المرصاد نت - متابعات
لا يزال مصير اتفاق الحديدة مجهولاً رغم مرور ثمانين يوماً من توقيع الإتفاق الذي توصلت اليه القوي الوطنية مع حكومة هادي في العاصمة السويدية ستوكهولم. وفيما تواصل دول تحالف العدوان خروقاتها اليومية وبمساعدة أسيادها الغربيين الممولين للعدوان خرج وزير الخارجية البريطاني منتقدا عدم تنفيذ الاتفاق ومحذراً من فشل عملية السلام في الحديدة.
وبعد وصول وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" أمس الأحد إلى عدن قادماً من الرياض في زيارة لم يكن معلنا عنها ضمن جدول جولته الإقليمية التي يقوم بها لما وصفه بـ"تحريك عملية السلام في اليمن" حذر الوزير البريطاني من فشل عملية السلام في مدينة الحديدة جنوب غربي البلاد إذا لم تبذل أطراف الأزمة جهوداً صادقة للدفع باتفاق ستوكهولم للسلام قدماً.
حيث كان هانت قد اجتمع أول أمس السبت في الرياض بالفار "عبد ربه منصور هادي" وبحث معه "الهدنة الهشة" في الحديدة.
وقال الوزير البريطاني خلال زيارته إلى عدن: "نحن الآن أمام فرصة أخيرة لنجاح عملية ستوكهولم للسلام. وهذه العملية قد تموت في غضون أسابيع إذا لم نر التزاماً من الجانبين بالوفاء بتعهداتهم طبقا لاتفاق ستوكهولم" حسب قوله واشتكى الوزير البريطاني من بطء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة خلافاً لما تم الاتفاق عليه في السويد في ديسمبر الماضي.
وفي أول رد يمني على تصريحات وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام اليوم الاثنين أن من يخالف اتفاق ستوكهولم شكلاً ومضموناً وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية مشددا على أن القوى الوطنية لا تتعاطى مع المملكة المتحدة كوسيط.
وقال عبدالسلام في بيان له : إن "اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها" و"أن من يخالف إتفاق استوكهولم شكلاً ومضموناً وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية وأن المشكلة ليست في رؤساء لجان التنسيق وإعادة الانتشار وإنما هم كما يبدو يتلقون التوجيهات من دول العدوان.
وأشار إلى أن قبولنا بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لأنهاء ذرائع ومبررات الطرف الآخر وليس لتسليمه للطرف المعتدي. وأعتبر أن "تصريحات بريطانيا ليست مفاجئة أو غريبة فهي مع العدوان وهي تعترف بذلك وتعلنه مراراً مؤكدا "أننا لا نتعاطى معها كوسيط".
وأتهم عبد السلام مبعوث الأمم المتحدة بالتبعية لبريطانيا قائلا: إن مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث كما يبدو لنا ليس مبعوثا للأمم المتحدة وإنما مبعوثاً انجليزياً يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق.
ولفت إلى "استعدادنا لإجراء إعادة الانتشار في الخطوة الأولى لكنهم يرفضون لأنهم لا يريدون انكشاف الطرف الآخر وفقدان ذرائع ومبررات استمرار العدوان على الساحل الغربي" وأكد أن الطرف الآخر يحاول عرقلة الحل في الحديدة بادعاء ضرورة الاتفاق على القوات المحلية وهذا مخالف للاتفاق مشيرا إلى أن اتفاق استوكهولم لم ينص على التوافق على أي سلطة أو قوات محلية.
وشدد رئيس الوفد الوطني على التزام صنعاء باتفاق السويد وما نتج عنه من تفاهمات واستعدادنا لتنفيذ ما علينا من التزامات مشيرا إلى أننا لا نمانع بذهاب لنقاش أي تفصيل أو تفسير للاتفاق إذا لزم ذلك. ونوه إلى أن تهرب الأمم المتحدة من المضي في التنفيذ حتى من طرف واحد يضعها أمام حقيقة واضحة أنها لا تتحرك وفقا لمصالح الحل بعيدا عن حسابات دول الاستكبار وفي مقدمتها بريطانيا. واعتبر أن "بريطانيا كشفت بشكل واضح أنها تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها إلى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة".
وفيما يلي نص بيان رئيس الوفد الوطني :
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيبا على ما صدر من تصريحات منسوبة لوزارة الخارجية البريطانية حول إتفاق ستوكهولم والتي أشارت فيها (كان يفترض إخلاء ميناء الحديدة من الميليشيا ليكون تحت سيطرة محايدة بداية يناير ... ) إلى آخر ما ورد من تصريحات مشابهة للوزارة والوزير نوضح التالي:
1ـ اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها ويكفينا وضوحاً أن من يخالف اتفاق ستوكهولم شكلاً ومضموناً وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية وأن المشكلة ليست في رؤساء لجان التنسيق وإعادة الانتشار وإنما هم كما يبدو يتلقون التوجيهات من دول العدوان.
2ـ الاتفاق ينص على خطوات من كل الأطراف وخاصة إعادة الانتشار والمطالبة بإعادة الانتشار لطرف دون طرف ليس انحياز فحسب بل كذب وخداع ومغالطة لاتفاق معلن وسمع به كل من يتابع القضية.
3ـ قبولنا في الأساس بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لإنهاء ذرائع ومبررات الطرف الآخر ومن يقف خلفهم وليس على أساس تسليمه للطرف المعتدي فهذا لا يسمى حوارا ولا نقاشا في العرف الإنساني والعالمي والسياسي فلو كان المطلوب تسليمه للطرف الآخر لما كانت حاجة لوجود الأمم المتحدة أصلا.
4ـ لا نعتبر تصريحات بريطانيا مفاجئة أو غريبة فهي مع العدوان وهي تعترف بذلك وتعلنه مراراً ولهذا لسنا ملزمين بتبيين هذا الجانب ولا نتعاطى معها كوسيط ولكن الملفت في الأمر أن مبعوث الأمم المتحدة كما يبدو لنا ليس مبعوثا لهيئة الأمم المتحدة وإنما مبعوثا انجليزيا يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق.
5ـ أكدنا مرارا أننا مستعدون لإجراء إعادة الانتشار في الخطوة الأولى التي تم التوافق عليها مع رئيس اللجنة حتى من طرف واحد ولكن هم من يرفض هذا التنفيذ لانهم لا يريدون أن ينكشف الطرف الآخر ويصبح في موقف محرج ومن أجل ألا يفقد ذرائع ومبررات استمرار العدوان على الساحل الغربي بل تبقى قائمة لأنها مرتكزة على أكذوبة التهريب في ميناء الحديدة وجمع الإيرادات ولهذا فتهربهم من استعدادنا لإعادة الانتشار من موانئ الحديدة المشار إليها في الخطة الأخيرة والمقرة يثبت عمليا أنهم هم من يعرقل الاتفاق ويعرقل مسار المساعدات الإنسانية بل ويعرقل الحل السياسي والسلمي في اليمن.
6ـ يحاول الطرف الآخر عرقلة الحل في الحديدة بادعاء ضرورة الاتفاق على القوات المحلية وبالرغم أن هذا مخالف للاتفاق فلم ينص على التوافق على أي سلطة أو قوات محلية فإننا رغم هذا أكدنا استعدادنا لتنفيذ الخطوات الأولى كونها إنسانية بحته تساعد على تشغيل الميناء ودخول المساعدات وإزالة الاحتقان وتخلق تقدم في الاتفاق ومن ثم لا نمانع أن نذهب لنقاش أي تفصيل أو تفسير للاتفاق إذا لزم ذلك.
7- إشارة إلى بعض ما ورد من تصريحات في بعض وسائل إعلام العدوان منسوبة لوزير الخارجية البريطاني خلال لقائه معنا طرح فيها موضوع حزب الله والتحذير منه ـ وعلى افتراض صحة تلك التصريحات المنسوبة ـ نوكد أنها غير صحيحة جملة وتفصيلا ولم يذكر موضوع حزب الله لا من قريب ولا من بعيد لا تصريحا ولا تلميحا لا سلبا ولا إيجابا ولم يطرح بالأساس هذا النقاش.
8- نؤكد التزامنا باتفاق السويد وما نتج عنه من تفاهمات واستعدادنا لتنفيذ ما علينا من التزامات ونجدد الإشارة إلى أننا مستعدون لتنفيذ الاتفاق بما فيها الخطوة الأولى حتى من طرف واحد ونؤكد أن تهرب الأمم المتحدة من المضي في التنفيذ حتى من طرف واحد يضعها أمام حقيقة واضحة أنها لا تتحرك وفقا لمصالح الحل وبعيدا عن حسابات دول الاستكبار وفي مقدمتها بريطانيا التي كشفت بشكل واضح أنها تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها إلى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة.
بالمحصلة ....
تسلسل تصريحات الوزير البريطاني حول اتفاق الحديدة التي جاءت تكملة لتصريحات خالد اليماني وزير خارجية هادي الأربعاء الفائت الذي قال إن الفشل في تنفيذ اتفاق الحديدة سيعيد الوضع إلى المربع الأول وسيقلل من فرص تحقيق السلام عازياً الفشل في تحقيق الاتفاق الى صنعاء حسب زعمه.
وبحسب المحللين فلم يكن مستبعداً عدم التوصل إلى نتيجة من إتفاق الحديدة خلال الفترة الزمنية المحددة. لذلك فإن هذا الإخفاق قد زاد من التكهنات بأن كلا من حكومة هادي وقوي العدوان " النظام السعودي والإماراتي" وخلال الـ80 يوما الماضية ومن خلال لجوئهم المتكرر لانتهاك الهدنة يسعون الى كسب الوقت وإعادة التقاط أنفاسهم من جهة و ترميم صورتهم التواقة للحرب أمام الرأي العام العالمي من جهة اخرى.
المزيد في هذا القسم:
- ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺢ .. ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﺪﺩﹲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻘﻴﻦ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎء ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ/ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺢ ، ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ/ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ “ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌ...
- عندما يبرّر العدوان مجازره ضد اليمنيين .. تحالف العدوان يستنزف خططه ! المرصاد نت - متابعات بعد أشهر طويلة وبعد أن فقد تحالف العدوان استراتيجيته العسكرية في كل غاراته التي نفذها على العاصمة صنعاء عاود بالأمس التحليق فوق سمائها من...
- صعدة :العدوان يرتكب مجزرة ضحيتها تسعة شهداء بينهم أطفال ونساء المرصاد نت - متابعات واصل تحالف العدوان السعودي اليوم الأحد جرائمه بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراتهم في عدد من المحافظات .حيث قالت مصادر محلية في محافظة صعدة إ...
- مجلس الأمن يدعو الأطراف لسحب القوات من 3 موانىء رئيسية! المرصاد نت - متابعات دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف في اليمن إلى التطبيق الفوري لاتفاق سحب القوات من ثلاثة موانىء رئيسية ومخزن الحبوب في الحديدة وفي إعلان صدر ...
- هل يُجبر اليمنيين السعودية والإمارات على وقف الحرب في بلدهم؟ المرصاد نت - متابعات لم تستطع السعودية إجبار اليمنيين على الاستسلام في حربها على بلدهم رغم السنوات الأربع الماضية التي شهدت أعنف الهجمات على اليمنيين وباستخدا...
- لماذا كُلّ هذا الحقد على أَنْـصَـار الله؟ خاص : الشيءُ المتعارفُ عليه كقاعدة ثابتة أَن كُلَّ عمل عظيم ترافقه أخطاء وقد تكون أَحْيَاناً كبيرةلأن الذي يعمل يخطئ والذي لا يعمل لا يخطئ، وهي حقيقة لا...
- نجاة العميد أمين الحميري من محاولة اغتيال بالعاصمة صنعاء نجا العميد الركن امين حميد الحميري قائد قوات الشرطة العسكرية بمحافظة صعده من محاولة اغتيال ظهر اليوم في العاصمة صنعاء بعد أعترضه مسلحان على دراجه نارية في شارع ...
- العدوان ومرتزقته يواصلون خرق وقف إطلاق النار لليوم الثامن المرصاد نت - متابعات واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته اليوم الإثنين خرق وقف إطلاق النار لليوم الثامن على التوالي منذ الإعلان عن بدء سريانه في ا...
- بيان صادر عن ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن بسم الله الرحمن الرحيم إن ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن المكون السباق في الحراك التحرري الجنوبي (27 أبريل 2006م) بعد أن تأكد له بعد بلاغ تقدم به إ...
- بعد البر .. البحر يدخل في حسابات صنعاء فما هو الآتي؟ المرصاد نت - متابعات تتوالى المفاجآت اليمنية في الشهر التاسع عشر للعدوان السعودي على اليمن حيث أعلنت وزارة الدفاع اليمنية تدمير السفينة الحربية من طراز سويفت ...