غريفيث يطرح مبادرة لتجميد العمليات العسكرية والشروع بجولة مفاوضات !

المرصاد نت - متابعات

يكثف المجتمع الدولي تحركاته في الملف اليمني لا لهدف سواء إبقاء للتحالف خيط للبقاء في اليمن فهل يكتب النجاح لجهوده؟ خلال الأيام القليلة الماضية نفذ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتنMarabbbb2020.37 غريفيث جولة مكوكية شملت صنعاء والرياض وحالياً في مأرب.

هذه الزيارات المتتالية والتي لم يكشف بعد عن تفاصيلها تتزامن مع لقاءات مكثفة للدول الكبرى برزت بالزيارة الأخيرة لوزير الخارجية البريطانية إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى الرياض إضافة إلى التحركات الدبلوماسية لسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الرياض وجميعها تأتي في وقت صعب يعيشه تحالف الحرب على اليمن بعد خسارته لنهم والجوف واقتراب قوات صنعاء من أخر معاقله في الشمال وتحديد في مأرب..

اليوم السبت وصل المبعوث الأممي إلى محافظة مأرب شرقي البلاد داعياً الى وقف فوري غير مشروط للعمليات العسكرية . واعتبر المبعوث الأممي أن "اليمن أمام خياريين إما أن تُستأنف العملية السياسية أو ينزلق مرة أخرى إلى صراع كبير" مشدداً على أن "لا بديل عن التسوية السياسية في البلاد"..

غريفيث قال لمجموعة من الصحفيين في مأرب أنا هنا في زيارة تستمر يومًا وأحدًا لمقابلة ممثلي السلطات المحلية وقادة القبائل ومجموعة من النساء والشباب وناشطي المجتمع المدني بالإضافة لبعض النازحين اليمنيين للاستماع لهمومهم ولضمان أن يسمعهم العالم أيضًاً وأضاف إن روح المغامرة العسكرية والسعي نحو تحقيق مكاسب في السيطرة على الأراضي هي غير ذات جدوى لأن تلك الحرب لا يمكن كسبها عسكريًا في ساحة الحرب. لا يوجد بديل عن تسوية سياسية يتم التوصل إليها عن طريق التفاوض من خلال استئناف مبكر لعملية السلام."

وقال غريفيث أكرر دعوتي للوقف الفوري غير المشروط  للأنشطة العسكرية وبدء عملية خفض تصعيد شاملة وجامعة تسمح بالمحاسبة والمساءلة يجب أن تٌترجم الردود الإيجابية الأولية التي تلقيتها من أطراف الصراع في اليمن بشأن هذه الدعوة لأفعال فورية على الأرض فاليمن لا يستطيع الانتظار" وتأتي زيارة غريفيث هذه بعد إعلان أحمد بن دغر مستشار هادي سقوط محافظة الجوف لصالح  سلطة صنعاء مما سيغير بحسبه موازين القوى العسكرية بصورة نهائية.

ويوم أمس أكد جريفيث ضرورة خفض التصعيد والتهدئة في كل الجبهات وصولاً إلى تجميد العمليات العسكرية مجدداً سعيه للوصول إلى حل سياسي بما يؤدي إلى رفع المعاناة عن اليمنيين. جاء ذلك خلال القاءه رئيس وزراء حكومة هادي معين عبد الملك في الرياض وشهد اللقاء مناقشة التحركات الأممية والدولية الرامية للتهدئة وخفض التصعيد وآفاق العملية السياسية، والعمل الجاد في تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في كل المناطق اليمنية.

 ووفقاً لحكومة هادي فإن غريفيث يحمل مبادرة جديدة مضمونها تجميد العمليات العسكرية في كافة المناطق اليمنية مقابل الشروع بجولة مفاوضات للحل السياسي الشامل، لا يزال الجناح القوى في حكومة هادي بقيادة علي محسن والإصلاح “يرفضها بشكل قاطع” كونها تطوي صفحتهما.. كان ذلك واضحاً من فرار علي محسن من الرياض بذريعة الاطلاع على الوضع في مأرب بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي الذي أضطر لملاحقته إلى مأرب.

من منظور صنعاء فأن وقف “العدوان” ورفع الحصار يأتي أولاً  قبل الشروع بأي مفاوضات أومشاورات لتجميد العمليات العسكرية، قد تجد مبادرة غريفيث صدى رغم أن صنعاء الأن في موضع القوي بعد الانتصارات المتتالية لها مؤخراً، لكن تبدو مهمة غريفيث معقدة في الطرف الأخر وتحديد في هادي حكومة التي تتصارع قواها ومستعدة بجر اليمن لعقود من الاقتتال حتى لا تفرط بمناصبها والمكاسب التي تجنيها يومياً من ريعان الحرب وعلى راسها محسن والاصلاح الذي رغم الضغوط الاخيرة عليها والتي وصلت حد اعتقال قياداته في الرياض – كما تتحدث تقارير اعلامية- لا يزال يراوغ في التقبل حتى بمن كانوا حلفائه بالأمس وعلى راسهم الاشتراكي والناصري وجزء من المؤتمر وهو ما دفع بهذه القوى للارتماء في احضان الد أعدائه – الإمارات - وبما يمهد لكسر ظهره في تعز أخر واهم معاقل الحزب.

وخلافاً للأحزاب الصغيرة التي تحاول العودة إلى السطح من بوابة الحرب بعد عقود من التهميش والتفكيك الممنهج، لا يزل الاصلاح يعتقد أن لديه من القوة ما يحمله على رفض كل التحركات الدولية لإنهاء معانة الملايين حول اليمن وهو الذي قال عبدالله صعتر – أبرز قاداته - أنه مستعد للتضحية بـ24 مليون مقابل بقاء مليون فقط..

لا يزال الوقت مبكر على تقييم مبادرة غريفيث الجديدة فالوضع برمته يتجه للانفجار الكبير شمالاً وجنوباً حيث قد تجد صنعاء نفسها مضطرة لتحرير مأرب في ظل التصعيد الإصلاحي وفي الساحل أيضاً قد يتكرر السيناريو ذاته والعين أيضاً على الجنوب حيث يعد الانتقالي لمعركة فاصلة ضد “حكومة هادي” في شبوة وحضرموت وربما تذهب بعدها الأطراف لجولة مفاوضات تحدد مستقبلها على ضوء تلك التطورات التي تشير معطياتها إلى احتمال كبير خروج الإصلاح “خالي الوفاض”.

المزيد في هذا القسم: