أبرز التطورات الميدانية والسياسية في المشهد اليمني

المرصاد نت - متابعات

استشهاد 9 مدنيين من أسرة واحدة بينهم 5 نساء بغارتين جويتين للعدوان السعودي أمس الأحد استهدفتا منزلهم في مديرية الجراحي جنوب الحديدة كما شنّ طيران Yem army2018.2.12العدوان  30 غارة على مديرية الجراحي جنوب الحديدة الساحلية .


ميدانياً أفاد مصدر عسكري يمني  بمقتل وجرح 13 عنصراً من مليشيات هادي وعناصر تنظيم القاعدة في عملية هجومية للجيش واللجان الشعبية على مواقعهم في تلّة العلم في جبهة نوفان بمديرية قَيْفة جنوب شرق محافظة البيضاء وسط البلاد.

وعند جبهة نِهْم قتل وجرح العديد من المرتزقة فيما دُمرت آليتين عسكريتين لهم بقصف مدفعي للجيش واللجان استهدف محاولة زحف لهم في منطقة الحول في مديرية نِهْم شمالي شرق صنعاء.

أما في محافظة مأرب فقتل 5 عناصر من مليشيات هادي بنيران قنّاصة الجيش واللجان في منطقة الربيعة بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف مواقعهم في وادي الضيق فيما شنّت طائرات العدوان السعودي سلسلة غارات جوية استهدفت جبل الطريف شرقي مديرية صِرواح غربي المحافظة شمال شرق البلاد.

وفي محافظة تعز جنوب البلاد دارت مواجهات عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية ومليشيات هادي في منطقتي حِمير والقُحيفة في مديرية مَقْبَنَة غربي المحافظة. وبحسب مصدر محلي فقد أسفرت تلك المواجهات عن مقتل وجرح 11عنصراً في صفوف المرتزقة.

هذا وتواصلت المواجهات في حي مدرسة محمد علي عثمان ومحيط معسكر التشريفات شرقي المدينة فيما شهدت منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي للمدينة قصفاً مدفعياً متبادلاً بين دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وعند الحدود اليمنية السعودية شنّت طائرات العدوان17 غارة جوية على منطقة مجازة في قطاع عسير. يأتي ذلك بعد ساعات من مقتل 3 جنود سعوديين برصاص قنّاصة الجيش واللجان في منطقة سهوة شرق مدينة الربوعة في ظل قصف مدفعي للجيش واللجان استهدف تحصينات الجيش السعودي وسط مدينة الربوعة ذاتها في عسير السعودية.

وفي قطاع جيزان قتل 3 جنود سعوديين بنيران قناصة الجيش واللجان في قرية الخِل وموقعي جحفان والشبكة بالتوازي مع تدمير آلية عسكرية سعودية في منطقة الخوبة. إلى ذلك قصف الجيش واللجان بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية مواقع الجيش السعودي في منطقة ضهيا ومدينة المُوَسِّم وجبل الدخُان ومنطقة حامضة الشمالية. في المقابل شنّت طائرات التحالف سلسلة غارات جوية على منطقة المَزْرق الحدودية بجيزان السعودية ذاتها كما طاولت 11غارة جوية للتحالف مدينتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حجة غرب اليمن.

وفي جبهة نجران فقد قصف الجيش واللجان بقذائف المدفعية تحصينات الجيش السعودي في رقابة صلة وقبالة جبال العليب في المقابل، شنّت طائرات التحالف 3 غارات جوية على مواقع الجيش اليمني في منطقة الطلعة. كذلك استهدفت 14 غارة جوية للتحالف مديريتي كِتاف والظاهِر ومنطقة آل علي بمديرية رازِح الحدودية بالترافق مع قصف صاروخي ومدفعي للتحالف السعودي استهدف مناطق متفرقة من مديرية مُنبْه المجاورة جنوبي غرب محافظة صعدة شمال اليمن.

على صعيد آخر ذكرت وسائل إعلام مقربة من "حزب تجمع الإصلاح" أن "قوة عسكرية تتبع قوات النخبة الشبوانية التابعة لدولة الإمارات اقتحمت مقر تجمع الإصلاح بمديرية ميفعة بشبوة جنوب شرق البلاد وسلمته لشخصيات تتبع ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي".

وقالت مصادر محليةإن قوات النخبة الشبوانية اقتحمت مقر الحزب بمديرية ميفعة صباح  أمس الأحد وقامت بالعبث ببعض محتوياته وبحسب المصادر المحلية فإن شخصيات تتبع ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً تسلمت المقر وقامت برفع لوحة تعريفية جديدة بدلاً عن الأولى التي تم تحطيمها.

ووفقاً لمصادر في إصلاح شبوة فإن "مُقتحمي الفرع تواصلوا مع قيادته وتم إعطاء مهلة إلى مغرب يوم أمس الأحد وذلك لإفراغ المقر من محتوياته ونقل كل محتوياته" ويشار إلى أنّ سبق لما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي أن اقتحم مقر حزب المؤتمر بمدينة عتق عاصمة شبوة ليتم تحويله إلى مقر للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في ظل صمت مطبق للسلطات المحلية.

ويُذكر أن قوات النخبة الشبوانية التابعة لدولة الإمارات توسعت مؤخراً في عدد من المديريات وبمقدمتها عاصمة المحافظة وذلك على حساب قوات الشرعية الممثلة بإدارة الأمن وقوات محور عتق.

ويوماً بعد يوم تزداد صورة الترتيبات العسكرية والسياسية التي تحضّر لها قيادة تحالف العدوان وضوحاً مُنبِئةً برهانات كبيرة تضعها السعودية ومن خلفها الإمارات على ما يمكن أن تؤول إليه تلك الترتيبات سواءً لناحية التبدلات الميدانية التي تأمل الدولتان تحقيقها أو لناحية تشكل جبهة جديدة يُعوّل عليها من وجه نظرهما في أي مفاوضات محتملة على أن جهود «لململة الشتات» هذه ما تزال تواجه عقبات واعتراضات ينذر الاصطدام بها بتجدد موجة العنف التي شهدتها مدينة عدن جنوبي البلاد أخيراً والتي انتهت بتهدئة هشة.

هذا ما أوحت به أمس حادثة احتجاز أكثر من 60 ضابطاً من الحرس الجمهوري والأمن المركزي من قبل عناصر نقطة أمنية في مدينة الضالع عندما كانوا في طريقهم إلى عدن. ووفقاً لمصادر محلية فإن الضباط الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح نُقلوا عقب احتجازهم إلى إدارة أمن الضالع تمهيداً لإعادتهم إلى العاصمة صنعاء لكن تدخل رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» المحسوب على أبو ظبي عيدروس الزبيدي لدى إدارة الأمن ومطالبته إياها بالسماح للضباط بإكمال طريقهم إلى عدن حال دون إتمام الخطوة.

وعلى الأثر برز انقسام في أوساط القيادات الأمنية بين مؤيد لإطلاق سراح المحتجزين وبين رافض لذلك قبل أن يهجم شقيق الزبيدي محمد قاسم الزبيدي ومعه قوة مسلحة على مبنى إدارة الأمن بهدف الافراج عن الضباط. هجومٌ ترافق مع تلقي القيادات تهديداً من «التحالف» بقصف مقرّها بالطيران في حال امتناعها عن تنفيذ مطلب الزبيدي.

هذه الحادثة تحمل دلالات عدة لعلّ أبرزها اثنتان: أولهما أن قوي تحالف العدوان ماضية في تجهيز نجل شقيق الرئيس السابق طارق محمد عبد الله صالح وإمداده بالعنصرين البشري والتسليحي تحضيراً لعمليات عسكرية تعتقد الرياض وأبو ظبي أن مقاتلي طارق يمكن أن يحدثوا فيها فرقاً كبيراً خلافاً لبقية التشكيلات المقاتِلة.

وثانيتهما أن «المجلس الانتقالي» منخرط على أعلى المستويات في تلك العملية التي يبدي استعداداً متزايداً للقيام بكل متطلباتها لقاءَ مكاسب سياسية وُعد بها المجلس ورئيسه وتتم تهيئة الأجواء الملائمة لها لدى دوائر غربية وتحديداً بريطانية؛ على اعتبار أن من سيتولى مهمة ترتيب أي مفاوضات في المرحلة المقبلة هو مبعوث بريطاني الجنسية (مارتن غريفيث).

في ذلك السياق يأتي لقاء رئيس مكتب اليمن في وزارة الخارجية البريطانية كريس هاليدي عضو هيئة رئاسة «الانتقالي» مراد الحالمي الذي يزور لندن بناءً على دعوة من المكتب، بهدف التباحث في سبل إنجاح مهمة غريفيث. اللافت أن هاليدي شدد خلال اللقاء على ضرورة تمتين العلاقة بين هادي وبين «الانتقالي» في تساوق مع الطروحات الإماراتية في هذا الصدد.

وقال المسؤول البريطاني إن بلاده «تراقب بحذر الوضع في جنوب اليمن» مُعلِناً أن «القضية الجنوبية ستكون ضمن أجندة المبعوث الأممي الجديد». من جهته توقع الحالمي أن يكون «الانتقالي» «الحاضر الأول» في أي مفاوضات كـ«ممثل عن الجنوب لحل النزاعات وإنهاء الأزمة اليمنية» لافتاً إلى أن المجلس «يعبر عن أكبر حركة سياسية استقطابية في الجنوب» وأنه «ينفتح على كل القوى الجنوبية المختلفة». ورأى الحالمي أن تغيير حكومة أحمد عبيد بن دغر كفيل بتجاوز الأزمات التي قد تؤدي إلى انهيار حكومة الرياض وصولاً إلى تسوية سياسية لا تتعارض مع الإرادة الشعبية في الجنوب.

محاولات الإمارات تسويق «الانتقالي» كممثل سياسي لجنوب اليمن تترافق مع ما يبدو أنها مساعٍ سعودية لتلميع سمعة «آل صالح» وتصديرهم بوصفهم الطرف القادر على تمثيل الشمال بما يخدم في نهاية المطاف هدف تشكيل «تحالف جديد يجعل الحوثي وحيداً في مواجهة أي حلول سياسية أو عسكرية».

في هذا الإطار تأتي الجهود السعودية المبذولة لرفع العقوبات المفروضة على نجل الرئيس السابق أحمد علي عبد الله صالح والتي توقعت صحيفة «عكاظ» السعودية أمس أن يُتّخذ قرار بشأنها خلال اجتماع مرتقب لمجلس الأمن بشأن اليمن أواخر الشهر الجاري. اجتماع يُتوقّع أن يعقبه كذلك بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من طارق صالح توجيهُ الأخير من قِبَل ابن عمه أحمد بـ«القيام بتحرك عسكري».

لكن تلك الرهانات تظهر محفوفة بالكثير من الشكوك في ظل وجود عوائق عدة ليس أكبرها رفض أطراف جنوبيين وجود طارق صالح في الجنوب واتخاذَه الأخير منصةً لإطلاق عمليات في الشمال وكذلك التحشيد المتضاد بين «حكومة هادي» وبين «الانتقالي» والذي لا يقتصر على التراشق الكلامي إنما يشمل وفقاً للمعلومات المتداولة عمليات تسليح واستقطاب واسعة النطاق تهدد بانهيار الهدنة التي تم التوصل إليها أواخر كانون الثاني/يناير الماضي برعاية «التحالف».Thraif2018.2.12

الي ذلك التقى المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام قبل يومين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة الإيرانية طهران التي يزورها بشكل رسمي للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان السعودي في آذار/ مارس 2015. زيارة أثارت جدلاً في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية وخصوصاً أن مغادرة عبد السلام العاصمة صنعاء في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي لم يُعلن عنها إلا بعد وصوله إلى سلطنة عمان حيث قال في تغريدة على «تويتر» إنه في مسقط «لمواصلة الجهود مع المجتمع الدولي لشرح ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان ظالم وحصار غاشم».

وتزامن وصول عبد السلام إلى مسقط مع حلول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسن في المنطقة لبحث الملف اليمني وملفات أخرى عقب أيام من اجتماع اللجنة الرباعية بشأن اليمن في لندن.

المؤكد أن وفد «أنصار الله» التقى الوزير البريطاني بشكل غير معلن ربما رغبةً في جعل المشاورات في غرف مغلقة للنظر في ما تحويه جعبة جونسن بعد تسلم بلاده ملف اليمن بتعيين بريطاني خلفاً للمبعوث الأممي الحالي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. تضاف إلى ذلك اللقاءات التي انعقدت بين الوفد والعمانيين وأيضاً بين الوفد ومسؤولين أمميين ليس من بينهم ولد الشيخ وجميعها كانت بشكل غير معلن.

اللافت أن مغادرة وفد «أنصار الله» إلى مسقط سبقها تصعيد عسكري كبير على جبهة الساحل الغربي من قبل تحالف العدوان والقوات الموالية له. تصعيد أعقبه هدوء ثم اشتعال من جديد ما أوحى بأن ما جرى على تلك الجبهة أُريد استخدامه كورقة ضغط لمساومة الوفد في مسقط لكن الأكيد أن «أنصار الله» لم ترضخ لما طرحه البريطانيون في لقاءات مسقط غير المعلنة.

وحده لقاء عبد السلام بظريف تم في العلن لكن لماذا؟ تكشف معطيات اللقاءات التي انعقدت في عمان ومعها المعطيات الميدانية أن السعودية والإمارات وبريطانيا أرادت إحراز تقدم ميداني على جبهة الساحل الغربي بأي ثمن بهدف تصعيد الضغوط على «أنصار الله» وإشهار معادلة «إما القبول بما طُرح في عُمان أو احتلال الحديدة» بوجهها. لكن كانت النتيجة أن رَفَضَ الوفد هذه المساومة واتجه إلى «خيار صعب» ــ من وجهة نظر سياسيين في صنعاء ــ وهو التلويح لـ«التحالف» ومسانِديه الغربيين بإمكانية اللجوء إلى إيران كحليف بمقدور «أنصار الله» الانتقال إلى مجالات أرحب في العلاقات معه.

من هنا يمكن فهم إشهار لقاء الناطق باسم «أنصار الله» مع وزير الخارجية الإيراني كرسالة لكل من واشنطن ولندن وأبو ظبي والرياض التي تدرك جميعها أن ما تدّعيه من «تبعية أنصار الله لإيران» مجرد شمّاعة تستخدمها لتبرير جرائمها في اليمن وتنفيذ مخططها التفتيتي. وعليه فإن تحالف «أنصار الله» مع إيران لن يكون تحالفاً سياسياً فقط ــ وهو ليس كذلك حتى الآن ــ بل قد يتطور إلى تحالف عسكري.

لا يدرك حكام الرياض وأبو ظبي ومن ورائهم حلفاؤهم الغربيون أنهم بممارساتهم يدفعون صنعاء إلى طلب المساعدة من إيران بعدما وقف العالم أجمع بوجه الأولى لمجرد أنها رفضت الوصاية الخارجية. وما يجدر التنبه إليه هنا أن طهران تنتظر فرصة من هذا النوع لتعزيز وضعها الإقليمي وترجيح كفتها أمام واشنطن وتل أبيب.

المزيد في هذا القسم: