المرصاد نت - رشيد الحداد
قوبلت مساعي السلام التي تقودها سلطة صنعاء في محافظة مأرب بقيام القوى الموالية لـ«التحالف» بإعادة ترتيب صفوفها وحفر المزيد من الخنادق وإقامة تحصينات إضافية في محيط مركز المحافظة وعقد العديد من الاجتماعات العسكرية التعبوية برئاسة اللواء السعودي عبد الحميد المزيني. اجتماعاتٌ أسفرت عن إعلان القيادات العسكرية التابعة لحكومة هادي في مأرب مساء الأربعاء بإيعاز سعودي رفض الوساطة بينها وبين قيادة صنعاء داعية إلى رفع الجاهزية القتالية والاستعداد لجولة جديدة من الحرب على رغم ما تشهده صفوف القوى الموالية لـ«التحالف» من انقسام شديد بسبب سقوط محافظة الجوف بيد صنعاء وانهيار قوات هادي وميليشيات حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمون) هناك.
مصدر مقرب من «لجنة المصالحة الوطنية» في صنعاء كشف أن محافظ مأرب المحسوب على «الإصلاح»، سلطان العرادة أبدى الأسبوع الماضي مرونة في مباحثاته مع لجنة الوساطة، لكن موقفه من المبادرة التي تحفظ له مكانته كمحافظ من دون تغيير سرعان ما غَيّرته التوجيهات السعودية برفض العرض، والإعداد للمواجهة. وأشار المصدر إلى أن حرص قيادة صنعاء على السلام في مأرب ينبع من إدراكها أن المحافظة هي التي ستدفع فاتورة الحرب و«ليس حزب الإصلاح وتحالف العدوان».
وفي أعقاب نجاح الوساطات القبلية في غير منطقة من مأرب في ظلّ مزاج شعبي مائل إلى حقن الدماء وإحلال الأمن تحرّكت السعودية على خطوط عدّة من أجل عرقلة تلك التفاهمات وهو ما آتى أكله لدى عدد من القبائل ومن بينها قبيلة مراد التي ينحدر منها عدد من القيادات العسكرية في قوات هادي. لكن مصادر قبلية في المحافظة تؤكد أن أغلب القبائل «ترفض أن تكون مناطقها ساحة حرب مفتوحة وتُرجّح الحكمة ولغة الحوار لتجنيب المحافظة ويلات الحرب وهو موقف مبدئي أبداه عدد من كبار مشائخ مأرب من قبائل عبيدة ومراد والأشراف».
لكن مع ذلك لا تزال الرياض تحاول عقد لقاءات مع زعماء قبائل لكسب مواقفهم وقطع أيّ تواصل بينهم وبين صنعاء باستخدام الإغراءات المادية. ووفقاً للمصادر القبلية فإن ضباطاً سعوديين صرفوا مبالغ مالية عالية لعدد كبير من المشائخ لكن هؤلاء يُعدّون من الدرجة الثالثة في صفوف قبائلهم والكثير منهم ليس بيدهم القرار. وجاءت هذه التحركات السعودية بعدما فشلت جهود قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» في كسب ولاء القبائل التي أصبحت تكنّ عداوة للأخير بفعل سيطرته على عائدات النفط والغاز في المحافظة.
ولعلّ ما أنشده شيخ مشائخ قبلية عبيدة محسن بن عبيدة بعدما سقطت جبهة نهم أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي يعبّر بوضوح عن ذلك السخط، إذ دعا قوات الجيش واللجان الشعبية إلى التقدّم إلى مأرب معرباً عن الاستعداد للتعاون معها قائلاً: «وين عبد الملك يرسل لنا ربعه... ضاقت الناس من شرعية الداشر/ اللقاء بيننا يا حوثي الطلعة... بانسيل معك لا ما نصل صافر/ وأهل مأرب رجال الحرب والفزعة... بعد هذا البلاء ما عاد حدن صابر». وتَختصر أبيات بن عبيدة ممارسات ميليشيات «الإصلاح» بحق قبائل مأرب على مدى السنوات الأربع الماضية حيث عمدت إلى تهميش القبائل وواجهت مطالبها المشروعة بالقوة وفرضت وجودها في المحافظة عنوة.
وعلى رغم محاولات السعودية وقف قطار الوساطات قال مصدر في «لجنة المصالحة» في صنعاء أن «التواصل مع قبائل مأرب لا يزال مستمرّاً» وأن «المؤشرات إيجابية حتى الآن ومستوى الاستجابة مشجّع». على أن تحرك الرياض لوقف تقدّم الجيش واللجان شرقاً لا يقتصر على تلك الجهود بل يشمل أيضاً تنشيط الدبلوماسية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار تأتي المباحثات التي أجراها وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في الرياض ومسقط، توازياً مع زيارة وفد من الخارجية البريطانية برئاسة ستيفاني الكاك رئيس وفد صنعاء التفاوضي الموجود في العاصمة العُمانية محمد عبد السلام يوم الأربعاء. كذلك بدت لافتة الزيارة المفاجئة التي قام بها نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان للسلطنة حيث طالب بحسب بعض المصادر بتدخل عُماني لوقف تقدّم قوات صنعاء في المناطق الحدودية السعودية بعد سيطرتها على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف التي تجمعها حدود واسعة مع المملكة.
المزيد في هذا القسم:
- حجة : أكثر من 50 شهيد وجريح في مجزرة جديدة للعدوان السعودي المرصاد نت - متابعات جريمة جديدة تصاف الي الجرائم التي يرتكيها العدو السعودي أرتفع عدد شهداء زفاف بني قيس إلى أربعين شهيدا وجريح في إحصائية غير نهائية . وأ...
- تحالف العدوان السعودي يواصل مجازره وجرائمه في اليمن المرصاد نت - متابعات ارتفعت حصيلة شهداء غارات تحالف لبعدوان السعودي على محطة للوقود في مديرية عَبْس بحجة غرب البلاد إلى 18 شهيداً و 13 جريحاً وفق ما أفاد به ا...
- 3 جرائم في يوم واحد بالعاصمة : اغتيال ضابط وآخر فرنسي واستهداف حافلة لعناصر التوجيه المعنو... يتزايد النشاط الاجرامي لمسلحي وعناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية في العاصمة صنعاء بينما لا تزال قوات الجيش والأمن تخوض المعارك مع م...
- ناقلات النفط في الحديدة .. احتجاز أم ابتزاز؟! المرصاد نت - متابعات الذكاء الإعلامي السعودي في "حرب اليمن" تعجز عنه امبراطوريات الإعلام العالمي برمتها تسويق أفكار ونشر معلومات من قبل شخصيات سياسية ودبلوماس...
- تصاعد الاقتتال بين مرتزقة العدوان في تعز والمعمري إلى جهة مجهولة المرصاد نت - متابعات بسبب تقاسم الأموال المقدمة من دول العدوان بقيادة السعودية قتل وجرح عدد من المجاميع المسلحة في مدينة تعز وسط البلاد جراء اشتباكات اندلع...
- ضحايا «المجاعة الكبرى» يمنحون العالم فرصة لإنقاذهم المرصاد نت - متابعات مهددون بمجاعة وصفتها «الأمم المتحدة» بـ«الأكبر في العالم منذ عقود طويلة وضحاياها بالملايين» يشارك أبناء العاصمة ا...
- تحالف العدوان مُموّهاً عجزه وفشله بالساحل بمزاعم كاذبة المرصاد نت - متابعات تواصل قوي تحالف العدوان محاولاتها فكّ الحصار عن قواتها ومرتزقتها الموجودة على جبهة الساحل الغربي من دون أن تتمكن إلى الآن من إحداث اختراق...
- الرياض وأبوظبي .. الغرق في الوحل اليمني المرصاد نت - متابعات بعد قُرابة ثلاثة أعوام ونصف العام مِــنْ العدوان والحرب التي أعلنتها السعودية على اليمن تحت إسم تحالف عربي" افتراضي" وبمشاركة عسكرية يتيم...
- جرائم العدوان السعودي مستمره والرد اليمني يتواصل المرصاد نت - متابعات استشهد مواطنان وجرح آخرون إثر غارة سعودية على مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة غربي البلاد كما شن طيران العدوان السعودي غارات على محافظات ا...
- الغرب وأخلاق النفاق عما يجري في اليمن المرصاد نت - متابعات عندما يكون الجاني خصما سرعان ما نسمع عويل ما يسمى جماعات ” التدخلات الإنسانية” للغرب بشأن ما يحدث من نزاعات دموية بيد انها تل...