المرصاد نت - لقمان عبدالله
اضطرت السعودية مرغمةً إلى التنازل (غير المعلن) عن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ـــ المنحاز بالكامل إلى جانبها ـــ وذلك بموافقتها على اتفاق السويد المُتبنّى من قِبَل مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 2451 الذي يمهّد بروحيته لمرحلة سياسية جديدة في اليمن بدأت من الساحل الغربي. وفي ضوء المستجدات الأخيرة تبذل المملكة مساعي محمومة هذه الأيام لإعادة لملمة الجبهة السياسية الموالية لها وبثّ الروح في مخرجات الحوار الوطني التي تنظر إليها بوصفها من أهمّ منجزاتها على الساحة اليمنية في العقد الأخير.
في هذا السياق تعمل السعودية على تجميع السلطات الدستورية اليمنية كافة تحت وصايتها. وهي تلقي بثقلها لإعادة الإمساك بالبرلمان وانتزاعه من سلطات صنعاء. وقد دعت منذ قرابة شهر إلى الرياض عدداً كبيراً من أعضاء المجلس النيابي الموجودين خارج اليمن للتشاور في شأن تفعيل السلطة التشريعية. وكان في نيتها عقد جلسة أولى للمجلس في العاصمة السعودية إلا أن الدستور اليمني يمنع عقد جلساته خارج الأراضي اليمنية فأوعزت إلى هادي بالإعداد لعقد هذه الجلسة في عدن.
وتسعى السعودية من وراء محاولاتها للاستحواذ على البرلمان إلى إسباغ «شرعية» إضافية (تُزاد على «شرعية» مفترضة يمثلها هادي وحكومته) على حربها على اليمن، وذلك خشية من أن تُحمَّل مستقبلاً المسؤولية القانونية الدولية عن المآسي التي لحقت بالشعب اليمني. يُضاف إلى ذلك وجود مطلب سعودي ملحّ بالتوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، وإنشاء خط أنابيب النفط الذي شُرِع فيه أصلاً في محافظة المهرة من دون موافقة ما تُسمّى «الشرعية».
وفي إطار المساعي الجارية لعقد جلسة نيابية في عدن يتنافس ثلاثة أعضاء من بين المُستقدَمين من الرياض على رئاسة المجلس. وهم: محمد علي الشدادي المقرّب من هادي، والذي يبذل السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر جهوداً كبيرة لإقناع البرلمانيين بالتوافق عليه فيما ترفضه أغلبية الأعضاء. والثاني هو سلطان البركاني الذي يرأس الكتلة البرلمانية لـ«حزب المؤتمر الشعبي العام» ــــ جناح الخارج. أما الثالث فهو عبد العزيز جباري نائب رئيس الوزراء في حكومة هادي ووزير الخدمة المدنية سابقاً.
مصادر قالت أن رئيس حكومة هادي معين عبد الملك، تلقّى تكليفاً من رئيسه بإنهاء الترتيبات والتجهيزات اللازمة لتيسير توافد أعضاء مجلس النواب إلى عدن. ويجري العمل حالياً على الإجراءات الأمنية وتجهيز مقرّ إقامة الأعضاء والقاعة المُخصّصة لانعقاد الجلسة التي تشيع أوساط ماتسمي ب«الشرعية» أنها ستنعقد الشهر المقبل. لكن صعوبات عديدة لا تزال تعترض تلك المساعي أبرزها رفض الفصائل الجنوبية انعقاد الجلسة في عدن على اعتبار أن الهيئة التشريعية واحد من مظاهر الوحدة اليمنية التي تسعى هذه الفصائل إلى الانعتاق منها. كذلك فإن الوجوه البرلمانية التي ستَقدُم إلى عدن تمثّل منظومة الحكم السابقة المتهمة من قِبَل الحراك الجنوبي بالتسبّب بالمآسي الحالية فضلاً عن أن أكثريتها منتمية إلى «حزب المؤتمر» و«حزب الإصلاح» (إخوان مسلمون).
وكان رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي قد تعهّد سابقاً بمنع انعقاد جلسات مجلس النواب في عدن معتبراً ذلك «استفزازاً كبيراً». وقبل أيام سجّل عضو «هيئة رئاسة المجلس» أحمد بن بريك الموقف نفسه قائلاً إن «الشعب الجنوبي سيخرج رفضاً لهذا الإجراء». ومع أن الإمارات لم تعلّق إلى الآن بشكل مباشر أو غير مباشر على المساعي السعودية إلا أن مواقف القوى المحلية المنضوية في فلكها تذهب جميعها في اتجاه الرفض والتوعّد.
وإلى جانب تلك المواقف، يحضر الوضع الأمني المتدهور في عدن، الذي يشكّل هاجساً آخر للرياض على اعتبار أنه قد يحول دون اكتمال النصاب الذي يتحقّق بحضور نصف الأعضاء الأحياء البالغ عددهم 275 عضواً أي 138 علماً أن عدد المتوفّين يبلغ 26. وعلى رغم وجود تلك الموانع إلا أن هادي والسفير السعودي ماضيان في العمل على تذليل العقبات في وقت يدور فيه حديث عن أن مأرب قد تكون موقعاً بديلاً في حال تعذُّر انعقاد الجلسة في عدن.
المزيد في هذا القسم:
- تقديم كبش فداء لإستهداف مطار عدن الدولي بعد كشف إرتباط الجريمة بالسعودية والإمارات ..! المرصاد - متابعات إعتقلت القوات السعودية في البريقة بعدن القيادي في الانتقالي عبدالناصر البعوة المعروف بـ(أبو همام اليافعي) بعد استدعائه إلى مقرها ، بتهمة ال...
- موكب رئيس الفريق الأممي "كاميرت" يتعرض لإطلاق نار في الحديدة! المرصاد نت - متابعات تعرض صباح اليوم الخميس موكب رئيس فريق لجنة الإنتشار الأممي في الحديدة (غربي اليمن) الجنرال الهولندي باتريك كاميرت وسيارات الأمم المتحدة ل...
- ماذا وراء دعوات التصالح بين أنصار الله والإخوان المسلمين؟ المرصاد نت - متابعات منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وأنصار الله ﻻ يكلون عن إطلاق دعوات التسامح والحوار مع المكونات السياسية التي أيدت العدوان وسان...
- في سجون الجنوب: الأمم المتحدة «رهينة» الرغبة الإماراتية ! المرصاد نت - متابعات في محاولة ليست بجديدة من جانب القوات الإماراتية للتستر على الانتهاكات التي ترتكبها بحق المعتقلين داخل سجونها السرية في الجنوب منعت النياب...
- الرصاص... لغة الحوار بين قوات تحالف العدوان المرصاد نت - رشيد الحداد في عدن والجوف ومأرب وحضرموت وتعز ومناطق أخرى تزداد الخلافات بين المجموعات المسلحة الموالية للعدوان سواء تلك التي تتبع هادي مباشرة أم ...
- البيضاء : تمكنت اللجان الشعبية من تفكيك ثلاث عبوات ناسفه تمكنت اللجان الشعبية ورجال الجيش من تفكيك ثلاث عبوات ناسفة زرعتها العناصر التكفيرية ماتسمى بالقاعدة في طريق مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء،استمرار تبادل إطلاق ال...
- أفق التسوية السياسية في اليمن في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.. رؤية استشرافي... المرصاد نت - متابعات عقد "منتدى مقـــــــــاربات" الذي ينظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني حلقة نقاشية بعنوان "أفق التسوية السياسية في اليمن ف...
- بيان توضيحي صادر عن بعض أبناء الجالية الجنوبية في أمريكا المرصاد نت - خاص في البدء نهني شعبنا وامتنا العربية والاسلامية وكذا الامة الامريكية العظيمة بمناسبة عيد الاضحى المبارك ونتمنى ان يعم السلام والوئام كل شعوب ال...
- االوفد الدبلوماسي الروسي يزور مجلس ادارة موانئ الحديدة و يطمئن على استقرار الوضع ويكشف إكذ... ضمن الزيارات واللقاءات التي يقوم بها الوفد الروسي لعدة مكونات شعبية وسياسية ورسمية، قام الوفد اليوم الخميس بزيارة الى محافظة الحديدة والالتقاء بمجلس إدارة موانئ...
- الرياض تتولّى قيادة الميليشيات في عدن بدل أبوظبي! المرصاد نت - متابعات أعلنَ تحالفُ العدوانِ السعودي أنّ الميليشياتِ المواليةَ له في مدينةِ عدن ستكون تحت قيادةٍ سعودية بعدما كانت تقودُها الإمارات. وتتوالى فصو...