المرصاد نت - رشيد الحداد
أثبتت العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية المشتركة بواسطة طائرات مسيرة فاعليتها في الآونة الأخيرة وأصبح استخدامها في ضرب أهداف عسكرية يوازي أستخدام الصواريخ الباليستية بأنواعها المختلفة وهو ما يكشف تطور الصناعات العسكرية اليمنية التي تتجه للاكتفاء الذاتي من الصناعات العسكرية في ظل فرض مجلس الأمن الدولي حظراً على استيراد الأسلحة من قبل صنعاء وفق القرار 2216.
أكثر من عملية عسكرية نفذت من قبل القوات الجوية اليمنية خلال الأشهر القليلة الماضية بواسطة سلاح الجو المسير «الطائرات بدون طيار»، إلا أن تلك العمليات نفذت في مناطق يمنية ومن مناطق قريبة لا تتجاوز الـ200 كيلومتر كالعمليات التي استهدفت منظومة «باتريوت باك 3» التابعة لـتحالف العدوان في مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز في التاسع من فبراير الماضي وكذلك العمليات التي استهدفت منظومة «باتريوت باك 3» ومبنى القيادة الإماراتية في مدينة مأرب في الـ 23 من فبراير الماضي والتي نفذت بالشراكة مع القوة الصاروخية.
وعلى الرغم من أن العمليات العسكرية التي نفذت بواسطة سلاح الجو «المسير» لم يتجاوز عملية إلى عمليتين خلال الربع الأول من العام الجاري إلا أن تلك العمليات أخذت بالتصاعد خلال الثلاثة الأشهر الماضية مايو ــ يونيو ـ يوليو الجاري وأخذت مديات أطول.
عام الطائرات «المسيرة»
مصدر في صنعاء أكد أن «تصاعد العمليات العسكرية لم يكن عشوائيا أو مرتجلاً بل عمليات منظمة وتنفيذاً لوعد السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة (21) سبتمبر والذي وعد في خطابه الذي ألقاه في الذكرى الثالثة للعدوان على الشعب اليمني أن تشهد القدرات الصاروخية للجيش واللجان وكذلك الطيران المسير تطوراً نوعي كبير».
وأكد أن «العام الرابع للعدوان على الشعب اليمني سيكون عام المفاجئات» مدشناً العام الجديد بقوله: «قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة التي تخترق كل وسائل الحماية، قادمون بطائراتنا المُسيَّرة ذات المدى البعيد والفاعلية الجيدة والقدرة العسكرية الممتازة».
ولفت المصدر الإنتباه إلى أن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي تحدث عن امتلاك اليمن لطائرات مسيّرة يتم العمل على تطويرها لتصل الى مئات الكيلو مترات معتبراً تصاعد عمليات سلاح الجو المسير، تنفيذاً عملياً لوعد قائد الثورة والذي «ما إن يعد بشيء حتى يأخذ وعده طريقه العملي الى التنفيذ».
معادلة ردع جديدة
قبل تنفيذ العملية الهجومية التي طالت شركة «أرامكو» السعودية في الرياض أمس الأول بأسبوعين أصدرت القوات الجوية اليمنية بياناً أكدت فيه انتقالها من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم عسكرياً وتوعدت بمفاجئات قادمة إلا أنها لم تكشف في بيانها عن أي طراز جديد من الطائرات المسيرة. كما اكتفت منتصف الأسبوع الجاري وعقب تنفيذ سلاح الجو التابع لحكومة صنعاء عملية استهداف «أرامكو» في الرياض بالإعلان عن طراز جديد من الطائرات «المسيرة» بعيدة المدى والتي حملت «صماد 2» من دون ذكر تفاصيل أخرى.
ذلك الإعلان أثار عدة تساؤلات عن الطراز الأول من الطائرات المسيرة بعيدة المدى وهو «صماد1» وعن سبب عدم الكشف عنها وهو ما فتح باب الاحتمالات والتوقعات بشأن الطراز الأول من منظومة طائرات «صماد» فهناك من أكد أن طائرة «صماد 1» دشنت في الخامس من يوليو الجاري باستهداف مقر قيادة تحالف العدوان في عدن وفريق آخر توقع أن يكون هذا النوع من الطائرات يحمل مفاجأة قد تتجاوز الرياض إلى أبو ظبي.
إلا أن مصدراً عسكرياً أكد أن الكثير من التفاصيل ستعلن في وقت لاحق مشيراً إلى أن هناك عدة مفاجئات ستكشفها القوات الجوية بصنعاء عما قريب حول المديات والطرازات والتطور الكبير الذي تحقق في مجال تطوير الطائرات «المسيرة»، أكانت الاستطلاعية أو الهجومية وعن قدراتها التدميرية. ولفت المصدر الإنتباه إلى أن «طائرة صماد 2 بعيدة المدى كشفت عن نجاحها في تحييد المنظومة الأميركية المتطورة (باتريوت) وهو ما يجعل السعودية والإمارات تفقدان جزءاً من ترسانتهما» مؤكداً أن «سلاح الطائرات المسيّرة يرسم معادلة ردع استراتيجية في الصراع».
تدشين «صماد2»
وحول العمليات العسكرية التي تنفذها الطائرات المسيرة مؤخراً في جبهات الداخل وعملية استهداف «أرامكو» السعودية من على بعد قرابة 1000 كيلو متر أكد العميد عبد الله الجفري المتحدث الرسمي للقوات الجوية اليمنية أن «تلك العمليات التي ينفذها الطيران المسير تتم وفق عملية رصد دقيقة وعبر أجهزة بسيطة لا يتجاوز سعرها الألف دولار وأكد أن الطائرات المسيرة تصيب أهدافها بدقة عالية كون تلك العمليات تنفذ بعد جمع المعلومات الاستخبارية عن المواقع المستهدفة».
وحول التحذيرات التي كررتها صنعاء أكد العميد الجفري أن «الأيام القادمة ستثبت أن التحذيرات الصادرة من القوات الجوية اليمنية إلى الشركات الأجنبية العاملة في الموانئ والمطارات وفي القطاعات النفطية في السعودية والإمارات ستنفذ على أرض الواقع ولذلك حرصاً منا على عدم تضرر تلك الشركات والعاملين فيها أصدرنا هذا التحذير» وأشار إلى أن «استهداف مصفاة شركة ارامكو شرق الرياض تجربة أولية وتدشين لمنظومة الطيران المسير بعيد المدى (صماد 2)» متوعداً أن «تكون العمليات القادمة مؤلمة ومفاجئة».
خبرات يمنية
برغم اعتراف تحالف العدوان بالطائرات «المسيرة» أكثر من مرة إلا أنه لم يوجه الاتهام لإيران بتهريب ذلك النوع من الطائرات التي نفذت خلال الفترة الممتدة بين إبريل ويوليو الجاري أكثر من 23 عملية في جبهات الداخل منها أكثر من 10 عمليات استهدفت تعزيزات عسكرية ومنظومة الاتصالات التابعة لـتحالف العدوان في الساحل الغربي وفقاً لمصدر عسكري وطالت عملياتها معسكر اللبنات في الجوف والقصر الجمهوري في مأرب يوم أمس وكذلك استهداف مطاري أبها وعسير السعوديين.
عدم إتهام التحالف لإيران نابع من عدم أمتلاكها أي ذريعة يرفعها أمام المجتمع الدولي فتلك الطائرات المسيرة التي يقال إن صنعاء باتت تمتلك خط إنتاج منها هي محلية الصنع وبخبرات يمنية وهو ما أكده مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع بصنعاء العميد يحيى سريع والذي ألمح إلى أن «تلك الخبرات الوطنية كانت موجودة ولم تمنحها الأنظمة السابقة الدعم والتشجيع بل أقصتها وهمشتها واهملتها، فتم توظيف تلك الخبرات والابتكارات التوظيف الأمثل فكانت النتائج مثل هذه الابداعات وغيرها وما سيتم الإعلان عنه مستقبلا».
طائرات «صماد»
كان لرئيس المجلس السياسي السابق الشهيد صالح الصماد الفضل في الإهتمام بهذا النوع من السلاح الجوي فالشهيد الصماد أول من افتتح معرض الطائرات «المسيرة» في العاصمة صنعاء في 26 من فبراير عام 2017م وكشف الستار عن أربع نماذج أولية من الطائرات اليمنية المسيرة والتي تؤدي الأغراض القتالية والاستطلاعية وأعمال المسح والتقييم. ومن تلك النماذج «راصد 1» و«قاصف1» والتي تحمل رأساً متفجراً يزن 30 كيلو من المتفجرات شديدة الإنفجار.
الحديث عن امتلاك اليمن طائرات مسيرة قوبل في ذلك الحين بـالسخرية والتنذر من قبل الموالين لـتحالف العدوان إلا أن الأيام أثبتت أن تلك الطائرات «المسيرة» التي تعمل البعض منها بمادة البنزين ليست مزحة. يشار إلى أن معظم هذه الطائرات تنفجر أثناء تنفيذ العملية ولا صحة للأخبار التي تتردد عن إسقاطها بين الفينة والأخرى.
المزيد في هذا القسم:
- الإمارات تقرع طبول الحرب في حضرموت وإستدعاء تنظيم القاعدة إلى أبين! المرصاد نت - متابعات بدأت التحضيرات الإماراتية للسيطرة على وادي حضرموت بالقوة العسكرية وطرد قوات موالية للرئيس هادي ونائبة على محسن الأحمر فبعد تهديدات رئيس ا...
- السامعي يكشف جانب من فساد سلطة صنعاء .. نافذ واحد يتولي 70 منصب! المرصاد نت - متابعات هاجم عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء سلطان السامعي مدير مكتب الرئاسة أحمد حامد و اتهمه بتولي 70 منصب. و أشار السامعي في مداخلة مع قناة ...
- رايتس ووتش تطالب بتحقيق حول غارات نفذها تحالف العدوان على اليمن المرصاد نت - متابعات طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم الإثنين بتحقيق مستقل حول عمليات قصف نفذها تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في عدوانها ع...
- بجهود اللجان الثورية .. ايرادات الضرائب تحقق اعلى ايرادات في تاريخها . على الرغم من الظروف الاستثنائية اقتصاديا الا انه وبفضل اللجان الثورية الرقابية تمكنت مصلحة الضرائب من تحصيل اعلى ايرادات ضريبية في تاريخها... سابقة جديدة تحسب ل...
- قوات مارينز أمريكية وفرق من الـ C.I.A في ميناء الضبة النفطي ومطار الريان المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر خاصة في محافظة حضرموت عن اعتزام قوات تحالف العدوان السعودي الامريكي القيام ببناء عدة منشئات في الجهة المقابلة للساحل والجهة ال...
- أبرز التطورات السياسية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات رحّب وزير الخارجية هشام شرف عبد الله بالوساطة الباكستانية لإنهاء الحرب على اليمن وأكد هشام شرف أن اليمنيين مستعدون للجلوس معاً بهدف التوص...
- غراندي تزور الحديدة وتؤكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية! المرصاد نت - متابعات أطلعت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي على الأوضاع بميناء الحديدة وآثار الدمار الذي خلفه قصف طيران تحالف العدوان على البنية ال...
- مضاعفة الحصار عبر استهداف ميناء الحديدة: توحُّـشٌ ضد الإنسان في اليمن! المرصاد نت - عبدُالحميد الغرباني 400 صنف من المواد ممنوعة من الدخول إلى اليمن من بينها بعض الأدوية في الطريق إلى خنق اليمن وتكثيف تبعات الحرب على الي...
- لماذا خلعت الحالمة ' تعز ' ثوب الثقافة لترتدي قميص الارهاب؟ المرصاد نت - مصطفى المغربي هذا الموضوع (التساؤل) يساور عقول ألأغلبية الساحقة من ابناء الحالمة على وجه الخصوص وابناء اليمن قاطبة بصفة عامة ولا أجابة على ذلك ال...
- السياسي الدكتور ناصر العرجلي: وحدة الجبهات الوطنية لتحقيق الاستقلال دليل على وحدةالهدف و... حوار / أسماء حيدر البزاز الصراعات أهدرت النضالات الثورية ويجب على القوى السياسية ردم الماضي وإعادة رؤيتها المستقبلية ينبغي على اليمنيين الاستفادة من ال...