المرصاد نت - صلاح السقلدي
يُقال إن «الطرف الأضعف في أية حرب يكون هو الطرف المنتصر في حال بقي موجوداً على الساحة حتى النهاية». هذا ما ينطبق اليوم تماماً على وضع الأطراف المتحاربة في اليمن. إن توقّف هذه الحرب -أو حتى تراجع حدتها- من دون تمكن الطرف الأقوى («التحالف» و«الشرعية») من حسمها عسكرياً بشكل كامل يمثّل خسارة لهذا الطرف وفشلاّ ذريعاً لأهدافه المعلنة والتي من أبرزها إعادة ماتسمي ب«الشرعية» الى صنعاء والقضاء على الطرف المسمى بـ«الإنقلابي» فضلاً عن نزع السلاح الثقيل من يده وطرده من المدن الرئيسية.
كذلك يمثل الأمر انتصاراً -ولو معنوياً- للطرف الآخر («الحوثيون وشركاءهم) بعدما تدحرج الهدف من «استعادة ماتسمي بالشرعية» إلى استعادة التحيتا ومطاحن الغلال فيما تقزم هدف دخول صنعاء إلى هدف دخول الدريهمي.
هذا هو شعور الخيبة المرير الذي يتملك طرف «التحالف السعودي» و«حكومة هادي» منذ توقيع اتفاق السويد قبل أيام وسيسعيان تحت وطأة هذا الشعور إلى إفشال هذا الاتفاق وكبح نجاحه ولكن بصورة غير مباشرة حتى لا يدخلا في مواجهة مع الأمم المتحدة والمحافل الحقوقية و مع المجتمع الدولي كله وهو الذي ضاق ذرعاً من طول هذه الحرب ومن تبعاتها المأساوية على الوضع المعيشي والحقوقي باليمن.
كما أن الفئة الطفيلية التي تقتات على هذه الحرب لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى مسارب أموالها تغلق بوجهها ومنابع إثرائها تجف شيئاً فشيئاً… وقد شاهدنا ذلك بجولات المشاورات السابقة وكيف استطاعت هذه الفئة أن تفشلها فعلاً ونشاهد اليوم نسخة مكررة منها منذ الساعات الأولى لاتفاق السويد الذي يتم تطبيقه عملياً على الأرض ليلة الإثنين\ الثلاثاء في الحديدة وتعز… فقد طفقتْ هذه الفئة الطفيلية بالتوازي مع أصوات ساخطة داخل «حكومة هادي» من التشكيك بفرص نجاح الاتفاق وتسعى حثيثاً لإجهاضه وتحميل الأطراف الأخرى المسؤولية في تناقض صارخ بالخطاب الإعلامي لـما تسمي ب«الشرعية» و«التحالف».
في الوقت الذي تؤكد «سلطة هادي» و«التحالف السعودي» -عبر أصوات داخلية - أن هذا الاتفاق تم بضغوط أممية وغربية مورست عليهما وأنهما اضطرا إلى تقديم تنازلات من دون أن يقدم الطرف الآخر أي منها وأن هذا الاتفاق «عمل تآمري» أتى لينقذ «الإنقلابيين» من هزيمة عسكرية محققة في الحُديدة فإننا في ذات الوقت نسمع من «التحالف» و«الشرعية» اتهامات بأن الطرف الآخر أي «أنصار الله» هو من يسعى لإفشاله!
وتجدر بنا الإشارة هنا إلى التأكيد بأنه ليس داخل «الشرعية» وحدها تقبع فئة وقوى تسعى لإطالة أمد هذه الحرب بل هناك قوى داخل الطرف الآخر (الحوثيين وشركائهم) تسعى بشتى الطرق لاستمرار هذه الحرب إلى أبعد مدى من الوقت ظناً منها أنّ هذه الحرب فرصة لاستنزاف السعودية والإمارات مالياً مادياً وبشرياً أيضاً - وبالذات على الجبهة الجنوبية السعودية - وتوريطاً خليجياً للإنغماس أكثر بالمستنقع اليمني العميق. كما ترى أنها فرصة لضرب السمعة الأخلاقية السعودية والإماراتية بالصميم أمام المجتمع الدولي وبالذات أمام الشعوب الإسلامية والمحافل الحقوقية والإنسانية العالمية.
على كل حال لم يعد قرار وقف هذه الحرب - ولا استمرارها - بيد من أطلقها ذات يوم ولم يعد قرار تنفيذ أو رفض اتفاق السويد رغبة خليجية أو يمنية بل مطلباً دولياً يصعب تجاوزه أو الالتفاف عليه، بعدما أطلقتْ الأصوات الحقوقية غير الحكومية صوتها بقوة بوجه أطراف الصراع وبوجه صفقات الأسلحة الأمريكية والأوروبية وبالتالي فإن أية محاولة للتلكؤ بتنفيذ الاتفاق ناهيك عن إجهاضه ستكون بمثابة إعلان حرب على الأمم المتحدة.
هذا الكلام يأتي وقد رمت الأمم المتحدة بكل ثقلها السياسي لإخراج ذلك الاتفاق إلى حيز الوجود وقد نرى بالأيام القليلة المقبلة قراراً أممياً ينسف ما قبله من قرارات ويغير من المعادلة السياسية ويخلط كل الأوراق فوق الطاولات. وقد يشكّل ملامح خارطة طريق للتسوية السياسية المقبلة شاءت الأطراف اليمنية والخليجية أو أبت وتنتهي معه ثنائية: «شرعية» و«انقلاب» وترتخي به قبضة «الشرعية» و«التحالف» المتمسكة بما يُعرف بمرجعيات الحل الثلاث التي ترفضها معظم الأطراف اليمنية بما فيها أطراف داخل «الشرعية» كـ«المؤتمر الشعبي العام» فصيل «الإمارات»، والطرف الجنوبي بالتأكيد…
التوجه الأممي الرافض للتمسك بحلول مهترئة وبمرجعيات وقرارات أممية تم إصدارها على غفلة من الزمن تحت سطوة وسحر المال الخليجي (عفى عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث) يتجلى بوضوح أمامنا من خلال خطابات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والإحاطات التي يقدمها مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إلى مجلس الأمن الدولي بين الحين والآخر.
المزيد في هذا القسم:
- الأمم المتحدة تدخل إمدادات طبية وغذائية منتهية الصلاحية إلى اليمن المرصاد نت - متابعات قال مصدر مطلع أن الأمم المتحدة أدخلت أدوية وإمدادات طبية منتهية الصلاحية إلى محافظة تعز جنوب غرب البلاد. وأوضح المصدر إن “المتحد...
- مساع بريطانية للإنفراد بملف اليمن ووضع حل على مقاسها في "الحديدة" المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة العرب اللندنية "إن بريطانيا تسعى إلى الانفراد بملف اليمن ووضع حل على مقاسها في الحديدة دون مراعاة تعقيدات الملف والأطراف الفاع...
- رئاسية عمران تقر مباشرة اللجان رفع الاستحداثات بدءا من اليوم وسفراء الدول العشر يباركون ال... عقدت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها، اجتماعا لها اليوم بحضور وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وبرئاسة رئيس اللجنة...
- ماذا حققت ثورة اليمنيين في 21 سبتمبر عام 2014 في تاريخ الشعوب ؟ المرصاد نت - متابعات صحيح أن ثورة اليمنيين في21 سبتمبر عام 2014 والتي قامت على أسس ومبادىء الحرية والكرامة ورفض التبعية والارتهان والوصاية الخارجية لا تختلف ع...
- حزب الإصلاح يفتح النار على السعودية وهادي... ثم يتراجع المرصاد نت - رشيد الحداد بدأ خلاف حزب الإصلاح مع الرياض والرئيس الفارهادي يخرج إلى الحيّز السياسي بعدما ظلّ حبيساً في الميدان وشنّ الحزب هجوماً على هادي وا...
- طيران العدو يقصف مناطق في الجوف واشتعال المعارك بجبهة تعز المرصاد نت - محافظات أفاد مصدر ميداني مساء اليوم الثلاثاء 14 يونيو/ حزيران 2016 أن غارات تشنها مقاتلات تحالف العدوان السعودي على منطقة الهيجة في المصلوب با...
- قوى دولية واقليمية تتداول مشروع تسوية سياسية لحل الأزمة اليمنية المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر سياسية مطلعة ان مشروع تسوية سياسية تدعمها قوى دولية يجري نقاشها على نطاق ضيق بين دبلوماسيين عرب و أجانب. وأوضحت أن التسوية...
- طيران العدوان يشن غارات هستيرية على صنعاء وعمران وصعدة المرصاد نت - متابعات شنت طائرات تحالف العدوان السعودي في الساعات الأولى الاثنين 24 يوليو / تموز 2017 غارات هستيريه مكثفه على محافظات (عمران وصنعاء وصعدة) ونال...
- الجسر الطبي .. تجارة أخرى بمعاناة اليمنيين! المرصاد نت - متابعات انطلقت ثاني رحلات "الجسر الأممي" لعلاج اليمنيين في الخارج، اليوم السبت من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان على أن تتبعها رحلتا...
- هادي والأحمر يستحوذون على 70 مليار ريال من إيرادات نفط اليمن المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر مطلعة أن حكومة هادي باعت كميات كبيرة من النفط الخام المستخرج من حقول المسيلة بحضرموت بقيمة تجاوزت عشرات المليارات من الريالات...