هل سينجح الجنرال باتريك كاميرت في مهمته بالحديدة؟

المرصاد نت - متابعات

أعلن ستيفان دوغريك المتحدث بأسم الأمين العام للأمم المتحدة  خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء في نيويورك أن أنطونيو غوتيريش يرغب في نشر مراقبين أمميين لرصد اتفاق وقف إطلاق النار Camairt2018.12.19بالحديدة اليمنية "بأقرب وقت" وأضاف إن المراقبة التي يقودها كاميرت ستقع تحت سلطة جريفيث وأن العمل على التفاصيل اللوجستية والأمنية مستمر.واوضح ان هذه ليست مهمة لحفظ السلام ولن تكون مسلحة.

 دوغريك رد على سؤال لأحد الصحفيين بشأن مشروع قرار وزعته بريطانيا في وقت سابق أمس الثلاثاء على أعضاء مجلس الأمن ويقترح مشروع القرار أن يبادر المجلس بنشر مراقبين أممين في الحديدة (غرب البلاد) بناء على طلب الأمين العام قبل نهاية الشهر الجاري.

كما يدعو مشروع القرار أيضا إلى "عدم إعاقة تدفقات السلع التجارية والإنسانية"  ويدعو حكومة هادي إلى أن "تضخ بشكل أسرع العملة الأجنبية إلى اقتصاد البلاد" ويدين مشروع القرار الذي من المتوقع أن يتم التصويت عليه الأسبوع المقبل "الهجمات العشوائية ـ من الطرفين ـ والتي تستهدف المدنيين ويطلب من الأمين العام أن يوافي مجلس الأمن بتقرير أسبوعي عن الوضع في اليمن".

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ورود أنباء تفيد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار قال: "هذا أمر ليس مفاجئا لنا في هكذا صراع" وأضاف: "مما لا شك فيه يعمل المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث على أن يظل اتفاق وقف إطلاق النار متماسكا"وكشف دوغريك أن "المراقبين الأمميين الذين سيتم نشرهم في اليمن لن يكونوا بزي عسكري".

وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث تعيين الجنرال "باتريك كاميرت" رئيسًا لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة. وقال مارتن غريفيث إن الجنرال المتقاعد باتريك كاميرت وافق على قيادة بعثة المراقبة الأممية إلى الحديدة وأنه قد يصل إلى المنطقة في غضون أيام. ولكن من هو الجنرال الهولندي وهل سينجح في مهمته؟

الجنرال باتريك كاميرت من مواليد 11 أبريل 1950 وأمضى سنوات طويلة في مشاة البحرية الملكية الهولندية المتخصصة في عمليات حفظ السلام كما قاد قوة بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا أضافة إلى أنه عمل مستشارًا عسكريًا في إدارة عمليات حفظ السلام. وعمل كقائد لقوة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية كما كان مستشارًا عسكريًا للأمين العام للأمم المتحدة.

وفي 10 أكتوبر 2008 فاز كاميرت بجائزة كارنيجي والتر للسلام العالمي. وفي مطلع العام 2016 ترأس لجنة التحقيق بظروف الاشتباكات التي احتدمت في 17-18 فبراير 2016 في موقع حماية المدنيين ببعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في مالاكال وفي وقت لاحق من ذات العام كلفه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بتولّي تحقيق خاص مستقل في أحداث العنف التي وقعت في جوبا جنوب السودان.

كما عمل مستشارا عسكريا في قسم حفظ السلام بالأمم المتحدة وفي العام 2002 أصبح مستشارا عسكريا للأمين العام الأسبق كوفي عنان (الراحل). وبعد الهجوم على المقر الأممي في بغداد عام 2003 أصبح مسؤولا عن تطبيق توصيات تقرير الأخضر الإبراهيمي لحماية منشآت وموظفي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم وترأس عام 2006 أكبر عملية أممية لحفظ السلام في الكونغو.

وأثار تصريح غريفيث بتعيين كاميرت لقيادة بعثة المراقبة الأممية الى الحديدة موجة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفته بـ"قائد قوات حفظ السلام" الذي سيتسلم ميناء الحديدة ويشرف على وقف إطلاق النار.

وعبّر يمنيون عن مخاوفهم إزاء خطوة كهذه على أعتبار أن من شأنها إتاحة المجال للمزيد من التدويل للأزمة في اليمن. ورأى بعضهم أن تأمين خطوط الإمدادات عبر الحديدة التي تعد الشريان اليمني قد يطيل من أمد الحرب في الجبهات الأخرى الأقل أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي أو يرسّخ وضع الانقسام بتطبيع حدود السيطرة حالياً بين المحافظات والمناطق المختلفة ما لم تتزامن إجراءات الحديدة مع حلٍ شاملٍ وإجراءات تنفيذية تقود إلى إنهاء الحرب والعدوان السعودي.

 "لقد انفتح الباب على تدخل أطراف عديدة في الساحة اليمنية الملتهبة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه من الفشل والانتكاسات غير المبررة" وانتهز آخرون الفرصة وقالوا إن لجنة المراقبة هذه قد تكون تمهيداً لوصول قوات حفظ سلام دولية حقيقة.

من جهته قال عضو الوفد الوطني في مشاورات السويد عبد الملك العجري إن الجنرال الهولندي سيصل إلى اليمن لقيادة الفريق الأممي بالتنسيق مع اللجنة المشتركة من الطرفين التي شكلت خلال المشاورات (ثلاثة أعضاء من كل طرف). وأكد أنه لن يكون هناك أي قوات عسكرية على الأرض كما يجري الحديث عنه. وأضاف "إذا أتى الرجل ومعه مسدس سنأخذه منه.. الأمر مقتصر فقط على الإشراف".

في المقابل قال عضو وفد حكومة هادي في مشاورات السويد عسكر زعيل إنهم يرحبون بهذا الفريق الذي سترسله الأمم المتحدة ولفت إلى أن هذا الفريق بطبيعته سيكون مشكلا من العديد من الدول وفي معظمهم خبراء عسكريون ومهامهم ستكون المراقبة والإشراف على الانسحاب من المدينة ومينائها.

بالمحصلة .... فأن دخول قوات المراقبة الدولية - حتى إن لم يكن دورها في إطار مفهوم الأمن الخشن - يعني بلوغ الحرب مرحلة أخرى غير سابقتها دون توقف الحرب في مناطق أخرى وأن الدور الأممي تجاوز مرحلة الجدل في أروقة مجلس الأمن إلى مرحلة الوجود الفعلي على الأرض أيا كان شكل وطبيعة هذا الوجود. وأن استدعاء وجود تلك القوات مرتبط في الواقع بالاتفاقات التي وقع عليها بين طرفي الأزمة في السويد وبذلك فإن نجاح المفاوضات بالنسبة للبمعوث الأمي مهد سريعاً لوجودها وإرسالها. وعن حقيقة المخاوف التي يبديها اليمنيون إزاء هذه الخطوة فهي منطقية عندما يتم التفكير بما قد ينجم عن وجودها طويلا أو إخفاقها في مهمتها .

وفي الحالتين ثمة تداعيات سلبية كثيرة بقطع النظر عن إيجابيات وجودها في إحلال السلام ومن أبرز تلك المخاوف الممارسات غير السوية من قبل بعض أفراد هذه القوات لا سيما أن بعضهم من جنسيات وثقافات مختلفة". وأن وجودهم في مجتمع مسلم صارم في عاداته وتقاليده يطرح أسئلة كثيرة إضافة إلى أن تلك القوات عطلت عملياً أي تقدم في العملية السياسية وفتحت طريق المواجهة في العمق وهو ما قد يتسبب به أيضاً إخفاق الحل  وتعقيد للصراع وتزايد العنف.

وبناء على ذلك سيصبح اليمنيون أمام خيار أممي آخر في إطار مفهوم الأمن الخشن ولكن ليس عبر تحالف العدوان السعودي الإماراتي ولكن قد يكون عبر قوات متعددة الجنسيات وتحت مبرر حفظ السلام.

 

المزيد في هذا القسم: