المرصاد نت - متابعات
نقل موقع "ميدل إيست آي" -عن أحد سكان المناطق التي قلصت فيها الإمارات وجودها العسكري- قوله إن هذا الانسحاب لا يمثل خطوة نحو السلام وإنما هو إستراتيجية حرب جديدة مشيرا إلى أن التطور الوحيد الذي حدث هو أن اليمنيين أصبحوا يقاتلون بعضهم بعضا نيابة عن الآخرين.
واعتبر تقرير نشره الموقع أمس أن الإمارات -التي تبسط سيطرتها على الساحل الغربي الممتد بين محافظتي الحديدة وتعز- دربت قوات "العمالقة" اليمنية بالمنطقة وكذلك المقاتلين الموالين لطارق صالح ابن أخ الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله واتحدت القوتان فيما بعد لتشكلا ما بات يسمى "حراس الجمهورية" الموالي لأبو ظبي. وصرح مصدر في قوات العمالقة بأن قيادة القوات الإماراتية في اليمن قررت تقليص عدد المقاتلين الإماراتيين على الساحل الغربي وأخلت معسكرًا في مديرية الخوخة واعتبر أن ذلك لا يعني انسحابها من المعركة.
وأضاف المصدر أن "القوات الإماراتية دربت القوات اليمنية ونحن نقاتل على الأرض تحت إشراف الضباط الإماراتيين على الساحل الغربي وفي عدن". وكانت الإمارات -التي تخوض حربا في اليمن منذ 2015 ضمن التحالف السعودي - قد أعلنت في الثامن من يوليو/تموز الجاري عزمها تقليص وجودها العسكري وتعهدت بخفض عدد قواتها في البلد الذي تعصف به الحرب منذ سنوات.
ورغم مغادرة جنودها الساحل الغربي فإن وجود الإمارات ما زال ملحوظا وما زالت تبسط سيطرتها على المنطقة وفقا للسكان المحليين، حسب ما أورد ميدل إيست آي. وصرح أحد السكان المحليين في مدينة المخا بمحافظة تعز لمراسل ميدل إيست آي "لا يمكننا رؤية المقاتلين الإماراتيين في الشوارع، لكن يمكننا أن نرى أعلامهم على المؤسسات العامة ونواجه القوات اليمنية على الأرض يوميا وهم أسوأ من الإماراتيين".
وأعرب عن اعتقاده بأن القوات الإماراتية لم تنسحب إلا بعد أن وضعت يدها على المنطقة من خلال القوات الموالية. وقال إن أبو ظبي تنهب ثروات شعب اليمن وتترك الأطفال يتضورون جوعا، ورغم ذلك لا تزال تبسط سيطرتها على الساحل الغربي ومعظم المحافظات الجنوبية ولا يمكن لأحد معارضة ذلك. واعتبر سالم أبو الليل وهو أحد سكان محافظة الحديدة أن الانسحاب لا يمثل خطوة نحو السلام وإنما هو إستراتيجية حرب جديدة وأن التطور الوحيد الذي حدث أن اليمنيين أصبحوا يقاتلون بعضهم بعضا نيابة عن الآخر، وأن خطوة الإمارات جاءت للحفاظ على أرواح جنودها.
ووفقا للتقرير فإن سكان المنطقة لا يكنون الكثير من الحب للإمارات وتعمق ذلك الشعور بعد إصدار القوات الإماراتية قرارا بمنع الصيادين من الإبحار أو صيد الأسماك قبالة الساحل في وقت سابق من هذا العام.
ميدل إيست آي أشار إلى أن هناك وجهة نظر أخرى يتبناها الموالون للإمارات تعتبر الانسحاب خطوة نحو السلام، كما ترى في تقليص الوجود العسكري الإماراتي فرصة لليمنيين لتولي إدارة جبهات الصراع. وانتقد زياد الشريف وهو مقاتل مؤيد للإمارات في عدن بعض الجهات من بينها حزب الإصلاح اليمني ومؤيدوه واتهمها بانتقاد الإمارات لأتفه الأسباب. وقال شريف "ينتقد الإصلاحيون ومؤيدوهم الإمارات عند حدوث أي تطور، حتى لو كان إيجابياً". وانتقد عدم رضا حزب الإصلاح عن الخطوة واتهمه بالسعي لتقويض الائتلاف الموالي لهادي وقال إنها تصب في مصلحة الحوثيين في النهاية.
من جانبه أرجع الصحفي اليمني محمد علي انسحاب الإمارات إلى التوتر المتزايد بين القوات الانفصالية الجنوبية ومقاتلي طارق صالح في الغرب.وقال إن القوات الجنوبية المدعومة إماراتيا كانت القوة الرئيسية على الساحل الغربي قبل أن يرسل هادي قوات طارق العام الماضي لنفس المنطقة وإن خلافا بين القوتين أدى لاتخاذ أبو ظبي قرار الانسحاب من الساحل الغربي.
ما هي أسباب انهيار التحالف بين السعودية والامارات؟
التحركات الاماراتية باتجاه تخفيف تواجدها العسكري في اليمن وباتجاه التقارب مع إيران يدل على انهيار تحالفها مع السعودية في العدوان على اليمن وفي معسكر الحرب ضد إيران. لكن مساعي التخفّف من الخسائر قد لا تحميها من الغرق إذا لم تقفز من القارب قبل فوات الآوان.
الانسحابات التي تقوم بها الامارات في اليمن لا يتم تنسيقها مع محمد بن سلمان في السعودية ولم تعلنها الامارات تفادياً لزيادة حدّة الخلاف بين الطرفين كما تقول صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر موثوقة. فمقال الصحيفة بقلم ديكلان والش وديفيد كيركباتريك يستعرض إحباط السعودية التي تتخلى عنها الامارات في اليمن، لكنه لا يتناول أسباب انهيار التحالف مع السعودية في محاولة الامارات لانقاذ ما يمكن انقاذه بعد فشل العدوان على اليمن والمراهنة على حرب أميركية حاسمة ضد إيران.
قائد الحرس الإماراتي مايك هندر مارش وهو جنرال أسترالي متقاعد، يوضّح الهلع الاماراتي المتزايد بسبب نمو قدرات الردع اليمنية وإمكانية تهديدها المرافق الحيوية الاماراتية، ما يدلّ على أن استمرار العدوان على اليمن يهدّد الامارات بمخاطر الأفول تحت وطأة ما يسميه الجنرال "فيتكونغ اليمن" في إشارة إلى ثوار فيتنام الذين هزموا العدوان الأميركي. فهذه المخاطر أخذت بتوسيع الشرخ بين حاكم أبو ظبي محمد بن زايد وبين حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وأمراء الفجيرة والشارقة المعترضين على ما يصفونه "السياسة الفاحشة" التي يطمح إليها ابن زايد، فضلا عن تعرّض الامارات إلى ضائقة اقتصادية على شفا أزمة خانقة نتيجة كلفة العدوان بحدود 100 مليار دولار.
الامارات تفوق خشيتها خشية السعودية مما تسميه إريك كنينغام في واشنطن بوست الخوف من أن تجد نفسها في الصفوف الأمامية لأي حرب بين أميركا وإيران. فالكاتبة المقيمة في دبي تحاول الاشارة إلى قلق دبي على وجه خاص، في معرض حديثها عن "دول الخليج التي لا تعرف ماذا تريد في المواجهة مع إيران" وهو القلق الذي طالما عبّرت عنه إمارة دبي في رسائلها إلى إيران كما كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني في قوله قبل ثلاث أشهر "في داخل الامارات حكام يرسلون إلينا رسائل تعاون لتذليل سوء التفاهم بيننا".
لكن مأزق الامارات في اليمن وفي أمن الخليج، تجاوز دبي والفجيرة والشارقة إلى أبو ظبي ومحمد بن زايد نفسه الذي يأخذ احتمال تفكّك الامارات على محمل الجدّ بسبب مخاطر تداعيات الحرب في مياه الخليج. فوزير الخارجية عبد الله بن زايد يحاول التقرّب من إيران في اختلافه مع السعودية بشأن أحداث الفجيرة، كما يسعى إلى توسيط روسيا أثناء زيارته إلى موسكو بتاريخ 25 حزيران/ يونيو الماضي لكن طهران ترفض إنقاذ الامارات التي "تجاوزت الخطوط الحمر" في مركب يتهدده الغرق في مياه الخليج.
الوفود الأمنية الاماراتية التي تعرض في طهران تطبيع العلاقات والموافقة على تأمين حماية مشتركة للممرات المائية ومغادرة اليمن، لا تلقى أذناً صاغية ولا ترحيباً بالوساطة الروسية بحسب المصادر المطّلعة. ففي مقابل محاولة ترامب إنشاء تحالف دولي لمرافقة وحراسة السفن التجارية في الخليج، وفق قائد الأركان المرشّح مارك ميلي وقائد الأسطول الخامس جيم مالوي تعرض إيران على دول الخليج ضمان الأمن الاقليمي من دون قوات أجنبية "لا تهتم في استتباب الأمن والاستقرار" بحسب المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي. وفي هذا الصراع على الامارات أن تختار ضمان أمن الخليج في اعتماد دول المنطقة على نفسها أو التدويل الذي يهدّد أمن المنطقة واستقرارها.
المحاولة الاميركية للتدويل تقتصر على بريطانيا وحدها، من دون موافقة دولة أوروبية أخرى. وهي تدلّ على اعتراف ترامب باضطرار أميركا للتنازل عن احتكارأميركي تاريخي لأمن الخليج، إلى روسيا والصين اللتان ترفضان مدّ يد العون لإنقاذ ترامب من المستنقع. ولا يحمي الامارات في هذا المطب الوعِر انهيار تحالفها مع السعودية بل يحميها عدم انزلاقها إلى هذا المنزلق الاميركي الوخِم.
المزيد في هذا القسم:
- عاجل : مصدر خاص ينفي التوصل إلى اتفاق ويؤكد بأن المفاوضات تجري تحت سقف الإعلان الدستوري عاجل يمني برسنفى مصدر مسؤول في المفاوضات الجارية بين القوى السياسية بفندق موفمبيك لـ يمني برس ما نُشر في قناة اليمن اليوم حول التوصل الى اتفاق يضمن بقاء البرلما...
- السعودية تسببت بإطالة معاناة اليمنيين عبر عدوانها المتواصل المرصاد نت - متابعات قالت الأمم المتحدة - اليوم الجمعة ـ إن شهر أبريل الماضي شهد زيادة حادة في عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا بقصف جوي في اليمن ليصبح الأكثر...
- صراع اماراتي قطري في عدن المرصاد نت - متابعات صراع خفي يعتمل في مدينة عدن بين قطر والأجنحة المحسوبة عليها من جهة وبين الإمارات والفصائل الموالية لها من جهة أخرى. صراع يبدو أنّه سيخ...
- الساحل الغربي: الخسائر توسّع الشرخ بين المليشيات الإماراتية المرصاد نت - متابعات تواصل القوات اليمنية المشتركة عملياتها المضادة للهجمات التي شهدتها منطقة الساحل الغربي من قبل الميليشيات المدعومة من تحالف العدوان السعود...
- 'انديا لايف توداي': السعودية تصرفت بطريقة 'شيطانية' في حربها على اليمن المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة “انديا لايف توداي” الهندية تقريراً (الأحد 24 يوليو/تموز 2016) اتهمت التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بأنه &ldq...
- تايمز: الحصار السعودي يفتك بأطفال اليمن المرضاد نت - متابعات كان الطفل خضر الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يصارع بلا جدوى للاستمرار في الحياة بوحدة العناية المكثفة بمستشفى الصداقة بمدينة عدن اليمنية؛ ...
- حكومة هادي و«الانتقالي»: معاً في احتواء انتفاضة الجنوب المرصاد نت - لقمان عبدالله أكثر رئيس وزراء ما يسمى «الشرعية» أحمد عبيد بن دغر من إطلالاته الإعلامية خلال اليومين الماضيين في أعقاب اندلاع الهبّة ا...
- مجلس أنصار الله السياسي : لم يكن للأعمال الإجرامية أن تستمر لولا الغطاء الإعلامي والسياسي ... أدان المجلس السياسي لأنصار الله الجريمة البشعة التي نفذتها العناصر التكفيرية صباح اليوم بحق المحتفليين بالمولد النبوي الشريف بالمركز الثقافي بمدينة إب متقدماً ب...
- روسيا تدعو الأطراف اليمنية إلى تجنب العودة للحرب المرصاد-متابعات دعت روسيا، مساء الأحد، أطراف الصراع في اليمن، إلى تجنب العودة للحرب، والانخراط في جهود تحقيق السلام. وقالت سفارة موسكو باليمن في بيان "...
- كيف يعمل التحالف السعودي الإماراتي على تدمير الاقتصاد اليمني؟ المرصاد نت - متابعات كشف تقرير خطط التحالف السعودي الإماراتي في السيطرة على اقتصاد اليمن الذي تقود فيه الرياض حرباً منذ مارس 2015م. وأشار التقرير إلى أن النظا...