هل تنجح المهرة اليمنية في كبح جماح البعير السعودي؟

المرصاد نت - متابعات

خلال اجتماع عُقد في محافظة المهرة وعد عبدالله عيسى بن عفرار نجل آخر سلاطين المهرة أعضاء مجلسه المعروف بـ"مجلس أبناء سقطرى والمهرة" بمكافأة تصل إلى مليون ريال عماني هذا ALmahreaa2018.12.16الاجتماع جاء بالتزامن مع بدء السعودية نقل معدات خاصة بشق خط أنبوب للنفط بطول ألف كيلو متر عبر أراضي المحافظة وتشييد ميناء للنفط على سواحلها المحاذية لعمان كما أنه يأتي في وقت أعلنت فيه لجنة الاعتصام المناوئة للخطط السعودية مرحلة جديدة من التصعيد مشيرة في بيان لها إلى مواصلة قياداتها عقد اللقاءات المكثفة والاجتماعات لحشد الأهالي لمواجهة "الاحتلال السعودي".

بن عفرار العائد لتوه من مسقط التي حصل منها قبل عام على الجنسية العمانية بمعية عدد من أقربائه انضم إلى ساحة الاعتصام في المهرة وتوعد بمجابهة أية تحركات سعودية يرى بأنها تتناقض مع "حُسن الجوار" كما بات اليوم أبرز قادة الاعتصامات التي تحتضنها مناطق مختلفة، وتشير مصادر محلية إلى أنه يتواصل مع شيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية في المهرة وسقطرى لحشد مظاهرات مناوئة للتحالف السعودي الإماراتي في المحافظتين اللتين يُراد إعلانهما إقليما واحداً بعيداً عن خطط التحالف لضمهما إلى سلطة حضرموت لكن قبل هذا كان بن عفرار رفض مغريات سعودية أبرزها التجنيس ومبالغ مالية أسوة بعدد من شيوخ القبائل في المحافظة.

نشاط بن عفرار لم يقتصر على التظاهر فقد سبق له وأن أعلن قبل أسبوع تخصيص أكثر من مائتي مليون ريال يمني لإعادة بناء ما دمره إعصار (لبان) الذي ضرب المحافظة مؤخراً ورفضت السعودية السماح لسلطنة عمان المشاركة في عمليات الإنقاذ أو حتى إعادة الإعمار بصورة تشير إلى أن الرياض قررت وضع يدها على المهرة وقطع أي أيادي أخرى تمتد لها وقد بدأت الرياض فعلياً الوصاية على هذه المحافظة التي من شأنها تخليص الرياض من كابوس إيران في مضيق هرمز ليس بعمليات التجنيد للأهالي وشراء ولائهم أو حتى بتعيين مسؤولين موالين لها بل أيضا بإرسال لجان فنية ومعدات حفر وبناء وصلت مساء السبت إلى مدينة الغيظة تحت مسمى إعادة الإعمار مع أن إعادة الإعمار كانت من المفترض أن تنطلق من عدن التي دمرت الحرب في 2015م بنيتها التحتية ولا تزال إلى اليوم تفتقر للخدمات الأساسية.

تكثيف السعودية تحركاتها على الساحل الشرقي يأتي في وقت دنت فيه الأطراف اليمنية من إبرام اتفاق سلام أو على الأقل تدويل الحرب في اليمن وقد حققت الرياض أهدافها في تمزيقه اجتماعيا ومذهبياً ومناطقياً، ناهيك عن مساعيها للاستفادة من حدة الصراع القائم لإبرام اتفاقية ترسيم جديد للحدود مع قرب انتهاء الاتفاقية السابقة نهاية الشهر الجاري وذلك قد يمكنها من ابتلاع أجزاء جديدة من الأراضي اليمنية ليس على الحدود الجنوبية حيث تصعد وتيرة القتال هناك بل أيضاً في الحدود الغربية لها وقد تمكنت قواتها من ابتلاع أكثر من 42 ألف كيلو متر في صحراء المهرة وحضرموت مقتربة أكثر من بحر العرب وما مدّ أنبوب النفط عبر المهرة والسيطرة على سواحلها إلا امتياز تقدمه الشرعية للرياض كثمن للحرب التي عنونتها الرياض بـ"إعادة الشرعية" مع أن جميع المؤشرات تدل على أن التحالف أسس قبل سنوات من الحرب في اليمن.

تستطيع السعودية فرض أية قرارات أو مشاريع على القوى السياسية في اليمن وهي الآن متحكمة بمجريات الوضع ولا سبيل لطرف لمعارضتها، لكن المهرة وحدها من لا يزال فيها من يقول للرياض لا، وقد شهدت مدن هذه المحافظة التي ظلت خلال سنوات الحرب بعيدة عن الصراع، تظاهرات واعتصامات لا تزال في ذروتها مع أن السعودية حاولت أكثر من مرة إرهاب المتظاهرين تارة بدفع قوات موالية لها باقتحام مخيمات الاعتصام في منطقة الأنفاق بالقوة وتارة أخرى بالاستعانة بجماعات سلفية تنشئ لها الرياض مركز ديني على حدود عمان غير أن استمرار الأهالي في معارضتهم للمشاريع السعودية منح قوى أخرى في الإقليم فرصة لاستغلال هذا الزخم الشعبي لمجابهة الرياض خلسة وهو ما يؤسس لصراع إقليمي طويل الأمد.

"اليقين أونلاين"

المزيد في هذا القسم: