تحالف العدوان السعودي يدفع بالمئات من "الجنوبيين" إلى المحرقة !

المرصاد نت - رشيد الحداد

توقفت المواجهات المسلحة نسبياً في الساحل الغربي لكن استنزاف الجنوب في معارك الشمال من قبل دول تحالف العدوان مازال مستمراً فكما كان للنظام الإماراتي دور بارز في Aden Yaouty2019.1.25حشد الآلاف من الشباب الجنوبي إلى معركة الساحل الغربي ومن بعدها معركة الحديدة في حين يحشد النظام السعودي المزيد من الجنوبيين للقتال في عدد من الجبهات الساخنة أبرزها جبهات ما وراء الحدود.

تراجعت الإمارات نسبياً في الدفع بالجنوبيين إلى معركة الساحل الغربي التي خفت حدة المواجهات فيها منذ إعلان الأمم المتحدة في استوكهولم تواصل الأطراف إلى إتفاق سياسي ملزم للطرفين يجنب مدينة الحديدة الساحلية ويلات الصراع إلا أن السعودية نشطت في استقطاب وحشد الآلاف من الشباب الجنوبي من عدد من المحافظات الجنوبية.

مصادر محلية أكدت قيام  النظام السعودي بالدفع بالعشرات من رجال الدين المتطرفين لاستقطاب الشباب الجنوبي من لحج وأبين وشبوة للمشاركة في معارك الجوف التي تعد من أوسع الجبهات المشتعلة بين القوات الموالية لهادي بقيادة اللواء هاشم الأحمر وبين قوات الجيش واللجان الشعبية .

هذه المرة يتم التحشيد تحت تأثير الدين والخطابات التحريضية من قبل رجال دين يتبعون الرياض في شبوة ولحج ويستخدمون الإغراءات المالية كأداة ترغيب للشباب خلال الأيام الماضية غادر المئات من شباب الجنوب مدينة عدن بعد تجميعهم في مقر اللواء الأول «عاصفة حزم» في عدن ووفقاً لمصادر محلية فقد، «صدر المعسكر الموالي لهادي أولئك الشباب الذين ينحدرون من عدة مناطق جنوبية إلى معركة الجوف للمشاركة فيها».

وبعد أن تصاعدت الأصوات الرافضة للزج بأبناء الجنوب في جبهات يقودها حزب «الإصلاح» في مأرب. رد أركان حرب «اللواء الأول عاصفة حزم» غسان السعدي على تلك الاتهامات بالقول إن «التعزيزات العسكرية الجديدة أرسلت للمشاركة في جبهات الجوف وليس مأرب والهدف منها المشاركة في المواجهات التي تجري مع الحوثيين والتي تهدف إلى استعادة ماتسمي ب الشرعية».

كما «نفى اللواء الأول عاصفة حزم» في بيان صادر عنه «إرسال المئات من الجنوبيين الذين تم إرسالهم من مدينة عدن قبل عدة أيام إلى مدينة مأرب للمشاركة في القتال هناك».
وقال في البيان «من باب التوضيح لجميع إخواننا الأحرار بأنه تم الاتفاق مع إخواننا الأشقاء في التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية بتشكيل هذا اللواء التابع لمحور الجوف والذي تم اعتماده من قبل الشرعية ممثلة بالرئيس هادي واستمراراً للأهداف الرئيسية المشتركة مع التحالف العربي».

يرفع تجار الحروب منذ أن تراجعت المواجهات العسكرية في الساحل الغربي عدد من ذرائع الاستقطاب وأبرزها أن مشاركة المئات من الجنوبيين الجدد في الحرب «دفاعاً» عن الدين وعن ماتسم ب«شرعية» هادي وهو ما أثار موجة من السخرية في أوساط الناشطين الجنوبيين الذين يدركون أن هادي لا يحظى باي شعبية في المحافظات الجنوبية والشرقية، ولم يستطع المقربون منه إخراج مظاهرة تضامنية بسيطة في عدن قبل عدة أشهر ولكن السعودية استطاعت أن تحشد الآلاف من الشباب الجنوبي من لحج وعدن وأبين وشبوة، تحت شعار القتال لاستعادة ماتسمي ب«الشرعية» في الجوف مؤخراً مستخدمة المال كأداة سحرية لاستقطاب المئات من الشباب مستغلة تردي أوضاع الآلاف من الشباب الجنوبي اقتصادياً.

تستخدم الرياض أبناء الجنوب وقود حرب في جبهات جيزان ونجران وعسير وتدفع بهم إلى خطوط التماس بينما يكتفي الجنود السعوديين بالإسناد المدفعي والجوي والانتقال داخل مدرعات من موقع لأخر وعلى مدى العام 2018م سقط العشرات من المقاتلين الجنوبيين في صفوف الرياض أسرى لدى القوات اليمنية المشتركة ولكن اتضح من خلال تبادل كشوفات الأسرى أن الرياض لم تعرهم أي اهتمام ولم تكلف نفسها حتى تسجيل أسمائهم في كشوفات الأسرى وهو ما أكدته «اللجنة الوطنية لشئون الأسرى» في صنعاء الأسبوع قبل الماضي.

مصادر حقوقية في محافظة لحج وأخرى في شبوة كشفت مؤخراً عن تعمد الجانب السعودي إذلال أسر القتلى الجنوبيين الذين قضوا نحبهم وهم في مهمة الدفاع عن أراضيها.  وأفادت المصادر أن الرياض «توقفت عن نقل جثث الجنود الجنوبيين الذين يقتلون في جبهات ما وراء الحدود بعد أن كانت ترسل برفقة جثة كل قتيل جنوبي يقاتل في صفوفها، منذ أكثر من عام 10 ألف ريال سعودي تكاليف الدفن، واكتفت بإلزام زملاء القتلى الجنوبيين بدفنهم في مقابر خاصة في عسير وفي منطقة شروره بنجران».

مؤخراً كشف ناشطون جنوبيون عن تعامل الرياض الدوني مع جثث القتلى الجنوبيين في حدود السعودية وأكدوا أن «السعودية كانت ترسل ببعض جثث القتلى خلال الأشهر الماضية من أبناء المحافظات الجنوبية بواسطة ثلاجات الخضار العائدة من السعودية» إلا أن «ناقلات الخضار توقفت رحلاتها في موسم الشتاء».

ولفتت المصادر إلى أن «الرياض فرضت شروط معقدة على أسر القتلى الذين يطالبون بحضور مراسيم دفن أبنائهم وبعد أسابيع من الانتظار في منفذ الوديعة والبعض منهم يسمح لهم بالدخول إلى منطقة منفذ شروره والانتظار أسابيع حتى يسمح لهم بالدخول وليوم واحد فقط حتى تنتهي الزيارة بانتهاء الدفن».  وذكرت «بما حدث الشهر الماضي مع أسرة القتيل الجنوبي دفاعاً عن النظام السعودي وهيب باحاج والذي تم دفنه في مقبرة خاصة بالضحايا الجنوبيين في ظهران الجنوب».

المزيد في هذا القسم: