تعثر تطبيق اتفاق الحديدة والأنظار على مباحثات الكويت !

المرصاد نت - متابعات

يبدو أن المشهد السياسي في اليمن لا يدعو الی التفاؤل رغم حالة الأمل التي طغت على معظم اليمنيين خلال الأيام الماضية بإيقاف الحرب على بلادهم وإحلال السلام خاصة بعد توافق السويد. ومرد هذا التشاؤم يعود الی عجز الفريق الأممي المستقر في الحديدة عن إيقاف الخروقات المستمرة من قبل القوات المرتزقة وفشل الأمم المتحدة في فتح طريق اALhoudidaaaa2019.1.4لحديدة- صنعاء إثر تعنت تحالف العدوان ورفضهم الانسحاب من الخط الفاصل بين كيلو 5 حتى كيلو 16 في هذه الطريق.

وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية أعلنت عن تنفيذها المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار وانسحابها من موانئ الحديدة التي نص عليها الاتفاق وسلمت هذه الأماكن لقوات خفر السواحل، غير أن دول العدوان رفضت هذه الخطوة وطالبت بتسليم هذه الموانئ إلى قواتها، في إشارة واضحة لعرقلة عملية السلام في المدينة والخروج عن نص اتفاق ستوكهولم، وهو ما يمثل انتكاسة حقيقية وكبيرة للعملية السياسية والسلام في اليمن.

ومن الادلة الاخری علی انتکاسة اتفاق السويد استمرار الغارات على الحديدة واستشهاد بعض المدنيين جراء القصف واستقدام الإمارات معدات عسكرية وقوات جديدة إلى الساحل الغربي .

ملف الأسرى أيضاً يواجه صعوبات، اذ تنتظر مئات الأسر اليمنية من ذوي المعتقلين وأسرى الحرب تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والذي بموجبه ستجري أولى عمليات التبادل في الثامن من الشهر الجاري. وقد قالت اللجنة المكلفة بشؤون الأسرى التابعة لحكومة الإنقاذ أن مئات أو آلاف الأسماء التي قدمتها حكومة هادي والتحالف السعودي كانت مكررة أو سبق أن تم الإفراج عن بعض هولاء وكشفت اللجنة أن لديها المئات من الأسرى الجنوبيين الذين أسروا في الساحل الغربي أو الحدود لم يضمهم التحالف في القائمة التي قدمها.

المؤشرات على انتكاسة عملية السلام وعدم رغبة دول التحالف لم تقتصر على الساحل الغربي واتفاق السويد بل ظهرت خلال الأيام الماضية مؤاشرات كبيرة جداً على نية السعودية في استمرار عدوانها.

وكان من ضمن هذه المؤشرات المساعي السعودية في إيجاد انقسام داخل مجلس النواب اليمني بعد أن دعت العشرات من البرلمانيين وجمعهم من بلدان مختلفة في لقاء ترأسه السفير السعودي لدى اليمن الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمناطق التي تقع تحت سيطرة الغزاة والمرتزقة ولا شك في ان الإمارات هي الاخری غير جادة في إحلال سلام دائم في اليمن وانها تبحث عن تحقيق نواياها التوسعية في اليمن السعيد لکنها قد واجهت سدا مستحکما یُدعَی المقاومة التي افشلت لحد الآن جميع مخططاتها المشؤومة.

ان اللجنة الأممية تواصل اجتماعاتها المغلقة في الحديدة مع قرب انتهاء المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في المحافظة دون تقديم تنازلات من قبل حكومة المستقيل الهارب منصور هادي. إلى ذلك حمل المجلس المحلي في الحديدة الامم المتحدة مسؤولية عدم الالتزام بالآلية الزمنية لتنفيذ اتفاق السويد وطالب الأمين العام للأمم المتحدة انتونيوغوترش والمبعوث الدولي باليمن مارتين غريفيث بالتدخل العاجل لاستغلال ما تبقى من الوقت المحدد.

وفي ظل كل هذه المؤشرات السلبية فمن الصعب القول بان اتفاق السويد قد حقق مکاسب بالنسبة للیمنيين ممن یعانون من جرائم العدوان منذ اربعة اعوام. فالعدوان مازال باقيا وهو لا يرتوي من دماء الأبرياء اذ انه یطمح في ان يحقق علی الصعيد الميداني ما عجز عن تحقيقه في سوريا والعراق ولبنان وأن يثبت للمرة الالف اخلاصَه وتفانيه للشيطان الاکبر امريکا ووليدها اللامشروع "اسرائيل".

ومن المقرر ان يتجه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في الأيام القليلة المقبلة الى اليمن والسعودية من اجل التمهيد لعقد جولة محادثات جديدة في الكويت في وقت يعاني اتفاق وقف اطلاق نار الحديدة من مشاكل حقيقية في التنفيذ.

المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال ان غريفيث سيصل إلى صنعاء السبت المقبل لإجراء محادثات مع قادة حركة انصار الله ورئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الهولندي Houdida2019.1.4باتريك كمارت وسيغادر بعد انتهاء المحادثات إلى الرياض للقاء هادي ومسؤولين آخرين وعلى رغم الخروقات لوقف اطلاق النار من جانب قوى العدوان السعودي قال فرحان حق إن "وقف الأعمال العدائية في الحديدة لا يزال صامدا".

في هذا الوقت قام أبناء قبائل مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة يوم امس الخميس بتنظيم وقفة قبلية تنديدآ بخروقات العدوان المتواصلة على محافظة الحديدة ومديرياتها وارتكابه أبشع الجرائم بحق أبنائها.

وأكد المشاركون في الوقفة على الاستمرار والتحرك الجاد لإسناد الرجال من أفراد الجيش واللجان الشعبية بالمال والرجال والتصدي للعدوان وادواته الاجرامية التي تسعى الى التنصل من اتفاق السويد واستمرارها في خروقاتها المتكررة.

وأشار المشاركون أن العدوان وادواته من المنافقين والمرتزقة مستمرون في خروقاتهم اليومية باستهدافهم للأحياء السكنية وقتل الابرياء من المدنيين بمختلف المناطق والمديريات بمحافظة الحديدة في الوقت الذي تم إعادة انتشار قوات الجيش واللجان الشعبية بميناء المحافظة وفقا لاتفاق السويد.

ودعا المشاركون كافة أبناء الشعب اليمني التوجه الى محافظة الحديدة ومساندة الجيش واللجان الشعبية لمواجهة العدوان حتى يتحقق النصر ودحر الغزاة من كل شبر من ارض الوطن.

المشكلة الحقيقية كشف عنها المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع الذي اكد ان قوات الجيش واللجان الشعبية نفذت الاتفاق وبدأت بإعادة الانتشار في حين يحاول العدوان ومرتزقته التملص والالتفاف على نص بنود اتفاق السويد حيث ارتكبوا خلال 48 ساعة الماضية 81 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.

وأضاف العميد سريع أن المرتزقة قصفوا ب 47 قذيفة مدفعية الأحياء السكنية ومزارع المواطنين ومواقع قواتنا منها 6 قذائف هاون على كيلو 16 وب 3 قذائف هاون شمال حيس و3 قذائف هاون على الجاح الأعلى و9 قذائف هاون من شمال غرب قرية الشرف إلى غرب قرية محل الشيخ وقذيفتين هاون باتجاه حارة الضبياني وقذيفتين هاون على مزرعة أحد المواطنين شرق قرية القلمة شمال شرق حيس وقذيفة هاون باتجاه كلية الطب وقذيفتين هاون على شمال حيس10 قذائف مدفعية و4 قذائف هاون على جنوب شرق مثلث مقبنة بحيس و 5 قذائف مدفعية على جنوب حيس كما قصفت مدفعية المرتزقة محيط جامعة الحديدة وكلية الطب وباتجاه التحيتا.

وأشار العميد سريع إلى أن المرتزقة أطلقوا النار من مختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة من قرية الشرف إلى قرية محل الشيخ ومن اتجاه شرق وشمال شرق مدينة الشعب إلى مدينة الشعب ومن بيوت الخباتية باتجاه شارع صنعاء والغراسي ومن مثلث مقبنة إلى جنوب شرق مثلث مقبنة بحيس.

وأوضح أن الطيران الحربي والاستطلاعي واصل تحليقه بشكل مكثف فوق الجبلية والتحيتا فيما حلق طيران الاستطلاع فوق كيلو 16 والحالي والحوك وطيران الأباتشي فوق أجواء الجاح والتحيتا.

كما أكد المتحدث الرسمي أن قواتنا المسلحة واللجان الشعبية ملتزمون بضبط النفس ووقف إطلاق النار بالحديدة وعدم الرد على خروقات العدوان والمرتزقة المتواصلة حرصا منهم على تهيئة الأجواء أمام الفريق الأممي واللجان المشتركة لتنفيذ اتفاق استوكهولم وتفويت أي فرصة أمام العدوان ومرتزقته، محملا العدوان والمرتزقة مسئولية الاستمرار في الخروقات وعرقلة عمل الفريق الأممي واللجان المشتركة لتثبيت الأمن والاستقرار في الحديدة باعتباره مقدمة لإيقاف العدوان وإحلال السلام العادل والمشرف لليمنيين.

وبطبيعة الحال فإن الجيش واللجان الشعبية لن يقفوا مكتوفي الايدي ازاء الخروقات المتعمدة من قبل قوى العدوان وهم على اتم الاستعداد لاعادة بسط سلطتهم ونفوذهم على الحديدة اذا لم تلتزم قوى العدوان باتفاق وقف اطلاق النار واعادة نشر قواتها كما فعل الجيش واللجان الشعبية.

فقد اعلن القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أن رجال المحافظة جاهزون لأي احتمال وأي موقف في حال عدم التزام الطرف الآخر بالاتفاق المبرم في السويد.

وقال محمد قحيم إنه يتوجب على الفريق الأممي أن يعمل على تنفيذ خطوات اتفاق السويد بشكل كامل دون انتقاص وعلى المراقب الأممي أن يضغط على الطرف الآخر ليقوم بخطوة مقابلة لإعادة الانتشار من ميناء الحديدة. وأضاف : لسنا بوارد الحوار حول اتفاق السويد في لجنة التنسيق المشتركة لأنها معنية بآلية تنفيذه فقط.. مؤكداً على أنه يجب على الطرف الآخر القيام بإعادة الانتشار من طريق كيلو 16 قبل فتحه.

ومن المتوقع أن يلتئم اجتماع لاطراف الأزمة في اليمن في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة لاستكمال التقدم الذي أحرز خلال المحادثات اليمنية - اليمنية في ديسمبر الماضي ولاجل تحقيق هذا الامر يجب ان يحصل تقدما واقعيا وملحوظا في اتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة.

المزيد في هذا القسم: