المرصاد نت - متابعات
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا لرئيس تحرير الموقع الألماني "جستيس ناو" جيكوب ريمان يقول فيه إن سيطرة الانفصاليين الجنوبيين على مدينة عدن الساحلية كان آخر تطور في الحرب الوحشية التي تسببت بمقتل 10 آلاف شخص منذ بدأ التحالف الذي تقوده السعودية بحملة الغارات الجوية المستمرة ضد اليمن في آذار/ مارس 2015.
ويشير الكاتب في مقاله إلى أنه "مع مرور الوقت على الحرب الطاحنة فإن الإمارات بدأت بالابتعاد عن خط التحالف الذي تقوده السعودية، وتسعى لتحقيق أجندة خاصة بها".
ويفيد ريمان بأنه "في الوقت الذي ترددت فيه الرياض في استخدام قوات برية في اليمن، فإن الإمارات وضعت قوات برية كبيرة على الأرض منذ فترة، وقامت أبو ظبي بتدريب عشرات آلاف المدنيين في الجنوب واستخدام مئات المرتزقة ذوي الكفاءة العالية من أمريكا الجنوبية؛ ليحاربوا بالوكالة عنها".
ويلفت الكاتب إلى أن "الإمارات أنشأت شبكة من سجون التعذيب الخاصة بها في جنوب اليمن حيث (يختفي) آلاف المشتبه بهم بالإرهاب، وحيث هناك تقسيم واضح للوظائف (الإمارات تعذب وأمريكا تحقق) واستطاعت الإمارات فعلا إنشاء نظام أمني مواز في جنوب اليمن ويأخذ جنود هذا النظام أوامرهم مباشرة من أبو ظبي".
ويقول ريمان: "يجب النظر إلى الوجود الإماراتي في اليمن من منظور شامل، فبالسيطرة على مراكز تجارية مهمة فإن الإمارات تسعى إلى إقامة بنية تجارية عابرة للحدود الإقليمية تغطي الشرق الأوسط وأبعد من ذلك؛ لتوسيع تجارتها النفطية مع أوروبا وأمريكا الشمالية وبهذا الهدف تشق أبو ظبي طريقها بالقوة في بنية الطاقة والبنية الأمنية في المنطقة بسرعة فائقة: من إريتريا إلى أرض الصومال إلى قبرص إلى بنغازي".
ويجد الكاتب أن "هذه الطموحات تجسدت في اليمن بعدة طرق مهمة استراتيجيا: السيطرة على جزيرة ميون (بريم) في مضيق باب المندب وتحويل جزيرة سقطرى في خليج عدن إلى مستعمرة إماراتية عسكرية وسياحية، ونجاح الإمارات في السيطرة على شبكة من موانئ اليمن".
وينوه ريمان إلى أن "القوات الإماراتية تعد بشكل عام قوات محتلة واتهمها هادي بالتصرف كأنها قوة محتلة وليست قوة تحرير".
ويذكر الكاتب أن "دعوة انفصال جنوب اليمن عن شماله تعالت منذ بداية الحرب لكن أطراف الصراع في اليمن كلها، من الناحية الرسمية على الأقل، أعلنت أنها تريد السلامة الإقليمية لليمن، إلا أن زخم القوى الانفصالية محليا يتزايد بدعم كبير من الإمارات لأكثر من عام من الآن".
ويؤكد ريمان أن "الإمارات تطبق بطموح مشروع تقسيم اليمن وبدا هذا الصدع بسخافته كلها عندما منع الإماراتيون هادي الذي يعد رمز توازن القوى في اليمن من دخول بلده عدن".
ويبين الكاتب أن "الإمارات بدأت بجني ثمار الانفصال بعد استثمار المليارات في البنى التحتية وتسليح المليشيات الانفصالية في جنوب اليمن وما يهدف الإماراتيون إلى تحقيقه هو إقليم تابع -إمارة ثامنة في جنوب اليمن- يمكن أن تساعد بجغرافيتها المهمة استراتيجيا، وتوفير البنية التحتية للطاقة قد يساعد الإمارات على الصعود لتصبح قوة طاقة عظمى".
ويكشف ريمان عن أن "الأداة الأساسية التي اعتمدت عليها الإمارات لفعل ذلك هي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم تأسيسه في أيار/ مايو 2017 وبعد أن تجاهل هادي إنذار المجلس بإقالة رئيس الوزراء أحمد بن داغر الذي اتهمه المجلس بـ(الفساد المستشري) اشتعل القتال في عدن الشهر الماضي متسببا بمقتل 36 شخصا وجرح مئات آخرين، وقام المجلس بالسيطرة على العاصمة الفعلية عدن".
ويشير الكاتب إلى أن "أعلام اليمن الجنوبي السابقة رفعت على بوابات القصر الرئاسي وتحدث داغر عن انقلاب في الوقت الذي صرح فيه مسؤول كبير في المجلس الانتقالي الجنوبي بأن (الثورة) مستمرة حتى تسقط حكومة هادي".
ويقول ريمان إنه "يتم دعم المجلس من خلال إمدادات الأسلحة والأموال والاستشارات العسكرية من الإمارات ومن المعروف أن زعيم المجلس حاكم عدن سابقا عيدروس الزبيدي كان مدعوما من الإمارات لسنوات طويلة".
ويذهب ريمان إلى أن "آخر الأحداث توضح مرة أخرى أن الإمارات والسعودية تقفان على طرفي نقيض في هذه الحرب المعقدة ذات الأبعاد العديدة ففي الوقت الذي تقف فيه السعودية مع هادي، فإن مسؤولا إماراتيا أمنيا كبيرا يدعو علنا إلى الإطاحة به".
ويفيد الكاتب بأن "رسائل إلكترونية من مسؤولين أمريكيين سابقين في آب/ أغسطس تم تسريبها لـ(ميدل إيست آي)، أظهرت كيف يريد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الخروج من هذه الحرب المكلفة في اليمن التي بدأها قبل أكثر من عامين وبعد أن بدا واضحا إن إعادة هادي رئيسا لليمن أصبحت هدفا غير قابل للتحقيق حيث نقلت الرياض اهتمامها إلى تأمين حدودها الجنوبية فقط ضد الحوثيين أما أبو ظبي فهي ليست مهتمة بالحوثيين فمنذ البداية كان قتال الحوثيين مجرد حجة لإيجاد موطئ قدم عسكري في جنوب اليمن".
ويختم ريمان مقاله بالقول إن "هم الإمارات الوحيد هو السيطرة على الساحل اليمني البالغ طوله 2000 كم وهو ركيزة أساسية في خطط أبو ظبي لتكون قوة طاقة عالمية عظمى، وهو الهدف لذي تسعى إليه دون كلل بدلا من التفاوض على استخدام مشترك للموانئ اليمنية والاستثمار في بنية الطاقة للبلد".
المزيد في هذا القسم:
- النظام السعودي يعيق إيصال مواد الإغاثة والمساعدات للشعب اليمني المرصاد نت - متابعات تكاد السنة الثالثة للحرب على اليمن تنتهي ولم ينتهي بعد هذا العدوان المجحف بحق أبناء الشعب اليمني الذي عانى ما عاناه من ظلم ومأساة وفقر وأ...
- حكومة هادي تُفاقم مشاكل عدن إضراب عمال المصافي واحتجاجات لانقطاع الكهرباء والمياه المرصاد نت - متابعات تواجه حكومة هادي برئاسة احمد عبيد بن دغر صعوبات كبيرة منذ عودة جزء من وزرائها إلى عدن التي شهدت اليوم احتجاجات غاضبة ضد الحكومة بسبب ا...
- هادي للجنة صياغة الدستور "انسجموا فيما بينكم وابتعدوا عن المشوشين" !! التقى الرئيس عبد ربه هادي بمكتبه بدار الرئاسة صباح اليوم الاثنين لجنة صياغة الدستور التي حضرت برئاسة إسماعيل الوزير الذي عرض الخطة المقرة لعمل اللجنة والمنفذ ...
- طارق صالح: أوراق محترقة وأدوار في مهب الريح المرصاد نت - متابعات بعد أيام من وأد فتنة صنعاء و مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي حاول إشعال فتيلها بتسويق خارجي لتفريخ الجبهة الداخلية وتدشين الإقتت...
- عهد السعودية في الجنوب: الأولوية ترويض «عملاء» الإمارات ! المرصاد نت - أحمد الحسني تعمل الرياض على ترتيب الأوراق الجنوبية بما يخدم مصالحها، في ظلّ مخاوفها من أن يشكل انسحاب الإمارات فرصة لحلفاء الأخيرة للابتعاد عن را...
- غارة أمريكية تقتل قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة بشبوة المرصاد نت - متابعات قالت مصادر محلية في محافظة شبوة إن قيادي بارزاً في تنظيم القاعدة قُتل في غارة جوية لطائرة من دون طيار يعتقد بأنها أمريكية غير مستبعدة أن ...
- هل يتدحرج العدوان على اليمن الى حرب إقليمية واسعة؟ المرصاد نت - متابعات اللافت في متابعة مسار المواجهة العسكرية للحرب على اليمن والتي يخوضها تحالف من عشرات الدول الاقليمية والغربية أن تلك الدول التي حددت وجزمت...
- متى سيقتنع النظام السعودي بأن ورقة "الدعاة" اصبحت محروقة؟ المرصاد نت - متابعات “الجهاد” ضد اليمنيين فرض على كل مسلم والجنود السودانيين يقاتلون في اليمن من أجل "رسول الله"... متى سيقتنع النظام السعودي بان ...
- عام خامس يودعه اليمنيون .. بين الحل والتطبيع مع وضع مختل! المرصاد نت - متابعات عام خامس يودعه اليمنيون، في ظلّ الحرب والشتات والأزمة الإنسانية المتفاقمة. لكن الجديد هو الخطورة التي يخلقها عامل الزمن، بترسيخ حالة من ا...
- مصدر عسكري : مواليين لــ علي محسن الاحمر وراء تفجير الوضع بين معسكري جنوب العاصمة والمواجه... اندلعت قبل منتصف ليل الاربعاء مواجهات مسلحة عنيفة استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة كالمدافع والدبابات بين معسكر السواد ومعسكر ضبوة في منطقة حزيز جنوب أمانة العاصمة ...