشيات العدوان موضحاً أن الجيش واللجان «نفذا عملية التفاف ناجحة في منطقة يختل شمال مدينة حيس وتمكنا من تدمير عشرات الآليات بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى».

وكانت المليشيات الموالية لهادي وتحالف العدوان توقفت قبل أيام عند حدود ما سيطرت عليه مطلع الأسبوع داخل مديرية حيس من دون أن تتمكن من التقدم أبعد من ذلك. وفي وقت تتطلع فيه تلك المليشيات إلى السيطرة على كامل المديرية لقطع خطوط إمداد القوات اليمنية المشتركة من إب وتعز وذمار والاقتراب من مديرية الجراحي تواجه خططها «تعقيداتٍ كبيرة» على الأرض ليست أقلها الطبيعة الجبلية الصعبة في حيس والمقاومة «الشرسة» التي يبديها الجيش واللجان لأي محاولة تقدم جديدة.

مقاومة ما هي إلا بادرة من بوادر «مرحلة جديدة ندشنها اليوم» عنوانها «التصعيد المضاد» وفق ما أعلن رئيس «المجلس السياسي الأعلى» أمس خلال رعايته حفل تخرج دفعة من قوات الأمن المركزي. ولفت الصماد في كلمة بالمناسبة إلى «(أننا) واجهنا خلال الشهرين الماضيين تصعيداً لم يسبق له مثيل منذ بداية العدوان» مضيفاً «(أنهم) كانوا يراهنون على اقتحام العاصمة وكانوا يراهنون على احتلال الحديدة وكانوا يراهنون على احتلال الجوف وكانوا يراهنون على احتلال صعدة» «(لكننا) استطعنا أن نلمس ذلك التصعيد وأن نلقنهم دروساً». وأضاف الصماد «(أننا) الآن ندشن مرحلة جديدة عليهم من التصعيد».

وفي محافظة تعز تتواصل المواجهات العنيفة في مديرية الصِّلْوْ عند الريف الجنوبي للمحافظة في حين تشهد مختلف أنحاء المدينة هدوءاً حذراً بعد ساعات من إحباط الجيش واللجان عملية زحف لمليشيات هادي في منطقة عُصَيْفِرة عند الناحية الشمالية الغربية للمدينة وعند الساحل الغربي الممتد بين محافظتي تعز والحديدة قتل وجرح 7 عناصر من مرتزقة هادي جراء تدمير آلية عسكرية كانوا على متنها في منطقة يَخْتُل شمالي مديرية المَخَا الساحلية غرب المحافظة جنوب اليمن.

و شنّت طائرات تحالف العدوان سلسلة غارات جوية على مديريتي الجراحي وحيس بالتزامن مع قصف برّي وبحري مكثف وذلك لإسناد عمليات زحف مليشيات هادي وتحالف العدوان على مواقع الجيش واللجان في مديرية حَيْس بعد أن كانت المليشيات الموالية للعدوان قد أعلنت عن سيطرتها على أجزاء كبيرة من المديرية ذاتها جنوبي محافظة الحُديْدة الساحلية غرب البلاد. 

الي ذلك شنت طائرات تحالف العدوان فجر اليوم الجمعة 11 غارة جوية على منطقة بيت الشاطبي في مديرية سَنْحان جنوب العاصمة صنعاء كما طاولت غارات جوية للتحالف السعودي منطقة الحول بمديرية نِهْم شمالي شرق العاصمة دون أن تسفر تلك الغارات عن وقوع ضحايا.

وفي محافظة عَمْران استهدفت مقاتلات التحالف ب 7 غارات جوية معسكر لواء العمالقة في مديرية حَرف سُفيان شمالي المحافظة الواقعة أقصى شمال البلاد.

وعند الحدود اليمنية السعودية شنت مقاتلات العدوان مجدداً 10 غارات جوية على مدينتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حَجّة غرب اليمن فيما قصف الجيش واللجان بالمدفعية مواقع مليشيات هادي والجيش السوداني شمال صحراء ميدي الحدودية.

كما قصف الجيش واللجان بقذائف المدفعية استهداف تجمعات الجيش السعودي في قرية مجازة بمدينة الربوعة بعسير السعودية.

«القاعدة» ما يزال «خَطِراً»... رغم ضربات واشنطن

وفي سياق متصل قُتل مساء أمس عنصران من تنظيم «القاعدة» بغارة لطائرة من دون طيار يُعتقد أنها أميركية في منطقة الصومعة جنوب غربي محافظة البيضاء. وأفاد مسؤول محلي بأن الغارة استهدفت دراجة نارية كانت تقلّ عنصرَين من التنظيم.

وتأتي هذه الغارة استكمالاً للضربات التي تنفذها الولايات المتحدة ضد فرع «القاعدة» في اليمن والتي شهدت تزايداً كبيراً منذ تولي دونالد ترامب سدة الرئاسة. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الثلاثاء الماضي أن قواتها نفذت 131 غارة جوية في هذا البلد العام الماضي بما يفوق مجمل ما نُفّذ خلال السنوات الأربع السابقة لـ2017.

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية العقيد إيرل براون إن هذه الهجمات جزء من «الجهود المستمرة لمنع الإرهابيين من توجيه أو دعم العمليات الخارجية ضد الولايات المتحدة ومواطنينا وحلفائنا وشركائنا في الخارج». وعن العام الحالي أشار إلى أن القوات الأميركية نفذت عشر غارات في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي ما يعني أن سنة 2018 يمكن أن تنتهي إلى معدل مماثل لما انتهت إليه 2017.

وعلى الرغم من كل تلك الضربات إلا أن «المجموعات المرتبطة بالقاعدة لا تزال تشكل التهديد الإرهابي الأبرز في بعض المناطق مثل اليمن» وفق ما جاء في تقرير رفعه مراقبون تابعون للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي أول من أمس. وقدّر التقرير أن «المجموعات المرتبطة بالقاعدة في غرب أفريقيا وجنوب آسيا تمثل خطراً أكبر من مقاتلي داعش»، محذراً من احتمال حصول تعاون بين الطرفين.

المزيد في هذا القسم: