عندما يبرّر العدوان مجازره ضد اليمنيين .. تحالف العدوان يستنزف خططه !

المرصاد نت - متابعات

بعد أشهر طويلة وبعد أن فقد تحالف العدوان استراتيجيته العسكرية في كل غاراته التي نفذها على العاصمة صنعاء عاود بالأمس التحليق فوق سمائها منفذاً العديد من الغارات على Sanaaa2019sa.1.22كل من قاعدة «الديلمي» ومقر الفرقة الأولى مدرع ومعسكر «الصيانة» وبعض المواقع الأخرى التي لطالما أمطرها تحالف العدوان بالصواريخ ولم يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض بل لم تستطع تلك العمليات أن تغير من موازيين المعادلة العسكرية على الأرض.

ولم تخلو عمليات تحالف العدوان هذه المرة من العشوائية المعتادة التي تطال منازل مدنيين ومحال تجارية ومصانع وغير ذلك. حيث طال القصف هذه المرة مصنع «أزال» للإسفنج بمنطقة جدر ومنزل أحد المواطنين في منطقة دارس بالإضافة إلى تعرض العديد من المنازل المجاورة للتدمير.

وبالنسبة لاستهداف المواقع المتمثلة بقاعدة «الديلمي» والفرقة الأولى مدرع ومعسكر «الصيانة» ليس بجديد ولا يغير من الأمر شيئا. فـتحالف العدوان منذ أربعة اعوام وهو يلقي بصواريخه على تلك المواقع والمباني التي لم تعد موجودة ولا تستخدم لأي نشاط عسكري من قبل سلطة صنعاء. واعتبر ناشطون سياسيون هذه الخطوة «تذكير بالفشل وقصف ما تم قصفه ولا تحمل أي جدوى».

غارات تحالف العدوان الهستيرية على صنعاء «لا تقدم ولا تؤخر على مستوى المعركة وإنما ترويع للمدنيين والسكان». ويصف مراقبون الحرب الشكلية والاستعراضية بعد 4 أعوام بـ«المهزلة المخزية» «خمس سنوات وهم يمطرون صنعاء بكل انواع الصواريخ في حين أن نعاجهم في نهم لم يتقدموا خطوة واحدة على الأرض فقط يقاتلون من السماء أما الأرض فليست لهم». وبعد 4 أعوام تعود طائرات تحالف العدوان لتستهدف ما قال عنه يمنيون «فراغ لا غير في حين أن جبهات القتال معروفة والحرب على الأرض هي من تحدد هوية المنتصر ولا يمكن اليوم لطائرات العدوان أن تصنع نصرا أو مستقبلا لليمنيين».

تحالف العدوان يرتكب جرائمه ومجازره عادة ثم يبحث عن ذريعة أو مبرر سرعان ما يثبت عكسه عدوانه الجوي على العاصمة صنعاء وسط الاحياء المكتظة بالسكان كان بزعم تدمير مصانع الطيران المسير وعندما اتضح كذب تلك المزاعم الإجرامية وان الاماكن التي استهدفت مدنية ومنها مصنع بفك ومنازل مواطنين سقط فيها شهداء وجرحى..

فبرك تحالف العدوان أكذوبة جديدة مفادها أنهم قصفوا مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في العاصمة صنعاء ولعلها المرة الأولى التي يلجأ تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي إلى مثل هذا الزعم المناقض لخطابه الحربي وعناصره التبريرية لارتكاب جرائمه ومجازره في كل سياقاته الإعلامية والعسكرية التي يعبر عنها الناطق باسمه وكذلك مسؤولوه السياسيون وصحافته منذ البداية.

لعل حشر إيران وحزب الله من قبل تحالف العدوان محاولة لتبرير جريمة الأمس بالعدوان على العاصمة وما سوف يليها من جرائم أمام الرأي العالمي المطالبين بوقف العدوان والحصار على اليمن .

تناقضات تثير السخرية

اظهر ناطق تحالف العدوان السعودي "تركي المالكي" خلال مؤتمر صحفي أول أمس الأحد تناقضات لاحدود لها بشأن الطائرات المسيرة التي صنعها وامتلكها الجيش واللجان الشعبية حيث اعترف بأن صنعاء امتلكت تقنية الطائرات المسيرة التي تقصف بها مناطق سعودية رغم تفاخر قيادات تحالف العدوان في وقت سابق بتمكنهم من منعها من امتلاك التقنية.

ومن تناقضات المالكي أيضا قوله إن طيران العدوان استهدف بغارات ليلة السبت الماضي مصنعاً للطائرات المسيرة فيما كان يدعي أن هذه الطائرات إيرانية الصنع. يأتي ذلك في حين يشهد اليمن حصارا من قبل العدوان الذي يمنع حتى دخول سفن الوقود والمواد الغذائية. وفي محاولة يائسة لتبرير ارتكاب عدوانهم الهمجي مجازر بحق المدنيين واستهداف مطار صنعاء الدولي قال "المالكي" إنه يتم استخدام المناطق السكنية لإخفاء الطائرات المسيرة.

ماذا يقول الخبراء؟

"باستثناء موقف السعودية الواضح من اليمن واليمنيين وهو موقف متعال يضمر الحقد والخوف من اليمن الجمهوري والديمقراطي المستقل فإننا لا نستطيع فهم سلوك السعودية برمته في حربها على اليمن". كانت هذه إجابة المحلل والباحث السياسي اليمني عصام القيسي ردا على سؤال حول تفسيره للتصعيد الأخير للتحالف وقصفه صنعاء.

ويرى القيسي أن "أجندة السعودية والإمارات في حربهما على اليمن غير واضحة وأن ما تقوله السعودية علناً يكذبه الواقع وما تخفيه من الأجندة أكبر مما تبديه، وذلك يظهر من خلال تناقض سلوكها مع منطق الصراع بين الأعداء". ويتابع القيسي "من الواضح أن التحالف السعودي الإماراتي لا يريد القضاء على الحوثي ولا يريد حسم المعركة لصالح ماتسمي بالشرعية ومن الواضح أكثر أن السعودية لا تريد بجوارها دولة جمهورية ديمقراطية وما عدا ذلك تفاصيل لا أهمية لها".

 عضو المجلس السياسي الأعلى لانصار الله محمد البخيتي قال إنه لو كانت عمليات التحالف تستهدف مصانع الطيران المسير فعلاً لأخر الإعلان عن هوية الأهداف إلى ما بعد العملية، وليس الكشف عنها عبر وسائل الإعلام قبل التنفيذ.

وحول إن كانت العملية رد فعل لمسار المشاورات السياسية، قال البخيتي بعد اتفاق السويد لجأ التحالف إلى التصعيد العسكري بشكل كبير في مختلف الجبهات، وذلك يدل على أن استهداف صنعاء ليس بسبب تعثر تنفيذ اتفاق السويد وأن الهدف هو الانتقام بعد أن فشل في تحقيق أهداف التصعيد سابقاً. وأفاد بأنه لو كانت هناك أهداف عسكرية  كما أعلن تحالف العدوان لما استهدفت مساكن المواطنين ومصنع الإسفنج في صنعاء.

 انعكاس طبيعي لحالة تخبط تحالف العدوان

عودة تحالف العدوان لاستهداف مدينة صنعاء المكتظة بالسكان وبأكثر من عشرين غارة خلال أقل من 12 ساعة؛ يوضح الانعكاس الطبيعي لحالة التخبط التي أصبح يعيشها تحالف العدوان حيث ليست له أي أهداف محددة منذ بداية حربه على اليمن ولكن هذا التصعيد يريد من خلاله إرسال رسالة إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بأنه لن يستطيع زيارة صنعاء في الأيام القادمة من خلال قصف المطار ومحاولة إفشال اتفاقات الحديدة وما قام به تحالف العدوان السعودي الإماراتي هو تدمير المدمر وقصف مواقع سبق أن قام بقصفها أكثر من مرة.

تحالف العدوان بادعاءاته الكاذبة باستهداف مقرات للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في العاصمة صنعاء لكي ينال الغطاء اللازم لمثل تلك الجرائم من الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على اعتبار المواقف المعادية لإيران في أمريكا والغرب وهو ما قد يشير إلى رغبة أطراف التحالف وداعميه بتجاوز اتفاق السويد المتعثر على اعتبار أنهم نظروا للاتفاق كتكتيك تمت الاستفادة منه سياسيا وإنسانيا وعلى نطاق واسع وانه يمكن من خلاله ابتلاع الحديدة فعليا مع استمرار ماراثون التفاوض حول بنود الاتفاق الإنسانية وتوظيفها للضغط والمساومات على الطرف الوطني إلى ما لانهاية.

هذا الخلط السعودي الإماراتي الأمريكي المفضوح للأوراق ومحاولة استنساخ تواجد عسكري لإيران وحزب الله على الواقع اليمني في ظل العدوان والحصار يأتي بنفس منطق وأسلوب الكيان الصهيوني في العدوان المستمر على سورية الذي يتبجح به نتنياهو عادة كما يتبجح به إعلام العدوان السعودي الإماراتي، ولا شك بأن تبرير إعلام التحالف السعودي الإماراتي العدوان على العاصمة بتلك الوحشية بأنه استهداف لمقرات الحرس الثوري وحزب الله يأتي كثمرة للتنسيق والتعاون العسكري السعودي الإماراتي مع الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن الذي لم يعد سرا ولا خافيا..

ثمة رغبة أمريكية بريطانية في استمرار واستثمار العدوان على اليمن لمزيد من أضعاف الشعب اليمني وإبقاء السعودية في المستنقع عرضة للاستنزاف المالي والقابلية للخضوع والابتزاز الأمريكي الصهيوني في ملفات "صفقة القرن" والتصعيد ضد إيران الخ.

ثمة رغبة لدى تحالف العدوان ومرتزقته في طي صفحة اتفاق السويد تتضح في تعاطيهم السياسي والإعلامي مع الاتفاق منذ البداية، وتتأكد من خلال ارتفاع كم ونوع الخروقات لاتفاق الهدنة في الحديدة، وتعثر حلحلة كل الملفات الإنسانية استمرار التصعيد العسكري على مختلف الجبهات المواجهة واستمرار جرائم طيران العدوان ضد المدنيين بمختلف المحافظات والتي لم تنخفض كما ونوعا.

يبدو أن الإدارة الأميركية المأزومة في الداخل تحبذ الهروب إلى افتعال مزيد من الأزمات في المنطقة العربية وتصعيد العدوان السعودي الأمريكي التحالفي على اليمن يأتي في هذا السياق الأزمات التي تشهدها سورية وليبيا والعراق ولبنان والتصعيد ضد إيران لا يمكن فصلها عن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن كمحصلة للاستراتيجية الأمريكية الغربية الصهيونية التي تدير الحروب والأزمات والفتن والصراعات بذات القوى الإقليمية والأطراف والوجوه والوسائل والآليات ولغاية محددة هي الهيمنة الاستعمارية المطلقة ودخول العصر الصهيوني الذي لن يتحقق لأن ثمة في الأمة أحرار وشرفاء، وثمة من يقدم الدماء والتضحيات ويمتلك الوعي والبصيرة.

ويأتي هذا التصعيد العسكري الملفت من قبل تحالف العدوان في ظل الجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي في إطار البحث عن سلام من مدينة الحديدة يفترض أن يبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدينة ومن ميناء الصليف ورأس عيسى ولكن ذلك لم يتم في ظل استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار وفي ظل التحليق المستمر لطائرات تحالف العدوان والاستهداف لبعض المواقع في بعض قرى ومناطق الحديدة. وهو مؤشر واضح على أن الالتزام بالسلام وبتنفيذ الاتفاقات التي تتم، مجرد مناورة ولعب على الوقت وعلى المجتمع الدولي.

مقتل 5 خبراء في نزع الألغام شمال شرق صنعاء

وفي سياق أخر قتل خمسة خبراء في مجال نزع الألغام في اليمن في انفجار وقع في مخزن للألغام عند أطراف مأرب شمال شرق صنعاء وقال مسؤول أمني إن "5 خبراء قتلوا جراء انفجار وقع في مخزن للألغام عند أطراف مأرب ... الخبراء كانوا يعملون في المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة".

من جهته أكد مصدر طبي وصول أشلاء خمسة أشخاص لقوا مصرعهم في الانفجار إلى أحد المستشفيات، مشيرا إلى أنهم خبراء في مجال نزع الألغام. ورجح المصدر الطبي أن يكونوا من جنسيات أجنبية مضيفا أن هناك جرحى أيضا يتلقون العلاج في المستشفى الذي يعمل فيه دون توضيح عددهم.

المزيد في هذا القسم: