ما هي التنازلات المطلوبة من اليمن في مشاورات السويد ؟

المرصاد نت - متابعات

لا تبدو المؤشرات الأولية الصادرة عن الأمم المتحدة مبشرة لإنهاء الأزمة في اليمن فقد أعتبر المبعوث الأممي مارتن غريفيت في مؤتمر صحفي عقده أمس في استكهولم أن "المشاورات ستناقش San Souid2018.12.6خفض العنف وفتح مطار صنعاء وإيصال المساعدات الإنسانية والتحديات الاقتصادية" ولم ينسى غريفيت أن يبدي عدم تفاؤله من مشاورات السويد لكنه قال أنه يطمح في التوصل إلى حل سياسي.

ويرى عدد من المراقبين أن الأمم المتحدة قفزت على كثير من الحقائق والمبادئ القانونية الدولية في مساعيها لايقاف الحرب وذلك من خلال منح التحالف وسائل للضغط بالتجويع والحرب الاقتصادية ضد اليمن خارج القانون الدولي والتي يفترض أن تقوم الأمم المتحدة بإيقافها وتطبيق القانون الدولي تهيئة لأجواء المفاوضات.

ان انتهاك القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية التي يرتكبها تحالف العدوان مسألة تخص الأمم المتحدة التي يفترض انها الحامية للقوانين الدولية والانسانية بينما تخص المفاوضات الاطراف المتنازعة والتي يفترض أن يكون نزاعها مراعياً لمبادئ القانون الدولي بحماية المدنيين من القصف والتجويع ومحاسبة كل من يتجاوز القوانين والاعراف الدولية.

وإذاً هل المطلوب من وفد صنعاء أن يفاوض لتنفيذ القانون الدولي وعليه أن يفاوض من بهذا الخصوص؟ وماهي التنازلات التي يجب أن تقدمها اليمن من اجل تنفيذ القانون الدولي؟
لا يمكن للأمم المتحدة أن تمن على شعب اليمن بأن مساعيها فيما يخص الملف الانساني يمكن أن تخضع للمفاوضات بين اطراف النزاع  بعد أن منحت طرف التحالف تخويلاً بمخالفة القانون الدولي للضغط على اليمن بالتجويع والحرب الاقتصادية .

 وقد سبق للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالعقوبات الدولية وحقوق الإنسان ادريس جزائري أن صرح  في ابريل العام الماضي "بضرورة رفع الحصار المفروض على اليمن على الفور" واصفا الحصار بأنه فعل قسري غير قانوني أحادي الجانب وفق القانون الدولي.

بينما تحدث تقرير لجنة الخبراء المكلف بالتحقيق حول انتهاكات حقوق الانسان الصادر في الـ28 من اغسطس الماضي  بالقول أن القيود المفروضة في حصار اليمن تشكل إنتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني كما اتهم تقرير صادر في نوفمبر 2017 عن لجنة الخبراء الأممية المشكلة بموجب قرار مجلس الأمن 2342 دول  تحالف العدوان  بـ"استخدام التجويع كوسيلة حرب عقب اغلاق المنافذ البحرية و البرية اليمنية.
 
من جهته قال خبير تاريخ المجاعات الأمريكي اليكس دي وال في  حوار نشرته مجلة "أمريكان كونسيرفيتف" الأمريكية الأسبوع الماضي أنه رفع دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد بتهمة أستخدام التجويع الجماعي كسلاح في الحرب على اليمن ويجب محاكمتهما كمجرمي حرب على حد تعبير الخبير "دي وال".

لكن رغم كل هذه الحقائق إلا أن الأمم المتحدة تصر على تجاهلها في مشاورات ايقاف العدوان والحرب الأمر الذي يمكن على أساسه توجيه سؤال جوهري للأمم المتحدة والمبعوث الأممي؟ منذ متى كان قتل الشعوب بالتجويع أمراً مسموحاً في القانون الدولي؟ ولماذا لا تقوم الأمم المتحدة بمسئولياتها بإنهاء التجويع والحرب الاقتصادية التي يمارسها التحالف ضد شعب اليمن من اجل تهيئة أجواء حقيقية للمفاوضات.

الصحافة السويدية تقلل سقف التوقعات
ينخفض سقف التوقعات في مخرجات مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية بعد أربعة أعوام من الحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي على اليمن بذريعة إعادة ماتسمي بالشرعية والتي خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

الصحافة السويدية التي تغطي مجريات المشاورات قالت: بداية يجب أن ندرك أن الأمم المتحدة تتحدث عن مشاورات وليس مفاوضات وفي أفضل الأحوال سيتوصل الطرفان إلى خطوات رمزية كتبادل المعتقلين وربما إطار لمفاوضات مستقبلية.

وعن احتمال التوصل لسلام حقيقي في اليمن قالت مراسلة التلفزيون السويدي ماريا نوردستراند: ما يرجح الوصول إليه هو تبادل معتقلين وأسرى وبعض التحويلات المالية وربما أهم شيء أن يصبح بمقدور الطرفين التواصل وإلا فإننا سنكون أمام استمرار الحرب حيث يجوع الشعب اليمني حتى الموت قبل أن ينتصر طرف من الأطراف.

وشرحت القناة السويدية الواقع اليمني منذ 2015: حين تدخلت السعودية بالتعاون مع الإمارات ودول أخرى لقصف اليمن شارحة الأثمان التي دفعها الشعب اليمني ومنبهة إلى أن الآلاف قتلوا والملايين نزحوا ونجمت عن الحرب كارثة دوائية وغذائية حيث تقدر الأمم المتحدة عدد الجوعى في اليمن بـ14 مليون إنسان.

وقالت صحيفة داغسنيوهتر: أن المجتمع المدني اليمني يرى الآن في هذه المشاورات فرصة ورسالة لليمنيين مفادها أن كارثة بلدهم لم تعد منسية مضيفة: هذه خطوة جيدة وإن كانت لن تنهي الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام والإيجابية الوحيدة أن الطرفين أرسلا وفدين وهي المرة الأولى ربما التي يجري فيها حديث عن تسوية تشمل عدد كبير من المعتقلين لدى الطرفين لهذا ربما يكون أكبر إنجاز هو تبادل أسرى.

 

المزيد في هذا القسم: