السياسي الدكتور ناصر العرجلي: وحدة الجبهات الوطنية لتحقيق الاستقلال دليل على وحدةالهدف والنضال المشترك

 

naserargli-حوار / أسماء حيدر البزاز
الصراعات أهدرت النضالات الثورية ويجب على القوى السياسية ردم الماضي وإعادة رؤيتها المستقبلية
ينبغي على اليمنيين الاستفادة من الإجماع الدولي لتحقيق مشروعهم الحضاري ومستقبلهم الاتحادي
الدكتور ناصر يحيى صال العرجلي _ رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ومستشار محافظة عمران, واستشاري الصندوق الاجتماعي للتنمية, تحدث للثورة عن وحدة الجبهات الوطنية المناضلة ضد الاستعمار البريطاني الغاشم لتحقيق الاستقلال , وعن دور الأحزاب والقيادات المجتمعية في الحفاظ على المكاسب الثورية والتاريخية لنضالات شعبنا وأن عليها أن تراجع كل سياساتها المستقبلية وتحل محلها وأن تتحرر من الماضي بكل سوداويته وتشرع في الالتحام مع مطالب جماهير اليمن لفتح صفحة يمنية خالصة نقية بيضاء ..

● عيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر .. كيف تقرأون قيمه الوطنية والإنسانية والوحدوية ؟
عيد الاستقلال الوطني هو تجسيد لمضامين الوحدة الوطنية وقد انعكس ذلك في الأهداف التي أعلنها ثوار التحرر بجعل إعادة لحمة هذا الشعب في طليعة أولوياتهم. نعم عيد الاستقلال مثل أول بذور المدنية باليمن والتحررية والعدالة الاجتماعية التي سعى ثوارنا لتحقيقها . والتحمت في ذلك كل مكونات المجتمع وفعالياته من نقابات عمالية واتحادات وجمعيات الفلاحين ومنظمات ثقافية واتحادات أدباء وقادة مجتمعيين وقبليين وجمعيات نسوية تفجرت بوجه المستعمر البغيض, وكان شعبنا مصدر حضاريتها ومدنيتها ذلك الشعب الذي يفتخر بجذور حضارته وعراقته منذ آلاف السنين .
●وحدة جبهات النضال .. أبعاد ذلك حاضراً ومستقبلا ؟
بالنسبة لوحدة الجبهات المناضلة لتحقيق الاستقلال ذلك يعكس عدالة القضية التي انطلق من اجلها شعبنا وأجماعه على مشروعيتها وتناغم وانسجام كل مكونات شعبنا نحو طموحهم المشترك وقاسمهم الجمعي في بناء وطن يتسع للجميع يقوده رجالاته الذين يحملون حلما ومشروعا طموحا واحداً وذلك أيضا يعكس مستوى النضج الوطني لدى ثوار هذا الشعب العظيم وإيمانهم بوحدة التاريخ والمستقبل والمصير.
● أتتفق مع من يقول أن الصراعات السياسية أهدرت النضالات الثورية ومنجزاتها ؟
ذلك المحافظة على منجزات ثورته أرى أن شعبنا خاض من أجل نضالات طويلة فبعد رحيل المستعمر من على الأرض بجيشه واحتلاله المباشر حاول خلال السنوات التي تلت حركة تحرر شعبنا حاولت القوى الأجنبية فرض هيمنتها وبطرق وأساليب مختلفة سواء استخباراتية أو التأثير على صانع القرار وصناعة أنظمة تنسجم مع مصالحها وتلبي رغبتها, وذلك باستخدام عدة وسائل كإثارة المشاكل الداخلية وتغذية الحروب الأهلية وضرب أي قوة أو توجه ينادي بالخلاص من ذلك ولكن بالأخير كان شعبنا بقواه وشبابه وقياداته هو الأقوى ودائما كما هو مسلم به - البقاء لإرادات الشعوب وليس للإرادات المفروضة من الخارج والتي تحاول فرض أجندتها, وفعلا انتصر شعبنا وامتلك قراره وتجسد أخيرا باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي صنع بإرادة يمنية خالصة بامتياز وكذلك الانتصارات الخارقة في وجه جماعات العنف والتخريب والإرهاب وبإرادة يمنية خالصة أيضا في طريق الحفاظ على منجزات ثوراته التاريخية .
● وسائل الإعلام المختلفة هل ترى بأنها خدمت الوضع الراهن ؟
بالنسبة للإعلام الوطني بكل أشكاله الرسمية والحزبية وبشتي وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة أرى أنه لازال يمارس نفس هواية أربابه ومن يقف خلفه ومن يموله, وأجندة تلك القوى التي تعلم أن شعبنا قد ملها وتشبع من أكاذيبها المتواصلة دون كلل أو ملل وأنها أن لم تباشر فورا في تغيير سياستها الإعلامية وبشكل فوري فإنها ستحكم على نفسها بالنهاية والعزلة, وأنصحها أن تلتحم وتتعمق بمعاناة ومطالب شعبنا اليومية
● اتفاق السلم والشراكة .. هل هو المخرج الصحيح من حالة الصراع والاقتتال إلى الدولة الاتحادية المنشودة ؟
اتفاق السلم والشراكة صناعة يمنية بامتياز أجمعت عليه كل القوى الوطنية, ونرى في بنوده طريق وحيد ومهمة للعبور لبر الأمان لشعبنا العظيم ونأمل من كل القوى الوطنية التمسك به نصا ومضمونا, وأن كنا قد لاحظنا بعض الاختراقات لبعض بنوده فيما يتعلق بتعيين بعض الشخصيات ذات التاريخ المتخم بملفات الفساد ببعض المواقع السيادية والتي كانت سببا في معاناة شعبنا خلال الفترة السابقة, ولكن لازلنا نأمل في مراجعة ذلك كون شعبنا يراقب كل تلك الخطوات ويعرف اللحظة التي يمكن له أن يتدخل فيها للحفاظ على ذلك وإعادة الأمور لنصابها.
●الأحزاب السياسية .. أداة بناء أم هدم للتحولات التاريخية المشهودة ؟
بداية على الأحزاب والقوى المجتمعية والسياسية في البلاد أن تدرك أن شعبنا الآن أصبح يعي ويراقب كل تصرفاتها ويحكم عليها ولا يمكن أن تنطلي عليه المغالطات والمشاريع اللا وطنية إطلاقا وأن عليها أن تراجع كل سياستها المستقبلية وتحل محلها وأن تتحرر من الماضي بكل سوداويته وتشرع في الالتحام مع مطالب جماهير اليمن لفتح صفحة يمنية خالصة نقية بيضاء لا تشوبها أي ملوثات وأن تبني كل أنشطتها المستقبلية بما ينسجم مع طموحات شعبنا وتحقيق متطلباته والحفاظ علي ثوابته الوطنية, وأن تتخلص من نزعات المشاريع الخارجية وتسلط قوى النفوذ ونزواتها الأنانية ومشاريعها التخريبية وزرع الأحقاد ومشاعر التفرقة وإن لم تستوعب كل الدروس الماضية فإنها تحكم على نفسها بالموت السريري الذي يجعلها جزءاً من التاريخ والماضي وتصير إلى مزبلة التاريخ .
●هل استفاد اليمنيون من الإجماع الدولي نحو مستقبلهم الاتحادي ومشروعهم الحضاري ؟
بالنسبة لإجماع المجتمع الدولي أعتقد أن أي قوة في العالم لن تستطيع فرض إرادتها على شعب يمتلك مشروع تحرري وأن بقي ذلك مؤقتا لكن الواقع الطبيعي هو زوال ذلك ما يقرره الشعب اليمني هو الصحيح وأن حاولت عرقلت ذلك فإنها تعرف أنها ستبوء بالفشل الذريع وما هو مسلم به أنه بالدرجة الأولى ترجع الأهمية للإجماع والوحدة الداخلية وإزالة عوامل الفرقة والانقسام والتبعية والعمالة ثم تأتي أهمية العوامل الخارجية وفعلا اليمنيون استفادوا من ذلك الإجماع إلى حد ما .
قضايا المواطن
● ما هي رسالتكم لحكومة السلم والشراكة الوطنية ؟
أن يكونوا على تفاعل دائم مع الأحداث على طول الساحة الوطنية ونأمل منهم المزيد من التعمق بواقع وقضايا المواطن وما يعانيه من صعوبات ومشاكل متصلة بواقعه المعيشي سواء في الجانب الخدمي أو قضايا الفساد وكل ما يتصل بأداء الوظيفة العامة بكل مستوياتها وأن لا تكتفي وتقتصر على العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات بل نأمل منها النزول للمديريات وتفرعاتها من إدارات وعزل وقرى وذلك سيكون له أثر كبير في إبراز كثير من معاناة المواطن وهو ما نأمله من كل وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والمستقلة بدلا من إشغال نفسها بمهاترات ومناكفات لا تسمن ولا تغني من جوع .
تحديات وصعوبات
● التحديات التي تعيق اليمنيين عن تحقيق دولتهم المنشودة إجمالا ؟
لا أستطيع القول أن أي قوة أو زعامات ترى أن بناء دولة ذات مدنية تحقق طموحات كل اليمنيين بلا استثناء وإرساء دعائم العدالة والحرية والتخلص من الهيمنة لأي سلطة لا تستمد شرعيتها من جذور هذا الشعب العظيم تسعىلعرقلة ذلك الحلم المنشود لكل اليمنيين ونود التأكيد أن شعبنا, بدأ في وضع يده على موقع الجرح وفي طريقه للخلاص من كل تلك العقبات والمعرقلات التي عانى منها شعبنا لعقود طويلة وهذا يعطينا شعورا قويا بالتفاؤل ببدء بناء أولى لبنات الحلم الوطني المنشود, وهو بناء وطن يتسع للجميع يتحقق فيه مبدأ الشراكة الوطنية الحقة في السلطة والثروة وصناعة القرار وعلى مختلف مستويات الدولة وتسود فيه قيم العدالة الاجتماعية والخلاص من مراكز النفوذ والإقطاع التي عانى منها شعبنا زمنا طويلا وشكلت عائقا كبيرا في طريق بناء الدولة اليمنية التي نطمح لها جميعا.
السيادة الوطنية
●كلمة أخيرة لكم دكتور ناصر؟
رسالة تهنئة لشعبنا بذكرى الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر ونشد على أيديهم للانطلاق نحو مرحلة البناء والتنمية لأن التاريخ لا يرحم وأن عليهم اليقظة والحذر والتنبه لأصحاب المشاريع الأنانية الضيقة المدعمة بأموال الخارج الذي يسعى لفرض أجندته علي حساب مصالح شعبنا وأن علينا الوقوف صفا واحدا لتفويت الفرصة على كل من يحاول زعزعة وحدتنا بوضعية لا تسمح لنا بالامتلاك الكامل للقرار والسيادة الوطنية فلقد عانينا بما فيه الكفاية والشكر والتحية لصانعي هذا الحدث الوطني وكل الأحداث التي تمخض عنها خلاص شعبنا من التبعية والهيمنة والخنوع للأجنبي والرحمة لشهداء هذا الوطن الأبرار التحية للمخلصين لهذا التراب الطاهر وعلى مختلف الساحة اليمنية.

"نقلا عن الثورة"

 

المزيد في هذا القسم: