المرصاد نت - متابعات
في مشهد مثير للدهشة حضر المندوب الإماراتي في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية خلفان المزروعي، برفقة مسلحين مدعومين من بلاده ليقوم باقتحام مقر مؤسسة الكهرباء وحمل المولدات التي قدمتها أبوظبي في وقتٍ سابق على متن شاحنات في الجزيرة الأكبر عربياً - الجوهرة اليمنية الواقعة أقصى الشرق والتي يستميت الإماراتيون لفرض نفوذهم فيها، في محاولة لاستغلال واقع ضعف حضور الحكومة اليمنية، لكنهم يواجهون رفضاً متزايداً في الأوساط اليمنية.
وأفادت مصادر محلية في سقطرى اليوم الخميس بأنّ الإمارات وخلال الأسبوعين الأخيرين كثفت من تحركاتها الأمنية في جزيرة سقطرى في إطار محاولات فرض سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لها تحت مسمى ما يعرف بـ"قوات الحزام الأمني" على المنشآت الحكومية في مدينة حديبو عاصمة الأرخبيل بعدما فشلت في محطات سابقة بالسيطرة عليها بواسطة قواتها العسكرية بصورة مباشرة.
ووفقاً للمصادر جاء التصعيد الأخير في أعقاب وصول دفعة جديدة من أفراد ما يعرف بـ"الحزام الأمني" تتألف من العشرات من سكان الجزيرة قام الإماراتيون باستقطابهم في أشهر سابقة، ونقلهم إلى عدن لتلقي تدريبات، قبل أن يتم إرسالهم، أخيراً، على متن سفينة إلى الجزيرة، بالتنسيق مع ممثلي "المجلس الانتقالي" الانفصالي في الجزيرة، وبالترافق مع التصعيد الإماراتي الذي شهدته مدن جنوب اليمن، بما في ذلك عدن، اعتباراً من مطلع أغسطس/آب الماضي.
وكانت سقطرى الأربعاء الماضي على موعد مع تطور لافتٍ تمثل في قيام مندوب "مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية" والذي يعد مندوب الإمارات في الجزيرة خلفان المزروعي برفقة عناصر من "الحزام الأمني" و"المجلس الانتقالي" باقتحام مقر مؤسسة الكهرباء في المدينة، وسحب المولدات الكهربائية الخاصة بتوليد الكهرباء في الجزيرة بعدما كانت أبوظبي قد قدّمتها في وقت سابق.
وبحسب بيان رسمي لمحافظ سقطرى رمزي محروس، قام المزروعي بـ"اقتحام مؤسسة الكهرباء في محافظة سقطرى بمعية عدد من عناصر الانتقالي وسيطرتهم على مولدات ومحولات كهربائية وسحبها من المحطة". وقال محروس في بيانه إنّ "ما يقوم به المندوب الإماراتي وأدواته من الاعتداء على مؤسسات الدولة سلوك مستهجن ومرفوض ويجب التوقف عنه فوراً".
كما لمّح إلى أنّ الخطوة تأتي في إطار محاولة إماراتية لمعاقبة سكان سقطرى من خلال قطع الخدمات، قائلاً إنّ "من يراهن على خلط الأوراق ومعاقبة أبناء سقطرى والنيل من خدماتهم وإذكاء الفتنة، فرِهانه خاسر ولن يمر".
وترافق التصعيد مع خطوة إماراتية لافتة تمثلت بتسيير أبوظبي رحلات من مطار الريان الدولي بمدينة المكلا في محافظة حضرموت لنقل مسافرين إلى سقطرى في ظل استمرار إغلاق المطار منذ سنوات من قبل الإماراتيين أنفسهم.
ودفعت الخطوة حكومة هادي وعبر تصريحات صحافية لوزير النقل صالح الجبواني بالإعلان عن عزمها على اللجوء إلى الهيئات الدولية القانونية ذات الصلة لتقديم شكوى بالإماراتيين لانتهاكهم السيادة اليمنية وتسييرهم رحلات دون التنسيق مع الجهات المعنية اليمنية. وليست المرة الأولى التي تسعى فيها أبوظبي عبر المجندين الموالين لها إلى بسط سيطرتها في منشآت سقطرى إذ سبق وشهدت المحافظة في يونيو/ حزيران الماضي تصعيداً إماراتياً، عبر هجوم نفذه مسلحو "الحزام الأمني" للسيطرة على ميناء سقطرى إلا أنّ القوات الحكومية تمكنت من التصدي له.
كما يأتي التصعيد الإماراتي عبر "الحزام الأمني" بعدما حاول الإماراتيون، في مايو/ أيار 2018م احتلال ميناء ومطار سقطرى بالقوة العسكرية حين قام جنود إماراتيون باحتلالهما، أثناء وجود رئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر على رأس وفد حكومي في الجزيرة، وواجهت الخطوة حينها أول رفض يمني مباشر، وصل إلى شكوى يمنية في مجلس الأمن الدولي فيما قامت السعودية حينها باحتواء الأزمة عبر إرسال لجنة أشرفت على إجراءات لنزع فتيل التوتر وإعادة القوات اليمنية إلى المطار والميناء.
وعلى الرغم من المحاولات الإماراتية المستميتة والتي تسعى من خلالها أبوظبي لفرض نفوذها في هذا الموقع الاستراتيجي من العالم إلى حد محاولة احتلاتها بمختلف الوسائل، إلا أنّ الموقف المحلي القوي للسكان برفض "العبث الإماراتي" وغياب الحجج لتبرير ممارسات الإمارات يمثلان أبرز ما يقف بوجه مخططاتها في هذه الجزيرة، ويدفعان الإماراتيين إلى تصرفات متهورة، على غرار اللجوء إلى اقتحام مؤسسة "الكهرباء" وسحب المولدات.
ومن المتوقع أن يلقي التصعيد بسقطرى بظلاله على أي مفاوضات تجري في الغرف المغلقة برعاية السعوديين في مدينة جدة باعتباره يقلل من شأن أي جهود يقابلها استمرار الإماراتيين بالتصعيد ضد حكومة هادي بالمناطق الجنوبية والشرقية.
المزيد في هذا القسم:
- القواسم المشتركة بين العدوان الاسرئيلي على غزة والعدوان السعودي على اليمن المرصاد نت - الوقت أثبت النظام السعودي في اعتدائه الذي بدء منذ 16 شهراً على اليمن أنه يتبع نفس أنماط الحروب التي يتبعها الكيان الإسرائيلي وذلك من خلال هجماته ...
- قيادي في أنصار الله يشن هجوماً لاذعاً ضد الإرياني وينهال علية بتساؤلات مُفحمة ( تفاصيل ) شن القيادي في أنصار الله مهدي المشاط هجوماً لاذعاً ضد مستشار الرئيس هادي، عبدالكريم الإرياني على خلفية تصريحاتة الأخيرة في مقابلة صحفية مع صحيفة 26 سبتمبر . وف...
- السعودية تدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى عدن! المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر عسكرية اليوم السبت عن تعزيزات جديدة دفعت بها القوات السعودية لتنفيذ خطة الانتشار في محافظة عدن. وقالت المصادر أن القوات السعود...
- الخلافات المالية تتسع بين الفصائل المسلحة في تعز والإصلاح يسطو على الأموال المرصاد نت - رشيد الحداد في الوقت الذي يتواصل فيه الصراع بين الفصائل المسلحة الموالية لتحالف العدوان السعودي في تعز ولا سيما بين تلك التابعة لحزب «الإصل...
- المرصاد يكشف بعض ارقام الفساد هذه ورقة واحدة من الإحصائيات الهائلة لحجم الفساد والهدر الحاصل في المال العام في مكتب الرئاسة وثلاث وزارات حكومية فقط مع ان الاحصائية في وزارة الكهرباء وبقية ال...
- الاقتصاد اليمني بين الحياد… والإستهداف ! المرصاد نت - متابعات لم يكتفي تحالف الشر بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد بما ارتكبه من مجازر وجرائم بحق الشعب اليمني منذ ان بداء بشن عدوانه على اليمن م...
- بانتظار ســاعـة الصفــر: عدن تشهد تحشيدات عسكرية ضخمة المرصاد نت - متابعات قالت مصادر عسكرية إن الدبابات التي نقلت إلى مطار عدن عصر أمس الأحد 7 أكتوبر/تشرين أول 2018 وصلت على متن سفينة عسكرية اماراتية إلى ميناء ا...
- الحزب الأعرق متفرّق «أيادي سبأ»: «المؤتمر الشعبي» يتنازعه الورثة ! المرصاد نت - عمار الأشوال سبعة أعوام مرّت على اعتلاء عبد ربه منصور هادي سدّة الحكم خلفاً لعلي عبد الله صالح. سبعة أعوام كانت متخمة بالأغلاط السياسية التي تصل ...
- كيف ولماذا دخل لواء العمالقة بعمران على خط مفاوضات الكويت..؟ المرصاد نت - عمران كشفت مصادر سياسية عن الهدف من استخدام وفد حكومة الرياض للواء العمالقة بمحافظة عمران، كذريعة لتعليق حضور جلسات التفاوض في دولة الكويت.و أ...
- إدانات دولية وتنديد واسع ب"مجزرة طلاب ضحيان" المرصاد نت - متابعات لقيت المجزرة المروعة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي في صعدة واسفرت عن استشهادِ وجَرحِ عشرات الاطفال ردود افعالٍ دولية ومحلية منددة وم...