المرصاد نت - متابعات
يبدو أن عجلة الجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية قد تحركت وهذه المرة من بوابة سلطنة عُمان الجار الشرقي لليمن والوسيط المعروف منذ تصاعد العدوان والحرب على اليمن في مارس 2015م في ظل تراجع لافتٍ لوتيرة المواجهات والضربات الجوية للتحالف العسكري السعودي وفي ظل الأزمة التي يثيرها الوجود السعودي بمحافظة المهرة اليمنية مع العُمانيين.
وكانت زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أمس الإثنين إلى سلطنة عُمان محور حديث الأوساط السياسية اليمنية حيث وصفته مصادر حكومية بأنه "عراب اتفاق الرياض" وتسلّم مسؤولية اليمن في حكومة بلاده منذ شهور.
وعقد خالد بن سلمان لقاءات في مسقط مع كلٍ من السلطان قابوس بن سعيد ووزير الدفاع في سلطنة عمان بدر البورسعيدي ومسؤولين آخرين.
وفي وقت لم يُعلن أيٌّ من الجانبين السعودي أو العماني المزيد من التفاصيل بشأن ما تناولته المحادثات كان واضحاً أن الملف اليمني محور أجندة الزيارة سواء بحضور خالد بن سلمان أو على صعيد أعضاء وفده والذي ضم أيضاً السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
وجاءت الزيارة بالترافق مع التسريبات المثارة بشأن حوارٍ جارٍ بين الحوثيين الذين يوجد وفدهم المفاوض برئاسة المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام في مسقط منذ شهور طويلة وبين النظام السعودي؛ وعلى مدى السنوات الماضية كانت السلطنة بمثابة بوابة الجهود الدبلوماسية الدولية مع الحوثيين إذ شهدت على سبيل المثال في نوفمبر/تشرين الثاني 2016م لقاءً شهيراً بين وفد الجماعة ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري بالإضافة إلى جملة لقاءات دبلوماسية وشبه أمنية، غير معلنة بالغالب، لم يغب عنها السعوديون.
وتزامن التطور مع تراجع في حدة المواجهات الحدودية والعمليات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف بعد أن توقفت إلى حدّ كبير على عدد من المحافظات منذ إعلان الحوثيين في الـ20 من سبتمبر/أيلول الماضي وقف هجماتهم ضد السعودية وهو الإعلان الذي قابلته الرياض باعتباره خطوة إيجابية إلا أن هذا الترحيب لم يرقَ إلى التجاوب مع الشروط الواردة من الحوثيين لاستمرار وقف عملياتهم وتتمثل في توقف مماثل لعمليات التحالف.
وأثارت زيارة بن سلمان إلى سلطنة عمان يوم أمس الإثنين تكهنات البعض بشأن مساعي دبلوماسية محتملة خلف الكواليس تضطلع فيها السلطنة بدور الوساطة لتهدئة التوترات في المنطقة.
ويساعد السلطنة في لعب أدوار محتملة موقفها الحيادي تجاه القضايا الخلافية بين الخليج وإيران. وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي في مؤتمر نفطي بالإمارات إن سلطنة عمان كانت دوما محايدة لأن الحياد يناسبنا ويناسب الطريقة التي نتعامل بها مع الخلافات. وأضاف أن ”الجلوس مع إيران شيء نعمل عليه منذ فترة ونأمل حدوثه“.
غير أن ما أثار تكنهات المراقبين أكثر حول زيارة الأمير خالد بن سلمان هو وفده المرافق الذي ضم الفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس الأركان السعودي ومحمد آل جابر سفير الرياض في اليمن. وجاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان بعد أيام من تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه بمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، يوم الجمعة الماضية والذي أعرب فيه عن أمله في أن يمهد اتفاق الرياض بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي الطريق لتفاهم أوسع بين الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.
من زاوية أخرى فإن مسقط بالنسبة للسعوديين على الأقل لا تقود مباشرة إلى الحديث عن المفاوضات مع الحوثيين بقدر ما تتصل أيضاً بالوضع في محافظة المهرة وهي المحافظة التي يعتبرها العُمانيون جزءاً من أمنهم القومي في حين عززت السعودية من وجودها العسكري في هذه المحافظة وواجهت معارضة محلية قوية من شخصيات بعضها يُحسب على مسقط. ووفقاً للمعارضة المحلية في المهرة للوجود السعودي تسعى الرياض إلى مد أنبوب نفط عبر المحافظة لتصديره إلى البحر العربي وشرعت بتعزيز نفوذها منذ ما يقرب من عامين الأمر الذي مثل تطوراً مقلقاً بالنسبة لمسقط وتحولت الأزمة التي تشهدها المحافظة بنظر بعض المتابعين إلى صراع بالوكالة بين الرياض ومسقط.
والجدير بالذكر أن السعودية واجهت معارضة محلية قوية في المهرة كان أحدث تطوراتها في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، من خلال الإعلان عن تأسيس "مجلس الإنقاذ الجنوبي" وهو هيئة سياسية انضوى فيها العديد من الشخصيات المعروفة بمعارضتها للوجود السعودي في المهرة التي يرتبط سكانها بعلاقات إيجابية مع مسقط، بفعل الموقع الحدودي والدور الذي تلعبه عمان بدعم المحافظة على الصعيد التنموي وحتى على مستوى التسهيلات المقدمة للسكان.
وكان خالد بن سلمان برز خلال الأسابيع الأخيرة بوصفه "عراب اتفاق الرياض" والمسؤول المباشر عن مختلف الجهود السياسية التي بذلتها بلاده على صعيد احتواء الأزمة بين الحكومة اليمنية وحلفاء الإمارات بما في ذلك الترتيبات التي سبقت الاتفاق وتضمنت انسحاب القوات الإماراتية من مدينة عدن وتسليمها للقوات السعودية الأمر الذي مثّل نجاحاً وسط سيل الإخفاقات السابقة على مدى السنوات الماضية إلا أن هذا النجاح ما زال مرهوناً بتحديات التنفيذ على الأرض.
المزيد في هذا القسم:
- الأسلحة الفرنسية تشارك في الحرب القذرة على اليمن! المرصاد نت - متابعات فرنسا متورطة ببيع أسلحة تدمر مجموعة من الدول ومنها اليمن. وقد ظهر الدليل حديثاً في تقرير طويل ومفصل صادر عن جهات موثوقة تؤكد مواصلة مبيعا...
- تحقيقات تكشف تورط ضباط إماراتيين وموالين لأبوظبي باغتيالات في عدن! المرصاد نت - متابعات أثار تسريب وثائق تحقيقات مع متهمين بجرائم اغتيالات في مدينة عدن جنوب البلاد ردود فعل وتعليقات واسعة، بعدما كشفت عن اتهامات لضباط إماراتيي...
- واشنطن تدرس التدخّل المباشر في الحرب على اليمن المرصاد نت - لقمان عبدالله تدرك الولايات المتحدة الأميركية أن المجازر السعودية بحق الشعب اليمني تسيء إلى سمعتها وتحدث ضرراً كبيراً في ادعاءاتها راعيةً لحقوق ال...
- الإمارات تستقدم 1500 مسلح من الضالع إلى أرخبيل سقطرى المرصاد-متابعات اكدت مصادر محلية بمحافظة جزيرة سقطرى، وصول سفينة تحمل المئات من المسلحين التابعين لمليشيا الإنتقالي. وقالت المصادر أن 1500 مسلح من مليش...
- ظهر في صور بجوار قيادات في التنظيم .. شباب الثورة يتهمون ناشطاً حقوقياً بالتخابر مع القاعد... طالب شباب ثورة الـ 11 من فبراير كلاً من اللجان الشعبية والاجهزة الأمنية سرعة القبض على قيادي في تنظيم القاعدة، قام بتعذيب العشرات من شباب الثورة في سجون الفرقة ...
- الصراع الاماراتي السعودي يحتدم في حضرموت وبارجة حربية تقصف منطقة جبلية قرب مدينة شقرة المرصاد نت - متابعات كشف محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك عن اعتزام السلطة المحلية في المحافظة إطلاق مشروع إنشاء مصفاة نفطية. جاء ذلك خلا...
- الجسر الطبي .. تجارة أخرى بمعاناة اليمنيين! المرصاد نت - متابعات انطلقت ثاني رحلات "الجسر الأممي" لعلاج اليمنيين في الخارج، اليوم السبت من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان على أن تتبعها رحلتا...
- الامارات تعترف بمصرع عدد من جنودها في اليمن المرصاد نت - متابعات أعلنت القوات المسلحة الإماراتية في بيان لها صباح اليوم الجمعة مقتل اثنين من عسكرييها المشاركين في العدوان على الشعب اليمني. وأكد بيان ...
- هل فقدت البشرية أية إمكانية لوقف مجازر قوى العدوان في اليمن؟ المرصاد نت - شارل أبي نادر أيعقل أن تكون البشرية أو الإنسانية فقدت أية إمكانية لوقف مجزرة قوى العدوان السعودي على أطفال اليمن؟ أم أن القيمين على القانون الدول...
- عدن :غضب شعبي عارم ومطالب شعبية برحيل حكومة بن دغر المرصاد نت - متابعات تشهد مدينة عدن في وقت متأخر ليلاً احتجاجات غاضبة ضد حكومة هادي التي يتهمونها بالوقوف وراء تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء بالتزامن مع حملة ...