صواريخ يمانية يومية حتى «تحقّق الردع»

المرصاد نت - متابعات

واصلت القوة الصاروخية اليمنية أمس إطلاق صواريخها الباليستية على الأراضي السعودية في ترجمة لتهديدات سلطات صنعاء بإبقاء المملكة تحت رُهاب «الباليستي» يومياً.Sadah2018.4.14


يأتي ذلك في وقت رفعت فيه قوي تحالف العدوان الحظر المفروض على عودة حكومة المنفي إلى عدن في ظل خلافات متفاقمة تتهدّد معسكر قواتها على جبهة الساحل

يَثبت يوماً بعد يوم أن التحدي الذي أعلنته القوة الصاروخية اليمنية بوضع السعودية تحت تهديد الصواريخ الباليستية بشكل دائم لا تتقطّعه سوى ساعات من الهدوء ليس مجرد تهديد بل هو معادلة استراتيجية جديدة ستترك دونما شكّ تأثيراتها على مسار الصراع. إذ بمجرد أن يدوّي انفجار صاروخ باليستي يومياً في إحدى مناطق المملكة ويتصاعد دخانه وتتناقل الخبر وكالات الأنباء العالمية ويجد المتحدث باسم تحالف العدوان تركي المالكي نفسه مضطراً إلى تكرار معزوفته عن «اعتراض صواريخ الميليشيات الإيرانية» فذلك يعني مستوى أكثر تقدماً من المواجهة لم يكن مألوفاً من قبل ربما يمهّد الطريق لحالة ردع تعمل قوات الجيش واللجان الشعبية بجدّ على إرسائها وفق ما أكد أمس قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي.

بعد ساعات فقط من استهدافها المنطقة الصناعية في جيزان بصاروخ باليستي من نوع «بدر 1»، «أصاب هدفه مخلّفاً خسائر كبيرة» وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري أعلنت القوة الصاروخية في الجيش واللجان مساء أمس استهداف مدينة الفيصل العسكرية في جيزان بصاروخ باليستي من نوع «بدر 1» أيضاً.

واعترف المتحدث باسم تحالف العدوان بانطلاق الصاروخ باتجاه مدينة جيزان إلا أنه قال إن «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت من اعتراضه» مكرراً «اتهام النظام الإيراني بالتورط في دعم القوة الصاروخية اليمنية بقدرات نوعية». اتهام جدّدته كذلك البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة التي بعثت برسالة إلى مجلس الأمن اعتبرت فيها أن «عجز» الأخير عن «التحرك مَنَح الضوء الأخضر لإيران والحوثيين» مُتحدِّثةً عن «ثغرات في نظام التحقق في اليمن مَكَّنت إيران من تزويد اليمن بالصواريخ».

لكن «العويل» السعودي على وقع الضربات الباليستية لم يُقابَل على الجانب اليمني إلا بجرعة تحدٍّ إضافية تولّاها قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي أكد في كلمة بمناسبة ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي أنه «كلما استمر العدوان في حربه فإن قدراتنا العسكرية سوف تكبر وتتطور وتتعاظم» واعِداً بـ«(أننا) سنعمل على تفعيل الطائرات المسيّرة بشكل كبير ونوعي».

ورأى أن تحالف العدوان يتجه نحو «التصعيد على الساحل وعلى الحدود» داعياً إلى «رفع حالة الجهوزية» ومشدداً على ضرورة «التحرك المسؤول» في مواجهة ذلك التصعيد. وجاءت دعوة السيد عبد الملك الحوثي في وقت شهدت فيه جبهتا الحدّ الجنوبي والساحل الغربي محاولات تقدم من قبل المليشيات الموالية لـتحالف العدوان نجح الجيش واللجان في صدّها.

 وتمثلت أبرز تلك المحاولات في هجوم هو الثاني من نوعه في غضون ساعات على موقع السديس العسكري في منطقة نجران أسفر عن «سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش السعودي». وفي منطقة عسير تصدّى أبطال الجيش واللجان الشعبية  لـ«لزحف واسع قبالة منفذ علب» وأوقعوا «قتلى وجرحى» في صفوف المهاجمين الذي لم يتمكنوا من «إحراز أي تقدم».

وكان أفيد مساء الخميس عن «مصرع العشرات» من المليشيات الموالية لـلعدوان بينهم قائد الكتيبة الثالثة في اللواء 117 محمد أحمد الصندوح في «عمليات نوعية للجيش واللجان» على جبهة قانية جنوبي مأرب وعلى جبهة الساحل الغربي أدت عملية للجيش واللجان إلى «مصرع 15» مقاتلاً من مليشيات هادي .

ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه معسكر المليشيات الموالية لـلعدوان على جبهة الساحل توتراً متزايد على خلفية الانقسامات بين المقاتلين الموالين لنجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد عبد الله صالح وبين «الفصائل الجنوبية» و«الفصائل التهامية» التي ترفض القتال تحت لوائه. وعلى الرغم من تلك الخلافات التي تفيد آخر المعلومات بأنها وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الاحتدام (بعدما عمدت الإمارات إلى حجز مساحة كبيرة في مدينة المخا لمقاتلي صالح الذي بلغ عددهم قرابة 1500 ضابط وجندي) إلا أن قيادة العدوان لا تيأس من مساعيها إلى إعادة هيكلة قواتها، أملاً في تشكيل جبهة متماسكة يُمكِنها، من وجهة نظر الرياض وأبو ظبي، تحقيق مكاسب على الأرض، ومن ثم تصريفها سياسياً.

في هذا الإطار يأتي السماح لحكومة هادي التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر بالعودة مساء أول من أمس إلى مدينة عدن جنوبي البلاد بعدما خرجت منها أوائل شباط/ فبراير الماضي إثر الاشتباكات بين مليشيات هادي وميليشيات «الحزام الأمني» الموالية لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي». اللافت أن هذه العودة تأتي تزامناً مع استبقاء الإمارات رئيس «الانتقالي»Bn dagr2018.4.14 عيدروس الزبيدي وعدداً من قياداته في «ضيافتها» في ما تقرأ فيه مصادر جنوبية محاولة لنزع فتيل التوتر والسماح لحكومة بن دغر بممارسة نشاطاتها التي تَمثَّل أولها أمس في زيارة محطة الحسوة الكهرو - حرارية.

إزاء ذلك يبدو أن قوي العدوان تشتغل على خطّين متوازيين: أولهما تعزيز قواتها بالعناصر الذين عملت الإمارات على تدريبهم جنوباً طيلة الأشهر الماضية وهي مرحلة بلغت وفق المؤشرات الآتية من جبهة الساحل مرحلة متقدمة. وثانيهما تشذيب كلّ من بنيتَي «الشرعية» و«الانتقالي» عبر تعويم الشخصيات التي لا تناوئ آل صالح (كأحمد بن دغر الذي تحدث قبل فترة عن «قيادة مشتركة» مع صالح) من جهة وإرجاع قيادات «الانتقالي» إلى «حظيرة الطاعة» (لا تستبعد بعض المصادر أن يتم دفع المجلس إلى التحول لحزب سياسي) بما يمهّد لاجتماعهما سوياً مجدداً على هدف مواجهة القوي الوطنية بصنعاء.

المزيد في هذا القسم: