المرصاد نت - متابعات
يتخذ الوضع الأمني في جنوب البلاد منحى دراماتيكياً في ظل التطورات الأمنية المتسارعة على مدى الساعات الـ72 الماضية إذ امتد التوتر إلى محافظة أبين بهجوم شنّه مسلحو تنظيم "القاعدة" بعد يوم من التفجيرين اللذين هزّا مدينة عدن وقُتل وأصيب فيهما ما يقارب المائة بين جنود ومدنيين في ظل ضبابية المشهد السياسي والعسكري مع إعلان الإمارات التي تتصدر واجهة التحالف مع السعودية جنوباً تقليص عديد قواتها وفي ظل تصاعد الخلافات العميقة بين التشكيلات المدعومة من أبوظبي وبين قوات هادي. وأكدت مصادر محلية في محافظة أبين أمس الجمعة أن 19 قتيلاً على الأقل وعدداً من الجرحى سقطوا في صفوف الجنود إثر هجوم نفذه مسلحو تنظيم "القاعدة" على معسكر لقوات "الحزام الأمني" التابعة للإمارات في مديرية المحفد ونجحوا في السيطرة لبعض الوقت على المعسكر، قبل أن ترسل القوات الحكومية تعزيزات لاستعادته وطرد مسلحي التنظيم.
وكانت مديرية المحفد في أبين إلى ما قبل سنوات من أبرز المعاقل التي ينتشر فيها مسلحو تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" إلا أن مسلحي التنظيم انسحبوا منها بعد مواجهات محدودة بالتزامن مع الحملات التي نفذتها القوات وتلك الفصائل المدعومة إماراتياً في أكثر من مدينة جنوبي البلاد تراجع على إثرها حضور "القاعدة". وكانت آخر العمليات في السياق في مديرية المحفد في مارس/ آذار 2018. ويثير التصعيد في أبين جملة من التساؤلات لجهة التوقيت على نحو خاص إذ جاء بعد أقل من يوم على هجوم انتحاري نفذه تنظيم "داعش" في مدينة عدن عبر انتحاري يقود سيارة مفخخة استهدف مركزاً لشرطة مديرية الشيخ عثمان وأوقع ما يقرب من 20 قتيلاً وجريحاً قبل أن ينشر التنظيم أمس الجمعة بياناً يتبنّى فيه الهجوم وينشر صورة للانتحاري الذي يُدعى "عقيل المهاجر".
ويُعدّ هجوم "داعش" في عدن الأول من نوعه منذ شهور طويلة، إذ لطالما تبنّى التنظيم العديد من العمليات الدامية أغلبها بين أواخر عام 2015 وحتى 2017م وهذه المرة يعود بتوقيت حسّاس مثير للتساؤلات عبر بوابة التفجيرات الانتحارية وضمن ما أطلق عليه بيان التنظيم "معركة الاستنزاف" وسط مخاوف من أن تكون العملية مؤشراً على تمكّن التنظيم من ترتيب أوضاعه بعدما تعرّض لضربات خلال السنوات الماضية، تمثّلت باعتقال قيادات كبيرة في التنظيم على أيدي التشكيلات الأمنية المختلفة في عدن ومحيطها.
ويزيد الوضع غموضاً أن تعود هجمات تنظيم "القاعدة" بعد يوم من جريمة "داعش" في عدن التي تزامنت مع هجوم للقوات اليمنية المشتركة باستخدام طائرة مسيرة من دون طيار وصاروخ باليستي قصير المدى أوقع العدد الأكبر من قتلى الخميس في معسكر قوات "الحزام الأمني" في منطقة البريقة وهي المنطقة التي يقع فيها أيضاً مقر قاعدة التحالف السعودي الإماراتي الرئيسية في عدن وكلها حوادث ضربت عدن وصولاً إلى أبين في أقل من 24 ساعة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة يحيى سريع خلال مؤتمر صحافي أمس إن هجوم عدن الخميس يدخل ضمن الاستراتيجية العسكرية الاستباقية لجماعته، لإفشال مخطط التحالف السعودي-الإماراتي بالتصعيد في مختلف الجبهات. وأضاف أن القوة الصاروخية لجماعة الحوثي باتت قادرة على استهداف أيّ هدف في دول التحالف.
من جانب آخر وفي مقابل ما تعرضت له من هجوم لجأت القوات المدعومة من الإمارات إلى حملات انتقامية عشوائية بملاحقة المواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية ومنعهم من دخول مدينة عدن خلال الساعات الـ48 الماضية وهي الممارسات التعسفية التي لطالما مارستها هذه القوات منذ سنوات وتمثل بدورها تعبيراً عن حالة الفوضى المرتبطة بتأسيس هذه التشكيلات والتعبئة العنصرية في صفوف البعض من منتسبيها.
وفي الوقت الذي يأتي فيه التحوّل المرتبط بما أعلنته القوات الإماراتية عن انسحاب جزئي من اليمن وتوجّه أبوظبي إلى فتح خطوط علاقاتها مع إيران من أبرز التطورات ذات الصلة بدور الأخيرة في اليمن وحالة الفوضى التي ساهمت بترسيخها بالتأسيس المناطقي للتشكيلات المرتبطة بها وعدم إخضاعها للقوات الرسمية تثير التطورات الأمنية العديد من التساؤلات عما ستؤول إليه الأوضاع في اليمن جنوباً وعما إذا كان لأبوظبي ذاتها دور في الأحداث الأخيرة بهدف خلط الأوراق وخلق حالة من الفوضى تستثمرها في مفاوضات سياسية أو ضغوطٍ من نوع ما على حكومة هادي وعلى حليفتها الرياض.
الجدير بالذكر أن عدن ومحيطها من المحافظات الجنوبية كانت قد تحوّلت إلى ساحة مفتوحة لانتشار تنظيم "القاعدة" وأنشطة تنظيم "داعش" بالتزامن مع انهماك الإماراتيين خلال الأشهر الأولى من وجودهم الميداني في عدن بتأسيس التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة لهم لتظهر الأخيرة متصدّرة "الحرب على الإرهاب". لكن غالبية المعارك التي أنهت سيطرة "القاعدة" على مدن واسعة في جنوب البلاد كانت محدودة إذ اعتمد التنظيم على سياسة الانسحاب بالتفاوض غير المباشر والتراجع لتقليل الخسائر مثلما أن الطريقة التي أُديرت بها المعركة وقبلها سقوط المدن المفاجئ لا تزال تُثار حولها علامات استفهام حتى اليوم.
المزيد في هذا القسم:
- الجيش يؤمّن مواقع محورية والطائرات السعودية تقتل مرتزقتها بغارة جوية في نهم المرصاد نت - متابعات أمّنت وحدات الجيش اليمني واللجان 4 مواقع محورية في إحدى مناطق مديرية نهم بالتزامن مع معارك عنيفة وغارات للطيران المعادي. ونقلاً ...
- تحالـف العدوان يمنـع وصـول 4 سفـن نفطيـة إلـى مينـاء الحديـدة! المرصاد نت - متابعات أكد مصدر في وزارة النفط اليمنية اليوم الخميس أن قوات تحالف العدوان البحرية احتجزت 4 سفن محملة بالمشتقات النفطية خلال الايام الماضية ومنعت...
- وزير الداخلية : الأجهزة الأمنية تعمل بوتيرة عالية لملاحقة المتورطين في اغتيال الوزير زيد المرصاد-متابعات بعث اليوم اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي وزير الداخلية برقية عزاء لأبناء وأسرة وزير الشباب والرياضة الأستاذ حسن زيد الذي است...
- باعوم : إعلان عدن لم يكن ملبياً لتطلعات شعب الجنوب وقضيته وأثبت أن الصراع صراع مناصب المرصاد نت - متابعات قال القيادي في الحراك الجنوبي فادي حسن باعوم ان البيان السياسي الاخير الصادر عن مليونية الخميس بعدن لم يكن ملبيا لتطلعات شعب الجنوب وقضيت...
- للعام السادس.. التحالف يدمر قطاع الاتصالات في اليمن! المرصاد - متابعات للعام السادس على التوالي تواصل طائرات التحالف استهداف قطاع الاتصالات في اليمن وتدمير الشبكات والسنترلات والابراج في المناطق الخاضعة لسيطرة ال...
- تعثر تطبيق اتفاق الحديدة والأنظار على مباحثات الكويت ! المرصاد نت - متابعات يبدو أن المشهد السياسي في اليمن لا يدعو الی التفاؤل رغم حالة الأمل التي طغت على معظم اليمنيين خلال الأيام الماضية بإيقاف الحرب على بلادهم...
- عمران مسيرة أخرى وتصعيد مستمر وحملة فبراير تدعوا للمشاركة الواسعة أعلنت اللجنة التحضيرية لشباب ثورة الحادي عشر من فبراير بمحافظة عمران أن موعد مسيرتها التصعيدية ثورة ضد الفساد القادمة ستكون يوم السبت القادم الموافق 22 / مارس...
- غريفيث وسط حقل الألغام اليمني... هل يصلح ما أفسده ولد الشيخ؟ المرصاد نت - لقمان عبدالله اختتم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث أمس جولته الأولى في المنطقة بزيارة ثانية للعاصمة السعودية الرياض التقى خلالها ال...
- دعم سعودي لتنصيب المصري قائداُ للقاعدة في اليمن! المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر استخباراتية في مأرب يوم أمس عن تكثيف السعودية تحركاتها لدعم صعود آبي الحسن المصري (المأربي)، قائداً لتنظيم القاعدة في جزيرة ال...
- ردا على اجتماع جدة: الحل إزاحة الملك وطاقمه العدواني المرصاد نت - المسيرة جاء كيري واجتمع بهم في جدة ضمن لجنة رباعية ورحل بعد أن كرر على مسامعهم العشقَ الأمريكي بالسعودية مبديا انزعاجَه مما تتعرضُ له تلك المسكينة...