المرصاد نت - لقمان عبدالله
تعمل كل من السعودية والإمارات على تجويف اتفاقات السويد وإحباط مفاعيلها الأمنية والسياسية والإنسانية وذلك من خلال انتهاج أسلوب المراوغة والخداع والضبابية. ومن أجل تحقيق ما عجزت عنه عسكرياً وسياسياً، تستغلّ الدولتان عبر ماتسمي ب«الشرعية» الموالية لهما بعض الفقرات الملتبسة في نصوص الاتفاقات بهدف إرساء صياغة تلائم مشروعهما وإعادة الأمور إلى المربع الأول إما عبر إحداث تغييرات جذرية في فحوى التفاهمات وإما من خلال نسفها من أساسها.
وفي هذا السياق تأتي عودة المسؤولين الإماراتيين ـــ تحديداً ـــ إلى التلويح بالخيار العسكري في الحديدة علماً أن الإعلام الخليجي ومعه المنظومة المحلية التابعة لـتحالف العدوان لم يتوقفا منذ اليوم الأول لاختتام مشاورات السويد عن التصويب على نتائجها. فهل طرأ تحول على سياسات النظامين السعودي والإماراتي إزاء العملية السياسية في اليمن أدى إلى التراجع عن تطبيق اتفاقات استوكهولم؟
لقد جاءت تلك الاتفاقات في لحظة حرجة بالنسبة إلى النظام السعودي، جراء تداعيات جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي ودخول الأزمة الإنسانية اليمنية على خط الصراع الداخلي الأميركي. كما أَمْلت القبولَ بالتفاهمات ظروف موضوعية أبرزها عجز النظامين السعودي والإماراتي عن الحسم العسكري وفشلهما في فرض إرادتهما من خلال الجولات التفاوضية السابقة.
هنا استغل المبعوث الأممي ارتباك الديبلوماسية السعودية وانشغالها في ترميم علاقاتها وتراجعها عن السعي المحموم إلى تطويع المواقف الدولية والإقليمية لمصلحة التغطية على الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الشعب اليمني واندفع مدعوماً من أعلى سلطة في الأمم المتحدة إلى الضغط على التحالف الخليجي الذي فرض بدوره على حلفائه المحليين (الشرعية) القبول بتفاهمات السويد التي وُصفت بأنها الخرق الأول في الأفق السياسي المسدود منذ بداية الحرب.
هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية لا تزال كما هي ولم تتغير. فـتحالف العدوان الذي وافق مرغماً على التفاهمات يعتبر أن الضغط الذي تعرّض له سببه الكارثة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأبشع في العصر الحديث. كما ويعتقد أن انهيار الاقتصاد اليمني (جراء سياسات إيقاف رواتب موظفي الدولة والحصار الخانق المفروض على البلاد) هو الذي استجلب التدخل الدولي ومن ثم لعب دوراً رئيساً في فرض اتفاقات استوكهولم. وهي كلها أسباب لا تزال عالقة ولم تنجح الأمم المتحدة في إيجاد حلول لها على رغم الوعود المتكرّرة بحلها.
لكن السعودية تتعامل بحذر شديد مع مجمل التطورات في المنطقة ومن ضمنها اليمن خشية من زلات أو خطوات ناقصة تجبرها على التعثر في وقت لا تزال أزمتها الدولية على خلفية مقتل خاشقجي ماثلة ولم تتعافَ منها حتى اليوم.
أما أبو ظبي فهي تستشعر وجود مساحة أكبر مما لدى الرياض من أجل المناورة وهي تحاول استخدامها في الوقت الضائع من خلال وضع العراقيل أمام الإجراءات التنفيذية لاتفاق الحديدة من جهة وزيادة الضغوط السياسية والإعلامية على صنعاء أملاً في حملها على التنازل من جهة أخرى.
المزيد في هذا القسم:
- المبعوث الأممي: طرفا الصراع رحبا بمقترح بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة! المرصاد نت - متابعات قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء 28 أغسطس/آب 2019م ان طرفي الصراع اليمني رحبا باقتراح تقدم به بشأن تنفيذ اتفاق ...
- المهرة .. حرب خليجية خليجية جديدة ، التحذيرات ، الآثار السلبية! المرصاد نت - متابعات على ما يبدو هناك حرب جديدة تظهر في شرق اليمن في محافظة المهرة الزاوية الوحيدة الهادئة نسبيا في الدولة اليمنية المحطمة . ظلت المهرة خارج ا...
- الشيخ صالح الوجمان ينفي وجود قائمة اسماء معروضة على الرئيس هادي بشأن تعيينات جديدة المرصاد - خاص أكـــد الشيخ صالح علي الوجمان عضو لجنة الوساطة الرئاسية بمحافظة عمران في تصريح خاص لموقع المرصاد مساء اليوم ان ما تناولته بعض وسائل ...
- هل نحن أمام منعطف حاسم لحرب اليمن وبدء العد التنازلي لنهايتها..؟ المرصاد نت - متابعات يجري حالياً تأطير التحرك الدولي باتجاه إخضاع جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية بحق اليمن لتدقيق دولي صارم وهو سياق مختلف في التعاطي مع...
- واشنطن وباريس للتحالف السعودي: حرب اليمن يجب أن تتوقّف المرصاد نت - متابعات للمرة الاولى منذ بداية عهد الرئيس دونالد ترامب (20 كانون الثاني 2017) أطلقت الولايات المتحدة مواقف من العدوان على اليمن تحمل مؤشرات على ق...
- التحالف يستهدف حياة اليمنيين عن طريق بضائع مشبوهة المرصاد-متابعات كشف مصدر مطلع، في ميناء المنطقة الحرة بمدينة عدن، عن دخول حاويات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية إلى الميناء. وعلمت “وكال...
- تقرير فرنسي: السعودية ستتلقى هزيمة تاريخية في اليمن والحوثيون رفضوا منح إيران قاعدة عسكري... المرصاد نت - متابعات نشر موقع ” أتلونتيكو” الفرنسي تقريراً حول العدوان والحرب التي تشنها السعودية وعدة دول تحت قيادتها ضد اليمن منذ أكثر من عامين ...
- صعدة تتحكم بمصير “الشرق الاوسط” المرصاد نت - النجم الثاقب ماكان حلما وبعيد التوقع اصبح واقعا ملموس بين يدي صناع القرار وخبراء الصراعات… بين التحليل والمعلومة جدار فقط فمن حطم هذا ا...
- بلاغ صحفي بإختطاف نائب رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ صحفي صادر عن المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب في سابقة خطرة، دبرت بالليل، تم اختطاف المناضل مدرم أبو سراج نائب ر...
- صورة : الخلافات تعصف بعملاء العدوان في لحج وانسحابات من الجبهة بسبب تقاسم 400 مليون نهبوها... مصنع أسمنت الوطنية كشفت مصادر مطلعة ان خلافات واسعة نشبت بين عملاء العدوان ومرتزقتهم في جبهة ” بلة ” والعند بمحافظة لحج على خلفية تقسيم مستحقات مالية عادت لهم ب...