الاندبندنت: الشعب البريطاني يجهل أن حكومته شريكة للسعودية بقتل آلاف المدنيين في اليمن

المرصاد نت - متابعات

أكثر من نصف الشعب البريطاني يجهل الحرب علي اليمن والأسلحة البريطانية التي تنشرها السعودية حيث يظهر استطلاع للرأي أن 49٪ فقط من البريطانيين يعرفون عن الحرب التي تدخل عامها Mai2017.3.24الثالث من سفك الدماء.


أكثر من نصف الشعب البريطاني لا يعلم بـ “الحرب المنسية” الجارية علي اليمن على الرغم من الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية للتحالف العسكري المتهم بقتل الآلاف من المدنيين.

وأظهر الاستطلاع الذي أعدته يوجوف (YouGov هي شركة دولية على الإنترنت مختصة بالأبحاث ومقرها المملكة المتحدة) وشاهدته حصريا صحيفة الاندبندنت أن 49 في المائة من الشعب يعرفون بالحرب الجارية علي اليمن والتي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وشردت أكثر من ثلاثة ملايين وتركت 14 مليون يواجهون المجاعة.

وكان الرقم أقل من ذلك بالنسبة للفئة العمرية 18- 24 عاما حيث كان فقط 37 في المائة على علم بالحرب علي اليمن الذي يدخل عامه الثالث من إراقة الدماء.

حيث تم إعطاء أكثر من 2100 شخص قائمة من 16 دولة وطلب منهم تحديد أي دولة “تنخرط حاليا في نزاع مسلح مستمر”، وحدد 84 في المائة منهم الازمة السورية.

حذرت هيومان ابيال Human Appeal وهي مؤسسة خيرية مقرها مانشستر والتي أذنت بالاستطلاع إن قلة الوعي الدولي قد فاقم من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن.

وقال الرئيس التنفيذي عثمان مقبل “لقد تم نسيان الحرب علي اليمن أو تم تجاهلها تماما”.

“نحن نعتقد أن هذا بسبب أن الحرب لم يتسبب في حدوث أعداد كبيرة من اللاجئين القادمين إلى أوروبا وهناك سوء فهم لدى الجمهور أنها ليست سوى أزمة إقليمية.

“إن التعامل مع ما يحدث حاليا في اليمن ويحدث منذ عامين كأمر غير هام يغض الطرف عن حالة الطوارئ الإنسانية المتصاعدة”.

ويُقدر أن 75 شخصا على الأقل يقتلوا أو يصابوا كل يوم في الحرب الذي دفع بالبلد إلى حافة المجاعة حيث يفتقر 14 مليون شخص للوصول المستقر إلى الغذاء.

أقل من نصف المرافق الصحية في اليمن يتم تشغيلها كوكالات إغاثة تكافح للوصول إلى المناطق التي مزقتها الحرب بالأدوية المنقذة للحياة ويموت حوالي ألف طفل كل أسبوع من أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي.

هذا وقد بدأ العدوان في مارس 2015 بعد أن تسبب هروب هادي من العاصمة صنعاء إلى تدخل عسكري من قبل النظام السعودي وحلفائه لدعم الحكومة القابعه في فنادق الرياض.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الحملة الجوية التي تقودها السعودية برؤية المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين تقصف بكثافة  كان مسؤولا عن 60 في المائة من الوفيات بين المدنيين – ما يقارب من 2300 شخص.

وقد استخدمت الأسلحة المصنعة في بريطانيا بما في ذلك القنابل العنقودية في الهجمات على الرغم من دعوات نواب لوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب ارتكاب جرائم حرب.

وقال بيتر سالزبوري باحث كبير في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس كانت بريطانيا الراعي الرئيسي لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي استخدمته السعودية لتبرير تدخلها وأضاف لصحيفة الإندبندنت أن “المملكة المتحدة هي أيضا مورد سلاح كبير ويوفر قدرا كبيرا من الدعم اللوجستي لتحالف العدوان السعودي.

“يمكن القول أن المملكة المتحدة قدمت أيضا تغطية سياسية للسعودية عن طريق منع حدوث مختلف القرارات والتحقيقات.”

وقال سالزبوري أنه على الرغم من معارضة مايحدث في اليمن كانت الحكومة البريطانية “هادئة” عن إسقاط الجيش حكومة مصر المنتخبة عام 2013.

وأضاف “وجاء هذا القرار لجعل ما حدث في اليمن (انقلاب سيء). وذلك وبعده طرق جعل تحالف العدوان يعتمد كثيرا عليه.”

مع استمرار المعارك جمعية هيومان ابيال هي من بين الجمعيات الخيرية الدولية التي تحاول تقديم المساعدات إلى السكان الفقراء في اليمن.

وقد وفرت الطرود الغذائية لآلاف الأسر ومياه الشرب النقية لعدد 37,500 شخص وكذلك البطانيات والملابس والرعاية الصحية بما في ذلك دعم مستشفى الجمهوري العام.

مئات اللاجئين الصوماليين الذين فروا أصلا من الصراع في بلادهم هي من بين المحاصرين في أعمال العنف في اليمن مع أكثر من 40 قتلوا من قبل مروحية أثناء محاولتهم الفرار على متن قارب الخميس الماضي.

في حين يتدهور الوضع الإنساني وصلت الازمة إلى حد كبير في حالة من الجمود حيث يسيطر الحوثيون على كثير من مناطق الكثافة السكانية غرب اليمن وتسيطر حكومة هادي في الوسط والشرق والجنوب يسيطر عليها تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية والميليشيات الإسلامية وتنظيم الدولة الإسلامية.

لكن حذرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين من الأعمال العدائية المكثفة في الأسابيع الأخيرة مما اضطر أكثر من 62,000 شخص للهروب من منازلهم في غرب ووسط اليمن و ينامون الآن في المباني العامة والخيام وفي الشوارع أو في المباني المدمرة.

مطلقا على حرب اليمن “الحرب المنسية” يقول سالزبوري لا حل سلمي ولا فوز كاسح لأي طرف يعتبر من المرجح في المستقبل القريب.

وأضاف “برئاسة ترامب يمكن أن نرى الولايات المتحدة تلعب دورا أكثر حسما” على الرغم من أن القوات الأمريكية كانت تدعي أستهداف إرهابي القاعدة في شبة الجزيرة العربية بما في ذلك القيام بغارة فاشلة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في وقت سابق من هذا العام.

“اليمن ليست جزيرة أنها متصلة ببلدان أخرى وبقية العالم، ونحن نشهد هذا النمو الهائل في العنف الطائفي.

“كل هذه الأمور لها عواقب طويلة الأجل للدول خارج اليمن.”

وتؤكد الحكومة البريطانية أنه على الرغم من التدخل بقيادة السعودية ” لردع عدوان من قبل الحوثيين والسماح لعودة حكومة الرياض إلا أنها ليست جزءا من التحالف.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث لصحيفة الإندبيندنت “لا يشارك جنود بريطانيين في تنفيذ الضربات ولا في توجيه أو إجراء عمليات في اليمن ولا يشاركون في عملية صنع قرار الاستهداف السعودية”.

“محادثات السلام هي أولوية قصوى. وقد لعبت بريطانيا دورا قياديا في الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك الجمع بين الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية في محاولة لإيجاد حل سلمي “.

المملكة المتحدة هي رابع أكبر جهة مانحة لليمن والتزمت بدفع 103 مليون جنية إسترليني كمساعدات إنسانية لليمن في العام الماضي.

ليزي ديردين - صحيفة “الاندبيندنت” البريطانية - ترجمة: جواهر الوادعي

كاتبة في صحيفة الاندبندنت: بريطانيا تزعم حرصها على اليمنيين من جهة وتقدم للسعودية صواريخ لقتلهم من جهة أخرى

الي ذلك انتقدت الكاتبة في صحيفة الاندبندنت البريطانية رشا محمد التناقض الصارخ في سياسة الحكومة البريطانية إزاء اليمن حيث تزعم لندن حرصها على حياة اليمنيين وتقديم المساعدات الانسانية لهم في الوقت الذي توفر للنظام السعودي صواريخ واسلحة تقتلهم بها وتدمر منازلهم وبلداتهم من جهة ثانية.

وقالت محمد الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية في مقال نشرته الصحيفة.. ان “بريطانيا كسبت عن طريق مبيعات الأسلحة الى النظام السعودي أرباحا تفوق المساعدات الإنسانية التي تقدمها لليمن بعشرات الأضعاف” مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل بدورها تقديم الأسلحة إلى نظام بني سعود وباعت كمية قياسية منها خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وتم استئناف صادرات الأسلحة الأمريكية للسعودية هذا الشهر بعد إيقافها لفترة وجيزة وسط تزايد الانتقادات والمطالبات الدولية بوقفها.

وتلعب بريطانيا دورا أساسيا في دعم تحالف العدوان السعودي ضد اليمن من خلال صفقات الأسلحة والدعم العسكري واللوجيستي وقد حصل النظام السعودي على أسلحة بريطانية بقيمة تتجاوز 7 مليارات جنيه استرليني منذ عام 2010 وفقا لوثائق بريطانية رسمية.

وأوضحت الكاتبة انه بعد مضي عامين على العدوان المتواصل الذي يشنه النظام السعودي بمشاركة أنظمة خليجية أخرى وبدعم من بريطانيا والولايات المتحدة على اليمن تواجه البلاد كارثة إنسانية ذات أبعاد كبيرة مع أكثر من 18 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

وبينت محمد انه منذ بدء العدوان في آذار عام 2015 وافقت الحكومة البريطانية على أكثر من 194 رخصة تصدير للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى بني سعود وقد رفضت لندن مرارا وتكرارا جميع الأدلة والتقارير التي تؤكد مقتل مدنيين بالأسلحة البريطانية.

ولفتت محمد إلى ان مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية تتعارض مع القانون الدولي كونها تنتهك معاهدة تجارة الأسلحة التي تنص على وقف تدفق الأسلحة التي يمكن استخدامها لارتكاب جرائم حرب.

وكانت منظمة العفو الدولية أكدت في بيان لها اليوم ان “الولايات المتحدة وبريطانيا تؤججان الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تسببت بمعاناة مدمرة للمدنيين اليمنيين من خلال عمليات نقل للأسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية” مطالبة جميع الدول بما فيها أميركا وبريطانيا بأن توقف على الفور تدفق أي نوع من الأسلحة يمكن أن يستخدم في ارتكاب جرائم الحرب أو سواها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني في اليمن.

المزيد في هذا القسم: