أطباء بلا حدود: حكومة “هادي” نهبت الكثير من الأموال والمساعدات!

المرصاد نت - متابعات

عانت الكثير من الأسر في مختلف المحافظات اليمنية خلال السنوات الأربع الماضية من العديد من الأمراض جرّاء الحصار المُطبق عليهم من قِبل تحالف العدوان ومرتزقته الأمر Alyemenenii2019.4.18الذي أدّى إلى ازدياد عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء وانعدام الدواء في ظل إمعان دول العدوان بتأزيم الأوضاع الإنسانية في اليمن.

وحول هذا السياق حمّلت العديد من المنظمات الدولية دول تحالف العدوان السعودي المسؤولية الكاملة عن الوضع الكارثي وتدهور الخدمات الصحية في العديد من المحافظات اليمنية. وأوضحت تلك المنظمات بأن استمرار العدوان وحصاره الجائر على الموانئ الجوية والبحرية اليمنية أدّى إلى تردي الأوضاع الصحية وزاد من معاناة المئات من المرضى اليمنيين جراء انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأكدت تلك المنظمات على مسؤولية تحالف العدوان عن الوضع الصحي المأساوي في اليمن داعية إلى التحرك الجاد لإنقاذ المرضى من خلال السماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية أو إخراج المرضى للعلاج في مستشفيات الخارج.

وفي سياق متصل وصفت “يانا براند” ممثلة منظمة أطباء بلا حدود الوضع المروّع الذي يعيش فيه معظم أبناء الشعب اليمني ولا سيما في القطاع الصحي قائلة: “لقد انتشرت العديد من الأوبئة في جميع أنحاء البلاد، بسبب سوء الوضع الصحي ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية. واشارت في تصريحها لصحيفة “فرانكفورتر فيرتشو” الألمانية الى أن الأوضاع الصحية في اليمن شهدت بعد أكثر من أربع سنوات من الحصار الجائر تدهوراً كبيراً، وذلك بسبب قلة الأدوية وقلة عدد القوى العاملة النشطة في القطاع الصحي وذلك بسبب عدم دفع الرواتب للكثير منهم منذ عام 2016م ولهذا السبب أصبحت الظروف المعيشية لمعظم الناس أكثر صعوبة يوماً بعد يوم”.

وأضافت “براند”: “الناس ليس لديهم ما يكفي من الأموال لدفع تكاليف السفر ولا يمكنهم تحمّل تكاليف العلاج والخدمات الصحية وبسبب الحرب الدائرة في اليمن أصبحت البنية التحتية الصحية مدمرة وهذا الأمر أثّر بشكل كبير على حياة الناس في هذا البلد الفقير”.

وفي سياق متصل ذكر الناطق باسم وزارة الصحة “يوسف الحاضري” بأن القطاع الصحي في البلاد يعاني منذ 4 أعوام عجزاً كبيراً في توفير أدنى مقومات الرعاية الصحية مع انتشار الكثير من الأمراض الفتاكة ما دفع بالأطباء إلى تحويل المرضى للعلاج خارج البلاد. وأكد “الحاضري” على أن الكثير من المراكز الصحية والمستشفيات في معظم محافظات الجمهورية توقّفت عن العمل بسبب تدميرها من قبل مقاتلات تحالف العدوان السعودي الأمريكي حيث أن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن أصبح كارثياً بسبب العدوان والحصار”.

وفيما يتعلق بموضوع مكافحة انتشار مرض الكوليرا في عدد من مناطق اليمن قالت “براند”: “بشكل عام تلعب مياه الشرب دوراً رئيساً في مكافحة انتشار مرض الكوليرا وإذا لم يتم توفيرها فإن الوباء سينتشر بشكل مخيف… لقد تم تدمير العديد من البنى التحتية للمرافق الصحية وبالتالي فإنها لا تعمل بشكل جيد في وقتنا الحالي وعدد من المستشفيات والمراكز الصحية المحلية أصحبت مغلقة لقد قامت السعودية بتدمير الكثير من المباني والمراكز الصحية وهذا الأمر زاد الأوضاع سوءاً… في الوقت الحالي لدينا مستشفى واحد فقط نقدم فيه الدواء بشكل مجاني للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل من الطبيعي أننا نقوم بجلب الكثير من المرضى، لكننا بحاجة إلى الكثير من المستلزمات الطبية أكثر مما تتخيل… لدينا حوالي 100 من الأطباء الأجانب في اليمن يعملون إلى جانب حوالي 2200 متعاون يمني وعلى الرغم من أن هذا العدد كبير إلا أننا لا يمكننا تلبية جميع الاحتياجات الطبية”.

وخلصت “براند” في نهاية حديثها إلى القول: “أعتقد أنه بعدما تم عقد العديد من محادثات السلام الخاصة بالحرب في اليمن أصبحت اليمن الشغل الشاغل للعديد من وسائل الإعلام العربية والغربية لأكثر من بضعة أشهر إلا أن قضية القحط وتفشي الأمراض لم يتم علاجهما.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ماذا سيحدث بعد الحرب؟ لقد دخلت الكثير من الأموال إلى اليمن على شكل مساعدات إنسانية لكن ما نراه هو أن الجهات الفاعلة المحلية التابعة لحكومة “هادي” قد نهبت الكثير من هذه الأموال والمساعدات وبوصفنا أطباء بلا حدود نأمل أن يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات مع المانحين الدوليين لتأمين إيصال هذه المساعدات إلى المحتاجين. هناك احتياجات كبيرة يحتاجها اليمن … وهناك نقص في جميع المجالات.

لقد أثّرت الاحتياجات الصحية على الظروف المعيشية لجميع سكان اليمن ولهذا فإننا نؤكد هنا بأنه في المرحلة الأولى يجب تحقيق السلام ويجب توقف الغارات الجوية السعودية وتنفيذ محادثات السلام بين جميع الأطراف اليمنية لكي تتحسن الأوضاع الصحية والمعيشية للشعب اليمني”.

أوكسفام: 195 ألف حالة يشتبه إصابتها بالكوليرا في اليمن خلال 2019

إلى ذلك قالت منظمة أوكسفام الإنسانية الدولية الخميس 18 ابريل/نيسان 2019م إنه تم رصد 195 ألف حالة يشتبه إصابتها بالكوليرا في اليمن خلال العام 2019م وحذرت أوكسفام في بيان لها من مغبة عودة ارتفاع ما هو بالفعل أسوأ تفشٍّ للكوليرا بالعالم في الوقت الذي تعاني فيه المنظمات الإغاثية باليمن من صعوبة الوصول إلى قرابة 40 ألف شخص يشتبه في إصابتهم بالمرض.

وأضاف البيان أنه تزايد بالفعل عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا ومن المحتمل أن يُفاقم موسم الأمطار الوشيك بانتشار المرض وذلك بسبب الفيضانات وتلوث مصادر المياه.

ولفت البيان إلى أنه قد توفي أكثر من ثلاثة آلاف شخص مُنذ بدء تفشي المرض عام 2016م ونقل البيان عن محسن صدّيقي، مدير مكتب أوكسفام في اليمن، قوله إن الشعب اليمني قد عانى بالفعل من أسوأ انتشار للكوليرا في التاريخ خلال أكثر من أربع سنوات من الحرب، بالإضافة إلى انهيار الاقتصاد الوطني.
 
وأضاف أن السماح لهذا المرض بالانتشار في جميع أنحاء البلاد مرة أخرى سيتسبب في المزيد من الوفيات، الأمر الذي يعد وصمة عار على جبين الإنسانية. وشدد على أن المجتمع الدولي يحتاج بشكل عاجل إلى ضمان وصول آمن وسليم دون أية عوائق للمساعدات الإنسانية وذلك حتى يتسنى الوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
 
وأردف “باتت الصعوبات التي أدت الى تأخير وصول المساعدات، تُهدد حياة أكثر من مليون يمني قد استنزفتهم بالفعل أربعة سنوات من الحرب. وأفاد البيان نفسه أنه يشتبه في إصابة حوالي 195 ألف شخص بهذا المرض لهذا العام وحده وهذا مؤشر خطير جدا.
 
و”الكوليرا” مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة. ويعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور حاد جراء الصراع المتفاقم الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.

المزيد في هذا القسم: