المرصاد نت - متابعات
ثلاثة ألوية، بعديدها وعتادها الحديث، سقطت. العشرات من الضباط والجنود السعوديين والمئات من اليمنيين المقاتلين تحت إمرتهم في محور نجران أسروا، في أوسع عملية برية تنفذها القوات اليمنية المشتركة. العملية، التي لا تزال في مراحلها الأولى بمكاسب كبيرة على الأرض بدأ تنفيذها فعلياً منذ شهرين بالاستطلاع لمعرفة حجم القوات المستهدفة ووضع الترتيبات اللازمة لمواجهة تلك القوات ووضع الكمائن المحكمة. ونفّذت وفق تكتيك عسكري حديث عكس تطور القدرات العسكرية البرية اليمنية إذ اعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة بعد أن أوهم المستهدفون بالانسحاب من مناطق واسعة قبالة نجران لتستدرج تلك القوات إلى فخ كبير، فيتم الانتقال من التخطيط للعملية إلى تنفيذها في الـ25 من آب أغسطس الماضي حين انتهى حلم الرياض، التي دفعت بالمئات من المدرعات والآلاف من الجنود إلى مديريات كتاف شرقي صعدة، في غضون 72 ساعة فقط.
القوات المسلحة اليمنية وبعد الانتهاء من تأمين مسرح العمليات ونقل وتأمين الأسرى ونقل الغنائم العسكرية الكبيرة من مختلف الأسلحة وهو أمر استغرق أكثر من شهر أزاحت الستار في بيان عسكري صادر عنها السبت عن العملية مؤكدة سقوط ثلاثة ألوية عسكرية بكامل عتادها العسكري ومعظم أفرادها وقادتها. وكشف البيان العسكري عن أسر فصيل عسكري سعودي بكامل ضباطه وأفراده، في العملية.
عملية أطلق عليها اسم «عملية نصر من الله» ووصفها البيان بـ«أكبر عملية استدراج لقوات العدو منذ بدء تحالف العدوان على اليمن»، شاركت فيها عدة وحدات متخصصة من قوات الجيش و«اللجان»، البرية بوحداتها المختلفة، إضافة إلى القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر وقوات الدفاع الجوي. وتم تنفيذها بإدارة مباشرة من قبل وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني وكذلك وفق المعلومات بإشراف مباشر من قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي.
ومساء أمس كشف المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع بالصوت والصورة في مؤتمر صحافي عقد في صنعاء تفاصيل مرحلة من الهجوم استغرق تنفيذها 72 ساعة وبدأت فجر 25 آب، ومرّت بمرحلة إعداد وتخطيط كان للرصد والاستطلاع الحربي والاستخباري دور حيوي فيها، قبل العملية وأثناءها وبعدها. وأكد أن العملية التي نفذتها وحدات متخصصة من القوات البرية المتقدمة في محور نجران بدأت بتطويق مجاميع كبيرة من قوات العدو بعد تقدمها وبأعداد كبيرة إلى الكمائن والمصائد بحسب الخطة.
كما سمحت القوات بدخول تعزيزات جديدة لقوات العدو إلى مسرح العميات ليتم بعد ذلك قطع خطوط الإمداد (الخطوط الخلفية) لقوات العدو من مسارين مختلفين ومن ثم أحكمت القوات اليمنية الحصار على تلك القوات من الجهات الأربع لتبدأ وحدات من المشاة والدروع والهندسة والمدفعية من قلب الجبهة بشن عملية هجومية واسعة. وأشار العميد سريع إلى أن من أبرز نتائج العملية خلال ساعاتها الأولى محاصرة مجاميع مختلفة من قوات العدو ومهاجمة مواقع عسكرية محصنة. كما أدت العملية خلال يومها الأول إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات العدو، وكذلك اغتنام أسلحة إضافة إلى استسلام المئات من المخدوعين.
وحول نتائج العملية أكد العميد سريع أن قوات الجيش و«اللجان» نجحت في تحرير مساحة جغرافية تقدر بأكثر من 350 كلم مربع، إضافة إلى «السيطرة على كافة المواقع العسكرية والمعسكرات المستحدثة للعدو ضمن المساحة الجغرافية المحررة، وسقوط ثلاثة ألوية عسكرية تابعة للعدو كانت في المساحة الجغرافية المحررة أثناء تنفيذ العملية، كما عززت العملية الواسعة والنوعية من مواقع قواتنا المتقدمة والمطلة على مدينة نجران».
وحول خسائر تلك القوات أفاد بأن إجمالي الخسائر البشرية لميليشيات السعودية يتجاوز الـ500 ما بين قتيل ومصاب وأكثر من 200 قتيل بغارات الطائرات السعودية التي تعمّدت قصف مرتزقته بعشرات الغارات وهناك من قتل أثناء الفرار، وآخرون أثناء عملية الاستسلام. وأفاد العميد سريع بأن قوات الجيش و«اللجان» حاولت تقديم الإسعافات الأولية لمصابي العدو جراء الغارات الجوية، إلا أن استمرار التحليق المكثف وشنّ غارات إضافية أدّيا إلى وقوع المزيد من الخسائر وهو ما أوضحته الصور. واعتبر ما حدث «إبادة جماعية متعمّدة بهدف منع المخدوعين من الفرار وعدم تسليم أنفسهم... فكانت مهمة تأمين الأسرى كبيرة بعد أن تبين أنهم هدف لطائرات العدوان». وفي النتيجة أوضح أن عدد الأسرى بلغ 2400 أسير سلموا أنفسهم طواعية بعد حصارهم من الاتجاهات كافة وتعرضهم للغارات.
وأكد أن الغارات التي شنّتها القوات السعودية أثناء تنفيذ العملية بلغت أكثر من 100 غارة جوية كما شنّت أكثر من 300 غارة بعد العملية. وفي الأرقام أيضاً وأوضح أن القوة الصاروخية تمكنت من تنفيذ ضربات مزدوجة استهدفت مقار وقواعد عسكرية للعدو منها مطارات تقلع منها الطائرات الحربية وتجمعات وتحركات للقوات السعودية وميليشياتها في محاور نجران وعسير وجيزان.
وبدا لافتاً أن سريع أفاد بأن العملية اشتملت على عدد من الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، بلغت في المرحلة الأولى من الهجوم تسع عمليات منها ضرب مطار جيزان بـ10 صواريخ بالستية وأكثر من 21 عملية لسلاح المسيّرات، «منها عملية استهدفت هدفاً عسكرياً حساساً في الرياض» لم يوضح تفاصيله كما لم يشرح العلاقة بين العملية الكبرى وهذه الهجمات.
الكشف عن العملية أثار موجة جدل في أوساط الأطراف السياسيين الموالين للتحالف السعودي فحاولوا التشكيك في صدقية الإعلان أولاً ووجهوا وسائل إعلامهم بالتشويش، وذلك بعد أن وصفها المئات من الناشطين الموالين لهم بالفضيحة والسقوط الذريع للتحالف بعد قرابة خمس سنوات من الحرب. ودفع الإعلان الكثير من الناشطين الموالين للرياض إلى الاعتراف بتعاظم قوات صنعاء مقابل تراجع القوات الموالية للتحالف التي تمتلك أحدث الأسلحة، بدليل «نكسة أغسطس»، كما أطلق عليها البعض التي أفقدت ثقتهم بالتحالف.
وأمس رأى رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام أن «السعودية تحاول عبثاً أن تتستر على مثل هذه الهزيمة المدوية التي مُنيت بها أمام المقاتل اليمني». ومن المتوقع أن تكشف صنعاء عن تفاصيل ومشاهد أخرى للعملية بينها ما يتعلق بالأسرى في موازاة مبادرة لحل هذا الملف. في هذا الإطار أكد رئيس لجنة شؤون الأسرى عبد القادر المرتضى أن المئات من جثث مسلحي العدوان والجنود السعوديين لا تزال مرمية في الشعاب والأودية في محور نجران منذ ما بعد العملية «ولم تسمح قوى العدوان للجنة الصليب الأحمر بانتشالها» معلناً انفتاح صنعاء على إنهاء معاناة الأسرى بصفقة تبادل مع الأطراف كافة.
المزيد في هذا القسم:
- التطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة جديدة ترتكبها حكومة هادي ضد الشعب اليمني! المرصاد نت - متابعات تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية خبرٍ مدوِ وصاعق علينا جميعاً وهو خبر اجتماع ممثلين عن حكومات النظام السعودي ومشيخة الإمارات ومملكة...
- ما بعد ضربة بقيق الكبرى وخطوات السعودية المراوغة نحو السلام "دراسة"! المرصاد نت - متابعات منذ عملية التاسع من رمضان - مايو2019م حين استهدفت المسيرات اليمنية أنابيب النفط في ينبع السعودية، كان من الواضح أن اليمن قد دخلت مرحلة مخ...
- لماذا تراجع الحضور الشعبي في فعاليات المجلس الانتقالي الجنوبي؟ المرصاد نت - العربي تطرح الساحة الجنوبية الكثير من التساؤلات حول جدّية الطروحات التي يعلن عنها «المجلس الانتقالي الجنوبي» وعن الإمكانات التي ستت...
- الإمارات عصا التخريب الأمريكية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي المرصاد نت - متابعات يشهَدُ البحرُ الأحمرُ تصاعداً للسباق الدولي على النفوذ والسيطرة على خطوط الملاحة الدولية التي يمثل البحر الأحمر أهمّ خطوطها؛ باعتبار ه...
- بان كي مون ينتقد محاولات حكام مملكة بني سعود شطب اسمها من اللائحة السوداء لانتهاك حقوق الأ... المرصاد نت - متابعات ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمحاولات حكام بني سعود لشطب اسم تحالف العدوان الذي تقوده المملكة من اللائحة السوداء للدول وا...
- السعودية ترد على فشلها في تقمص دور الراعي للحوار برفض وقف الغارات والطلعات الجوية المرصاد نت - متابعات خيمت الخروقات المستمرة للعدوان والمرتزقة على أجواء مشاورات الكويت في يومها الثالث. وانعكس تصعيد العدوان السعودي الأمريكي من غاراته وخر...
- الأمم المتحدة : غارات العدوان على مستشفيات الحديدة أمر مروع المرصاد نت - متابعات وصفت الأمم المتحدة غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي التي استهدفت المستشفيات في الحديدة أمس الخميس بـ "الأمر المروع". وأكدت الأمم المت...
- تطورات عسكرية وتقنية لافتة في المسرحين اليمني والسوري المرصاد نت - الميادين أفادت مصادر عسكرية مقربة من اليمن أن سلاح الجو وبطاريات الدفاع الجوي استطاعت إنتاج نظام صاروخي محلي التصنيع دخل الخدمة لحماية العاصمة صن...
- الإعلام الحربي اليمني يعري الامبراطوريات الإعلامية لقوى العدوان المرصاد نت - متابعات تلعب وسائل الإعلام أدواراً مهمة في الحروب ومفصلية فهي تعد حرباً موازية للحرب العسكرية وهي الحرب الوحيدة التي تسبق الحرب العسكرية وتواكبها...
- هيومن رايتس ووتش: الإمارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان باليمن المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم أن الامارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في اليمن. ...