اليمن في الصحافة الغربية : انسحاب الإمارات “تكتيكي” لتقسيم اليمن!

المرصاد نت - متابعات

سلط موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير له الضوء على الانسحاب المفاجئ للإمارات من اليمن وطرح العديد من التفسيرات المحتملة للقرار الإماراتي المفاجئ. وأشار الموقع إلى أن أبرزUAE Army2019.7.13 هذه الاحتمالات هو تنامي الاستياء تجاه الإماراتيين وتراجع شعبيتهم في حرب غير شعبية على نحو متزايد مضيفا أنه من المفترض أن يكون الانسحاب الأخير جزءاً من إعادة الانتشار الاستراتيجي للقوات الإماراتية في الخليج، مع تزايد التوترات هناك بين إيران والولايات المتحدة.

وتصرّ الإمارات على أن تخفيض قواتها نتيجة طبيعية لانتصاراتها على «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية والحوثيين. لكن الاستياء المتزايد من الوجود العسكري لدولة الإمارات في جنوب اليمن، ساهم أيضاً في انسحابها الجزئي من المنطقة ففي البداية اقتصر الغضب اليمني إلى حد كبير على انتهاكات حقوق الإنسان من قِبل الميليشيات المتحالفة مع الإمارات في جنوب اليمن.

وفي أواخر يناير اندلعت المظاهرات في عدن بسبب تورّط ميليشيا مدعومة من الإمارات في عمليات اختفاء قسري للمدنيين اليمنيين وفي مارس، اندلعت الاحتجاجات مرة أخرى في عدن رداً على مقتل رأفت دنبع وهو شاهد ضد العديد من الجنود المنضمين إلى الإمارات في اغتصاب طفل عام 2018م فبعد الإدلاء بشهادته اختُطف دنبع وقُتل على أيدي قوات مدعومة من الإمارات.

واعتبر الموقع أن التصور بأن الإمارات قوة محتلة أدى إلى انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء جنوب اليمن، ففي منتصف يونيو، اندلعت مظاهرات في محافظة شبوة كانت تحمل لافتات تعارض «احتلال» الإمارات للمنطقة، وفي الأول من يوليو، اشتدت الاضطرابات الشعبية في جزيرة سقطرى، حيث رفع المتظاهرون العلم اليمني وانتقدوا زعزعة الإمارات لاستقرار الجزيرة، ووصف نشطاء هذه الاحتجاجات بأنها «الأكبر في تاريخ سقطرى»، وربطوها بتنامي الغضب تجاه الميليشيات المتحالفة مع الإمارات.

وعلى الرغم من أن الهدف الأصلي للتحالف السعودي الإماراتي كان من المفترض دعم هادي وتوحيد البلاد، فإن الإمارات تدعم هدف المجلس الانتقالي الجنوبي المتمثل في انفصال الجنوب، ويلفت موقع «المونيتور» إلى أن أبوظبي ترغب في ضمان عدم احتضان اليمنيين في الجنوب للفصائل المناهضة للإمارات، ومن خلال تقليص وجودها العسكري في الجنوب من الناحية التكتيكية، تحاول الإمارات إعادة توجيه الانتباه نحو جهودها لتعزيز قضية الحكم الذاتي في جنوب اليمن.

وقال دبلوماسي يمني سابق يعيش في واشنطن لـ «المونيتور» إن الإمارات من المرجّح أن تدعم المفاوضات السياسية لإنشاء اتحاد بين الشمال والجنوب يمنح جنوب اليمن الحكم الذاتي. وفي حين أن الانسحاب الجزئي لأبوظبي من جنوب اليمن يمكن أن يعيد تأهيل صورة الإمارات في المنطقة فإن هذه المناورة محفوفة بالمخاطر، فعلى الرغم من أن الإمارات تدعم الحكم الذاتي لجنوب اليمن فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يقول إن 80% إلى 90% من اليمنيين الجنوبيين يؤيدون الاستقلال- السيادة في مقابل الحكم الذاتي العادل.

وفيما قد يبدو أن الرقم مبالغ فيه فإنه يُعتقد على نطاق واسع أن الأغلبية تريد الاستقلال، ومن غير المرجّح أن توافق دولة الإمارات على مطالب المجلس بالاستقلال؛ لأن السعودية تدعم اليمن الموحّد وإذا رفضت الإمارات دعم استقلال جنوب اليمن يمكن للمجلس تنويع شراكاته الدبلوماسية بعيداً عن اعتماده الحالي على أبوظبي وإضعاف هيمنة الإمارات في عدن.

وختم موقع «المونيتور» بالقول: «يمكن تفسير خفض القوات الإماراتية جزئياً بالقلق على سمعتها الدولية مع استمرار الأزمة الإنسانية هناك والإحباطات الداخلية مع التقدم الراكد للتدخل العسكري بقيادة السعودية، لكن تزايد عدم شعبية الوجود العسكري لأبوظبي في جنوب اليمن قد شكّل أيضاً تغييراً في سياستها وانتقالها إلى التركيز على حل دبلوماسي للحرب الهمجية على اليمن».

وأثار الأكاديمي الإماراتي ومستشار ولي عهد أبوظبي “عبدالخالق عبدالله” موجة غضب واسعة بين الناشطين اليمنيين على “تويتر” بعد نشره تغريدة أكد فيها أن اليمن الموحد انتهى ولن يعود. ودون “عبدالله” في تغريدته ما نصه: “لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم” ما دفع الناشطين اليمنيين لتذكيره بأن مصير بلادهم لن تحدده أبوظبي.

ورد مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي “مختار الرحبي” على تغريدة الأكاديمي المقرب من ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، بالقول: “لا يحق لك ولا لغيرك تقرير مصير الشعب اليمني، كما لا يحق لي ولا لغيري تقرير مصير الشعب الإماراتي في حال طلبت إحدى الإمارات الصغيرة الانفصال عن دولة الإمارات”وأضاف: “دعوا الشعب اليمني يقرر ماذا يريد بعيدا عن مزاجكم المتقلب” مؤكدا أن جنوب اليمن لا يمثله “عيدروس الزبيدي” ولا “هاني بن بريك” وهما رئيس ونائب ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي تشكل بدعم من أبوظبي أواسط عام 2017 وتبنى نزعة انفصالية.

ووصف الإعلامي اليمني “محمد الضبياني” الأكاديمي الإماراتي “أحمق على هيئة أستاذ علوم سياسية خطابه مليء بالسخف والصفاقة يتحدث بغطرسة مكذوبة وأمانٍ هلامية” وأضاف أن الإماراتيين “يقسمون بلاد الآخرين وفق هواهم المأزوم، ومساعيهم الفاجرة التي تصنع الموت لا الحياة، وتزرع الشوك، وتفخخ الأوطان بالضغينة والقتل والميليشيا ومشاريع التمزيق” حسب تعبيره، وأردف قائلا: “خبتم وخابت مساعيكم الخاطئة”.

وفي السياق وجه الناشط اليمني “خالد العلواني” رسالة لـ”عبدالخالق عبدالله” مغردا:”اليمن ليست جزءا من تركة الوالد حتى تقسمها وفقا لهواك (..) هل تقبل أن ينادي اليمنيون بتقسيم الإمارات أم إنه يحل لكم ما لا يحل لغيركم وأين الشرعية التي يناصرها التحالف العسكري السعودي؟” وأضاف أن “شرعنة التشظي والنزعات الانفصالية سابقة، سيكون لها آثارها المدمرة على اليمن وأمن المنطقة”

واعتبر الكاتب الصحفي اليمني “فهد سلطان” تغريدة “عبدالله” بمثابة تعبير عن الموقف الرسمي الإماراتي من وحدة اليمن مغردا: “هذا موقف الإمارات الرسمي، وخرج إلى النور بوضوح، كان الشرفاء يتحدثون من وقت مبكر بأن للإمارات أهدافا لا علاقة لها بدعم الشرعية”وأكد أن هذا التصريح “يجب أن يؤخذ بعين الجدية ولو كان اتخاذ الموقف متأخرا” مشيرا إلى أن “الأحزمة والتفخيخ للبلاد ودعم الحوثي يجب أن يكون مقابله موقف واضح”.

فيما سخرت المدونة “فاطمة المنصري” من حديث السياسي الإماراتي ودعته بتهكم إلى استعادة زوجة حاكم دبي الهاربة في لندن قبل الحديث عن شؤون بلدان أخرى.

“بلومبرغ”: باب المندب محفوف بالمخاطر للسفن السعودية

وفي سياق متصل نشرت وكالة “بلومبرغ” تقريرا تحدثت فيه عن المخاطر التي تواجه السعودية إذا استخدمت البحر الأحمر لتصدير نفطها بدلا من الخليج أو مضيق هرمز، شريان النفط العالمي.

وذكرت الوكالة أن تصدير النفط عبر البحر الأحمر بدلا من الخليج قد يبدو للوهلة الأولى خياراً جذاباً إلا أن التصدير عبر البحر الأحمر له مخاطر.

تقوم السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم بمشروع توسعة لخط أنابيب يمتد من حقول النفط في شرق المملكة إلى موانئها المطلة على البحر الأحمر ومشروع التوسعة يهدف لزيادة استطاعة الأنبوب من 5 ملايين برميل يوميا إلى 7 ملايين برميل. ووفقاً لمصادر مطلعة فإنه من المتوقع أن تنتهي السعودية من مشروع التوسعة في سبتمبر/أيلول إلا أن تقريرا ماليا لشركة “أرامكو” يظهر أن الانتهاء من الأعمال سيكون بعد 4 سنوات.

وقالت “بلومبرغ” إن التصدير عبر أنبوب النفط هذا وعبر البحر الأحمر وتحديداً عبر مضيق باب المندب أو كما يوصف “بوابة الدموع” ليس خيارا آمنا للسعودية.وأوضحت أن أنبوب النفط من الممكن أن يتعرض لهجمات بطائرات مسيرة مثلما تعرض في مايو/أيار الماضي حينها نفذت حركة “أنصار الله” (الحوثيون) في اليمن هجوما بطائرات مسيرة على منشآت في الأنبوب.

كذلك أشارت الوكالة إلى مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، محفوف بالمخاطر مثل مضيق هرمز مستذكرة أن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا لهجوم في المندب العام الماضي ما دفع السعودية لوقف تصدير خامها عبر هذا المضيق المطل على اليمن.

وأضافت “بلومبرغ” أن السعودية بعد الحوادث التي تعرض لها مضيق هرمز في الفترة الماضية تشعر بالقلق من استخدامه في تصدير نفطها لذلك تقوم بدراسة جميع خياراتها الأخرى.

المزيد في هذا القسم: