الجزر اليمنية ضمن مخطط العدوان السعودي الامريكي وخارطة الأمم المتحدة مصممة لحماية أمن السعودية

المرصاد نت - أنس القباطي

تحاول السعودية وعبر اللجنة الرباعية والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ تمرير تعديلات في خارطة الطريق بما يحقق للسعودية تأمين حدودها الجنوبية و بقاء قواتها في عدد من zakar201612.22المحافظات الجنوبية


واستمرار احتلالها لعدد من الجزر ذات الأهمية الاستراتيجية قرب مضيق باب المندب وسيطرت قوات تحالف العدوان السعودي على 3 جزر غرب باب المندب في البحر الأحمر خلال الفترة من أكتوبر/تشرين أول 2015، و حتى ديسمبر/كانون أول من نفس العام.

ففي بداية أكتوبر احتلت قوات سعودية جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب و في 15 ديسمبر/كانون أول 2015 احتلت قوات اماراتية جزيرة زقر تقع غرب ارخبيل حنيش قبالة سواحل الحديدة و قبلها و تحديدا في 10 من ذات الشهر احتلت قوات سعودية أرخبيل حنيش في البحر الأحمر.

خارطة الطريق وامن المملكة

و في الوقت الذي ما تزال هذه القوات محتلة لتلك الجزر لم يرد في خارطة الطريق التي صاغتها الرباعية الدولية المكونة من السعودية و الامارات و الولايات المتحدة و بريطانيا و تبناها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، لمنحها الصفة الأممية الخارطة تنص على انسحاب الجيش واللجان الشعبية لمسافة 30 كم من الحدود اليمنية السعودية في حين لم يرد في الخارطة ما يقابل هذه الخطوة، و التي كان يفترض أن يقابلها انسحاب الجيش السعودي نفس المسافة.

و فيما اشترطت الخارطة نقل صلاحيات هادي بالانسحاب من الحدود ومن المنطقة “أ” التي تشمل العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والحديدة وتسليم السلاح لم تشر بتاتا لانسحاب القوات الأجنبية (سودانية ، اماراتية ، سعودية) من الأراضي اليمنية في الجنوب ومأرب والجزر اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي.

مخالفة اتفاقية جدة

وعلاوة على ذلك فإن الانسحاب لمسافة 30 كم من الحدود اليمنية السعودية يخالف ما ورد في اتفاقية جدة الموقعة في العام 2000، و التي نصت على وجود منطقة محايدة، بمسافة 20 كم من أراضي كل دولة يمنع فيها التواجد العسكري للدولتين وتخصص للرعي.

وبالتالي فإن السعودية تكون قد تمكنت من احتلال المنطقة المحايدة اليمنية اضافة إلى 10 كم أخرى باعتبار أن منطقة الـ”30″ كم من الأراضي اليمنية التي سيتم الانسحاب منها ستتحول إلى منطقة أمنية لحرس الحدود السعودي تحت مبرر حماية أمن المملكة الذي يكرره باستمرار وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري.

اتفاقية جدة 2000 تم تمريرها عبر البرلمان فكيف يمكن تمرير نص الانسحاب من الحدود كونه متعلق بالسيادة وحصلت عليه السعودية في اتفاق ليست طرفا فيه..؟وهو ما يعني أن خارطة الطريق فصلت لغرض حماية أمن السعودية التي تحولها الخارطة إلى راعي حيث التزم طرفي صنعاء بموجب تفاهمات مسقط في نوفمبر/تشرين ثان الماضي بإرسال ممثلين عنهم إلى ظهران الجنوب والالتزام بوقف اطلاق النار بناء على اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم في 10 ابريل/نيسان 2016، في ظهران الجنوب بين السلطات السعودية وأنصار الله والذي لم يكشف عن تفاصيله باستثناء أن الاتفاقات الموقعة بين اللجان المحلية للتهدئة تمت برعاية سعودية.

تهجير سكان ميون

و رغم ذلك كله لم يرد في الخارطة ما يشير إلى انسحاب القوات السعودية والاماراتية و السودانية من الأراضي والجزر اليمنية بل تحولت حكومة هادي إلى مجرد وكيل للسعودية، بممارستها ضغوط على سكان جزيرة ميون (بريم) في باب المندب، للخروج من الجزيرة، كونها تحولت إلى منطقة عسكرية، بعد أن استكملت السعودية انشاء قاعدة استخباراتية مشتركة في الجزيرة يشارك فيها ضباط مخابرات بريطانيين و فرنسيين و امريكان و اماراتيين.

غرفة عمليات استخباراتية في جزيرة ميون بموجب صفقة سرية مع حكومة هادي وأهالي الجزيرة مهددون بالتهجير ويناشدون المنظمات الانسانية بالتدخل لوقف تهجيرهم

جزيرة ميون

وتقول معلومات أخرى أن جزيرة زقر تحولت هي الأخرى إلى مركز تدريبي لعناصر مخابراتية من الامارات، التي استأجرت جزيرة ارتيرية مجاورة، لبناء معسكر تدريبي، لتدريب جنود من قوات هادي لاحتلال الساحل الممتد من ذو باب و حتى الحيمة في التحيتا ويدير المركز التدريبي الاستخباراتي الاماراتي في جزيرة زقر ضباط أجانب لم تكشف جنسياتهم.

جزيرة زقر

جزيرة حنيش مقر للتعاون المخابراتي الفرنسي السعودي أما بالنسبة لـ”أرخبيل حنيش” المكون من جزيرتي حنيش الكبرى و حنيش الصغرى و جزر صغيرة محيطة بهما والتي احتلتها قوات سعودية، في ديسمبر من العام الماضي.

وكشف المغرد السعودي “مجتهد” في يونيو/حزيران 2015، أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ابرم أثناء زيارته لفرنسا آنذاك صفقة لشراء الدعم الاستخباراتي و السياسي في اليمن والذي تمثل في خدمتين الأولى: تقنية معلوماتية والثانية بشرية.

و أوضح مجتهد في حسابه على موقع “تويتر” أن الخدمة التقنية تتمثل في الاستفادة من مركز رصد استخباري فرنسي في أرخبيل حنيش اليمني في البحر الأحمر والذي يعد من أكثر المراصد تطورا في المنطقة، و بنته فرنسا في صفقة مع نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

أما الخدمة البشرية فتتمثل في شبكة عملاء داخل حزب المؤتمر الشعبي اليمني وغيره يعملون لصالح فرنسا. مؤكدا أنه قد صدر توجيه من الرئيس الفرنسي “هولاند” لجعلهم تحت تصرف السعودية مقابل مبالغ مالية ضخمة.

وهذا يكشف سبب اقدام القوات السعودية على احتلال الجزيرة، مستغلة هدنة تم اعلانها حينها من قبل الأمم المتحدة بالتزامن مع مفاوضات “بيرل” السويسرية وتقول معلومات أن قوات سعودية خاصة تتواجد في جزيرة حنيش الكبرى فيما يتردد ضباط من جنسيات مختلفة على الجزيرة.

مغرد سعودي شهير يكشف عن أسرار زيارة “بن سلمان” لفرنسا والصفقة الاستخباراتية التي ابرمها بشأن اليمن مع فرنسا وحسب المعلومات تقوم قوات بحرية سعودية بمنع التواجد في محيط الارخبيل و تستهدف أي قوارب صيد تقترب من الارخبيل، في حين تمشط مروحيات اباتشي المنطقة المحيطة بالارخبيل بشكل يومي، ويستهدف الطيران الحربي قوارب الصيد في تلك المنطقة.

تمرير اتفاق

السعودية و الامارات و معها الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا، تحاول تمرير اتفاق لوقف الحرب في اليمن، بما يضمن أمن الحدود الجنوبية للسعودية و يبقي على التواجد الاماراتي السعودي الغربي في جزر البحر الأحمر اليمنية، و التي جرى ابرام اتفاقيات سرية بخصوها بين حكومة هادي و الامارات و السعودية، باعتبار الاخيريتين وكيلين لأطراف دولية أخرى.

ارخبيل سقطرى والتواجد الاماراتي

و ذات الأمر ينطبق على ارخبيل سقطرى الذي بات العلم الاماراتي يرفع فيها بعد توقيع اتفاقية للاستثمار واعادة الاعمار في الجزيرة بين حكومة هادي في عهد رئيسها السابق خالد بحاح و الحكومة الاماراتية.

المزيد في هذا القسم: