المرصاد نت - رشيد الحداد
بعدما تمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبية، يوم الجمعة الماضي، من فرض سيطرتها الكاملة على جبهة الغيل في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء وبدأت تقدّمها نحو مدينة الحزم مركز المحافظة وجّه تحالف العدوان، حكومة هادي بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من محافظتَي مأرب وشبوة ومن جبهة كتاف في أطراف محافظة صعدة نحو الجوف بهدف إعاقة تقدّم قوات صنعاء نحو مدينة الحزم.
وجاءت هذه التطورات عقب فشل مفاوضات بين قيادات من صنعاء في الجوف، وأخرى موالية لـ«التحالف» من المحافظة نفسها لتجنيب المنطقة الصراع. ووفقاً لمصادر ميدانية فإن المعركة كانت مؤجّلة بقرار سياسي من سلطات صنعاء بهدف «منح فرصة للسلام» غير أن الطرف الآخر «تجاهل تلك الفرصة واتّجه نحو التصعيد». وأكدت المصادر ذاتها أن الجبهات كافة كانت شبه متوقفة قبل أسبوع، باستثناء مناوشات في البعض منها لكن القوى الموالية لـ«التحالف» عمدت إلى استغلال الهدوء من أجل إعادة ترتيب صفوفها قبل أن تبدأ شنّ هجمات على مواقع الجيش واللجان في جبهة الغيل، التي تُعدّ أكبر الجبهات العسكرية في المحافظة بعد جبهة خب والشعف، وهو ما حمل قوات صنعاء على الردّ.
وبعد أيّام من تقدّم الجيش واللجان في جنوب المديرية وتأمينهما مناطق متعدّدة شرقها وكذلك تمكّنهما من التقدم في جبال المقاطع ومحاصرة «اللواء 127 مشاة» التابع لقوات هادي عمدت الأخيرة إلى استقدام تعزيزات كبيرة من مأرب إلى الغيل بقيادة نجل محافظ الجوف المُعيّن من قِبَل هادي، صادق أمين العكيمي، الذي يتولّى أركان حرب محور الجوف ويقود «اللواء 155». وعلى الأثر انفجرت المعارك بين الطرفين واستمرّت لساعات، لتنتهي بمقتل نجل العكيمي وعدد من كبار القيادات العسكرية الموالية لهادي وحزب «الإصلاح» واستكمال الجيش واللجان السيطرة على مديرية الغيل والتقدّم نحو مناطق واقعة على تخوم مديرية حزم، فضلاً عن اغتنام عشرات الآليات والمعدّات العسكرية وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة.
وفي أعقاب سقوط «اللواء 127» بدأت بقية القوات والميليشيات الانسحاب فيما سلّمت كتيبة كاملة ينحدر عناصرها من قبيلة حاشد نفسها للجيش واللجان ليتمّ تأمينها من ضربات طائرات العدوان. وفي خلال اليومين الماضيين انتقلت المعارك نحو منطقة المحزمات ووادي حليف جنوب غربي الجوف بعدما دفعت قوات هادي بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة مسنودة بغارات طائرات العدوان وفي ظلّ إعلان قائد عملياتها اللواء صغير بن عزيز عن «عملية عسكرية لاستعادة الجوف». وحاولت القوات الموالية لـ«التحالف» التقدّم في منطقة المحزمات الواقعة جنوب مدينة الحزم كما حاولت تحت غطاء جوي كثيف التقدّم في وادي حليف فضلاً عن إحداث اختراق في جبهة مجزر الواقعة ما بين محافظتَي مأرب والجوف، للتقدّم نحو مديرية المصلوب.
تقدّم قوات صنعاء في الجوف ووصولها إلى مشارف مركز المحافظة أثارا فزع السعودية التي سارعت إلى محاولة شراء ولاء القبائل التي كان عدد منها أعلن انحيازه لـ«أنصار الله» خلال الأسابيع الماضية. وترى الرياض أن سقوط مدينة الحزم سيفتح الطريق لقوات الجيش واللجان نحو السيطرة على مديرية خب والشغف وصولاً إلى منطقة اليتمة الحدودية مع نجران. ونظراً إلى ارتباط الجوف بحدود صحراوية مع محافظة حضرموت الجنوبية تتخوّف الرياض أيضاً من أن يمهّد سقوطها لوصول قوات صنعاء إلى محافظة المهرة عبر الطرق الصحراوية التي تسيطر عليها القبائل المناهضة لـ«التحالف». وبفعل تلك المخاوف وصلت قيادات عسكرية سعودية برئاسة قائد «التحالف» في المنطقة العسكرية السادسة العميد عبد الله بن حصيد العنزي إلى مديرية حزم تحت مبرّر تقديم العزاء لمحافظ الجوف أمين العكيمي بمقتل نجله. وتعهّدت تلك القيادات للعكيمي بتقديم الدعم العسكري وتكثيف الإسناد الجوي مقابل المضيّ في المعركة.
في غضون ذلك تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين القوى الموالية للرياض وتلك المحسوبة على أبو ظبي على خلفية تطورات الجوف. وفيما تنبّأت قيادات من «المجلس الانتقالي الجنوبي» بسقوط محافظتَي الجوف ومأرب بيد قوات صنعاء من دون قتال بموجب ما زعموا أنها «صفقات سرية نكاية بالإمارات» اتهم وزير الدولة في حكومة هادي عبد الغني جميل في تغريدة على «تويتر» الإمارات بالوقوف وراء «مؤامرة» إسقاط المحافظتين. ودعا جميل المقرّب من الجنرال علي محسن الأحمر السعودية إلى «التدخل بقوة لإفشال المؤامرة».
المزيد في هذا القسم:
- أبطال الجيش واللجان الشعبية يتقدمون جنوب تعز ومصرع قائد المرتزقة في مديرية حيفان المرصاد نت - متابعات واصلت قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمها جنوب محافظة تعز وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة هناك فيما شكت الفصائل المسلحة من استمرا...
- ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺢ .. ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﺪﺩﹲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻘﻴﻦ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎء ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ/ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺢ ، ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ/ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ “ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌ...
- واشنطن تدعو الى عقد قمة أمريكية خليجية لبحث مواجهة الصواريخ البالستية اليمانية المرصاد نت - متابعات لاتزال الصواريخ البالستية اليمانية التي وصلت الى أهداف إستراتيجية أقتصادية وعسكرية في العمق السعودي وأبوظبي مصدر قلق كبير للولايات المتحد...
- باليستي يمني يمزق الغزاة ومرتزقتهم في باب المندب " أسماء قتلي المرتزقة" المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية صباح اليوم الاربعاء صاروخ باليستي على تجمعات الغزاة والمرتزقة في باب المندب. وأوضح مصدر عسكري أن الصاروخ الباليس...
- مقتل واصابة 18 طبيبا وجنديا يمنيا في هجوم على حافلة بعدن واغتيال عميد من الجيش بالمكلا قتل وأصيب قرابة 18 طبيبا يمنيا وجنود بالمنطقة العسكرية اليمنية الر ابعة بعدن، بعد هجوم تعرضوا له وهم على متن حافلة نقل جماعي تتبع مشستشفى باصهيب العسكري بالتواه...
- دبي تدفع فاتورة تهوّر بن زايد... والقادم أعظم ! المرصاد نت - متابعات مرّة جديدة وخلال شهر واحد تقريباً تقوم القوة الصاروخية اليمنية بالرّد على اعتداءات الإمارات المتكررة على بلادهم وإدخالها في فوضى كبيرة ود...
- موانئ اليمن .. أطماع الإمارات يحققها العدوان والـــحــرب المرصاد نت - متابعات لم تكن مطامع النظام الإماراتي بموانئ اليمن وخصوصاً ميناء عدن وليدة اليوم أو نتيجة لتدخلها العسكري فــي نطاق الــتــحــالــف العسكري علـي ...
- السيد نصر الله يدعو إلى صرخة عالمية وعربية وإسلامية لوقف العدوان على اليمن المرصاد نت - متابعات دعا السيد حسن نصر الله اليوم الأحد إلى صرخة عالمية وعربية وإسلامية لوقف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن مؤكداً أن الساكتين في العالم ع...
- حرب الإبادة بحق الشعب اليمني وصمة عار في جبين الإنسانية ! المرصاد نت - نوال أحمد إلى متى سيبقى الصمت مخيماً على المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام هذا الإجرام والظلم والطغيان الذي تمارسه قوى العدوان بحق الشعب اليمني!...
- إغلاق مطار صنعاء يحول اليمن إلى سجن كبير وتفاقم كبير في الوضع الصحي المرصاد نت - متابعات استمرار فرض الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي من قبل العدوان السعودي الأمريكي خاصةً خلف مآس إنسانية صعبة ومعاناة فاقت الوصف خاصة بعد ...