المرصاد نت - متابعات
التحديات الناجمة عن الصراعات والأيديولوجيات المتعارضة والمنافسات الإقليمية بين تركيا والسعودية جعلت المناخ السياسي بين هذين البلدين يبلغ مداه بالتوتر الذي قد يفضي إلى قطع آخر حبل كان يصل بين أنقرة والرياض علماً أن البلدين كانا يشتركان بمجموعة من النقاط المشتركة لاسيما فيما يخص الملف السوري حيث كان يدعم كلا البلدين الجماعات المسلحة في سوريا ويعملان على إسقاط الرئيس بشار الأسد على مدى 8 سنوات ولم يصل كلاهما إلى مبتغاه في دمشق والتحالف المشترك على إسقاط الأسد هو نفسه الذي يفرّق بينهما اليوم، وبناءً على هذا وعلى مجموعة من النقاط الأخرى التي سنمرّ عليها تباعاً اختلفت الرؤى لكلا البلدين وكذلك المصالح وأصبحا يشكلان خطين متوازيين فيما يخص أزمات المنطقة وسبل علاجها والتعاطي معها.
يمكن أيضاً ملاحظة اختلاف وجهات النظر بين السعودية وتركيا في قضايا إقليمية أخرى بما في ذلك قضية فلسطين أو نظام الأمن في المنطقة الخليجية أو المواجهة المحتدة بين إيران وأمريكا في المنطقة ولكن ربما واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل والتي يمكن اعتبارها في المستقبل كمشهد للمعارضة بين أردوغان والنظام السعودي قضية اليمن.
يمكن رؤية مسار هذه المواجهة المستقبلية المحتملة من خلال تعاطي تركيا مع ملف اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية من هذه الأزمة الإقليمية المعقدة. لقد دفع الافتقار إلى أهداف استراتيجية محددة مسبقاً لسياسة تركيا فيما يخص اليمن وخاصة في المراحل المبكرة من العدوان و الحرب على اليمن أنقرة بداية الأمر إلى دعم السعودية وهجومها الوحشي على اليمنيين ولكن مع مرور الوقت وعلى المدى الطويل أعادت تعريف رؤيتها للحرب اليمنية وقد غادرت جبهة المعتدين وشاركت شعبها الرأي بشأن الإبادة الجماعية في اليمن خلال العام الماضي وانتقدت العدوان والحرب في ذلك البلد.
وبالإضافة إلى المواقف المختلفة لمسؤولي السياسة الخارجية الأتراك الناقدة لما يجري في اليمن وإدانة المجازر التي ارتكبت هناك يمكننا الإشارة إلى تعليقات أردوغان في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين التي انتقدت استمرار العدوان والحرب وركّزت على الحاجة إلى بدء محادثات السلام اليمنية ويجب أن نذّكر بأنه لا يمكن عزل هذا عن تداعيات قضية خاشقجي التي كانت حاضرة وبقوة في قمة العشرين وشاهدنا حينها كيف تم "عزل" ابن سلمان دولياً أمام عدسات المصورين.
السعودية تدعم أكراد سوريا والعراق
تركيا تحاول حالياً وبكل ما أوتيت من قوة أن تخلق توازناً جديداً في المنطقة بعد أن خذلتها واشنطن مراراً وتكراراً فيما يخصّ موضوع "الأكراد" على وجه الخصوص ولدى أنقرة خشية واضحة من الدعم الذي تقدّمه الرياض للأكراد وهذا ما يرى فيه أردوغان تهديداً لمصالح بلاده ولذلك استوجب هذا الأمر أن تقفز تركيا إلى اليمن لكبح جماح السعودية وردعها عن إحداث أي تغيير جديد لمصلحة الأكراد خاصة وأن هناك إشارات تؤكّد أن هناك جهوداً حثيثة تبذلها كل من الإمارات والسعودية للتقرّب من الأكراد في كل من سوريا والعراق، وهذا الأمر يلقى ترحيباً ودعماً من جانب مسؤولي البيت الأبيض وهذا ما جعل أنقرة تشعر بالقلق إزاء ما يحصل.
إن القدرة التي وصل إليها الأكراد في سوريا وعدم قدرة الحكومة السورية على تجاوز الأكراد في أي خارطة طريق قادمة لا تشكّل فقط خطراً على أمن تركيا وعلى مستقبل أردوغان السياسي وحسب بل جعلت الكيان الصهيوني وأمريكا وشخص محمد بن سلمان في قمة السعادة لوصول الأكراد إلى هذه المكانة ومن هنا يستطيع أن يمتطي ابن سلمان ظهر الأكراد لاستفزاز أردوغان عبر الأكراد خاصة وأن الدافع أصبح أكبر لدى ابن سلمان بعد التجييش الإعلامي الذي أحدثته تركيا في قضية خاشقجي.
لذا في هذا السياق قد يكون الخيار الأكثر تكلفة والأقل تكلفة لتركيا هو إيلاء المزيد من الاهتمام للأزمة اليمنية باعتبارها الحديقة الخلفية للسعودية والنقطة الحرجة في ضعف الرياض أمام النزاعات الإقليمية في السنوات الأخيرة. هذا بالإضافة إلى خلق توازن لمنع السعوديين من الاقتراب من الأكراد السوريين والعراقيين يمكن أن يكون عاملاً في تعزيز المكانة الدولية لتركيا (خاصة في العالم الإسلامي) لهذا السبب فإن دور تركيا مهم جداً.
الدور التركي في اليمن
أكثر من ثلاث سنوات من العدوان والقصف والقتل وتدمير البنية التحتية والحصار الاقتصادي وما إلى ذلك … إلحاق الهزيمة بالأحرار اليمنيين جميعها باءت بالفشل ونظراً للتطورات الأخيرة التي حصلت في اليمن أصبح حضورها في مستقبل التحولات السياسية في المنطقة أمراً لا مفر منه.
وفي الوقت نفسه فإن التركيز العالمي على الحاجة إلى تشكيل محادثات يمنية لإنهاء الأزمة (التي عقدت في ستوكهولم في الربع الأول من الشهر الماضي) مع الأخذ بعين الاعتبار وجود حزب الإصلاح الإخواني بين معارضي سلطة صنعاء والذي يعدّ مساهمة مهمة لدور أنقرة في عملية التفاوض.
يمكن لتركيا أوردوغان بصفته الأب الروحي للإخوان المسلمين في المنطقة، من خلال تشجيع إخوان حزب الإصلاح على التفاوض وعقد اتفاقيات سياسية مع صنعاء أن يسلط الضوء على دوره القوي في أحداث المنطقة ويحقق مكانة أكبر لنفسه في ظل هذه الفوضى التي قد تطوله في حال ظهر بشكل ضعيف خاصة وأن معارضي أردوغان كثر في الداخل والخارج وكذلك يمكن لأردوغان أن يخلق نوعاً من التوازن فيما يخص الدعم السعودي لأكراد سوريا.
المزيد في هذا القسم:
- مفاوضات الكويت : تشكيل لجنة مشتركة وولد الشيخ يتجاهل تجدد الغارات العدائية المرصاد نت - الكويت قالت مصادر صحفية إن جلسات مشاورات السلام التي استؤنفت ظهر أمس الأربعاء 4 مايو خرجت بتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين.و أوضحت أن اللجنة المش...
- ولد الشيخ الى صنعاء غداً ..هل سينجح برفع الحصار وفتح مطار صنعاء المرصاد نت - متابعات من المتوقع أن يصل المبعوث الأمي إسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة اليمنية صنعاء غداً الأحد ليلتقي الأطراف اليمنية ويطلعها على آخر المستجدات ا...
- غضبة يمنية على الإمارات: سقطرى ليست للمزاد المرصاد نت - لقمان عبد الله أثارت الدعوات الإماراتية إلى استفتاء سكان جزيرة سقطرى على الانضمام إلى الإمارات ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والإعلامية والأه...
- شهيدان و3 جرحى في غارات همجية للعدوان على الحديدة وصعدة المرصاد نت - متابعات وأصل طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي صباح اليوم الاثنين 19 فبراير شن غارته الهمجية على عدد من مناطق محافظة صعدة . حيث أوضح مصادر ...
- فصول متجدّدة من الحرب الاقتصادية: حكومة هادي تنقض التزامها المرصاد نت - رشيد الحداد على رغم استجابة الأمم المتحدة لطلبه تحويل مبالغ المنظمات الحكومية إليه إلا أن البنك المركزي في عدن عاد للتنصّل من التزامه صرف رواتب ا...
- ديلي إكسبريس: إصابة جنود بريطانيين بمهمة سرية في اليمن المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية عن إصابه جنديين بريطانيين ينتميان إلى كتائب SAS وهي التي تصنف ضمن القوات الخاصة الأخطر في العالم تم ن...
- شاهد بالصورة : إغتيال مواطن وسط مدينة إب الشهيد بدر محمد الزّني إغتيل مساء اليوم المواطن بدر محمد حسين الزِنّي على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية بمدينة اب . مصدر في اللجان الشعبية أفاد بأن مسلحين على ...
- معارك عنيفة وغارات مسعورة لطيران العدوان السعودي على تعز المرصاد نت - متابعات استشهد عدد من المواطنين جراء غارات مكثفة لطيران العدوان السعودي على منازل في الجهة الغربية لمدينة تعز تزامنت مع معارك عنيفة دارت الأربعاء...
- الإمارات تستنسخ الاحتلال البريطاني في الجنوب: البدايات والنهايات المرصاد نت - العربي تتشابه بدايات التدخل الإماراتي في الجنوب في العام 2015 التي دشنتها أبو ظبي بإنشاء تشكيلات عسكرية وخلق وجوه سياسية وقبلية تدين بالولاء لها ...
- ماذا وراء دعوات التصالح بين أنصار الله والإخوان المسلمين؟ المرصاد نت - متابعات منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وأنصار الله ﻻ يكلون عن إطلاق دعوات التسامح والحوار مع المكونات السياسية التي أيدت العدوان وسان...